معرض الحج والعمرة .. حزمة من التسهيلات والبرامج لإنجاح الموسم
تاريخ النشر: 13th, April 2025 GMT
نظّمت وزارة الأوقاف والشؤون الدينية معرض الحج والعمرة الأول الذي افتتح صباح اليوم ويستمر لمدة 3 أيام، وذلك بمركز عُمان للمؤتمرات والمعارض، بمشاركة عدد من الجهات المعنية بقطاعي الحج والعمرة من داخل سلطنة عُمان وخارجها.
رعى حفل الافتتاح معالي الشيخ الفضل بن محمد بن أحمد الحارثي أمين عام مجلس الوزراء.
وأكد سعادة أحمد بن صالح الراشدي وكيل وزارة الأوقاف والشؤون الدينية أن الوزارة دأبت من خلال نظامها الإلكتروني لتسجيل الحجاج على تطوير منظومة العمل في هذا القطاع بما يحقق الجودة والرضا، ويواكب متغيرات الواقع، ولفت إلى أن النظام الإلكتروني لتسجيل حجاج سلطنة عُمان، والذي نال جائزة «لبيتم للتميز» من المملكة العربية السعودية كأفضل خدمة إلكترونية من بين 76 دولة، قد استقبل هذا الموسم أكثر من 40 ألف طلب، تم قبول 14 ألف حاج وفق معايير وضوابط الاستحقاق.
وأشار إلى أن الحاج هو محور هذه المنظومة، حيث تُسخَّر لأجله الإمكانيات، وتُحشد الجهود، ويتكامل الأداء بين مختلف المؤسسات المحلية والدولية، وفي هذا السياق، يأتي تنظيم معرض الحج والعمرة الأول كأكبر منصة واقعية تضم شركاء الحج والعمرة من مقدمي الخدمات، بمشاركة أكثر من ثلاثين جهة من القطاعين العام والخاص داخل سلطنة عُمان وخارجها، إلى جانب شركات الحج والعمرة.
وأكد سعادته أن المعرض يهدف إلى تعزيز الشراكة بين جميع شركاء الحج والعمرة، وتعزيز فرص التنافس بين مقدمي الخدمات، وتشجيع الإبداع والأفكار الجديدة، بما يسهم في تقديم خدمات نوعية للحجاج والمعتمرين، ويرافق المعرض فعاليات «نسك» في نسختها الحادية عشرة، التي تقدم المناسك بطريقة تفاعلية باستخدام تقنيات الواقع الافتراضي والروبوتات.
كما تم إطلاق حزمة من المبادرات التي تقدمها وزارة الأوقاف والشؤون الدينية ممثلة في بعثة الحج العُمانية لموسم 1446هـ، من بين هذه المبادرات «أوقاف بيت الرباط» لدعم المستحقين للحج من فئات الضمان الاجتماعي، والتي ستفيد أكثر من 150 حاجًا بمبلغ يزيد عن 150 ألف ريال عُماني، وأطلقت الوزارة أيضًا مبادرة «قياس جاهزية شركات الحج» لضمان أعلى معايير الكفاءة والجودة وتحسين أداء هذه الشركات بما يتماشى مع المرحلة القادمة.
ومن المبادرات النوعية كذلك، مبادرة العربات المتنقلة لخدمة كبار السن وذوي الإعاقة، حيث يتوقع أن يستفيد منها حوالي 450 حاجًا هذا الموسم، بالإضافة إلى مبادرة الأساور الإلكترونية لتتبع كبار السن والحالات المرضية الخاصة، مما يعزز الأمان ويقلل من حالات الفقدان، كما تم الإعلان عن توسيع خطة تفويج الحجاج عبر المنافذ البرية، لتشمل جميع المنافذ وتحقيق زمن عبور للحافلات إلى مخيم منى من أربع ساعات إلى نحو 45 دقيقة فقط.
وشدد سعادته على أهمية الشراكة مع مؤسسات القطاع الخاص التي أسهمت في تقديم خدمات نوعية لحجاج سلطنة عُمان، حيث يمكن الاطلاع على هذه الخدمات من خلال أركان الرعاة في المعرض، وقد كان الراعي الرئيسي بنك صحار الإسلامي، والشريك الاستراتيجي ميثاق للصيرفة الإسلامية، والراعي الماسي مؤسسة أشرقت، والراعي الذهبي البنك الأهلي الإسلامي، كما شارك في الدعم اللوجستي مجموعة عمران ومجموعة مستشفيات بدر السماء، وكان الشريك التقني الشركة العُمانية للاتصالات «عمانتل».
واختتم كلمته بالتأكيد على أن هذا المعرض لا يقدم خدمات للحجاج فحسب، بل يقدم رؤية تحمل مسؤولية، وتخفف عن الحجاج بعضًا من مشقة الرحلة، كما يهدف المعرض إلى تعزيز الثراء المعرفي والتاريخي والتوثيقي والعلمي والثقافي والشرعي من خلال برامج نوعية ومتنوعة تصاحب إقامة المعرض.
جدير بالذكر أن المعرض جاء لتحقيق مجموعة من الأهداف أهمها تعزيز الشراكة بين جميع شركاء الحج والعمرة في سلطنة عُمان بلقائهم في منصة واقعية واحدة، وإتاحة وتعزيز فرص التنافس بين مقدمي الخدمات لضيوف الرحمن، وتشجيع الإبداع والابتكار وتقديم الخدمات النوعية للحجاج، وتسهيل وسائل عرض الخدمة للحاج، ومساعدته في انتقاء الاختيار الأنسب له، وتوقيع مذكرات تعاون بين الشركاء ومقدمي الخدمات، وتعزيز الثراء المعرفي والتاريخي والتوثيقي والعلمي والثقافي والشرعي ببرامج نوعية ومنوعة تصحب إقامة المعرض.
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: الحج والعمرة
إقرأ أيضاً:
حكيلي معرض من ذاكرة الحرب الأهلية اللبنانية
بيروت- ما إن تطأ قدمك عتبة "بيت بيروت" المؤلَّف من 3 طوابق في منطقة السوديكو، التي ترمز إلى الحرب الأهلية اللبنانية، حتى تبدأ رحلة عبر الزمن تعود بك 50 عاما إلى الوراء.
وفي الطابق الأول، تشدّك ملامح المكان المحفوظة بعناية، فترى نفسك وقد انتقلت إلى زمن الحرب الأهلية، داخل مبنى كان شاهدا صامتا على أحد أكثر فصول لبنان دموية.
وتصعد الدرج الحجري بخطى بطيئة، يلفّك هواء بارد يحمل في ذراته أصواتا وذكريات، تعيدك إلى الحقبة السوداء. وكل زاوية، وكل حائط، وكل تسجيل صوتي، يعيد سرد تجربة عاشها اللبنانيون بين الخوف والنجاة، واليوم تُنقل إلى الأجيال الجديدة من خلال معرض سمعي بصري مؤثّر.
"حكيلي" معرض تفاعلي افتُتح بمناسبة ذكرى 13 أبريل/نيسان (تاريخ اندلاع الحرب الأهلية عام 1975) ويُقام في "بيت بيروت" (مبنى بركات سابقا) المعروف خلال هذه الحرب كمركز قنص للمارة.
وقد اندلعت الحرب الأهلية اللبنانية عام 1975 واستمرت حتى 1990، وشكّلت واحدة من أكثر النزاعات دموية وتعقيدًا في تاريخ الشرق الأوسط الحديث.
وبدأت الحرب نتيجة تراكمات سياسية وطائفية واجتماعية، في ظل نظام سياسي هش قائم على المحاصصة الطائفية، وقد خلّفت أكثر من 150 ألف قتيل، ومئات آلاف الجرحى والمفقودين، كما تسببت في دمار واسع للبنية التحتية ونزوح داخلي كبير.
إعلانولا يكتفي المعرض بتوثيق الذاكرة، بل يفتح المجال للبنانيين كي يرووا الحرب بلغتهم وطريقتهم، وعبر شهادات حيّة وتجارب شخصية تُحاكي الواقع، وتُحفّز على التأمل والمساءلة.
وفي هذا الفضاء، الذي تحوّل من رمز للموت إلى منصّة للبوح والحياة، يُروى تاريخ الحرب لا من خلال كتب التاريخ بل عبر أصوات الناس وذكرياتهم التي ما تزال تنبض رغم مرور العقود.
وتقول منسقة العلاقات العامة بمعرض "حكيلي" سلمى أبو عساف للجزيرة نت "هدفنا إحياء الذاكرة، لا من باب النبش في الماضي، بل فهم أسباب اندلاع الحرب، وما الذي قادنا إليها؟ وماذا خلّفت من جراح وخسائر لا تزال تنزف فينا؟".
وتضيف "نطلّ من خلال صور ومحطات حيّة من الذاكرة الجماعية اللبنانية على اللحظات التي غيّرت مجرى حياتنا، ومن هذه الإضاءة نستخلص العِبَر".
ولم يكن اختيار المبنى صدفة، فهو -كما تقول سلمى- بل لأنه يحمل آثار الحرب ذاتها، وكان ذات يوم تحفة معمارية فريدة في الشرق الأوسط، لكن المفارقة المؤلمة أن هذا الجمال تحوّل في لحظة إلى أداة قتل.
وتوضح أن هذا المبنى ليس مجرد جدران وأروقة بل ذاكرة نابضة "أردناه شاهدا على ما عاشه اللبنانيون" كي يسترجع كلّ زائر لحظة مرّ بها شخصيّا، أو رواها له والداه أو أجداده "50 عامًا مرّت على الحرب، قد يُقال إنها انتهت، لكنها لا تزال حيّة فينا وبيننا".
وتتابع منسقة العلاقات العامة "في المعرض، لا يكتفي الزائر بمشاهدة الصور بل يسمع الحكايات تُروى بأصوات من عاشوا الحرب وسجّلوها بأنفسهم، هذه التسجيلات تُبثّ في أرجاء المعرض مرفقة بتأثيرات صوتية دقيقة تعيد الزائر لحظة بلحظة إلى زمن الحرب، وكأنّه يعيشها من جديد".
وتؤكد أن المعرض يتجاوز العرض البصري والسمعي ليقدم تجربة ملموسة خاصة أنه يحتوي على مقتنيات أصلية من تلك الحقبة و"لدينا مثلًا عيادة طبيب تركها عند اندلاع الحرب، الطبيب نجا وهرب لكن أدواته وممتلكاته بقيت متجمّدة في الزمن".
وتختم "خصصنا أيضا غرفة تجسد الجدة، تلك التي تروي الحكايات لأحفادها، وهذه الغرفة تنقل أجواء جيل بأكمله، وتفاصيل الأثاث والأدوات تعيد الزائر إلى لحظة شخصية، مألوفة، ومؤثرة من المستحيل أن يدخل أحد هذا المكان دون أن يجد شيئا يشبهه أو يشبه أهله".
تقول فدى البزري عن مشاركتها في المعرض "أشارك ضمن قسم بعنوان (ما بين العوالم) المستوحى من تجربتي في فيلم (خط التماس) حيث أستعيد مشاهد من الحرب اللبنانية كما رأيتها بعيني كطفلة، مستخدمة مجسمات ودمى تتحرك بأسلوب فني تعبيري يعيد تشكيل الذاكرة بطريقة بصرية ووجدانية".
إعلانوتضيف "إلى جانب هذه العناصر يتضمن العمل شهادات حيّة ومقابلات مع مقاتلين سابقين خاضوا الحرب بأنفسهم، أردت لهذا المشروع أن يكون مساحة لحوار بين الذاكرتين الشخصية والجماعية بين ما عشناه فعلا وما لم نتمكن من قوله بعد".
وتتابع فدى "هذه أول مرة أشارك في فعالية تُعنى بإحياء ذكرى الحرب اللبنانية، لطالما شعرت أن الحديث عن تلك الحرب بات أقرب إلى الفلكلور، كأنها قصة بعيدة تُروى من خارج التجربة، رغم أننا ما زلنا نعيش وجوها متجددة من الحروب حتى اليوم".
وتوضح أنها هذا العام شعرت بالحاجة للعودة إلى الماضي لا بدافع الحنين "بل لأننا في لبنان نراكم التجارب تلو التجارب من دون توقف، ومن دون أن نمنح أنفسنا لحظة لنتأمل أو نعبر بصدق عمّا مررنا به".
وتشير إلى أن مشاركتها في هذا المعرض محاولة للتصالح مع الذاكرة، لمنح الألم شكلًا يُروى ويُحكى، بدل أن يبقى مطويًّا في الداخل.
وتروي الحوائط والغرف في المبنى قصصا ممتدة عبر الزمن، وتقول الزائرة فرح كبريت -للجزيرة نت- وهي تتنقل بين أرجاء غرفة "الجدة" إنها عندما دخلت هذه الغرفة "استولى عليّ الفضول لاكتشاف المزيد".
وأضافت أن المعرض لم يركز على التفاصيل الملموسة فقط بل شمل كل شيء حتى الروائح. ففي كل زاوية "كنت أشم رائحة الماضي، وألمس الخزانة التي تحتفظ بأسرارها. وكنت أرى عن قرب ثيابًا وأغراضًا تعود إلى 50 عامًا مضت، كان ذلك شعورًا غريبًا مزيجًا من الحنين والدهشة، وكأن الزمن قد توقف للحظة ليعيد لنا ما فقدناه".
وبدورها ترى الزائرة مريم الحاج أن هناك أهمية كبيرة لهذه التجربة بعد مرور 50 عاما فـ"لا يمكننا أن نتجاهل الحديث عن الحرب الأهلية وما جرى خلالها، أشعر بالسعادة أننا نناقش اليوم هذه الذكريات في ظل ما نعيشه من أحداث، يجب أن نستذكر ما وقع في الماضي لنتعلم منه خاصة ونحن نعيش حربًا أخرى في الوقت الحالي".