روسيا تدعم الجزائر ضد جرائم فرنسا الاستعمارية
تاريخ النشر: 13th, April 2025 GMT
أكدت روسيا دعمها الكامل للجزائر في مساعيها الرامية إلى حمل فرنسا على الاعتراف بمسؤوليتها عن الجرائم التي ارتكبتها خلال الفترة الاستعمارية، والمطالبة بتعويضات عادلة عن الآثار الكارثية التي خلفها الاستعمار، سواء في الماضي أو الحاضر.
وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، في تصريح نقلته قناة "روسيا اليوم"، إن "فرنسا حولت خلال الحقبة الاستعمارية قارة بأكملها إلى قاعدة لاستخراج الموارد، وكانت سياستها الاستعمارية قائمة على أفكار تفوق عرقي وثقافي".
وأشارت زاخاروفا إلى أن "الجزائر تمثل مثالاً واضحاً على جرائم الاستعمار الفرنسي، فقد كانت قبل الاحتلال الفرنسي مجتمعاً متقدماً، ولم تستعد استقلالها إلا بعد ثورة تحرير وطنية دامت ثماني سنوات، وانتهت باتفاقيات إيفيان عام 1962، بعد 132 سنة من الاحتلال".
وأضافت أن الجزائر تبذل جهوداً مستمرة لكشف حقائق النضال ضد الاستعمار، وأن الجرائم والانتهاكات التي ارتكبتها فرنسا إبان استعمارها للجزائر تمثل جزءاً لا يتجزأ من الذاكرة التاريخية.
وأوضحت زاخاروفا أن "رغم العدد الهائل من الجزائريين الذين قُتلوا وتعرضوا للتعذيب، فإن الحكومة الفرنسية ترددت حتى وقت قريب في الاعتراف بحجم الجرائم المرتكبة، بما في ذلك استخدام الأسلحة الكيماوية والتعذيب، فضلاً عن التجارب النووية".
وانتقدت زاخاروفا ما وصفته بـ"السلوك الوقح والصريح من جانب باريس الرسمية، ورفضها تحمل المسؤولية"، مشيرة إلى أن هذا الموقف الفرنسي دفع السلطات الجزائرية إلى البدء في صياغة قانون يجرم الاستعمار.
واختتمت المتحدثة باسم الخارجية الروسية تصريحها بالتأكيد على أن "فرنسا لم تعد قادرة على قمع استقلال الشعوب وسيادتها"، مجددة دعم موسكو الثابت للجزائر في مطالبها باعتراف باريس بجرائمها الاستعمارية، والحصول على تعويضات عادلة عن آثارها المدمرة التي لا تزال قائمة حتى اليوم.
شكّل الاحتلال الفرنسي للجزائر، الذي بدأ عام 1830 واستمر لمدة 132 عامًا، أحد أطول وأقسى أشكال الاستعمار في التاريخ الحديث.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: فرنسا الجزائر روسيا المزيد
إقرأ أيضاً:
الخارجية الجزائرية تعلن احتجاجها على احتجاز أحد دبلوماسييها في فرنسا
أعربت الجزائر، يوم السبت، عن احتجاجها الرسمي على قيام السلطات الفرنسية باحتجاز أحد موظفيها القنصليين على أراضيها، في خطوة اعتبرتها غير مسبوقة وذات أبعاد خطيرة على مستقبل العلاقات الثنائية بين البلدين.
وتأتي هذه الواقعة على خلفية اتهامات للموظف القنصلي الجزائري بالتورط في حادثة اختطاف طالت مواطنًا جزائريًّا مقيمًا في فرنسا، بحسب ما ذكرته النيابة العامة الفرنسية المعنية بمكافحة الإرهاب.
وأفادت وكالة "رويترز" نقلًا عن بيان صادر عن وزارة الخارجية الجزائرية، بأن الجزائر ترى في هذه الخطوة "تحولًا قضائيًّا غير مسبوق في تاريخ العلاقات الجزائرية الفرنسية"، وتعتبره محاولة واضحة لـ"تعطيل مسيرة إحياء العلاقات الثنائية" التي شهدت محاولات متعددة لتحسينها خلال السنوات الماضية، رغم ما يشوبها من توترات تاريخية وسياسية.
وأعلنت وزارة الخارجية الجزائرية رفضها "رفضًا قاطعًا، شكلًا ومضمونًا، للأسباب التي قدمتها النيابة العامة الفرنسية لمكافحة الإرهاب"، والتي اعتبرتها الجزائر ذريعة لتبرير قرار وضع موظفها القنصلي قيد الحبس الاحتياطي.
وشدد البيان على أن هذا التصرف يُعد انتهاكًا صارخًا للأعراف الدبلوماسية والاتفاقيات الدولية المنظمة للعلاقات بين الدول، خاصة تلك التي تنظم وضع البعثات الدبلوماسية والقنصلية.
وتأتي هذه الأزمة الجديدة لتزيد من تعقيد المشهد الدبلوماسي بين الجزائر وباريس، خاصة في ظل تكرار التوترات حول عدد من الملفات الشائكة، منها قضايا الذاكرة الاستعمارية، والتأشيرات، والتعاون الأمني في منطقة الساحل، وكذلك ملف الجالية الجزائرية في فرنسا.