تستقبل مدينة سانت كاترين، اليوم الجمعة، الدكتورة نوريا سانز المدير الإقليمي لمنظمة اليونسكو بالقاهرة، ومن المقرر أن تنطلق جولتها لزيارة المزارات السياحية بالمدينة غدا السبت، وعلى رأسها زيارتها لدير سانت كاترين، ذو القيمة التاريخية والدينية والسياحية، والذى يحتوى على عدة معالم ليس لها مثيل فى العالم.

كان اللواء خالد فودة محافظ جنوب سيناء، قد التقى نوفمبر الماضي، الدكتورة "نوريا سانز" المدير الإقليمي لمكتب منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة “اليونسكو" بالقاهرة، والدكتور عبد العزيز زكي أخصائي برامج قطاع العلوم بمكتب اليونسكو الإقليمي، وذلك بمكتب المحافظ بشرم الشيخ.

جاءت الزيارة بهدف بحث سبل وأوجه التعاون بين المحافظة ومنظمة اليونسكو على هامش أعمال الدورة 27 لمؤتمر الدول الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الاطارية لتغير المناخ COP 27

تناول اللقاء سبل وأوجه التعاون بين المحافظة والمنظمة وزيادة الدعم المخصص للمناطق الاثرية والثقافية بالتنسيق مع وزارة السياحة والآثار والجهات المعنية.

وكانت الدكتورة نيفين الكيلاني، وزيرة الثقافة، قد التقت الشهر الماضي، نوريا سانز، والوفد المرافق لها؛ لبحث آليات تدعيم العلاقات الثنائية بمجالات صون وحفظ التراث، ومناقشة عدد من الترتيبات المتعلقة بمشاركة مصر في الاحتفاء بمرور 20 عامًا على اتفاقية صون التراث الثقافي غير المادي، وذلك بحضور الدكتورة نهلة إمام، مستشار وزارة الثقافة لشئون التراث الثقافي غير المادي. 

من جانبه قال خبير الآثار الدكتور عبد الرحيم ريحان عضو المجلس الأعلى للثقافة لجنة التاريخ والآثار لـ"البوابة نيوز" إن منطقة سانت كاترين رشحت تراث عالمى استثنائى باليونسكو عام 2002 لأربعة معايير، الأول والثالث والرابع والسادس، وعمارة سانت كاترين وبصفة خاصة البيوت هى عبارة عن كنز معمارى وبصفة خاصة فى علاقة البيوت بالحدائق الداخلية فى تعبير بليغ ينم عن عبقرية معمارية مع أطلال عمارة بيزنطية من القرن الرابع الميلادى، والدير مثال أولى عن العادات الشرقية عن مستوطنة مسيحية داخل منطقة هامة علاوة على العلاقة المدروسة بين الطبيعة والمبنى والروحانية التى تتميز بها المنطقة، وبه أول الكنائس المسيحية المبكرة التى صمدت فى وجه التغيير وما زالت مستعملة حتى الآن منذ القرن السادس الميلادى، كما أن موقع سانت كاترين وتوسطها بين جبل موسى مشابه للمنطقة المقدسة بالقدس مما يجعلها ذات أهمية للأديان الثلاثة. 

وأضاف: أن أهمية سانت كاترين كتراث عالمى تكمن أيضًا فى موقعها الجغرافى لسيناء والدور الذى لعبته فى تاريخ الإنسانية حيث مر بها العديد من الشخصيات والجيوش وارتباطها بنبى الله موسى مما أثّر فى ظهور دور التعبد فيها فى بقاع متفرقة وتضم قصص تخص الأديان الثلاثة كما أن تشكيلات جبالها وتغطيتها بالثلوج فى فصل الشتاء تعطيها أهمية عالمية استثنائية ، مشيرا إلى أن المعيار الأول لليونسكو هى الممتلكات التى تمثل تميزًا فنيًا بما يشمل الأعمال المميزة للمعماريين والبناه، ويتمثل فى التميز والإبداع والعبقرية، ويمثل الدير عبقرية معمارية لمنشئات من القرن الرابع وحتى القرن التاسع عشر الميلادى، والثالث الممتلكات التى تعكس إنجازًا عقلىًا أو اجتماعيًا أو فنيًا ذو أهمية عالمية التى تقف شاهدًا فريدًا أو على الأقل استثنائيًا على تقليد أو على حضارة لا تزال حية أو حضارة مندثرة أو عادات ثقافية مندثرة تمثل فى طراز العمارة البيزنطية، والمعيار الرابع يمثل الممتلك نموذج بارز من البناء أو لمجمع معمارى أو تكنولوجى أو لمنظر طبيعى (تنسيق موقع) يمثل مرحلة أو مراحل هامة من التاريخ البشرى، أو تعبر عن نمط من البناء أو مجمع معمارى أو طراز أو تنسيق حدائق ثقافية يمثل مرحلة هامة من التاريخ المتمثل فى حديقة الدير ومناظر الجبال، والمعيار السادس الممتلكات المرتبطة بأحداث تاريخية هامة أو أشخاص أو عقائد أو فلسفة، على أن يكون مقترنًا على نحو مباشر أو ملموس بأحداث أو تقاليد حية أو بمعتقدات أو بمصنفات فنية أو أدبية ذات أهمية عالمية بارزة، أو الممتلكات المرتبطة بفهم شخصيات تاريخية أو أحداث أو ديانات أو أشخاص لها استثنائية وهى حدث التجلى الأعظم وتلقى الألواح والمناجاة.

 ونوه الدكتور ريحان إلى أن اليونسكو تطلب من أى مشروع بمنطقة تراث عالمى تقارير عن المؤثرات على القيمة العالمية الاستثنائية للمنطقة وكيفية مواجهتها ومنها مثلًا فى سانت كاترين الضغط التنموى من زحف مستوطنات بدوية على المنطقة فهناك مراقبة من وزارة السياحة والآثار وتحرير محاضر لأى تعدى على حرم الدير وقد صدر القرار الوزارى رقم 509 بتاريخ 1997 بتحديد حرم للدير 2كم من كل الجهات وهناك استعدادات خاصة لمقاومة السيول ومراقبة الأضرار الناجمة عن السياحة ومنع التعدى على النباتات ومراقبة رحلات السفارى والتلوث الناتج عن الموتوسيكلات المستعملة. لافتا إلى أن مشروع التجلى الأعظم يتضمن حماية صحراء سانت كاترين والتنوع البيولوجى وعمل بنك جينات للفصائل النادرة والتراث الثقافى للبدو وإدراجه فى مخططات التنمية والإدارة وهناك برنامج واضح للحفاظ على المنطقة كتراث معمارى، ومن الجانب الاجتماعى فإن المشروع يتضمن تحويل التراث الثقافى والطبيعى ليؤدى وظيفة فى حياة المجتمع المحيط وتشجيع المجتمع باستثمار موارد فى التراث ومشاركة القيادات المحلية والأهالى فى كل مراحل المشروع ويتابع الدكتور ريحان بأن المشروع يشمل تنمية الدراسات والأبحاث العلمية الخاصة بالمنطقة وقد صدر كتابين مهمين حتى الآن للدكتور عبد الرحيم ريحان، الأول بعنوان " دير سانت كاترين منارة التسامح" والذى يرصد تاريخ الدير والمعالم المعمارية والفنية ودوره الحضارى عبر العصور وكتاب " التجليات الربانية بالوادى المقدس طوى" عن دار أوراق للنشر والتوزيع والذى يرصد قصة التجلى الأعظم منذ دخول يوسف الصديق وإخوته إلى أرض مصر آمنين مرورًا بولادة نبى الله موسى وتربيته فى مصر وخروجه الأول وحيدًا عبر سيناء حيث تجلى له المولى عز وجل حين رأى نارًا عند شجرة العليقة المقدسة وخروجه الثانى مع بنى إسرائيل حين تسلم ألواح الشريعة من على جبل الشريعة وتجلى المولى سبحانه وتعالى للجبل المقابل حين طلب نبى الله موسى رؤية ربه وهو الجبل المقابل لجبل موسى بالوادى المقدس .

وتابع: أن المشروع يتضمن رفع مستوى الوعى الجماهيرى وزيادة مشاركة السكان المحليين وتوعية المجتمع بكيفية التعامل مع مناطق التراث، وبخصوص الجانب الاقتصادى لتقييم اليونسكو فيتضمن المشروع إنشاء مركز معلومات يتضمن شبكة إلكترونية للتعريف بخدمات المواقع. وطرح المعلومات الخاصة بالتراث فى وسائل الإعلام وساحات مكشوفة للاحتفالات العامة وبذلك فهو يحقق الاستدامة فى منطقة تراث عالمى كما تشترط اليونسكو وفى الجانب الثقافى زيادة جرعة الوعى السياحى والأثرى لكل السكان داخل منطقة التراث العالمى للتعايش مع التراث ومواجهة الأخطار الثقافية المهددة للتراث من أفكار مغلوطة وتحقيق السلام والوئام الاجتماعى بين كل القائمين على أمر التراث داخل المنطقة ككل والمجتمع المحلى وتحقيق أكبر قدر من استفادة المجتمع المحلى من هذا المشروع العظيم ويوضح الدكتور ريحان أن مشروع التجلى الأعظم يراعى التدابير القانونية والعلمية والتقنية والإدارية لحماية التراث من حل لمشكلات الأهالى بالمنطقة من توفير مساكن بشكل لائق وتطوير البنية التحتية من شبكة مياه وكهرباء وخلافه ووضع الحلول المنجزة لمشاكل السيول لتحويلها إلى مصدر للمياه العذبة وترويج منتجاتهم التراثية وتطوير البازارات والمحلات بالمنطقة وعمل ورش عمل من وقت لآخر بمشاركة أهالى المنطقة وعمل معارض لمقتنيات دير سانت كاترين خارج مصر وتنظيم رحلات مدرسية وجامعية لدير سانت كاترين لتنشيط السياحة المحلية.

371463584_333384942449841_3066960919653115705_n 368462043_624179252889514_1798464757472011405_n 368423495_236701892676966_1785536965513354040_n 346124822_219781440805229_5802205344253888696_n 299507665_1253545388806086_1290729856513037071_n 278496906_2166040553571828_7816582185311785302_n 278468949_525573135589565_7471600336473111291_n

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: سانت كاترين مشروع التجلي الأعظم اللواء خالد فودة محافظ جنوب سيناء سانت کاترین

إقرأ أيضاً:

عاجل - السيسي يؤكد أهمية تأمين البحر الأحمر وباب المندب لضمان استقرار المنطقة

أكد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، اليوم الأحد، على أهمية العمل المشترك من أجل استعادة الأمن والاستقرار في مضيق باب المندب وحماية حركة الملاحة في البحر الأحمر، وذلك خلال استقباله وزير خارجية جيبوتي محمود علي يوسف في القاهرة. وشدد السيسي على أن تأمين هذه المنطقة الحيوية لا يخص دولة بعينها، بل هو مسؤولية إقليمية ودولية لضمان حرية الملاحة وسلامة التجارة العالمية.

التعاون المصري-الجيبوتي في مواجهة التحديات الإقليمية


تناول اللقاء بين السيسي ووزير خارجية جيبوتي عدة ملفات إقليمية مهمة، أبرزها الجهود المبذولة لاستعادة الأمن في البحر الأحمر، وتطورات الأوضاع في الصومال. وأكد المتحدث باسم الرئاسة المصرية أن الجانبين اتفقا على ضرورة تعزيز التعاون الثنائي والإقليمي لضمان استقرار منطقة القرن الإفريقي والحد من مخاطر التصعيد العسكري.

رفض مصري لـ "عسكرة" البحر الأحمر
من جانبه، أكد وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي خلال مؤتمر صحفي مع نظيره الجيبوتي أن مصر ترفض بشكل قاطع "عسكرة البحر الأحمر"، مشددًا على أن أمن البحر الأحمر هو مسؤولية الدول المشاطئة له فقط. وأضاف أن مصر تعارض وجود أي قوات عسكرية دائمة لدول غير مطلة على البحر الأحمر، معتبرًا أن هذا الوجود يعزز من حدة التوتر في المنطقة بدلًا من تحقيق الاستقرار.

التصعيد في البحر الأحمر: تداعيات الهجمات الحوثية


تأتي هذه التصريحات في ظل التصعيد الأخير الذي شهدته المنطقة بعد قيام جماعة الحوثي في اليمن بشن هجمات على سفن الشحن في البحر الأحمر، معلنين أن ذلك يأتي تضامنًا مع الشعب الفلسطيني وحركة حماس في غزة، في ظل استمرار الحرب الإسرائيلية التي أودت بحياة أكثر من 47 ألف فلسطيني. هذه الهجمات أدت إلى اضطراب حركة التجارة العالمية، مما أجبر العديد من مالكي السفن على تغيير مساراتهم بعيدًا عن قناة السويس واللجوء إلى طرق أطول وأكثر تكلفة عبر رأس الرجاء الصالح.

وقف إطلاق النار في غزة: نجاح دبلوماسي مصري-قطري-أمريكي


فيما يتعلق بالملف الفلسطيني، أكد عبد العاطي أنه "لم يعد هناك أي مبرر للتصعيد في البحر الأحمر" بعد نجاح الجهود المشتركة بين مصر وقطر والولايات المتحدة في التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار في غزة. وأوضح أن هذا الاتفاق خطوة مهمة نحو تهدئة الأوضاع، مع التأكيد على أهمية استكمال جهود إعادة الإعمار في القطاع دون المساس بحقوق المواطنين الفلسطينيين أو تهجيرهم من أراضيهم.

رؤية مصر لتحقيق الاستقرار في فلسطين والمنطقة
أكد وزير الخارجية المصري أن رؤية مصر واضحة فيما يتعلق بالوضع في فلسطين، مشددًا على أن "إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة" هو السبيل الوحيد لتحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة. وأضاف أن جهود إعادة إعمار غزة يجب أن تتم في إطار يحترم سيادة الشعب الفلسطيني ويضمن عودته إلى أراضيه دون أي تدخل خارجي يؤثر على هذا المسار.

مقالات مشابهة

  • عاجل - السيسي يؤكد أهمية تأمين البحر الأحمر وباب المندب لضمان استقرار المنطقة
  • السفير جمال بيومي يكشف أهمية الاجتماع السداسي العربي بالقاهرة
  • المسرح الشعبي والفنون الغنائية مرآة التراث ووجدان المجتمع المصري.. عبد الرحمن الشافعي شيخ طريقة
  • الرئيس السيسي يؤكد لـ ترامب أهمية التوصل إلى سلام دائم في المنطقة
  • تركيب أنظمة طاقة شمسية بمقياس النيل وقصر المانسترلي بالروضة ومتحف الفن الإسلامي بباب الخلق
  • بدء تركيب أنظمة طاقة شمسية بمقياس النيل وقصر المانسترلي ومتحف الفن الإسلامي
  • يا ليل يا عين| المسرح الشعبى والفنون الغنائية مرآة التراث ووجدان المجتمع المصرى.. إسهامات المبدعى من الشيخ سلامة حجازى إلى جمالات شيحة
  • ضبط 3 أشخاص بتهمة الحفر والتنقيب غير المشروع عن الآثار بالقاهرة
  • القبض على تجار الآثار في الدرب الأحمر بالقاهرة
  • ضبط 3 أشخاص بالقاهرة لقيامهم بأعمال الحفر والتنقيب غير المشروع عن الآثار