#صراع #الإخوان و #الحكومة! أين #الوطن؟
بقلم: د. #ذوقان_عبيدات
في لقاء مع خالد الكركي قال:
أنا لا أنظر للوطن الغالي من ثقب الباب! بل من قلب مثقوب!!
هذا الوطن لم يشهد زورًا!
بل شهدوا بالزور عليه!
ليس معقولًا أن يكون ثَمّةَ خطاب أو جملة من أحد ضدّ جهاز حكومي، سببًا كافيًا لكل هذا الحشد، والتوتر! الوطن على حد السيف! ليس معقولًا أن يؤدي هذا إلى استدعاء كل الغرائز، والحوار بلغة قصّ اللسان، وقطع اليد، وحبس أنفاس الجميع بانتظار الانتقام، والثأر، وإسكات المطيع قبل العاصي- وليس في وطن خالد الكركي عُصاة-.
كتبت الأسبوع الماضي عن الحالة التي عشناها بين “صراع” الإخوان، والحكومة، وقلت: أنا لا أستطيع الوقوف مع كثير من سياسات حكومية، ولا سياسات إخوانية! كما أنني لا أستطيع قول: كل ما يجب بحق الحكومة، أو بحق الإخوان خوفًا من أن يعود الطرفان للصفاء على حسابي!!
ولست أدري كيف يضع كتاب الطرفين
المجتمع على حدّ السيف!!
والوطن على حدّ السيف! ولو أن أحدًا من المثيرين يهمه استقرار الوطن لما وُلِدت هذه الأزمة!
وأقتبس بتصرف ما قاله سمير الحياري عن المتبرعين بالدفاع والهجوم:
إذا أردت أن تخسر قضية وطنية
وتسيء لمن تدافع عنهم، استضف أحد الوجوه البائسة
المستهلكة للدفاع عنها!
(١)
علاقة الإخوان بالدولة
مقالات ذات صلة مفاوضات عمان.. من يفاوض من؟ 2025/04/13لن أشارك بأي حملة ضد الإخوان، ولي أسباب عديدة لعل أهمها ظروف الشيطنة التي يتعرضون لها. ولكن سأقدم تحليلًا قد لا يقبلونه. لا يرتاح الإخوان إلى القول بأنهم تنعموا بحضن الدولة منذ الخمسينات، وأن الدولة تنعمت بدعم الإخوان الذين وقفوا معها ضدّ الأزمات القومية، واليسارية منذ أربعينات القرن الماضي!
وبالرغم من ذلك، تفاوتت العلاقات بين مدّ وجزْر عبر تاريخ الأردن، إلى أن وصلت شكل الصّدام الحالي! فالدولة كانت ينبوع الإخوان! حتى قبل فترة قصيرة، بل ما زالت هي الداعم الأكبر للإخوان تربويّا، والمصادم له سياسيّا!
(٢)
ينابيع الإخوان
اعتمد الإخوان على ينابيعَ، وروافدَ متعددة، أوصلتهم إلى ما هم عليه من عزّة، ومنَعة، وقوة!
فما هذه الروافدُ، والينابيع؟
الأول؛ هو إطلاق يدِ الإخوان في وزارة التربية منذ الخمسينات،
وزراء موالون، أو منسجمون، أو قابلون، حيث تعاقب على الوزارة
ثلاثة شيوخ، ووزيران منتميان، ووزراء محايدون حتى الثمانينات.
والثاني؛ تمثل بالمناهج الدراسية،
التي كان ممنوعًا لغير الإخوان، أو حاملي ثقافتهم العمل فيها! وتم تحميل الكتب باختلاف موادها: “علوم، تربية اجتماعية، تربية وطنية، لغة عربية، ثقافة إسلامية، رياضيات” بثقافة صديقة للإخوان! حيث تخرجت أجيال منذ الخمسينات، وحتى الآن ملتزمة بهذه الثقافة!
والثالث؛ نشوء العديد من الجمعيات الخيرية، وغير الخيرية، وآلاف المراكز، والمؤسسات الملتزمة بثقافة الإخوان.
والرابع؛ هو حرص الحكومات المتعاقبة على عدم الاصطدام معهم، حتى سيطروا على مِفصل القرار التربوي من المدرسة حتى الوزارة، وصولًا لضبط الرأي العام في المجتمع على إيقاعهم.
ففي سنة١٩٨٢ كان جميع مسؤولي التربية في الوزارة، والمديريات، وحتى المدارس من الإخوان، تنبهت حكومة زيد الرفاعي سنة ١٩٨٥، وأجرت جراحات حاسمة جدّا! كان هذا أول موقف حكومي واجه الإخوان، ولم يتكرر. حيث اختفوا من مراكز القرار، لكن ثقافة الإخوان وأدواتهم ما زالت حتى الآن!
والخامس؛ وهو الأكثر أهمية، هو ذكاء الإخوان والتحامهم بالناس، “وشرعية” الفكر الذي يحملونه جعلتهم في عمق المجتمع وضميره!
(٣)
الواقع الحالي
يمثل الإخوان ضمير غالبية الناس: ثقافيُا، ودينيُا، واجتماعيّا، ومن الطبيعي ، أن يستثمروا ذلك سياسيّا، فقد نجحوا في السيطرة على كل شيء! وها هم وحدهم أصحاب الكلمة المسموعة شعبيّا ومن دون منافس!
قلت: هذا واقع، سواء أرَدنا، أم رفَضنا، ومن يريد أن يؤثر على قوة الإخوان، فليتعامل مع روافدهم، ووقف ينابيعهم، فليس من المعقول دعمهم اجتماعيّا، وثقافيّا، و تربويّا، ومواجهتهم سياسيّا؟؟
طبعًا! أنا لا أحرّض على ذلك! لكن لا يفهم كيف ندعمهم تربويًا ، ونسمي شوارعنا بأسماء رموزهم ونواجههم سياسيًا؟!
(٤)
عبّرت عن موقفي: أنا نظريًا مع الإخوان فيما لا يسرُ الحكومة، ومع الحكومة فيما لا يسرّ الإخوان! مع التزامي: مَن لا يستطيع قول كل ما يجب، فليسكُت أيضًا!
فهمت عليُ؟!!
المصدر: سواليف
كلمات دلالية: الإخوان الحكومة الوطن ذوقان عبيدات سیاسی ا
إقرأ أيضاً:
قرقاش: هذا سبب صراعنا مع الأخوان.. ونشطاء يسخرون
انتو كنت مفكرين السودانين مساكين تسرقو أرضهم وتسكتوهم بمخيمات نزوح ومساعدات انتو حاليا في صدمة من رد الفعل على العدوان ضدنا واجمل شي بقية الشعوب العربية أصبحت واعية بدوركم الشرير في المنطقة واتفضحتو دوليا واتهزت صورة البلد الكيوت المصدرنها للعالم — Gigihh (@Gigihh28701828) April 13, 2025 قال المستشار الدبلوماسي لرئيس دولة الإمارات، أنور قرقاش، إن موقف جماعة الإخوان المسلمين من الإمارات يعكس في جوهره صراعاً بين التطرف والتسامح، وبين الأيديولوجيا والتنمية.
وقال قرقاش، في تدوينة نشرها الأحد عبر منصة "إكس"، إن "عقدة الإخوان تجاه الإمارات ليست سوى عقدة التطرف أمام التسامح، والأيديولوجيا أمام التنمية، والعجز أمام الإنجاز، والفشل أمام النجاح"، مضيفاً أن "قرناً من الشعارات لم يخلّف سوى الخراب، وما تبقى من الجماعة مجرد صدى إعلامي ضعيف وساخط".
عقدة الإخوان تجاه الإمارات ليست سوى عقدة التطرف أمام التسامح، والأيديولوجيا أمام التنمية، والعجز أمام الإنجاز، والفشل أمام النجاح. قرن من الشعارات لم ينتج إلا الخراب، وما تبقى منهم صدى إعلامي ضعيف وساخط.
المشاريع الناجحة تقاس قيمتها بازدهار المجتمعات وخدمة الشعوب. — د. أنور قرقاش (@AnwarGargash) April 13, 2025
واختتم تدوينته بالقول: "المشاريع الناجحة تُقاس بقيمتها في ازدهار المجتمعات وخدمة الشعوب".
ولم تكن هذه المرة الأولى التي يوجه فيها قرقاش انتقادات حادة لجماعة الإخوان المسلمين، إذ سبق أن اتهمهم في السادس من مارس/آذار الماضي، بالتحالف مع الجيش السوداني لعرقلة جهود السلام في السودان.
وفي تدوينة سابقة عبر منصة "إكس"، كتب قرقاش: "الأولوية في السودان الشقيق يجب أن تكون وقف إطلاق النار في هذه الحرب العبثية، والتصدي للكارثة الإنسانية الهائلة"، مضيفاً أن "الجيش وشركاءه من الإخوان المسلمين، من بقايا النظام السابق، يواصلون مناوراتهم الإعلامية لتبرير رفضهم للسلام والمسار السياسي، مع توفيرهم الحماية للمطلوبين أمام محكمة الجنايات الدولية"، في إشارة إلى الرئيس السوداني السابق عمر البشير.
الأولوية في السودان الشقيق يجب أن تكون وقف إطلاق النار في هذه الحرب العبثية المدمرة والتصدي للكارثة الإنسانية الهائلة، ولكن الجيش وشركاءه من الإخوان المسلمين من بقايا النظام السابق، يواصلون مناوراتهم الإعلامية الهزيلة لتبرير رفضهم للسلام وللمسار السياسي، بينما يوفرون الحماية… — د. أنور قرقاش (@AnwarGargash) March 6, 2025
وتأتي هذه التصريحات في وقت تواجه فيه دولة الإمارات اتهامات من قبل الحكومة السودانية بدعم قوات الدعم السريع بالسلاح والمال، وهي القوات المتهمة بارتكاب مجازر وانتهاكات واسعة النطاق في الحرب الأهلية الدائرة منذ نحو عامين.
وقدمت السودان دعوى إلى محكمة العدل الدولية تتهم فيها أبوظبي بالتواطؤ في "إبادة جماعية" ضد جماعة "المساليت" العرقية في إقليم دارفور، وهي مزاعم وصفتها الإمارات بأنها "خدعة دعائية ساخرة"، وطالبت برفضها فوراً.
يشار إلى أن الصراع في السودان أسفر عن مقتل عشرات الآلاف وتشريد أكثر من 12 مليون شخص.
عداء قديم
ويعود العداء بين الإمارات وجماعة الإخوان إلى عقود مضت، وتحديداً بعد تسريبات "ويكيليكس" التي كشفت عن أن ولي عهد أبوظبي حينها، محمد بن زايد، كان يصف كل من يتبنى الفكر المتشدد بـ"الإخوان المسلمين"، حتى خرج ذلك العداء إلى العلن عقب اندلاع ثورات الربيع العربي.
ففي آذار/مارس 2011، تقدم 132 ناشطاً ومثقفاً إماراتياً بمذكرة إلى رئيس الدولة الراحل خليفة بن زايد آل نهيان، طالبوا فيها بإصلاحات سياسية شاملة، من بينها انتخاب المجلس الوطني الاتحادي بشكل ديمقراطي ومنحه صلاحيات تشريعية كاملة.
وبعد شهر من تقديم المذكرة، شنت السلطات الإماراتية حملة اعتقالات طالت عدداً من الموقعين عليها، بينهم أطباء وأكاديميون وشخصيات منتمية لحركة "الإصلاح" ذات التوجه الإخواني، بتهم تتعلق بدعم "الفكر الإرهابي" والتآمر لقلب نظام الحكم.
ويُنظر إلى هذه الإجراءات باعتبارها بداية التصعيد الإماراتي ضد جماعة الإخوان في الداخل والخارج، والذي شمل لاحقاً دعم الثورة المضادة في مصر، أكبر دولة عربية من حيث عدد السكان.
ردود أفعال
وتوالت ردود الأفعال على تصريحات قرقاش التي وصف فيها جماعة الإخوان بالتطرف٬ حيث انتقد نشطاء هذه التصريحات متسائلين عن سبب دعم الإمارات لبشار الأسد والسيسي وحفتر وحميدتي.
بينما سأل اخر "وهل كنتم متسامحون في اليمن وسوقطرة وليبيا والسودان وسوريا ؟" في إشارة إلى دعم الثورات المضادة ودفع الملايين لإثارة الفوضي بالبلاد.
انتو كنت مفكرين السودانين مساكين تسرقو أرضهم وتسكتوهم بمخيمات نزوح ومساعدات انتو حاليا في صدمة من رد الفعل على العدوان ضدنا واجمل شي بقية الشعوب العربية أصبحت واعية بدوركم الشرير في المنطقة واتفضحتو دوليا واتهزت صورة البلد الكيوت المصدرنها للعالم — Gigihh (@Gigihh28701828) April 13, 2025
تعودنا على نغمة الإخوان من الإمارات في كل جريمة إرهابية ترتكبونها في دولة عربية تقولوا الإخوان
تزرعون الارهاب وتمسحون السكين في الإخوان — أحمد الوليد (@WBouchouic21355) April 13, 2025