عطل مفاجئ يضرب تطبيق واتساب ويثير استياء المستخدمين حول العالم
تاريخ النشر: 13th, April 2025 GMT
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
شهد مساء أمس عطلاً مفاجئًا في خدمات تطبيق واتساب، مما أثر على عدد كبير من المستخدمين حول العالم ،وأدى هذا العطل إلى منع بعض المستخدمين في مناطق متعددة من إرسال الرسائل أو تحميل الحالات أو الوصول إلى بعض ميزات التطبيق، وهو ما أثار استياء واسع النطاق على منصات التواصل الاجتماعي.
ووفقًا لمنصة DownDetector المتخصصة في تتبع أعطال الخدمات، تم تسجيل أكثر من 3,000 شكوى من مستخدمين في دول مختلفة، مع تسجيل 90% من هذه الشكاوى بشأن مشاكل في إرسال الرسائل. ومن بين الدول التي تأثرت بالعطل كانت الولايات المتحدة وبنغلاديش والبرازيل. كما أفاد المستخدمون بوجود صعوبة في إجراء المكالمات عبر التطبيق، إلى جانب مشاكل في إرسال الرسائل الجماعية.
عطل تطبيق واتساب يثير استياء المستخدمين حول العالم
قال فرانسيس فونج بو كيو، الرئيس الفخري لاتحاد تكنولوجيا المعلومات في هونغ كونغ، إن المشاكل شملت أيضًا تأخيرًا في تحميل الحالات وتسجيل الدخول إلى التطبيق. أضاف أنه وفقًا للتقارير، تم تسجيل حوالي 597 شكوى في موقع "داونديتكتور" بحلول مساء السبت، مشيرًا إلى أن 85% من الشكاوى تتعلق بمشاكل الرسائل، بينما 12% تتعلق بوظائف أخرى للتطبيق.
وفي الوقت الذي تكهن فيه بعض المستخدمين بأن العطل قد يكون مرتبطًا بالتحديثات الأخيرة للتطبيق، واجه آخرون مشاكل مشابهة على منصات أخرى تابعة لشركة ميتا، مثل فيسبوك وإنستجرام. رغم ذلك، لم تُصدر ميتا أي بيان رسمي للتعليق على الحادثة حتى الآن.
الجدير بالذكر أن هذا العطل يأتي في أعقاب مشكلة مشابهة كانت قد ضربت واتساب في فبراير الماضي، حيث سجلت أكثر من 9,000 شكوى بسبب مشاكل في خدمات الرسائل والمكالمات، مما دفع العديد من المستخدمين للتشكيك في موثوقية تطبيق المراسلة الأشهر في العالم.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: تطبيق واتساب خدمات مناطق متعددة منصات التواصل الاجتماعي
إقرأ أيضاً:
رسائل واشنطن - طهران
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
في ليل طهران، حين تتداخل أدخنة الشاي مع دخان الغضب، وحين تُقرع طبول الحرب من وراء آلاف الكيلومترات، تصحو المدينة على رسائل لا يكتبها أحد، ولا يقرؤها أحد، لكنها تظل تهتز في الهواء كنداءٍ أبديّ لم يُستجب بعد.
طهران، تلك المدينة التي كُتب عليها أن تعيش بين الضربات الاستباقية والابتسامات المسمومة، لم تعد تقرأ العناوين الرئيسية في صحف الصباح. هي تعرف أن العالم لا يحبها، ولا يكرهها تمامًا، لكنه يحتاجها كعدوٍّ ضروري، كمرآة تُظهر له وجهه القبيح دون أن يجرؤ على كسرها.
وفي واشنطن، حيث تصنع القرارات كما تُصنع الإعلانات التجارية، لا يهم من سيُقصف، بل متى؟ لا يهم من سيموت، بل كيف سيُسوّق موته في الصحف. لا أحد في تلك المكاتب المكيفة يعرف حرارة الصيف في شيراز، أو معنى أن تُطفأ الكهرباء في الأحواز في عزّ الظهيرة.
الصراع بين إيران وأمريكا لم يكن يومًا حربًا بين دولتين، بل بين رؤيتين للعالم: الأولى ترى العالم كتابًا مفتوحًا على احتمالات الروح، والثانية تراه حاسبةً لا تُخطئ، وكل شيء فيها يجب أن يُقاس ويُراقَب ويُعاقَب.
إيران ليست بريئة، وواشنطن ليست شيطانًا كاملًا. كلاهما يُتقن لغة الابتزاز، لكنّ أحدهما يُتقنها ببلاغة الشِعر، والآخر ببرود البيروقراطيات. المشكلة ليست في من هو المخطئ، بل في أن لا أحد يريد أن يكون مُصغيًا. كل طرف يحمل سماعة مكسورة، ويتحدث إلى الآخر بصوت مرتفع، كأنّ الهدف ليس التفاهم، بل كسر طبلة أذن الخصم.
الرسائل التي تتبادلها طهران وواشنطن اليوم ليست رسائل دبلوماسية، بل شيفرات مشفّرة بالخوف، والشك، والتاريخ. رسالة تطلقها طائرة مسيّرة من دون طيّار، ورسالة تردّ عليها صواريخ قصيرة المدى من تحت الأرض. ولكنّ تحت الرماد، ثمّة رسائل لم تُكتب بعد: رسائل الأمهات، ورسائل العشاق، ورسائل الأطفال الذين يريدون أن يكبروا دون أن يحفظوا أسماء الأسلحة قبل أسماء الفصول.
في زمن كهذا، تصبح طهران امرأةً عجوزًا تكتب في الليل رسائل إلى نفسها. تكتب عن الحب، والخوف، والثأر، وتختمها بعبارة: "لم أعد أميز بين ما أدافع عنه، وما أهرب منه."
بينما تجلس أمريكا على شرفتها، تقلب تقارير استخباراتية كما تقلب أوراق مجلة، وتبتسم كلما رأت كلمة "احتواء"، كأنّ العالم لعبة فيديو، والحقيقة مجرد مؤثرات بصرية.
لكنّ الرسائل الحقيقية لا تُرسل بالبريد، ولا تُحمل في الطائرات. إنها ترتجف في قلوب من لم يختاروا هذه الحرب، ولم يُستشاروا في هذا الجنون، ومع ذلك سيدفعون الثمن كاملًا.
ربما لن تقرأ أمريكا هذه الرسائل، وربما ستُترجمها طهران إلى لغة أخرى، لكنّ الأمل الوحيد هو أن ينكسر هذا الصمت العالي، وأن تُسمع الكلمات التي لم تُقل بعد، في مدينة تعرف جيدًا كيف تُخفي دمعها تحت النقاب، وتضحك، رغم كل شيء، كأنها لم تُطعن ألف مرة من قبل.
لأن رسائل طهران، وإن لم تصل، ستظل تُكتَب. وستظل واشنطن لا تقرأ.