فلسطينيو الخارج: الفراغ السياسي وتوقف العمل الوطني أضعفا مواجهة التهجير
تاريخ النشر: 13th, April 2025 GMT
طالب المؤتمر الشعبي لفلسطينيي الخارج اليوم السبت بمواجهة مخططات التهجير وطرد الفلسطينيين من أرضهم والتمسك بحق العودة وعدم قبول أي وطن بديل عن فلسطين الأرض والهوية والوطن والانتماء، كما دعا كل من يمكنه العودة الفردية أو الجماعية إلى فلسطين لممارسة هذا الحق بشكل عاجل بوصف ذلك إجراء عمليا للردّ على مؤامرة التهجير.
وأكد البيان الختامي الصادر عن المؤتمر أن "استمرار حالة الفراغ السياسي وشلل مؤسسات العمل الوطني يسهم في إضعاف قدرة شعبنا على مواجهة مخططات تصفية القضية وإلغاء حقوق شعبنا الفلسطيني، وهو ما يستدعي تحركًا عاجلًا للخروج من حالة الانسداد القائمة منذ سنوات طويلة".
وعلى مدى يومين، اختتمت في إسطنبول اليوم السبت فعاليات المؤتمر الشعبي لفلسطينيي الخارج، تحت عنوان "الشعب الفلسطيني يرفض مشاريع التهجير ولا بديل عن حق العودة"، وضم 5 جلسات رئيسية، وحضره نحو 250 شخصية تمثل كل ألوان الطيف السياسي الفلسطيني، بالإضافة إلى مشاركة كيانات من الداخل الفلسطيني.
وقبيل بدء الجلسات الرئيسية، نظم المؤتمر دورة الانعقاد للهيئة العامة للمؤتمر الشعبي لفلسطينيي الخارج، وناقشت تقارير الهيئة العامة والأمانة العامة وعمل منسقيات المؤتمر في الدول المختلفة.
وأشار المشاركون في المؤتمر إلى أن مؤسسات العمل الوطني الفلسطيني واجهت حالة من الشلل وتعطيل دورها منذ عقود ولا تزال، وتم إجهاض كل الجهود الهادفة لإعادة بناء منظمة التحرير الفلسطينية على أسس ديمقراطية وتمثيلية ولتفعيل مؤسسات العمل الوطني المشترك.
إعلانوإزاء ما يواجه القضية الفلسطينية والمشروع الوطني من تهديدات وأخطار وجودية، فقد أكد البيان الختامي الصادر عن المؤتمر أن استمرار الفراغ السياسي وشلل مؤسسات العمل الوطني لا يسمح بمواجهة مخططات تصفية القضية، وهو ما يستدعي تحركًا عاجلًا للخروج من حالة الانسداد القائمة منذ سنوات طويلة.
وفي هذا السياق قدم البيان المقترحات التالية:
أولا- البدء بإجراءات عملية لفرز ممثلين لأبناء شعبنا الفلسطيني في الخارج في مختلف مناطق وجودهم حيث يكون ذلك متاحًا. ثانيا- أهمية المسارعة لتشكيل جبهة أو تحالف أو إطار أو هيئة وطنية تنسّق الجهود الوطنية في مواجهة الأخطار الوجودية التي تستهدف المشروع الوطني وللضغط من أجل إعادة بناء منظمة التحرير الفلسطينية على أسس ديمقراطية ولتفعيل مؤسساتها المعطّلة. ثالثا- توحيد جهود الأطر والهيئات والمؤتمرات الوطنية الفلسطينية خارج فلسطين، وتنسيق جهودها في خدمة القضية الفلسطينية ومواجه مخططات تصفية القضية والمشروع الوطني والخروج من حالة الشلل والفراغ القائمة. رابعا- البدء بإعادة تفعيل الهيئات والاتحادات والنقابات والمؤسسات والأطر الفلسطينية التي جرى تعطيلها أو إغلاقها. خامسا- توحيد وتنسيق وتنظيم جهود الجاليات الفلسطينية في مواجهة مؤامرة تصفية القضية الفلسطينية، وفي دعم صمود الشعب الفلسطيني، وفي حشد الجهود العالمية لصالح تأييد القضية الفلسطينية، وفي التعبير عن الموقف الفلسطيني المتمسك بالثوابت والحقوق الوطنية.
مخططات التهجير
وأمام مخططات التهجير وطرد الفلسطينيين من أرضهم، أكد فلسطينيو الخارج تمسّكهم بحق العودة كحقّ مقدّس لا يمكن التنازل عنه ولا يسقط بالتقادم، ودعوا إلى رفض كل عمليات التوطين الخارجية، وعدم قبول أي وطن بديل عن فلسطين. "كما ندعو كل من يُتاح له ممارسة العودة الفردية أو الجماعية إلى فلسطين لممارسة هذا الحق بشكل عاجل ودون تأجيل، فهذا جزء عملي من الردّ على مؤامرة التهجير".
إعلانوفي مقابلة مع الجزيرة نت، قالت المديرة العامة لمركز دراسات الوحدة العربية لونا أبو سويرح إن الاحتلال الإسرائيلي يريد إبادتنا، فهو لا يحارب المقاومة فقط، بل يريد إبادة الشعب الفلسطيني عن بكرة أبيه.
وأضافت أن "هذا مشروعه منذ 100 عام وأكثر، وهو مشروع تطهير عرقي يستهدف إخلاء أرض فلسطين من أهلها الأصليين، أهلها العرب الفلسطينيين، وإحلال مستوطنين غربيين يأتون من كل بقاع الأرض ليحتلوا أرضنا. نحن نقاوم مشروعًا استيطانيًا إحلاليًا اقتلاعيًا، وهو مشروع تدعمه كل قوى الغرب بالسلاح والعتاد والمال وبالسياسة والدبلوماسية".
وأمام هذا الخطر الوجودي الذي يتهدد القضية الفلسطينية، أشار هشام أبو محفوظ نائب الأمين العام للمؤتمر الشعبي لفلسطينيي الخارج إلى أن هذه المخاطر لا تتوقف عند قطاع غزة، بل تتجاوز هذه الأزمات إلى أهلنا في الضفة الغربية وفي القدس المحتلة، حيث يتعرضون لعمليات تجريف وتدمير وضمّ.
وأضاف أبو محفوظ -في مقابلة مع الجزيرة نت- أن المؤتمر الشعبي لفلسطينيي الخارج يستشعر بأن عليه دورا كبيرا من أجل أن يقوم بجهود أكبر لرفع الصوت عاليا والضغط على المجتمعات العربية والإسلامية والدولية من أجل أن يتوقف هذا العدوان.
إسناد غزة
ويأتي انعقاد هذا المؤتمر في ظل عدوان إسرائيلي مستمر على قطاع غزة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، راح ضحيته حتى اليوم السبت نحو 51 ألف شهيد، في حين أصيب نحو 116 ألف شخص، فضلا عن نزوح كل سكان القطاع، حسب إحصاءات وزارة الصحة في غزة.
ولذلك يرى المؤتمر أن إسناد جبهة غزة يمثل أحد أهم الأهداف التي يسعى المشاركون إلى تحقيقها، وجاء في البيان الختامي أن قطاع غزة "يواصل خوض معركة طوفان الأقصى المشرّفة، ويسطّر البطولات في مواجهة أبشع الجرائم الوحشية التي يمارسها الاحتلال الصهيوني منذ السابع من أكتوبر بدعم وإسناد أميركي ودولي غير محدود".
إعلانوتقول لونا أبو سويرح إن "هذا المؤتمر يأتي في إطار عمليات إسناد شعبنا الفلسطيني في حربه المستمرة لأكثر من عام ونصف العام، وفي حربه لتحرير أرض فلسطين لأكثر من 78 عاما".
أما أبو محفوظ فأشار إلى أن هذا المؤتمر ينعقد تحت عنوان رفض التهجير ومواجهة الخطر الذي يتهدد القضية الفلسطينية، وينعقد وقوفا مع أهلنا في غزة وإسنادا لهم ورفضا للتهجير، ومطالبة برفع الصوت عاليا من أجل وقف العدوان، ووقف هذا العدوان الوحشي والإبادة الجماعية التي تزداد عنفا على أهلنا في غزة.
ودعا المجتمعون في المؤتمر أيضا إلى تفعيل دور الأمة العربية والإسلامية على المستويين الرسمي والشعبي، لما له من "بالغ الأهمية في دعم صمود شعبنا الفلسطيني وإسناد حقوقه العادلة ومواجهة المؤامرات الصهيونية المدعومة أميركيًا".
يذكر أن المؤتمر الشعبي لفلسطينيي الخارج تأسس في 25 فبراير/شباط 2017 في مدينة إسطنبول، عبر تجمع حاشد يزيد على 6 آلاف فلسطيني حول العالم، بهدف تفعيل دور الفلسطينيين بالخارج للمشاركة السياسية وفي صناعة القرار الوطني.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات مؤسسات العمل الوطنی القضیة الفلسطینیة شعبنا الفلسطینی تصفیة القضیة من أجل
إقرأ أيضاً:
البرلمان العربي: القضية الفلسطينية تحظى بتأييد مطلق من «عدم الانحياز»
طشقند (وام)
أخبار ذات صلةأكد معالي محمد بن أحمد اليماحي، رئيس البرلمان العربي، أن القضية الفلسطينية تحظى منذ نشأة حركة عدم الانحياز، بتأييد مطلق ومتواصل من أعضائها، انطلاقاً من إيمانهم الكامل بالحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، وفي مقدمتها إقامة دولته المستقلة، وعاصمتها مدينة القدس.
وطالب معاليه، الشبكة البرلمانية لحركة عدم الانحياز، بأن يكون لها موقف واضح وقوي إزاء حرب الإبادة الجماعية والمجازر الإسرائيلية بحق الشعب الفلسطيني، ورفض أي مخططات أو محاولات لتهجيره من أرضه التاريخية.
جاء ذلك في الكلمة التي ألقاها رئيس البرلمان العربي، أمام المؤتمر الرابع للشبكة البرلمانية لحركة عدم الانحياز، الذي عقد في العاصمة الأوزبكية طشقند على هامش اجتماعات الاتحاد البرلماني الدولي، وتم خلاله إحياء الذكرى السبعين لمؤتمر «باندونج» الذي اعتمد المبادئ التأسيسية العشرة، التي شكَّلت منطلقاً رئيسياً لتأسيس حركة عدم الانحياز.