يمانيون:
2025-04-13@06:15:47 GMT

عبيدُ واشنطن خنجرٌ في خاصرة الأُمَّــة

تاريخ النشر: 13th, April 2025 GMT

عبيدُ واشنطن خنجرٌ في خاصرة الأُمَّــة

جميل القشم

لم يعد خافيًا على أحد أن أنظمة العربية، وعلى رأسها عرابو التطبيع ومهندسو الخنوع، لم تعد ترى في صرخات الأقصى، ولا دماء غزة، ولا آهات الأسرى ما يستحق التفاعل أَو الانتصار، ما يشغلها، وما ترتعد له فرائصها، هو غضب السيد الأمريكي، ومزاج البيت الأبيض، ورضا تل أبيب.

لقد سقطت ورقة التوت، وانكشف المستور والقناع عن هذه الأنظمة التي لم تعد حتى تحاول التظاهر بالمروءة، بل باتت تتسابق في تقديم فروض الطاعة، والارتماء في أحضان العدوّ، والتآمر على كُـلّ معادلة تحرير تعيد للمنطقة كرامتها، وللشعوب هُويتها.

الرهان على هؤلاء، رهان خاسر، كمن ينتظر المطر من أرض بور، لا تنبت إلا السراب، لا مشروع لهم سوى البقاء في الحكم، ولا عقيدة لأنظمة تتبنى تلميع الصورة أمام الإعلام الغربي، ولا هدف لها سوى شراء الحماية الأجنبية، ولو على حساب القدس وأطفال فلسطين.

من العبث أن ننتظر من خدام الأجندات الأمريكية والصهيونية أي موقف حر، فهم شركاء في كُـلّ رصاصة تطلق على المجاهدين، وكل خنجر يغرس في خاصرة غزة، وكل صفقة تهدف لتصفية القضية.

لكن فلسطين ليست يتيمة، ولن تحرّر بمبادرات السلام الزائفة، ولا بقمم الفنادق الفارهة، فلسطين ستعود بزخم الميدان، ودم الشهداء، وصوت المقاومين، وزحف المؤمنين من كُـلّ بقاع الأُمَّــة.

ولتعلم تلك الأنظمة أن ساعة الحساب تقترب، وأن الشعوب وإن صبرت، فَــإنَّها لا تنسى، وحين تشرق شمس الحرية على فلسطين، سيتعرى الخونة، ويتلاشى الزيف، ويكتب المجد لمن سار على درب الدم والعقيدة.

المصدر: يمانيون

إقرأ أيضاً:

عن موت الشعراء في فلسطين

قبل ساعة عدت من جنازة الشاعر الصديق محمد دلة، غريبة هذه الأيام في فلسطين، لا افكر فقط في نزف شهداء غزة المدوي، أفكر في موت الشعراء والكتّاب المتعاقب: محمد دلة، وضاح زقطان، أحمد يعقوب، زهير زقطان، عزت غزاوي، علي الخليلي، أحمد حرب، وآخرين، أهي مجرد صدفة أن يموت الشعراء في فلسطين بصورة ملتفتة،؟ أم أن قلب الشاعر الفلسطيني لا يستطيع تحمل ما يجري في غزة فيختار التوقف على النبض المتعب تفاديا من حرج العجز عن الكتابة الصافية صفاء الشهيد؟؟ يذهب الشعراء الفلسطينيون الى نهاياتهم تاركين القصيدة خلفهم كشهيدة او شاهدة، ليس موتا عاديا هذا الذي يغطي فلسطين كلحاف شتوي، ليس غيابا مفهوما لكنه سؤالا مكثقا على سؤال: من سيكتب موت البلاد أيها الشعراء حين تختارون الموت تباعا؟، أتذكر تجربة الشاعر الأب والملهم علي الخليلي، الذي مات قبل سنوات، أتذكره حزينا يمشي في شوارع يستطيع جندي صهيوني عمره 19 عشر عاما أن يقفلها، أتذكره وهو يهرب مع الهاربين تتساقط منه أغراضه، في حمى عتمة منع تجوال فرضه الاحتلال فجأة على رام الله، سمعت صوته وهو يهرب: القصيدة تهرب معي يا زياد هل تراها،؟ ها هي معي، وأشار الى ظله. مقهورا توقف قلب علي الخليلي، لكن قصائده ظلت وما زالت تركض داخلنا، محدثة فضاء من الحب ومصدرا للالهام ودافعا للمقاومة.

أين ذهب شارب علي الخليلي المميز ؟ كنت أنتظره بفضول حزين في التاسعة صباحاً بالضبط، يومياً من نافذة أحد طوابق عمارة الحرباوي، في الرام، في أول تسعينيات القرن الماضي، حيث مقر جريدة الصدى، كنت أعمل هناك في وظيفتين: محررا لغوياً ومراقباً لشارب علي الخليلي شديد الترتيب، كنت أتقاضى مقابل الأولى أجراً مالياً، أما الثانية فقد كنت أتقاضى مقابلها أجراً حلمياً، دفعات من الأحلام والتأملات، كانت بداياتي في التحرش بلهب الإبداع من هناك، في حريق تلك المرحلة الملتبسة وطنياً وإنسانياً، التي تفجرت من رحمها أجنة الكتابة الجديدة، كانت الكتابة الفلسطينية آنذاك، على مفترق طرق فني، إما أن تستمر في الرقصة الجماعية المكررة والدوران الفارغ حول ثيمات فقدت معناها وضرورتها، وإما أن تفتح لها درباً جمالياً جديداً تلاؤماً مع معطيات وجودية وسياسية وإنسانية فرضت نفسها.

ولدت فنياً عند ذلك المفترق ووجدت نفسي أختار مع زملائي جمال القواسمة وإيمان البصير وغيرهم، درباً مغايراً، عنيف الانعطاف. قصاصين خجولين كنا، نحاول أن نكتب منطلقين من ذواتنا المستعبدة والمستبعدة، بعد أن أشبع أدباء الانتفاضة المكرسون ذاتهم بعداً عن ذاتهم وفرديتهم المضطهدة؛ لسبب واهٍ وغير مقنع هو أن فلسطين أكبر منا جميعاً أو أنها هي ذاتنا الكبرى التي لا مجال لظهور ذوات صغيرة أمامها. كانت الذات في ذهننا غير المطحون بعد بِرَحَى التجارب الحياتية والقراءات هي أن نكتب عما يلامس حواسنا ويستفز رغباتنا، فيما بعد، بعد مرحلة نضوج كانت كافية لأن ننظر بفخر إلى نتاجاتنا، عثرنا على طريقنا وعرفنا أن الذات الصغيرة هي سطح القمر الذي من فوق أرضه نطير إلى العالم هموماً وألغازاً وأفكاراً، وأنها ليست العالم أبداً.

كان علي الخليلي يقطع الشارع تحت نظراتي قوي البنية بمشية رمحية وعيني صقر يعرف ماذا ينتظره في الأعالي، فيواصل التحليق أعلى فأعلى، كان شاربه مجازاً مناسباً لحلمي أن أصبح ابن الدرب الجديد في الكتابة، مرتباً وقوياً ومعتداً بذاته وشديد النظافة، ويحلق أعلى فأعلى، إلى أين كان يذهب؟ أظل أراقبه ماطاً رقبتي على وسعها من النافذة حتى أكاد أسقط، ستمضي الأيام بي وبتجربتي، لأجد فجأة أن علي الخليلي يقدم كتابي الأول: (موعد بذيء مع العاصفة)، قال عني كلاماً شعرياً وحميماً وحزيناً سوف أظل أزهو به حتى اللحظة، كنت ما أزال أنظر شاربه الذي وخطه قليل من الشيب وأذبله قليل من التعب، كتب علي الخليلي عشرات الكتب موزعة بين شعر وقص ونقد وتراث، وصل عددها مع آخر مجموعة شعرية صدرت قبل أسابيع عن اتحاد الكتاب الفلسطينيين (شرفات الكلام) إلى ثلاثة وأربعين كتاباً. ورئس تحرير مجلة (الفجر الأدبي) فترةً طويلةً مشجعاً فيها ومنتجاً عشرات الأسماء المبدعة التي ما زال بعضها يكتب حتى اللحظة.

ابن الفران (أبو سري) الذي خبز الشعر في فرن الحلم وقدمه لنا أرغفة شهية، ما زال وفياً لقصيدة التفعيلة، على الرغم من كل انفجارات وانتصارات النثر الشعري هنا وهناك من حوله، على الرغم من كل الجدل حول هذا الموضوع، فإنني أحترم خيار أبي سري الفني وأقدّر شعريته التي حفرت لها مكاناً خاصاً في حقل الكتابة الشعرية الفلسطينية..

في رام الله كنت ألتقي بالشاعر في الشارع أحياناً، أسلم عليه بحرارة مرتبكاً أمام شاربه الذي لم يعد أسود ومرتباً ومعتداً بذاته، أتذكر بداياتي الهشة والخجولة ورقبتي الملوية وهي تلحق بظله فيما هو يقطع الطريق إلى الرصيف الآخر ليوقف سيارةً ويذهب إلى حيث لا أدري، لماذا أكتب هذا النص؟ أهي رثاء متجدد لأجمل من كتب قصائد البلاد؟ أم هي مجرد تحية امتنان وحب وتكريم إلى رجل جميل أعطانا الكثير من المتعة والجمال على حساب صحته وعمره؟ أم هي اعتذار من رجل جميل لم نقم كما يجب بتكريمه بعد كل هذا العطاء الذي ما زال متواصلاً على الرغم من خبو بريق الشارب والخطوة والنظرة؟. أم كلاهما معا؟. لا أعرف حقاً.

يموت الشعراء الفلسطينيون بتوقف مفاجئ في القلب، ونحيا نحن القراء داخل حياة مستمرة، حياة تسمى قصائدهم، هل يموتون حقا ونصوصهم تشرق في دروبنا بل وتحولها؟؟ لا ينتهي الفلسطينيون ولن ينتهوا..

مقالات مشابهة

  • خبير : الإختراق السيبراني جرس إنذار لتعزيز الأمن المعلوماتي بالمؤسسات الحكومية المغربية
  • فجر اليوم: بدء العمل بالتوقيت الصيفي في فلسطين
  • تعز.. وقفة تضامنية مع غزة وتنديدا بصمت الأنظمة العربية والمجتمع الدولي
  • دول أوروبية تزيد تقديم الأسلحة والدعم العسكري لأوكرانيا
  • عن موت الشعراء في فلسطين
  • القبض على 5 أشخاص لمخالفتهم الأنظمة البيئية في منطقة تبوك
  • الذكاء الاصطناعي الفائق.. ابتكار ينقذ البشرية أم سلاح للفناء؟
  • «ايدج» و«4iG» تتعاونان في تطوير تقنيات الفضاء
  • الفايدي: قرار خفض الدينار “طعنة” في خاصرة الاقتصاد الليبي