على مدى العقد الماضي، أطلقت دولة الإمارات العربية المتحدة مجموعة من المبادرات للحد من اعتمادها على النفط والغاز وتطوير اقتصادها ليصبح قائمًا على المعرفة والتكنولوجيا.

وشهدت استراتيجية التنويع استثمارًا قائمًا على الحكومة في مجموعة متنوعة من القطاعات الواعدة، بما في ذلك قطاع تكنولوجيا الفضاء الناشئ.

وفي يوم المرأة الإماراتية، حيث نحتفي بإنجازات نساء الإمارات ونفكر في كيفية دعم طموحاتهن للمستقبل، أود أن أسلط الضوء على مجموعة الفرص المتزايدة للأفراد الطموحين في صناعة تكنولوجيا الفضاء المزدهِرة في الإمارات.

تأسست وكالة الإمارات للفضاء في عام 2014 لدفع الأبحاث والاستكشاف في علوم الفضاء. وتهدف الدولة إلى تطوير قطاع فضاء وطني عالمي يدعم التنمية المستدامة ويشجع الإماراتيون الشبان على أن يصبحوا علماء فضاء ورواد تكنولوجيا. وستكون البحوث التعاونية والتطوير والشراكات بين القطاعين العام والخاص حيوية لتحقيق هذه الأهداف.

وفي السنوات الأخيرة، أطلقت الإمارات أول رائد إماراتي في الفضاء، وهبطت مركبة فضائية على المريخ، وأطلقت الصندوق الوطني للفضاء بقيمة 3 مليارات درهم لدعم نمو اقتصادها الفضائي. وتفتح هذه النوعية من المبادرات آفاقًا للتطوير الوظيفي للإماراتيين لم تكن موجودة من قبل.

وكانت الشريحة الأولى من استثمار الصندوق الوطني للفضاء في مجموعة من الأقمار الصناعية ذات الرادار ذات الفتحة الاصطناعية (SAR)، وذلك في الوقت الذي كان يستغرق إطلاق الأجيال السابقة من خدمات الأقمار الصناعية التجارية التقليدية يتطلب ثلاث سنوات، وكانت تكلفتها ملايين بالإضافة إلى الأجهزة التي تزن أطنانًا، ولكن مع الأقمار الصناعية الجديدة، والتي تم تصميمها لتكون أصغر حجما وبأسعار معقولة، تكون جاهزة للإطلاق في غضون أشهر مما يمكن الحكومات والشركات من امتلاك أساطيلها الخاصة.

وتتميز أقمار SAR الصناعية بقدرتها على الرؤية عبر السحب والدخان وحتى التقاط صور للأرض ليلاً، مما يشكل استفادة كبيرة للحكومات والشركات التي يمكنها الوصول إلى الصور من التغطية المستمرة للأحداث على الأرض في جميع الظروف الجوية.

وبالنسبة لدولة ذات ظروف جغرافية مماثلة لدولة الإمارات العربية المتحدة، يمكن لمجموعة من أقمار البحث والإنقاذ الصناعية أن تقود مجموعة واسعة من التطبيقات – على سبيل المثال، في اكتشاف وتخطيط الاستجابات للانسكابات والتسربات النفطية؛ وفي مراقبة البنية التحتية للموانئ والبحرية، بما في ذلك شحنات البضائع وحجم تخزين النفط؛ وتوليد معلومات استخباراتية قابلة للتنفيذ بشأن الأنشطة البحرية.

ويعد برنامج الأقمار الصناعية SAR هو خطوة نحو تطوير نظام فضائي أوسع في الإمارات، والذي سيوفر مجموعة من الفوائد الاستراتيجية للدولة – مثل تعزيز خصوصية البيانات وسيادتها، ومواصلة بناء القدرات المحلية لاستكشاف الفضاء.

وتدرك دولة الإمارات العربية المتحدة أنه لتحقيق النجاح في أي صناعة وسط منافسة دولية شديدة، من الضروري أن تتمكن الدولة من الاستفادة من جميع المواهب المتوفرة لديها. وبناء على ذلك، فقد جعلت توسيع مشاركة المرأة في التنمية الاقتصادية أولوية وطنية، وقطعت خطوات كبيرة في معالجة عدم المساواة بين الجنسين في مكان العمل. الإمارات تحتل المرتبة الأولى في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، والمرتبة 24 عالمياً في مجال إدماج المرأة والعدالة والأمن. ومن بين خريجي دولة الإمارات العربية المتحدة في مجالات العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات (STEM)، فإن 41% منهم من النساء.

لكي تتمكن الإمارات من ترسيخ مكانتها في مقدمة صناعة تكنولوجيا الفضاء الجديدة، أناشد العالمات والمهندسات الإماراتيات أن ينظرن في المساهمات التي يمكنهن تقديمها للقطاع.

ولجميع النساء الإماراتيات صاحبات الرؤى المستوحاة من إمكانات استكشاف الفضاء والابتكار التكنولوجي، أتقدم بدعوة صادقة للشروع في رحلة تحويلية معنا في ICEYE في الإمارات العربية المتحدة. وبينما نواصل تشكيل مستقبل مراقبة الأرض من خلال تكنولوجيا الأقمار الصناعية المتطورة، فإننا نبحث عن رواد يتوقون إلى تخطي الحدود وتحدي المعايير والمساهمة بخبراتهم الفريدة في فريقنا الديناميكي المتنامي في دولة الإمارات العربية المتحدة.

بقلم: جميل قعوار، نائب رئيس شركةICEYE عن منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا


المصدر: جريدة الوطن

كلمات دلالية: دولة الإمارات العربیة المتحدة الأقمار الصناعیة تکنولوجیا الفضاء مجموعة من

إقرأ أيضاً:

نجاح إطلاق القمر الاصطناعي «اتحاد سات»

دبي (الاتحاد)
أعلن مركز محمد بن راشد للفضاء، أمس، نجاح إطلاق القمر الاصطناعي «اتحاد سات»، أول قمر اصطناعي راداري يطوره فريق المركز، وذلك من قاعدة فاندنبرغ الجوية في كاليفورنيا، الولايات المتحدة الأميركية، على متن صاروخ «فالكون 9»، في تمام الساعة 10:43 صباحاً بتوقيت الإمارات. واستقبل فريق مركز محمد بن راشد للفضاء في المحطة الأرضية بدبي أول إشارة بنجاح في تمام الساعة 12:04 مساءً بتوقيت الإمارات. 
ويمثل «اتحاد سات» خطوة نوعية ضمن برنامج تطوير الأقمار الاصطناعية في المركز، حيث يعد الأول من نوعه المزود بتقنية التصوير الراداري، مما يعزز قدرات المركز في مجال رصد الأرض باستخدام أحدث التقنيات. يتميز القمر الاصطناعي الجديد بقدرته على التقاط صور عالية الدقة في جميع الظروف الجوية، ليكون إضافة استراتيجية لجهود الإمارات في تطوير حلول فضائية مبتكرة.
تم تطوير «اتحاد سات» ضمن شراكة استراتيجية مع شركة «ساتريك إنشيتيف» الكورية الجنوبية، حيث قاد فريق مركز محمد بن راشد للفضاء عملية تحديد الخصائص التقنية للقمر الاصطناعي، قبل الانتقال إلى مرحلة التصميم الأولي والاختبار التقني لضمان الامتثال لأعلى المعايير العالمية. 
في المراحل المتقدمة من المشروع، تولى مهندسو المركز قيادة عمليات التصميم النهائي والتصنيع بالشراكة مع خبراء من «ساتريك إنشيتيف»، ما يعكس التزام المركز بتعزيز القدرات الوطنية في قطاع الفضاء، عبر نقل المعرفة وتوطين التقنيات المتقدمة.
رؤية طموحة  
عن نجاح إطلاق القمر الاصطناعي، قال معالي الفريق طلال حميد بالهول، نائب رئيس مركز محمد بن راشد للفضاء: «تمضي الإمارات العربية المتحدة بثبات نحو ترسيخ مكانتها بين الدول الرائدة في تكنولوجيا وعلوم الفضاء؛ بفضل رؤية قيادتنا الرشيدة ودعمها المتواصل لهذا القطاع الحيوي. نعبّر عن امتناننا لهذا الدعم الذي أثمر اليوم عن إنجاز جديد بإطلاق القمر الاصطناعي (اتحاد سات)، والذي يمثل خطوة استراتيجية نحو تطوير قدراتنا في رصد الأرض وجمع البيانات لدعم التنمية المستدامة. كما يفتح هذا الإنجاز آفاقاً جديدة للاستفادة من التقنيات الفضائية في مجالات متنوعة تخدم الدولة. سنواصل التقدم بخطى واثقة نحو تحقيق نهضة تكنولوجية مستدامة تعزز مكانة دولتنا وترسخ دورها الفاعل على الساحة العالمية». 
وقال حمد عبيد المنصوري، رئيس مجلس إدارة مركز محمد بن راشد للفضاء: «نجحنا في إطلاق القمر الاصطناعي (اتحاد سات)؛ بفضل دعم ورؤية قيادتنا الرشيدة، ما يعكس التطور الكبير الذي تحققه دولة الإمارات في قطاع الفضاء، ويعزز ريادتها في هذا المجال الحيوي. هذه الخطوة تمثل التزامنا بتطوير برنامج الإمارات الوطني للفضاء، واستمراراً لاستراتيجيتنا الوطنية الطموحة في تعزيز الابتكار والتكنولوجيا الفضائية، وهي جزء من رؤية طويلة المدى تهدف إلى تمكين الأجيال القادمة لتكون جزءاً من تقدم مستدام في مجال الفضاء. نحن ماضون في تحقيق المزيد من الإنجازات التي تسهم في تعزيز ريادتنا الفضائية». 

أخبار ذات صلة الحكام يواصلون تقبل التهاني بالشهر الفضيل بتوجيهات الشيخة فاطمة بنت مبارك.. «الحق في الهوية والثقافة الوطنية» شعار يوم الطفل الإماراتي 2025

بدوره، قال سالم حميد المري، مدير عام مركز محمد بن راشد للفضاء: «يعد إطلاق (اتحاد سات) خطوة محورية في برنامج تطوير الأقمار الاصطناعية في المركز، وإضافة هامة إلى سلسلة النجاحات التي تحققها دولة الإمارات في مجال الفضاء. هذا التطور يعكس الدعم المستمر من قيادتنا الرشيدة ورؤيتها الطموحة لمستقبلنا في هذا القطاع الاستراتيجي. كما يمثل تجسيداً للقدرة الإماراتية على تطوير تقنيات متقدمة في مجال الفضاء، من خلال شراكات استراتيجية مع المجتمع الفضائي الدولي تهدف إلى تبادل الخبرات وتعزيز التعاون، مما يسهم في تحقيق أهدافنا نحو الريادة في تقنيات الفضاء عالمياً».
من جانبه، قال كيم إيول، المدير التنفيذي ورئيس شركة ساتريك إنشيتيف: «نهنئ دولة الإمارات على نجاح إطلاق القمر الاصطناعي (اتحاد سات)، الذي يعد إنجازاً يعزز قدراتها في مجال رصد الأرض، ويؤكد أهمية التعاون الدولي في تطوير قطاع الفضاء. وبصفتنا شريكاً طويل الأمد، نفخر في (ساتريك إنشيتيف) بتعاوننا مع مركز محمد بن راشد للفضاء في تطوير قمر اصطناعي متقدم يعمل بتقنية الرادار، ونتطلع إلى مواصلة هذا التعاون المثمر مع المركز ودولة الإمارات لدفع عجلة الابتكار والمساهمة في رسم ملامح مستقبل تكنولوجيا الفضاء».
إمكانات تقنية متطورة 
يمثل «اتحاد سات» خطوة نوعية جديدة في تقنيات الأقمار الاصطناعية التي يمتلكها مركز محمد بن راشد للفضاء، حيث تتكامل تقنية التصوير الراداري مع الأقمار الاصطناعية التي تعتمد على التصوير بالكاميرا.
ويتميز «اتحاد سات» بتكنولوجيا متطورة لرصد الأرض بدقة عالية في مختلف الظروف الجوية والبيئية المتنوعة، وفي أوقات اليوم كافة ليلاً ونهاراً. كما يوفر ثلاثة أنماط للتصوير، تصوير دقيق لمناطق صغيرة، وتغطية واسعة للمساحات الكبيرة، ورصد ممتد لمناطق أطول. كل هذه التقنيات تجعل منه أداةً حيوية لخدمة قطاعات متعددة، بدءاً من اكتشاف تسربات النفط، مروراً بإدارة الكوارث الطبيعية، وتتبع حركة الملاحة البحرية، ودعم الزراعة الذكية، والمراقبة البيئية الدقيقة. كما ستتم معالجة البيانات التي سيوفرها «اتحاد سات» بتقنيات مزودة بالذكاء الاصطناعي. 
وتُعتبر تكنولوجيا التصوير الراداري هي إحدى تقنيات التصوير المتطورة التي تمكن الأقمار الاصطناعية من التقاط صور عالية الدقة لسطح الأرض في جميع الظروف، بغض النظر عن الطقس أو الوقت من اليوم. على عكس الكاميرات التقليدية، تعتمد تكنولوجيا التصوير الراداري على موجات الرادار التي تسمح برؤية ما وراء السحب، والظلام، وحتى الأمطار.
وسيتم تشغيل القمر الاصطناعي وإدارته من قبل مركز التحكم بالمهمات في مركز محمد بن راشد للفضاء، حيث ستعمل الفرق المختصة على إدارة العمليات وتحليل البيانات المرسلة من القمر الاصطناعي إلى الأرض.

مقالات مشابهة

  • التقسيم والدولة الشيعية: جدل جديد في الفضاء السياسي العراقي
  • نجاح إطلاق القمر الاصطناعي «اتحاد سات»
  • رئيس الوزراء يتفقد وكالة الفضاء المصرية.. ويؤكد التزام الدولة بدعم وتطوير القطاع
  • رئيس الوزراء يتفقد منظومة محاكاة البيئة الفضائية
  • مصر تبحث إنشاء منصة للأقمار الصناعية من طراز ميكروسات
  • رئيس الوزراء يتفقد وكالة الفضاء المصرية.. ويطلع على أحدث التطورات في مجال تكنولوجيا علوم الفضاء| صور
  • «مجموعة الإمارات» تستضيف مجلس رحلتي
  • بقرار أمريكي أوروبي.. حجب قناة الأقصى الفضائية عن الظهور في كافة الأقمار الصناعية
  • حجب قناة الأقصى الفضائية عن الظهور في كافة الأقمار الصناعية
  • دولة أوروبية جديدة تؤيد الخطة العربية لإعادة إعمار غزة