البلاد – دمشق
في تحرك لافت يعكس تقاطع مسارات محلية وإقليمية متشابكة، دخلت قوات الجيش السوري وقوى الأمن العام إلى سد تشرين بريف حلب الشرقي، بينما أعلن نائب وزير الخارجية التركي عن آلية إقليمية جديدة للتصدي للدور الإسرائيلي في زعزعة الاستقرار، في حين دعا المبعوث الأممي الخاص إلى سوريا إلى إلغاء العقوبات المفروضة على دمشق، مؤكدًا أن إعادة البناء لن تكون ممكنة دون ذلك.

ثلاث خطوات متزامنة تحمل إشارات واضحة إلى بداية مسار أكثر استقرارًا في سوريا، ولو بشكل تدريجي ومشروط.
فقد دخلت وحدات من الجيش السوري وقوى الأمن العام إلى سد تشرين، الواقع شرق محافظة حلب، في خطوة تهدف إلى فرض الأمن والاستقرار تنفيذاً للاتفاق الموقع سابقًا مع قوات سوريا الديمقراطية (قسد).
وشهد السد أمس السبت اجتماعًا ثلاثيًا ضم ممثلين عن الحكومة السورية وقسد، إضافة إلى وفد من التحالف الدولي، ناقشوا خلاله آليات تنفيذ الاتفاق الذي يقضي بتسليم الحكومة السورية الإدارة الكاملة للسد، وسحب كافة التشكيلات العسكرية من محيطه.
وينص الاتفاق على تشكيل قوة أمنية مشتركة من الطرفين تتولى حماية المنشأة الحيوية، ما يعكس رغبة مشتركة بتحييد السد عن أي توترات مستقبلية، باعتباره موقعًا إستراتيجيًا لتوليد الكهرباء وتخزين المياه. وسب هذه التحركات دخول فرق فنية لإصلاح الأعطال استعدادًا لإعادة تشغيل محطة التحويل، وفق ما ذكرته وكالة الأنباء السورية (سانا).
وفي السياق الإقليمي، أعلن نائب وزير الخارجية التركي نوح يلماز عن إنشاء آلية إقليمية جديدة تضم تركيا والعراق وسوريا ولبنان والأردن، تهدف إلى مواجهة ما وصفه بالدور الإسرائيلي “المزعزع للاستقرار الاستراتيجي”. وجاء ذلك خلال أعمال منتدى أنطاليا الدبلوماسي، موضحًا أن مركز التنسيق سيكون داخل سوريا، وأن مهام الآلية ستنطلق قريبًا بتنسيق مباشر مع الحكومة السورية.
وأفاد يلماز أن الآلية لا تسعى إلى إنشاء نظام بديل بقدر ما تهدف إلى دعم قدرات الدول المنضوية فيها، خاصة سوريا، لمواجهة محاولات زعزعة الاستقرار، في وقت التقى فيه الرئيسان السوري والتركي على هامش المنتدى، تناول العلاقات الثنائية وعددًا من القضايا الإقليمية والدولية، وأعرب أردوغان عن امتنانه لإحباط ما وصفه بمحاولات نشر الفوضى مجددًا في سوريا، مؤكدًا أهمية استمرار الاستقرار في البلاد.
وقد شكّل الملف السوري محورًا بارزًا في جلسات المنتدى، سواء في اللقاءات الثنائية أو على هامش الفعاليات، وذلك بحضور الرئيس السوري أحمد الشرع.
وخلال لقائهما على هامش المنتدى، أكد غير بيدرسن، المبعوث الأممي الخاص إلى سوريا، أن الرئيس السوري أحمد الشرع تسلّم دولة “منهكة تمامًا”، محذرًا من صعوبة إعادة البناء في ظل العقوبات المفروضة. واعتبر بيدرسن أن هذه العقوبات تمثل عائقًا كبيرًا أمام التعافي، مطالبًا المجتمع الدولي برفعها، كما وجّه تحذيرًا مباشرًا إلى إسرائيل من مغبّة تكرار الاعتداءات على الأراضي السورية.
وتشير هذه التحركات مجتمعة إلى تقاطع إرادات محلية وإقليمية ودولية تبحث في سبل إعادة ضبط المعادلة السورية، بما يحفظ الأمن الداخلي ويحدّ من التوترات الإقليمية المتفاقمة.

المصدر: صحيفة البلاد

إقرأ أيضاً:

مندوب سوريا بمجلس الأمن: الاحتلال انتهك القرارات الأممية بدخوله الأراضي السورية

أكد مندوب سوريا بمجلس الأمن، أن اعتداءات إسرائيل دمرت مطار حماة العسكري، حسبما افادت قناة “ القاهرة الإخبارية ” في خبر عاجل .

مندوب الجزائر بمجلس الأمن: التصعيد الإسرائيلي في سوريا يفاقم الوضع الإنسانيتركيا تطالب دولة الإحتلال بضرورة الوقف الفوري لهجماتها الاستفزازية ضد سوريااتصالات تركية مع إسرائيل لتجنب تصعيد الصراع في سورياوزير الخارجية التركي: أجرينا محادثات مع إسرائيل بشأن التوترات في سوريا

وقال مندوب سوريا بمجلس الأمن: “ الاحتلال فرض واقعا جديدا يتناقض مع آمال السوريين، والاحتلال انتهك القرارات الأممية بدخوله الأراضي السورية”.

وأضاف مندوب سوريا بمجلس الأمن:" الجيش الإسرائيلي توغل في درعا وقتل عددا من الأشخاص".

وتابع مندوب سوريا بمجلس الأمن:" نطالب الأمم المتحدة بإدانة اعتداءات إسرائيل والتحرك لإلزامها بوقف عدوانها فورا".

وأكمل مندوب سوريا بمجلس الأمن:" نؤكد تمسكنا بفرض سلطتنا على أراضينا ورفض أي تدخل في شؤوننا ".

مقالات مشابهة

  • الحكومة السورية تسلم الإدارة الأمريكية ردها على شروط تخفيف العقوبات
  • بدء فتح الطرقات المؤدية إلى حيي الأشرفية والشيخ مقصود في حلب، تنفيذاً للاتفاق الموقع بين الحكومة السورية وقوات سوريا الديمقراطية.
  • قوات الحكومة السورية تنتشر في محيط سد تشرين باتفاق مع القوات الكردية
  • قوات الحكومة السورية تنتشر في محيط شد تشرين باتفاق مع القوات الكردية
  • بالاتفاق مع قسد.. الجيش السوري يدخل منطقة سد تشرين في ريف حلب
  • تنفيذاً لاتفاق قسد .. الأمن العام السوري يدخل سد تشرين
  • مراسل سانا بحلب: بدء دخول قوات الجيش العربي السوري وقوى الأمن العام إلى سد تشرين بريف حلب الشرقي لفرض الأمن والاستقرار للمنطقة، تنفيذاً للاتفاق المبرم مع قوات سوريا الديموقراطية
  • ممثل سوريا في مجلس الأمن: إسرائيل تعمل على تقويض جهود الحكومة السورية من أجل السلام
  • مندوب سوريا بمجلس الأمن: الاحتلال انتهك القرارات الأممية بدخوله الأراضي السورية