في تاريخ الأوطان، هناك رجال لا يموتون، بل يتحولون إلى رموز خالدة تضيء دروب الحرية والكرامة. ومن بين هؤلاء العظام، يقف الشهيد العميد أبوبكر إبراهيم شريف عبدالشافع، شامخًا في ذاكرة الوطن، فارسًا من فرسان الحق، ومقاتلًا نذر روحه من أجل قضايا الوطن والكرامة والعدالة الاجتماعية في السودان.الشهيد حفيدا للفارس الخليفة عبدالشافع جروك، الحامي عرين إحدى اهم وأقوى الإدارات الأهلية بدار زغاوة والذي استشهد مدافعا عن أرض الوطن وساعيا لتثبيت اركان (سلطنة دار كوبي) وكان الخليفة عبدالشافع جروك خير معين لشقيقة السلطان المجاهد عبدالرحمن فرتي.

الذي استشهد واقفا ومدافعا عن البوابة الغربية للوطن ذلك الإرث النضالي لم يكن عبئًا، بل كان جذوة أشعلت بداخله حُلم التغيير، فكان الشبل الذي أعاد سيرة الأسد، وأحيا روح الكفاح والوفاء لأرض الأجداد.الشهيد أبوبكر كان أحد مؤسسي حركة العدل والمساواة السودانية، وقائدها العسكري البارز في عدة مراحل مفصلية من تاريخها. آمن بقضية الهامش بكل كيانه، وظل صامدًا في وجه كل الصعاب، مقاتلًا شجاعًا، لا يعرف التراجع، وقائدًا محنكًا أحبه جنوده ورفاقه.شارك في العديد من المعارك، وكان من أبرز المشاركين في معركة الذراع الطويل التي تم أسره فيها، وحُكم عليه بالإعدام. لكنه، كجبل لا تهزه العواصف، صمد في سجن كوبر عشر سنوات، لم يفقد خلالها الأمل ولا الابتسامة التي كانت لا تفارق محياه. واصل تعليمه من خلف القضبان، حتى نال بكالوريوس القانون من جامعة النيلين عن بعد، في خطوة تعكس صلابته الفكرية وروحه العصية على الانكسار.بعد الإفراج عنه، لم يتجه لاخذ الراحة أو لنيل المكاسب، بل عاد مباشرة إلى الميدان الغربي في خزان باسو، ليؤسس مع رفاقه أرضية جديدة للنضال، حيث أُسندت إليه مهام عديدة نفذها بكفاءة واقتدار. لم يكن مجرد قائد ميداني، بل كان أيضًا رجل إدارة وتنظيم، عُرف بالحنكة والحكمة، ونال احترام جميع الحركات المشاركة في القوة المشتركة. فتم تعيينه قائدًا لجيش حركة العدل والمساواة بمحور الصحراء، ثم أمين مال القوة المشتركة.رغم أدواره البارزة، لم يكن يسعى وراء الأضواء، عاش بعيدًا عن الكاميرات، قريبًا من تراب الوطن وقلوب رفاقه. لم يغادر الميدان، ولم يعرف التراخي، حتى لحظة استشهاده في معركة الكرامة، حيث جاد بنفسه رخيصة فداءً لوطن يؤمن بأنه يستحق التضحيات.برحيله، فقدت حركة العدل والمساواة، والقوة المشتركة، والأمة السودانية بأكملها، أحد أعمدتها وأعز أبنائها. رجل اختزل في شخصيته كل معاني الشجاعة، والتواضع، والوفاء، والصبر، والثبات على المبدأ.لقد قدم الشهيد العميد أبوبكر إبراهيم شريف عبدالشافع روحه مهراً لوطنه، ليبقى السودان حراً عزيزاً، ولتعيش الأجيال القادمة على أرض تظلها العدالة والمساواة. وإنه، وإن غاب جسده، فذكراه ستظل وقودًا لمسيرة لن تنطفئ، وكفاحًا سيستمر حتى تتحقق أحلام الشعب السودانيالرحمة والخلود للشهيد، والمجد لكل من سار على درب الكرامة.المملكة المتحدة11/04/2025بقلم المستشار/ طه بشارة شريف إنضم لقناة النيلين على واتساب

المصدر: موقع النيلين

كلمات دلالية: العدل والمساواة

إقرأ أيضاً:

سعف النخيل يزين الكنائس.. بدء قداس أحد الشعانين في كنيسة الشهيد أبي فام الجندي بقنا

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

بدأت صباح اليوم الأحد، صلوات قداس عيد أحد الشعانين في كنيسة الشهيد أبي فام الجندي بمدينة قنا، وسط أجواء روحانية مميزة، حيث توافد المصلون منذ الصباح الباكر حاملين سعف النخيل وأغصان الزيتون، في مشهد يعكس عمق الارتباط بالطقوس القبطية الموروثة.

الكنيسة تتزين بالسعف والأيقونات استعدادًا لأسبوع الآلام

تزيّنت الكنيسة بسعف النخيل والورود، مع تزيين الأيقونات والمدخل الرئيسي بأشكال رمزية مصنوعة من السعف، احتفالًا بهذه المناسبة التي تمثل ذكرى دخول السيد المسيح إلى أورشليم.

وبدأت صلوات القداس بطقس دورة الشعانين التي طاف فيها الكهنة والشعب الكنيسة حاملين الأيقونة ومرددين ترنيمة “أوصنا في الأعالي”.

مشاركة واسعة وتنظيم من الخدام والكشافة

وشهدت الكنيسة إقبالًا كبيرًا من العائلات والأطفال، الذين ارتدوا ملابس العيد، وسط تنظيم من خدام الكنيسة والكشافة، الذين وزعوا تيجان السعف على الحاضرين وساعدوا في تنظيم الدخول والخروج.

أحد الشعانين.. بوابة الدخول إلى أسبوع الآلام

ويُعد أحد الشعانين أحد الأعياد السيدية الكبرى، ويبدأ به أسبوع الآلام الذي تتخلله صلوات البصخة اليومية، وصولًا إلى الجمعة العظيمة، ثم عيد القيامة المجيد، حيث تستعد الكنيسة لهذه المناسبات بسلسلة من الصلوات والطقوس اليومية.

مقالات مشابهة

  • سعف النخيل يزين الكنائس.. بدء قداس أحد الشعانين في كنيسة الشهيد أبي فام الجندي بقنا
  • ناصيف زيتون يشعل حفل حديقة الشهيد بالكويت.. صور
  • تصريحات رئيس مجلس الوزراء العراقي ويوم الشهيد الفيلي
  • الليلة.. عمرو سعد ضيف الإعلامي شريف عامر
  • تشييع الشهيد مَلِك اللعساني في الحيمة الداخلية
  • تشييع الشهيد مَلِك عبدالله اللعساني بالحيمة الداخلية
  • الاطلاع على مستوى سير الدورات الصيفية في مدرسة الشهيد الصماد بحجة
  • أبوبكر الديب يكتب: هل انتهي زمن العولمة الاقتصادية ؟
  • في ذكري رحيل محجوب شريف. الحلقة ٤ الاخيرة