ترمب يغادر سجن فولتون ويندد بـ”مهزلة قضائية” و”تدخل انتخابي”
تاريخ النشر: 25th, August 2023 GMT
المناطق_متابعات
عاد الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب إلى حسابه الشخصي على موقع التواصل الاجتماعي “إكس”، المعروف سابقاً باسم “تويتر”، بمنشور يظهر صورة له من عملية احتجازه في سجن مقاطعة فولتون بولاية جورجيا، في وقت سابق من أمس الخميس، والمنشور الذي يدعو إلى التبرعات هو أول تواصل مباشر مع الجمهور على المنصة التي حظرته بعد هجوم مناصرين له في السادس من يناير (كانون الثاني) 2021 على الكونغرس.
ونشر ترمب، الذي كان لديه أكثر من 88 مليون متابع عندما حظره “تويتر”، صورة، الخميس، مع عبارة “تدخل في الانتخابات، لا تستسلم أبداً”، وأوقف “تويتر” حسابه في يناير 2021، مشيراً إلى خطر مزيد من التحريض على العنف بعد اقتحام مبنى “الكابيتول”، فقد كان يستخدم “تويتر” ومنصات تواصل اجتماعي أخرى للزعم أن هزيمته في انتخابات 2020 كانت بسبب تزوير أصوات الناخبين على نطاق واسع ولمشاركة نظريات المؤامرة الأخرى، وفي 15 نوفمبر (تشرين الثاني)، بدأ ترمب محاولته لاستعادة البيت الأبيض في 2024.
توقيف ترمبوأوقِف دونالد ترمب فترة وجيزة، الخميس، في سجن في أتلانتا بسبب ضغوط انتخابية مارسها عام 2020 في ولاية جورجيا، وفقاً لوثيقة صادرة عن مكتب الشريف.
وبعد أخذ بصماته، أطلق سراح الرئيس السابق بكفالة حُددت قيمتها بـ200 ألف دولار.
ونُشِرت، مساء الخميس، صورة جنائية لترمب التُقِطت داخل سجن في ولاية جورجيا خلال التوقيف الوجيز للرئيس الأميركي بتهمتي “الابتزاز والتآمر”.
وهذه اللقطة التي يظهر فيها الملياردير الجمهوري عبوساً وعاقداً حاجبيه ومُحدقاً في الكاميرا، ستُسجل في التاريخ بوصفها أول صورة جنائية لرئيس أميركي سابق.
وندد ترمب بـ”مهزلة قضائية” بعد توقيفه رسمياً، واصفاً ما حصل بأنه “تدخل انتخابي”.
وقال لصحافيين بينما كان يستعد للسفر من أتلانتا “ما حدث هنا هو مهزلة قضائية. لم نرتكب أي خطأ. لم أرتكب أي خطأ”. وأضاف “ما يفعلونه هو تدخل في الانتخابات”.
ووجه القضاء لترمب ولـ18 شخصاً آخرين تهمة “الابتزاز” وارتكاب عدد من الجرائم سعياً لقلب نتيجة الانتخابات الرئاسية عام 2020 في هذه الولاية الرئيسة التي فاز بها منافسه الديمقراطي جو بايدن.
وقبيل مغادرته إلى أتلانتا، عاصمة الولاية، كتب الملياردير الجمهوري في منشور على منصته للتواصل الاجتماعي “تروث” إنه “يوم حزين آخر في أميركا”.
وكان ترمب كتب قبل ذلك على المنصة نفسها، أنه يستعد لتسليم نفسه لسلطات السجن في مقاطعة فولتون في الساعة 19:30 (23:30 ت غ).
وأضاف أنه يحاكم “لأنني تحليت بالشجاعة للتشكيك بانتخابات مزورة ومسروقة”.
وسبق لـ10 متهمين آخرين في هذه القضية أن سلموا أنفسهم في هذا السجن وقد أطلق سراح جميعهم بكفالة، وآخرهم كبير الموظفين السابق في البيت الأبيض مارك ميدوز الذي دفع كفالة بقيمة 100 ألف دولار وخرج.
وهناك متهم وحيد في هذه القضية أُبقي خلف القضبان بعد أن سلم نفسه، هو هاريسون فلويد وقد احتُجز لأنه لم يبرم مع القضاء بصورة مسبقة اتفاقاً لدفع كفالة مقابل إطلاق سراحه.
سجن “رايس ستريت”
وأصبح سجن “رايس ستريت” قبلة لصحافيين من العالم أجمع، إذ يحتشد هؤلاء أمامه منذ أيام تحت خيم ضخمة لتغطية حدث تسليم ترمب نفسه.
وكل المتهمين في هذه القضية الذين دخلوا هذا السجن لتسليم أنفسهم، وبعضهم تحت جنح الليل، خرجوا منه ليجدوا صورهم الجنائية التي التقطت لهم داخله تتصدر عناوين الأخبار.
ويزداد التأييد لترمب قبل خمسة أشهر من بدء الانتخابات التمهيدية لاختيار مرشح الحزب الجمهوري للانتخابات الرئاسية الأميركية لعام 2024، غير أن عديداً من القضايا الجنائية تلقي بظلالها على محاولته العودة إلى البيت الأبيض.
الحاضر الأبرز
ويأتي تسليم ترمب نفسه لسلطات جورجيا بعد ساعات من المناظرة الأولى في ميلووكي للجمهوريين المرشحين للانتخابات التمهيدية التي آثر الملياريدر المثير للجدل عدم المشاركة فيها بدعوى أن استطلاعات الرأي تؤكد تصدره بفارق كبير عن بقية منافسيه.
ورغم تغيبه عن المناظرة فقد كان ترمب الحاضر الأبرز فيها.
وبدأت المناظرة في ميلووكي بولاية ويسكونسن بعد دقائق من بث مقابلة مسجلة للإعلامي اليميني المتشدد تاكر كارلسون مع ترمب عبر منصة “إكس”.
وقال ترمب “قررت أنه من الأنسب لي ألا أشارك في المناظرة. هل أجلس هناك ساعة أو ساعتين… وأتعرض للمضايقة من أشخاص لا يجدر بهم حتى أن يكونوا مرشحين للرئاسة؟”.
وأكد ترمب أن التهم الموجهة إليه في القضايا الأربع “تافهة ولا معنى لها ومفتعلة”، واتهم بايدن بتسخير وزارة العدل لعرقلة محاولته الوصول إلى البيت الأبيض.
تشديد الإجراءات الأمنية
وشُددت الإجراءات الأمنية قبل وصول ترمب إلى سجن مقاطعة فولتون، وهو مركز احتجاز معروف بأنه غير آمن ويفتقر لشروط النظافة وموبوء بالحشرات ويشمله تحقيق تجريه وزارة العدل بعد وفاة عدد من السجناء فيه.
وصباح الخميس، تم إغلاق المدخلين المؤديين إلى السجن أمام حركة المرور، باستثناء مركبات قوات الأمن. وعند أحد هذين المدخلين، كان شرطيون يرتدون سترات مضادة للرصاص ينتظرون داخل شاحنة صغيرة.
وقبل وصوله إلى السجن الخميس، غير ترمب رسمياً المحامي الذي سيتولى تمثيله في جورجيا. ولم يقدم أي تفسير لماذا استعاض ترمب عن المحامي درو فيندلينغ بالمحامي سيفن سادو، أحد أبرز المحامين في أتلانتا، علماً بأن كلا الرجلين معتاد على الدفاع عن المشاهير.
لكن سادو انتقد في الماضي قانون الجريمة المنظمة الذي استندت إليه المدعية العامة لمقاطعة فولتون فاني ويليس لتوجيه التهم في هذه القضية.
ويعاقب على هذه التهم بالسجن لمدة تتراوح بين خمس سنوات وعشرين سنة.
وكانت ويليس حددت موعداً نهائياً حتى ظهر الجمعة (16:00 ت غ) ليحضر المتهمون طوعاً ويسلموا أنفسهم.
ولم يُضطر ترمب لتحمل إهانة التقاط صورة جنائية له في المرات الثلاث التي أوقف فيها هذا العام وهي، في نيويورك بتهم دفع أموال لإسكات ممثلة إباحية، وفي فلوريدا لإساءة التعامل مع وثائق حكومية بالغة السرية، وفي واشنطن بتهم التآمر لقلب خسارته في 2020 أمام الديمقراطي جو بايدن.
غير أن المسؤول الأمني في مقاطعة فولتون بات لابات قال للصحافيين في وقت سابق هذا الشهر، إنه عندما يتعلق الأمر بالتوقيف في هذا السجن “مهما كان وضعكم، سنكون على استعداد لالتقاط صوركم”.
“هجوم على الدستور”
والأربعاء، قام رئيس بلدية نيويورك السابق رودي جولياني المتهم بمساعدة ترمب على التلاعب بالانتخابات، بتسليم نفسه لسلطات ولاية جورجيا التي أطلقت سراحه لاحقاً بكفالة قدرها 150 ألف دولار.
والأربعاء قال جولياني، إنه تحدث مع ترمب ليتمنى له التوفيق حين يسلم نفسه، الخميس.
وعند مغادرته السجن بعد دفعه الكفالة، هاجم جولياني السلطات القضائية، مؤكداً أن “ما يفعلونه به هو هجوم على الدستور الأميركي”.
ومن بين المتهمين في هذه القضية كل من مارك ميدوز، كبير موظفي البيت الأبيض في عهد ترمب، وجون ايستمان وهو محام محافظ.
ومن المفترض بالمتهمين في هذه القضية أن يعودوا جميعاً إلى أتلانتا في الأسبوع الذي يبدأ في الخامس من سبتمبر (أيلول)، للمثول هذه المرة أمام المحكمة لإبلاغها ما إذا كانوا سيدفعون ببراءتهم من التهم الموجهة إليهم أم لا.
ويواجه ترمب أربع محاكمات جنائية العام المقبل خلال موسم الانتخابات التمهيدية للحزب الجمهوري الذي يبدأ في يناير، وفي ذروة الحملة الرئاسية في نوفمبر 2024.
وقدم المدعي العام-الخاص جاك سميث مقترحاً ببدء محاكمة ترمب في يناير بتهم التآمر لقلب نتائج انتخابات 2020 وبحملة من الأكاذيب كانت وراء الهجوم على مبنى الكابيتول في السادس من يناير 2021 الذي نفذه مؤيدون لترمب.
في المقابل، طلب محامو الرئيس السابق تحديد أبريل (نيسان) 2026 موعداً لبدء محاكمة موكلهم بالتهم الفيدرالية الموجهة إليه، وهي التآمر لإلغاء نتيجة انتخابات عام 2020. والموعد الذي طلبه المحامون بعيد نسبياً من الانتخابات الرئاسية المقررة العام المقبل.
ومن المقرر أن تُصدر القاضية تانيا تشوتكان في 28 أغسطس (آب) قرارها في شأن موعد بدء المحاكمة.
وطلبت المدعية العامة فاني ويليس تحديد الرابع من مارس (آذار) موعداً لبدء محاكمة ترمب في قضية التلاعب بنتائج الانتخابات الرئاسية في ولاية جورجيا، وهو نفس الشهر الذي من المقرر أن يمثل فيه الرئيس السابق لمحاكمته في نيويورك في التهم الجنائية الموجهة إليه في قضية تزوير وثائق على صلة بدفع مبلغ للممثلة الإباحية ستورمي دانيالز مقابل التستر عن علاقة يُعتقد أنها كانت قائمة بينهما.
ومن المقرر أن يمثل ترمب في مايو (أيار) من العام المقبل أمام هيئة محلفين في فلوريدا في قضية يُتهم فيها بانتهاك قانون مكافحة التجسس.
المصدر: صحيفة المناطق السعودية
كلمات دلالية: ترمب مقاطعة فولتون فی هذه القضیة البیت الأبیض ولایة جورجیا الموجهة إلیه ترمب فی
إقرأ أيضاً:
“وما أدراك ما صيدنايا”.. وثائقي يكشف خبايا مسلخ نظام الأسد البشري / شاهد
#سواليف
في قلب الجبال السورية وبين جدران إسمنتية سميكة، يقبع #سجن #صيدنايا الذي تحوّل من مركز احتجاز عسكري إلى رمز للرعب والتعذيب في عهد #نظام_الأسد.
ويكشف الفيلم الوثائقي “وما أدراك ما صيدنايا”، تفاصيل مروعة تكشف لأول مرة عن هذا السجن الذي كان يوصف بـ”المسلخ البشري”، ويتتبع خصوصيته وسبب اكتساب شهرته الأسوأ عالميا بممارسات #التعذيب.
وسجن صيدنايا، الذي دخل الخدمة رسميا عام 1987، كان في البداية مركزا لاحتجاز #المعتقلين #السياسيين والعسكريين، لكن مع مرور الوقت تحوّل إلى سجن مركزي للتعذيب والإعدامات الجماعية، خاصة بعد اندلاع الثورة السورية عام 2011.
مقالات ذات صلة المواجهة بين الشاباك ونتنياهو.. هل تصل حدّ كشف المستور؟ 2025/03/15وفي زنزانة ضيقة تحت الأرض حيث لا ضوء ولا هواء، يروي محمد علي عيسى -أحد الناجين من سجن صيدنايا العسكري- تفاصيل 19 عاما قضاها بين جدران هذا السجن، في حين يصف مدير الدفاع المدني السوري رائد الصالح السجن في شهادة ضمن الوثائقي بـ”الهولوكوست”.
ويوثق الفيلم، من خلال استكشاف سجن صيدنايا من زوايا مختلفة، المنظومة التي قامت عليها إدارة السجون في التعامل مع المعتقلين داخل سوريا، وتفاصيل دقيقة -يرويها المعتقلون- خاصة بجميع مراحل رحلة السجين من لحظة الاعتقال وصولا إلى الحرية أو الترحيل إلى المستشفيات أو القتل.
وتم تصميم سجن صيدنايا بهندسة معقدة، حيث يتكون من طوابق فوق الأرض وأخرى تحتها، تربطها ممرات متداخلة، وجعلت هذه التصميمات من السجن متاهة يصعب الهروب منها.
ووفقا لشهادات الناجين، فإن السجن يحتوي على زنازين ضيقة ومظلمة، وغرف إعدام مجهزة بمشانق وآلات تعذيب، وكان السجناء يُحشرون في زنازين لا تتجاوز مساحتها مترين مربعين، مع حرمانهم من أبسط حقوقهم الإنسانية.
تعذيب ممنهج
وتكشف شهادات الناجين أن التعذيب في صيدنايا كان ممنهجا ومنتظما، حيث كان السجناء يُعذبون بالضرب المبرح والصعق بالكهرباء والحرمان من الطعام والماء لفترات طويلة، كما تم استخدام أساليب تعذيب نفسي مثل إجبار السجناء على مشاهدة إعدام زملائهم.
ووفقا لشهادة أحد الناجين، “كانوا يختارون 5 سجناء كل يوم ويعذبونهم حتى الموت، وكان هذا جزءا من الروتين اليومي”.
ومن أحد أكثر الجوانب إثارة للرعب في سجن صيدنايا هو الإعدامات الجماعية، ووفقا لشهادة أحد الناجين، “كانوا يعدموا ما بين 100 و150 سجينا يوميا، وكانت الجثث تُنقل إلى مقابر جماعية دون أي إجراءات قانونية”.
وتكشف شهادات الناجين من سجن صيدنايا حجم المعاناة التي عاشوها، ومنهم علي الزوابعة، الذي قال إنه قضى 4 سنوات في زنزانة مظلمة، حيث كان يُعذب يوميا، وقال “كانوا يضربوننا حتى نفقد الوعي، ثم يتركوننا نستيقظ لنكرر العملية مرة أخرى”.
ومع تصاعد الاحتجاجات عام 2011، تحوّل صيدنايا إلى مقبرة جماعية للثوار، حيث يُقدَّر عدد من أُعدم فيه بين عامي 2011 و2014 بنحو 30 ألفا، وفقا لشهادات ناجين، في حين يصف منير الفقير -وهو سجين سابق- غرف الإعدام بأنها “منصات إسمنتية تتسع لسبعة أشخاص.. كانوا يعلقون الحبال على عوارض حديدية، ويتركون الجثث أياما قبل نقلها”.
ولم يقتصر الأمر على الرجال، ففي مشهد صادم، عُثر داخل غرف الإعدام على ملابس نسائية وأحذية أطفال، رغم عدم وجود معتقلات نساء رسميا، ويُرجّح الفيلم أن النظام كان ينقل المعتقلات من سجون أخرى لتنفيذ الأحكام، ثم يُخفي أدلة الجريمة بحرق الغرف.
أوامر مباشرة
ويسلط الفيلم الضوء على دور النظام السوري في إدارة هذه الآلة القاتلة، فوفقا للوثائق التي تم الحصول عليها، فإن الإعدامات والتعذيب كانت تتم بأوامر مباشرة من قيادات أمنية وعسكرية، ومع ذلك فإن معظم المسؤولين عن هذه الجرائم ما زالوا طلقاء، دون أن يحاسبوا على أفعالهم.
ولم تكن جرائم صيدنايا تنتهي بالإعدام. فالجثث كانت تُنقل إلى مشفى المجتهد في دمشق، حيث يُزوّر سبب الوفاة، ثم تُدفن بمقابر جماعية، يكشف نايف الحسن -وهو مشرف برادات الموتى بالمشفى- تفاصيل في هذا السياق قائلا “كانوا يجلبون 6 جثث يوميا.. شهادات الوفاة تُكتب بأسباب وهمية”.
أما المقابر، فكانت تُحفر بطريقة ممنهجة، حيث يروي أحد الحفّارين “كل خندق طوله 200 متر، ويُدفن فيه 4-5 أشخاص.. كنا نرتدي كمامات بسبب روائح الجثث المتعفنة”، مضيفا أنه دُفن في مقبرة القطيفة وحدها آلاف الضحايا، بينهم نساء وأطفال، دون أي طقوس جنائزية.
ورغم سقوط النظام عام 2024، لم ينل الجلادون عقابهم، حسب المعتقل المحرر علي الزوابعة، الذي يقول “السجانون فروا.. لكننا لن نسامحهم”، في حين يطالب فوزي الحمادة بمحاكمات دولية وضرورة معرفة مصير المفقودين ومحاسبة كل من سفك دماء السوريين.
ويختم الفيلم بمطالبة لتحويل السجن إلى متحف، كما تقول منار شخاشيرو زوجة معتقل مفقود “هذا المكان يجب أن يبقى شاهدا على الجريمة.. كي لا تتكرر المأساة”.