“الطفولة ليست مرحلة عابرة، بل جذر يمتد في أعماق الذاكرة، ويمنحنا الدفء كلما اشتدت علينا برودة الحياة.”
رغم تسارع وتيرة الحياة، وتغيّر ملامح المدن والناس، تبقى ذكريات الطفولة محفورة في أعماقنا، تمنحنا لحظات من الدفء في زمن تغلب عليه البرودة والركض المستمر. ويُعد المخرج الأستاذ طارق ريري رحمة الله عليه، خير شاهد على هذا الحنين العميق، حين قرر قبل أحد أعياد الفطر أن يعود إلى جذوره، إلى حي “حارة المظلوم” بجدة التاريخية حيث نشأ وعاش طفولته.
كان الهدف إعداد حلقة خاصة عن العيد في زمن الطفولة. اصطحب طاقمه الفني لزيارة منزلهم القديم وتجول في الأزقة التي حفظها قلبه. لكن المكان تغيّر وكذلك الناس، فقد خرج بعض السكان الجدد الوافدين بوجوه متوجسة وأظهر أحدهم – ساكن المنزل الحالي –، عدم فهمه لما يجري، وبرغم أنه لا يتحدث العربية ولا الإنجليزية، فقد أبدى بعض التفهّم بعد محاولات متعددة.
في اليوم التالي، عاد الفريق برفقة “حمار مدندش” مزيّن بالألوان والأجراس، كرمز من رموز العيد في الماضي. تجمع الناس حولهم، وتملكهم الفضول بينما بقي ساكن المنزل جالسًا على عتبة الدار صامتًا مرتبكًا ثم انسحب فجأة إلى الداخل وأغلق الباب. وبعد فترة انسكبت مياه غير نظيفة من أحد الرواشين على الفريق والحمار الذي فزع وركض ناشرًا الفوضى في المكان. فشل الفريق في السيطرة عليه واضطروا لإلغاء الحلقة وسط خيبة أمل كبيرة. لكن القصة لم تكن عن التصوير أو الفشل بل عن الحنين.
تساءل طارق : لماذا نعود رغم علمنا بأن لا شيء يبقى على حاله ؟ ويجيب علماء النفس بأن الحنين ليس مجرد شعور عابر، بل حاجة إنسانية تُعيدنا إلى أماكن الطمأنينة والبساطة. هناك حيث وُلدت أحلامنا الأولى وتشكّلت ملامح هويتنا.
فالذكريات لا تموت، بل تبقى زادًا نعود إليه كلما اشتدت علينا قسوة الحياة الحاضرة.
المصدر: صحيفة البلاد
كلمات دلالية: زين أمين
إقرأ أيضاً:
أحمد عبد الحميد: سعيد بسيطرة الشباب على موسم العيد
أعرب الفنان أحمد عبد الحميد عن حماسه الشديد لعرض فيلمه الجديد سيكو سيكو، مشيرًا إلى أنه ينتظر بفارغ الصبر ردود فعل الجمهور.
وأضاف أحمد عبد الحميد، في لقاء خاص مع الإعلامية شيرين سليمان ببرنامج سبوت لايت المذاع على قناة صدى البلد، قائلاً: 'سعيد بأن الشباب يسيطرون على موسم العيد، فنحن دائمًا في ظهر بعض، وسنظل ندعم بعضنا البعض لأن هذا ما يجعلنا نستمر وننجح'.
وكشف عبد الحميد عن دوره في الفيلم، حيث يجسد شخصية شحاتة، الذي يواجه مجموعة من الشباب الذين يدخلون مجاله، ويحاول التصدي لهم، قائلاً: 'هل سينجح في ذلك أم لا؟ هذا ما سيكتشفه الجمهور عند مشاهدة الفيلم'.
وتحدث أحمد عبد الحميد عن تجربة المشاهد الحركية في العمل، مؤكدًا أنها تتطلب مجهودًا كبيرًا وإعادة التصوير عدة مرات، لكنه استمتع بكواليس التصوير.
أوضح أحمد عبد الحميد، قائلاً: 'منذ بدايتي الفنية وأنا أشارك في أعمال الأكشن، فقد قدمت مشاهد حركة في اشتباك، طايع، عوالم خفية، جزيرة غمام، ونسل الأغراب، أنا أحب الأكشن جدًا، وأجد متعة في تقديمه'.
كما كشف أحمد عبد الحميد عن مشاركته في مسلسل جديد بعنوان في ظروف غامضة، من إخراج محمد بكير، وبطولة أمير كرارة وآية سماحة، والذي ينتمي لنوعية مسلسلات الرعب، معتبرًا ذلك خطوة جديدة ومختلفة في مسيرته الفنية.