أمريكا.. خطوات متسارعة نحو الانهيار
تاريخ النشر: 13th, April 2025 GMT
كتب: المحرر السياسي*
جاء الخروج المليوني في العاصمة صنعاء والمحافظات أمس الجمعة تحت شعار “جهاد وثبات واستبسال.. لن نترك غزة”، ليؤكد استمرار موقف اليمن المساند لغزة في مواجهة العدوان والتصعيد الأمريكي الإسرائيلي، حشود مليونية خرجت بهمة عالية انطلاقاً من المسؤولية الدينية والأخلاقية والإنسانية، حتى إيقاف العدوان ورفع الحصار عن قطاع غزة.
لقد كان الشعب اليمني وما يزال من أكثر الشعوب العربية والإسلامية وقوفاً مع الشعب الفلسطيني منذ الطلقة الأولى للثورة الفلسطينية حتى اليوم، وهو موقف استراتيجي أثبتته وقائع وأدبيات الثورة الفلسطينية التي تشيد دائماً بهكذا مواقف لدعم مسيرة النضال الوطني الفلسطيني.
قائد الثورة السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي أكد في كلمته الأخيرة أن المسؤولية تتضاعف على الجميع، مقابل تعنت العدو الإسرائيلي الذي بات من الواضح أنه لا تهمه مسألة الأسرى، وقد أصبح واضحاً حتى لدى الكثير من الإسرائيليين أن المجرم نتنياهو وزمرته التي هي أشد إجراماً على مستوى العالم لا تهمهم مسألة الأسرى لأن الاتفاق كان كفيلاً بتحقيق هذا الهدف.
وإذا ما أخذنا المسألة بُبعد نظر أكثر ستتضح لنا أمور أكثر أهمية لعل أبرزها أنه ما كان لإسرائيل أن تذهب إلى أبعد مدى من التعنت فيما يتعلق بعملية السلام ومفاوضات الأسرى، لولا وجود القوة الأمريكية المهيمنة والداعمة لكيان العدو وتكفلها بحمايته وحراسته أمنياً وعسكرياً.
العالم كله يعرف أنه لولا أمريكا وبريطانيا لما كانت إسرائيل أصلاً، فهي ليست سوى كيان وظيفي تم زرعه في المنطقة العربية لتؤدي دوراً استخباراتياً لحماية المصالح الأمريكية والبريطانية والغربية، حتى الأمريكان والبريطانيين والدول الأوروبية الاستعمارية تعرف هذه الحقيقة.
والشيء المؤسف أيضاً أنه حتى قادة ما تسمى بالدول العربية والإسلامية يعرفون هذه الحقيقة، لكنهم أضعف من أن يتخذوا موقف حق لنصرة القضية الفلسطينية بعد أن أفرغت أمريكا وبريطانيا أنظمتهم من محتواها وأصبحت تدار بالريموت وتعمل بما يُملى عليها.
لقد كانت أمريكا وبريطانيا أصل الشر في العالم، وسيستمر هذا التوصيف لهاتين الدولتين الاستعماريتين لفترة قادمة مع الأسف، إلى أن تتضح ملامح أقطاب جديدة على مستوى العالم هي اليوم قيد التشكل تعمل عليها روسيا والصين لكسر هيمنة القطب الواحد وتعمل أمريكا وبريطانيا ليل نهار ضد أي محاولات من هذا النوع حفاظاً على مصالحهما الاستعمارية.
لم تعد أمريكا ذلك البعبع العسكري المخيف، والتي اتخذت من عمل الشرطي الدولي وسيلة للهيمنة على البحار والمحيطات واحتلال الدول لسرقة ثرواتها ومقدراتها، بحيث آفاق العالم على مواجهة القوات اليمنية للآلة العسكرية الأمريكية وباقتدار، ما رفع معنويات كل سكان الأرض لمواجهة هذه الدولة التي أدق توصيف لها أنها أشبه ما تكون بنمر من ورق ليس إلا.
لقد سطرت البحرية اليمنية ملحمة عسكرية بطولية بإمكانياتها المتوفرة لمواجهة حاملات الطائرات المتطورة والقطع البحرية التابعة لها، في عمل عسكري جبار سيقف عنده الخبراء العسكريون طويلاً بالدراسة والتحليل.
*وكالة الأنباء اليمنية سبأ
المصدر: يمانيون
كلمات دلالية: أمریکا وبریطانیا
إقرأ أيضاً:
ندوة: المغرب وفرنسا في حاجة إلى فكر استراتيجي جديد على خلفية عالم يشهد تحولات متسارعة
أجمع مشاركون، في لقاء نظم ضمن برمجة الجناح المغربي في مهرجان باريس للكتاب (11- 13 أبريل)، أن كلا من المغرب وفرنسا في حاجة إلى فكر استراتيجي جديد على خلفية عالم يشهد تحولات متسارعة.
وأوضحوا أن المغرب، بفضل موقعه الجغرافي والمبادرة الملكية الأطلسية، وفرنسا، إحدى أكبر القوى البحرية، يمكنهما أن يضطلعا بدور محوري في النظام الاقتصادي العالمي الجديد.
وخلال مداخلتهم في هذا اللقاء الذي نظم حول موضوع « المغرب، مصير أطلسي: المغرب – فرنسا، محيط مشترك »، أجمع كل من عبد الله ساعف، وإدريس الكراوي، رئيس الجامعة المفتوحة بالداخلة وعضو أكاديمية المملكة، وألان جويي، الرئيس الفخري لأكاديمية الذكاء الاقتصادي، على أن البلدين في حاجة إلى فكر استراتيجي جديد من أجل الاستجابة لطموحاتهما المشتركة في عالم يشهد تحولات جيوسياسية واقتصادية متسارعة.
وفي هذا الصدد، أشار ساعف إلى أن البلدين مدعوان إلى معالجة التحديات المشتركة الكبرى في عالم يواجه تحديات جديدة وحالة جديدة من عدم اليقين.
وأبرز أن الشراكة الاستراتيجية بين البلدين في منطقة أفرو-أطلسية وأورو-متوسطية واسعة تشكل حجر الزاوية لمستقبل مزدهر مشترك.
من جهته، تطرق ادريس الكراوي إلى المحاور الرئيسية للمبادرة الملكية الأطلسية، مشيرا إلى أن المغرب ي هيئ مستقبله البحري من خلال استراتيجية وطنية تجعل من تطوير الموانئ أحد ركائزها الأساسية. وذك ر بأن عدد الموانئ في المغرب ارتفع من 7 في خمسينيات القرن الماضي إلى 46 في عام 2022، في حين أن ميناءين رئيسيين هما طنجة المتوسط والدار البيضاء يكتسيان أهمية كبرى على مستوى العالمي.
وبحسب قوله، فإن المبادرة الملكية الأطلسية لن تكرس مركزية إفريقيا في الاقتصاد العالمي فحسب، بل ست تيح أيضا إرساء « منطق حقيقي للتنمية المشتركة ».
ويرى الكراوي أن المغرب وفرنسا، بما يتمعان به من مؤهلات استراتيجية، يمكنهما أن يلعبا دورا رئيسيا في النظام الاقتصادي العالمي الجديد الذي يتشكل.
من جانبه، اعتبر جويي أنه في هذا النظام العالمي الجديد، يمكن للمغرب، بفضل ثرواته الحقيقية وقدراته البحرية الكبيرة، أن يحجز لنفسه مكانة بارزة في الاقتصاد البحري الجديد.
وقال إن المملكة، التي تعتبر مركزا لا غنى عنه لأوروبا عموما، وفرنسا على الخصوص، في طريقها إلى أن تصبح منصة « استثنائية » في النظام الاقتصادي العالمي الجديد.
وأضاف أن المبادرة الملكية الأطلسية قادرة على تحقيق تنمية حقيقية للبلدان الإفريقية في إطار من التكافل والتنمية المستدامة.
كلمات دلالية المغرب باريس فرنسا لقاء معرض ندوة