ردّ غير متوقع من يسرا اللوزي على طلب مفاجئ من الجمهور
تاريخ النشر: 13th, April 2025 GMT
متابعة بتجــرد: خلال ندوة خاصة أقيمت في الجامعة الأميركية لتكريم أبطال مسلسل “لام شمسية”، تحدثت الفنانة يسرا اللوزي عن الرسائل النفسية والاجتماعية العميقة التي يتناولها العمل، كما شاركت تجربتها الشخصية مع الاكتئاب، مؤكدة أن مشاركتها في المسلسل منحتها وعيًا أوسع بأهمية الدعم النفسي ودور المحيطين في اكتشاف الأعراض.
وعند سؤال الجمهور لها عن كيفية التعامل مع الاكتئاب وتقديم نصائح للمساعدة، قالت اللوزي بصراحة: “أنا مبعرفش أعالج نفسي من الاكتئاب علشان أقدر أنصح الناس، لكن اللي اتعلمته من المسلسل وخبرتي في الحياة إن لازم يبقى حوالينا ناس بتحبنا ونقدر نتكلم معاهم بصدق.”
وأضافت: “ممكن أكون بعاني من الاكتئاب والناس ما تاخدش بالها لأني بشتغل وبمارس حياتي بشكل طبيعي، وممكن أنا نفسي أكون مش عارفة إني مكتئبة، وساعتها الناس اللي حواليا هم اللي يلاحظوا، وده بيكون أخطر نوع.”
وشددت الفنانة على أن العلاج الدوائي وحده لا يكفي للتعافي، قائلة: “الدواء مهم بس مش كفاية، لازم معاه دكتور نفسي يوجهنا ويساعدنا.”
وكانت يسرا اللوزي قد فتحت قلبها في تصريحات سابقة خلال استضافتها في برنامج “كلمة أخيرة” مع الإعلامية لميس الحديدي عبر قناة ONE، حيث كشفت عن فترة صعبة مرّت بها نتيجة استخدام أدوية الاكتئاب، قائلة: “عانيت في حياتي لفترة من أدوية الاكتئاب وموّتت كل المشاعر جوايا، ومش ببقى عارفة أنا مبسوطة ولا متضايقة، زي اللي كانت بتعاني منه شخصية رباب في لام شمسية.”
يُذكر أن مسلسل “لام شمسية” حقق أصداء واسعة لطرحه قضايا إنسانية حساسة بواقعية، وجسّدت من خلاله يسرا اللوزي دورًا مؤثرًا تفاعل معه الجمهور بقوة، خاصة لارتباطه بالواقع النفسي الذي يعيشه كثيرون دون إدراك أو تشخيص واضح.
main 2025-04-13Bitajarodالمصدر: بتجرد
كلمات دلالية: یسرا اللوزی
إقرأ أيضاً:
دورة تدريبية واختبار نفسي.. شروط مسبقة للزواج
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
في ظل الارتفاع المقلق لنسب الطلاق، وتحوّل بعض الخلافات الأسرية إلى قضايا جنائية تهز الرأي العام، أصبح من اللازم دق ناقوس الخطر. الظاهرة لم تعد مجرد أرقام تتداولها تقارير المؤسسات الرسمية، بل أصبحت مشهدا يوميا في المحاكم وأحاديث الشارع، ما يشير إلى خلل عميق يتجاوز الخلافات التقليدية، كثير من حالات الانفصال التي تنتهي بتدمير أسرة بكاملها، تنبع من عدم أهلية الأطراف نفسيا وعاطفيا للزواج، إذ يدخل العديد من الشباب هذه المؤسسة دون أي استعداد حقيقي لها سوى الجاهزية المالية أو الإلحاح المجتمعي.
إننا اليوم في أمس الحاجة إلى جانب الإصلاحات القانونية، التفكير في الإصلاحات الاجتماعية والتي يجب أن تواكب حجم التحولات النفسية والسلوكية التي تشهدها المجتمعات الحديثة، أولى هذه الخطوات تكمن في مراجعة شاملة لكل القوانين التي تعنى بحقوق الطفل والمرأة، فهؤلاء هم أول ضحايا تفكك الأسرة، إلا أن الأهم، هو العودة إلى المراحل الأولى، أي مرحلة ما قبل الزواج، حيث ينبغي ألا يُكتفى بإلزام الطرفين بإجراء فحوصات طبية للتأكد من خلوهم من الأمراض المعدية فقط، بل يجب فرض فحوصات نفسية صارمة عبر مؤسسات رسمية وموثوقة تكشف مدى أهلية كل من الرجل والمرأة للزواج والتعايش السلمي.
كثيرًا ما نجد أشخاصًا يعانون من اضطرابات شخصية خطيرة، وهو ما يطلق عليه اليوم "الشخصية النرجسية"، مصطلح جديد انتشر في كل بقاع العالم، لا يعكس فقط الصفة المزعجة بل يعكس اضطراب حقيقي يجعل صاحبه غير مؤهل للعلاقة الزوجية، لما يحمله من أنانية مفرطة، تعظيم للذات، وانعدام للتعاطف، وغيرها من الاضطرابات الصعبة، وهي كلها مؤشرات على إمكانية تعرض الطرف الآخر للإساءة النفسية أو حتى الجسدية، والغريب أن هذا النوع من الأشخاص ينجح في البداية في إخفاء حقيقته، ما يزيد من خطورة الموقف ويُدخل الشريك الآخر في دائرة من الاستنزاف العاطفي والنفسي.
لذا فإن تأطير المقبلين على الزواج بات ضرورة ملحة وليس خيارا، إذ يجب أن يخضع كل طرف لدورات تدريبية مكثفة لا تقل مدتها عن ثلاثة أشهر، يُركز فيها على مهارات التواصل، حل النزاعات، فهم احتياجات الشريك، والتعامل مع الضغوط النفسية، وذلك بإشراف مختصين في علم النفس، علم الاجتماع، والفقه الأسري، هذا النوع من التأهيل لن يسهم فقط في تقليص نسب الطلاق، بل سيساعد أيضا على بناء أسر أكثر استقرارًا نفسيا وعاطفيا.
يجب أيضا إطلاق حملات توعية عبر الإعلام والمدارس والجامعات لتصحيح المفاهيم المغلوطة حول الزواج، ومواجهة الصور الرومانسية النمطية التي تُسوق له كمرحلة مثالية خالية من المشاكل، على الشباب أن يدركوا أن الزواج مسؤولية مشتركة وليس وسيلة للهروب من الضغوط أو إثبات الذات، وهنا يأتي دور المؤسسات الدينية والتعليمية في غرس هذه المبادئ منذ الصغر.
في النهاية، لا يمكننا أن نواصل دفن رؤوسنا في الرمال، واعتبار المشاكل الأسرية مجرد خلافات عابرة، الطلاق لم يعد نهاية لعلاقة فاشلة فحسب، بل بداية لمعاناة طويلة، خاصة إذا كان هناك أطفال في الصورة، ولذلك فإن حماية مؤسسة الزواج تبدأ من حماية الأفراد نفسيا قبل أن نبارك ارتباطهم، فزواج غير مؤهّل نفسيا هو مشروع فشل مؤجل، وإن بدا في بدايته سعيدا.
*كاتبة وإعلامية مغربية