الخلاف الإكسي من منفوحة إلى روكسي!
تاريخ النشر: 13th, April 2025 GMT
تعج وسائل التواصل الاجتماعي؛ خاصة” منصة x ومنصة تيك توك” بصراعات بعض المغردين المصريين والسعوديين، تصل أحيانًا إلى الشتائم والإسفاف والعنصرية المقيتة والتفاخر المذموم، تتصدرها الاسطوانة المشروخة القديمة الموجهة نحو السعودية والسعوديين “احنا علمناكم.. احنا درسناكم.. احنا فهمناكم.. احنا بنينا لكم.. احنا عالجناكم.
هذه الشتائم تجاه السعودية من كثير من العرب، ليست جديدة، وتمتد جذورها لعقود مضت من خمسينات القرن الماضي تقريبًا، يغذيها اليساريون والشعوبيون وجماعات الإسلام السياسي، ممثلة في الإخوان المسلمين، ولا يتسع المجال لسردها ومن بدأها والأسباب السياسية، التي أفرزتها قبل ظهور الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي، ولا حتى يتسع المجال لشرح ضعف الوعي لدى بعض الإعلاميين العرب ذوي الميول اليسارية، أو المنتمين لجماعة الإخوان، الذين تجرأوا على المملكة وقيادتها وشعبها.
هذا التاريخ المشحون أشبع طرحًا وتحليلًا وتمحيصًا ودراسة، وباتت الغالبية يعرفونها بالأسماء والتواريخ والدوافع، وهم لا يمثلون الشرفاء العقلاء أبدًا؛ بل يمثلون أنفسهم بعيدًا عن الحكومات وعامة الشعب.
ولكن الأهم في الموضوع أن نستوعب أنه من الصعب أن يتوقف، بل يكاد أن يكون من المستحيل؛ لذلك من المهم التركيز على تكثيف الوعي من قبل العقلاء والمتزنين الموضوعيين من المثقفين والإعلاميين والأكاديميين، عبر أي منبر يمكنهم الظهور من خلاله، بالبعد عن الإساءة للأوطان وللقيادات والتعميم على الشعوب، وعلى ترسيخ مفاهيم أدب الحوار.
وفي نموذج المغردين المصريين والسعوديين تحديدًا، لا بد من فهم أن مصر والسعودية بلدان كبيران ومؤثران في المنطقة، وتربطهما علاقات تاريخية ومصير مشترك، وتربط الشعبين علاقات أخوة ومصاهرة ونسب، ولكل منهما تاريخه العظيم، ومن حق المصري أن يفخر بالإرث الحضاري الفرعوني، الذي يفاخر به السعودي أيضًا كإرث تاريخي حضاري أثري؛ بصرف النظر عن أيدلوجية من بنوه وتاريخهم الإثني، وكذلك من حق السعودي أن يفخر بإرثه الحضاري والتاريخي، الذي يمتد لأكثر من 9 آلاف سنة منذ حضارة المقر في وادي الدواسر، مرورًا بالحضارة الثمودية، واكتشافات جزيرة تاروت، التي تعود لأكثر من 5 آلاف سنة قبل الميلاد، وغيرها مما لا يتسع المجال لحصرها، والتي يفخر المصريون الشرفاء بها.
نحن لسنا في مجال تنافسي من الأقدم ومن الأفضل، ولسنا في مجال من بنى من.. ومن ساهم في البناء هل قبض الثمن، وهل لا يحق له بعدها بالمفاخرة والمعايرة، لو مررنا بالقرية التراثية في رجال ألمع لشاهدنا ناطحات سحاب حجرية عمرها يتجاوز 400 عام، ولا يمكن بعدها أن نترك مجالًا لمنطقية المعايرة.
نحن والمصريون والفلسطينيون حاربنا عدوًا مشتركًا وسقينا أراضينا بدم طاهر مشترك في حروب 1948، و1967، و1973، وغيرها الكثير مع كل الإخوة العرب والمسلمين. دعونا من هذه الصراعات الوهمية، التي يغذيها عدو مشترك، ولنحب بعضنا كأشقاء، ولنفاخر ببعضنا وبتاريخنا معًا وليس منفردين.
• ملاحظة: اختيار منفوحة في العنوان؛ لكونه الحي الذي يستضيف العدد الأكبر من الأشقاء المصريين في الرياض، أما روكسي؛ فمجرد جناس لغوي يشير رمزيًا إلى الميدان الشهير في القاهرة.
Dr.m@u-steps.com
المصدر: صحيفة البلاد
كلمات دلالية: د محمد علي الحربي
إقرأ أيضاً:
هجوم سيبراني غير مسبوق.. اختراق بيانات 30 مليون مشترك بشركة اتصالات!
أعلنت مجموعة القراصنة الإلكترونية المعروفة باسم ShadowBits، “عن تمكنها من اختراق خوادم شركة “همراه أول” الإيرانية، مما سمح لها بالوصول إلى معلومات شخصية حساسة تخص أكثر من 30 مليون مشترك”. تعد “همراه أول” أكبر شركة اتصالات في إيران وأحد أكبر مشغلي الشبكات التي تابعة للحكومة، إلى جانب شبكات أخرى مثل “إيران سيل”، “شاتل موبايل” و”رايتل”.
ووفقًا لموقع “ديجياتو” المختص بالشؤون التقنية، “تشمل البيانات المسروقة الاسم الكامل، تاريخ ومكان الولادة، الرقم الوطني، رقم الهوية الشخصية، والعنوان البريدي الكامل. كما أكدت المجموعة القراصنة أنها حصلت أيضًا على معلومات حساسة تتعلق بموظفي الشركة، مما يزيد من خطورة الهجوم السيبراني غير المسبوق”.
وأضاف التقرير “أن ShadowBits قدمت عينة من البيانات المسروقة للتحقق من صحتها، حيث أظهرت المراجعة تطابقًا مع بيانات حقيقية لمشتركين فعليين، مما يُرجح وقوع الاختراق بالفعل. رغم ذلك، لم يتم استبعاد فرضية أن البيانات قد تكون تم الحصول عليها من مصادر أخرى”.
وفي بيان نشرته المجموعة، حذّرت من أنها “ستقوم ببيع البيانات المسروقة إذا لم تستجب شركة “همراه أول” لمطالبها، دون أن تكشف عن تفاصيل هذه المطالب”. وأشارت إلى أن “هذه المعلومات قد تُستخدم في عمليات احتيال هاتفي، اختراق الحسابات الإلكترونية باستخدام تقنيات التخمين والهندسة الاجتماعية، وكذلك انتحال الهوية عبر إصدار وثائق مزورة أو إنشاء حسابات باسم الضحايا”.
وفي ضوء هذه التطورات، حذر موقع “ديجياتو” من أن “العواقب المحتملة لهذا الخرق قد تكون خطيرة للغاية، داعيًا السلطات المختصة، وفي مقدمتها وزارة الاتصالات والأمن السيبراني الوطني، إلى اتخاذ إجراءات فورية لحماية بيانات المستخدمين والكشف عن حجم الخرق الحاصل للرأي العام”.
هذا، ولم تُصدر شركة “همراه أول” أي بيان رسمي حول الحادثة، لكن في تصريح سابق لها يوم الخميس، أكدت الشركة أن “العديد من مدن البلاد شهدت انقطاعًا في خدمات الإنترنت والاتصالات، وقدمت اعتذارها للمشتركين عن هذا الخلل”.