الأحزاب الجديدة في العراق بين آمال التغيير ومخاطر التشرذم السياسي
تاريخ النشر: 13th, April 2025 GMT
بقلم : الحقوقية انوار داود الخفاجي ..
مع اقتراب موعد الانتخابات البرلمانية في العراق، تشهد الساحة السياسية نشاطاً ملحوظاً في تأسيس أحزاب جديدة، في مشهد يعكس رغبة ملحة في تجديد الطبقة السياسية وتقديم بدائل للأحزاب التقليدية التي هيمنت على الحياة العامة طيلة السنوات الماضية. يعكس هذا الحراك السياسي المتجدد توق العراقيين إلى خيارات جديدة، تعيد إليهم شيئاً من الثقة بالعملية الديمقراطية، التي تعرضت للاهتزاز جراء الأزمات المتلاحقة.
تقدم هذه الأحزاب الجديدة زخماً واضحاً في المشهد السياسي من خلال طرح برامج تلامس هموم المواطن اليومية، من توفير فرص العمل إلى تحسين الخدمات العامة ومكافحة الفساد الإداري. ويبدو أن هذه التشكيلات السياسية تحاول أن تنأى بنفسها عن الخطابات التقليدية التي كثيراً ما ركزت على الانقسامات الطائفية أو القومية، متبنية بدلاً من ذلك خطاباً وطنياً جامعاً يعزز فكرة المواطنة ويسعى لبناء دولة مؤسسات قوية.
كما أن اعتماد هذه الأحزاب على أدوات الاتصال الحديثة، لا سيما وسائل التواصل الاجتماعي، أعطاها القدرة على الوصول إلى فئات واسعة من المجتمع، خاصة الشباب. وقد أسهم هذا التفاعل المباشر في تعزيز الوعي السياسي، وفي تشجيع شرائح عديدة كانت تعزف سابقاً عن المشاركة في الانتخابات، على الانخراط مجدداً في الحياة السياسية.
ورغم هذه الإيجابيات، لا تخلو الظاهرة من تحديات وسلبيات واضحة. فالتكاثر الكبير للأحزاب، من دون وجود تحالفات سياسية واضحة أو برامج مدروسة بعناية، قد يؤدي إلى تشتيت أصوات الناخبين الساعين إلى التغيير، وهو ما قد يصب في مصلحة الأحزاب التقليدية التي تملك خبرة واسعة في إدارة الحملات الانتخابية وتأمين الكتل التصويتية.
كذلك، فإن ظهور بعض الأحزاب بدوافع شخصية أو لأغراض ضيقة قد يحوّل هذه الظاهرة إلى عبء على العملية الديمقراطية. إذ تخشى أوساط سياسية ومجتمعية أن تكون بعض هذه الأحزاب مجرد واجهات لمصالح معينة، أو أدوات لتوسيع رقعة المحاصصة السياسية بدلاً من تجاوزها. مثل هذا السيناريو قد يفاقم من حالة الانقسام السياسي ويعطل تشكيل حكومة قادرة على الاستجابة لتحديات المرحلة المقبلة.
كما أن كثرة الأحزاب الصغيرة داخل البرلمان قد تؤدي إلى برلمان مشتت وغير قادر على إنتاج قرارات حاسمة، مما يفتح الباب أمام مزيد من المساومات السياسية ويعقد عملية تشكيل الحكومة، وهو أمر عانى منه العراق في دورات سابقة.
في المحصلة، يمكن القول إن الأحزاب الجديدة في العراق تمثل، من حيث المبدأ، فرصة حقيقية لإعادة تنشيط الحياة السياسية وبث الأمل في إمكانية الإصلاح والتغيير. لكن نجاح هذه التجربة يعتمد إلى حد بعيد على مدى نضج هذه الأحزاب، وقدرتها على توحيد جهودها، وتقديم برامج قابلة للتنفيذ تعيد ثقة المواطن بالعملية السياسية. فالعراق بحاجة اليوم إلى قوة سياسية متماسكة تضع المصلحة الوطنية فوق الاعتبارات الضيقة، وتمضي نحو بناء دولة مستقرة تعكس تطلعات شعبها
انوار داود الخفاجيالمصدر: شبكة انباء العراق
كلمات دلالية: احتجاجات الانتخابات البرلمانية الجيش الروسي الصدر الكرملين اوكرانيا ايران تشرين تشكيل الحكومة تظاهرات ايران رئيس الوزراء المكلف روسيا غضب الشارع مصطفى الكاظمي مظاهرات وقفات هذه الأحزاب
إقرأ أيضاً:
أين تقع القواعد الأمريكية في الشرق الأوسط؟ وما هي التعزيزات التي أرسلها ترامب؟
عُمان – تُجري الولايات المتحدة وإيران مفاوضات اليوم السبت بسلطنة عُمان، بينما كرر الرئيس دونالد ترامب مؤخرا تهديده بعمل عسكري ضد طهران إذا لم توافق على اتفاق بشأن برنامجها النووي.
وتشتبه الدول الغربية في سعي إيران لامتلاك أسلحة نووية، وهو ما تنفيه طهران، في حين قال ترامب إنه إذا لم تتوصل الجمهورية الإسلامية إلى اتفاق، “سيكون هناك قصف، وسيكون قصفا لم يروا مثله من قبل”.
هذا في حين أكدت إيران أن تداعيات ردها في حال تعرض البلاد لأي هجوم ستفتح فصلا جديدا في معادلات الإقليم والعالم.
وفي ما يلي، معلومات عن الوجود العسكري الأمريكي في الشرق الأوسطـ حسب وكالة “رويترز”:
أين تقع القواعد الأمريكية في الشرق الأوسط؟
لطالما أدارت الولايات المتحدة قواعد في أنحاء الشرق الأوسط، وأكبرها قاعدة العديد الجوية في قطر، التي بُنيت عام 1996، بناء على عدد الأفراد.
وتضم الدول الأخرى التي تنشر فيها الولايات المتحدة قواتها البحرين والكويت والمملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة.
يوجد عادة حوالي 30 ألف جندي أمريكي في جميع أنحاء المنطقة، وهو انخفاض حاد مقارنة بالفترة التي شاركت فيها القوات الأمريكية في عمليات كبرى حيث كان هناك أكثر من 100 ألف جندي أمريكي في أفغانستان عام 2011، وأكثر من 160 ألف جندي في العراق عام 2007.
وللولايات المتحدة ما يقرب من 2000 جندي في سوريا في قواعد صغيرة، معظمها في الشمال الشرقي. ويتمركز حوالي 2500 جندي أمريكي في العراق، بما في ذلك في موقع “يو إس يونيون 3” في بغداد.
ما هي التعزيزات التي أرسلها ترامب؟
صرح البنتاغون بأنه عزز قواته إلى الشرق الأوسط في الأسابيع الأخيرة. كما نقل ما يصل إلى ست قاذفات “بي-2” في مارس إلى قاعدة عسكرية أمريكية بريطانية في جزيرة دييغو غارسيا بالمحيط الهندي، وهو ما قال الخبراء إنه سيضعها في موقع مثالي للتدخل السريع في الشرق الأوسط.
وأفاد وزير الدفاع الأمريكي بيت هيغسيث بأن الأمر متروك لإيران لتقرر ما إذا كانت ستفسر هذا على أنه رسالة إلى طهران.
كما أرسل البنتاغون طائرات أخرى ومزيدا من معدات الدفاع الجوي، بما في ذلك كتيبة دفاع صاروخي من طراز باتريوت.
وتتواجد حاملتا طائرات أمريكيتان في الشرق الأوسط، تحمل كل منهما آلاف الجنود وعشرات الطائرات.
لماذا تتمركز القوات الأمريكية في المنطقة؟
تتمركز القوات الأمريكية في الشرق الأوسط لأسباب متعددة.
ففي بعض الدول، مثل العراق، تقاتل القوات الأمريكية مسلحي تنظيم الدولة الإسلامية (داعش).
ويوجد في الأردن، مئات المدربين الأمريكيين، ويُجرون تدريبات مكثفة على مدار العام.
كما تتواجد القوات الأمريكية في دول أخرى، مثل قطر والإمارات العربية المتحدة، كضمان أمني، وللتدريب، وللمساعدة في العمل العسكري الإقليمي عند الحاجة.
وتشن الولايات المتحدة حملة قصف جوي ضد قوات الحوثيين في اليمن.
هل تتعرض القواعد الأمريكية في المنطقة لهجمات متكررة؟
القواعد الأمريكية منشآت شديدة الحراسة، تشمل أنظمة دفاع جوي للحماية من الصواريخ أو الطائرات المسيرة. لا تتعرض المنشآت في دول مثل قطر والبحرين والمملكة العربية السعودية والكويت عادة لهجمات.
لكن القوات الأمريكية في العراق وسوريا تعرضت لهجمات متكررة في السنوات الأخيرة.
فمنذ عام 2023، شنّت حركة الحوثيين اليمنية أكثر من 100 هجوم على سفن قبالة سواحل اليمن، قائلين إنها كانت تضامنا مع الفلسطينيين في حرب إسرائيل على غزة مع حركة الفصائل الفلسطينية.
وشملت هذه الهجمات ضربات بطائرات مسيّرة وصواريخ على سفن تابعة للبحرية الأمريكية في المنطقة.
المصدر: “رويترز”