حالة محزنة من فقدان الامان والخوف الدائم تحت وطأة دوي الانفجارات، وسقوط القذائف على منازل المواطنين الابرياء وأماكن تجمعاتهم من أسواق ومدارس ظلت تعيشها مدينة الأبيض ذات الموقع الاستراتيجي عسكريا واقتصاديا (588 كلم جنوب غرب العاصمة السودانية الخرطوم)، وذات المكانة المرموقة في الحياة الثقافية السودانية اذ تمثل المدينة احد رموز

منتدي الاعلام السوداني : غرفة التحرير المشتركة
المصدر : صحيفة التغيير الإلكترونية
حالة محزنة من فقدان الامان والخوف الدائم تحت وطأة دوي الانفجارات، وسقوط القذائف على منازل المواطنين الابرياء وأماكن تجمعاتهم من أسواق ومدارس ظلت تعيشها مدينة الأبيض ذات الموقع الاستراتيجي عسكريا واقتصاديا (588 كلم جنوب غرب العاصمة السودانية الخرطوم)، وذات المكانة المرموقة في الحياة الثقافية السودانية اذ تمثل المدينة احد رموز التمدن والحيوية في مجالات السياسة والأدب والفن.




لم يكن موت خمسة افراد من اسرة واحدة نتيجة قصف مدفعي اول مآسي المدينة او آخرها! بل كان احد يوميات الحرب هناك!
فقد أفاد شهود عيان «التغيير» أن قوات الدعم السريع أعادت القصف العشوائي يوم الثلاثاء 9 أبريل 2024 على مدينة الأبيض. ووفقا لمصدر تحدث لـ«التغيير» سقطت قذيفة مدفعية على منزل في أحد أحياء المدينة مما أدى إلى مقتل خمسة مدنيين من أسرة واحدة.
اصوات الانفجارات بديلا للآذان في رمضان
مع اقتراب موعد الإفطار في احد ايام شهر رمضان تقول أم الهادي لـ " التغيير" إنها جلست داخل مطبخها تراقب صينية الطعام الفارغة أمامها و لم تكن تفكر في الجوع بل في ذلك الصوت الذي باتت تعرفه جيدا " التدوين " الذي كان انفجاره الأول يعني أن القصف بدأ حيث يهتز المكان، وفي تلك اللحظة تحبس المرأة أنفاسها و تضغط على أيادي أطفالها المرتجفين بجانبها و تنتظر حتى يهدر الانفجار و تلتصق بالجدار، لم تصلها القذيفة هذه المرة لكنها تعلم أن شخصا آخر ربما لم يكن محظوظا مثلها!
ما تمر به أم الهادي هو حال جميع سكان مدينة الأبيض التي لم يعد الخوف والفزع فيها امرا طارئا، بل جزء من الحياة اليومية حتى في شهر رمضان إذ أصبح القصف العشوائي جزءا من طقوس الإفطار! حيث تحولت الموائد إلى ملاجئ! و أدعية الإفطار هي النجاة من سقوط قذيفة مجهولة!.
تعيش الأبيض حالة من الخوف و الهلع تحت وابل القصف المستمر كما تصف المواطنة " ت. ف" المشهد، وتضيف في حديثها لـ " التغيير " شهد شهر رمضان الماضي (الذي وافق مارس 2024) تسعة أيام متتالية من التدمير المباشر للأحياء السكنية بأسلحة فتاكة حصدت أرواح الكثيرين وألقت بالبقية بين جريح يعاني إصابات مروعة وفاقدٍ لأحد أطرافه.
و تمضى في الحديث أنه في الأيام الأربعة الأولى من رمضان تزامن القصف مع أذان المغرب و كأنه يترصد لحظة الإفطار ليحرم الناس من لحظات السكينة ، ثم امتد ليشمل أوقات متفرقة يضرب هنا تارة وهناك تارة أخرى وكأن منفذيه ينتظرون تأكيد إصابة الهدف قبل أن يغيروا اتجاههم على حد تعبيرها .
و يؤكد الشاب " م. ن" أن الأيام الأخيرة كانت الأكثر رعبا منذ اندلاع الحرب ويقول لـ " التغيير " أن قوات الدعم السريع لم تتوقف عن قصف المدينة ليلا و نهارا و كأنها تسعى لانتزاع فرحتهم حتى بعد أن تمكن الجيش من فك الحصار المفروض على المدينة منذ مايو 2023.
النزوح وبيع العقارات فرارا من مدينة الموت!
و كانت قوات الدعم السريع قد فرضت حصارين على المدينة، كان الأول قصير الأمد بينما استمر الثاني نحو ستة أشهر و خلال تلك الفترة بسطت سيطرتها على مدينتي الرهد وأم روابة الواقعتين على الطريق الرابط بين الأبيض وكوستي بولاية النيل الأبيض غير أن الجيش السوداني تمكن في نهاية ديسمبر 2023 من فك الحصار عن هذا الطريق مما أعاد شريان الحياة إلى المدينة لكنه لم يوقف معاناة سكانها مع القصف المستمر.
ويشير المواطن " ع.س " أنه على الرغم من فداحة القصف لم تشهد المدينة موجات نزوح واسعة فالضربات تأتي من كل الاتجاهات دون نمط واضح تارة من الجنوب وأخرى من الغرب وبشكل متقطع يجعل من المستحيل التنبؤ بالمكان التالي.
ويضيف في حديثه لـ " التغيير " أنه مع أن قوة "الصياد" العسكرية متمركزة داخل الأبيض إلا أنها لم تتحرك ولم يسمع سوى رد محدود من الجيش مرتين لا ثالث لهما وسط تعتيم على تفاصيل الاستهداف وكأن السكان وحدهم من عليهم تحمل العواقب حتى محاولة تحديد أماكن القصف أصبحت تعرض صاحبها لخطر الاستجواب بتهمة التعاون.
و على الرغم من هذا الوضع المأساوي تسير الحياة في المدينة بنمطها المعتاد في مشهد يثير الدهشة فالمدارس تواصل دوامها و الأسواق تعج بالناس و التجمعات الرمضانية للإفطار كما لو أن الموت لا يحيط بهم من كل جانب و لكن مع بداية القصف يتحول الجميع إلى حالة ترقب ينتظرون على من يكون الدور في الموت او الاصابة هذه المرة ثم يهرعون لإنقاذ الجرحى و دفن الموتى و كأنهم اعتادوا هذا الواقع المرير .
أما عن المناطق المستهدفة تشير " ت. ف " إلى أن معظمها مناطق بها وجود عسكري داخل الأحياء سواء في مدارس أو مراكز صحية أو حتى عمارات سكنية مثل " عمارة عبد الظاهر " حيث يبيت العسكريون ليلا . و تضيف بأن هذا لا يبرر سقوط هذا الكم من المدنيين الأبرياء فدخول متحرك “الصياد” إلى الأبيض لم يكن سوى امتداد للحرب في كردفان التي لم تكتف بخنق المدينة اقتصاديا بل أصبحت اليوم تزهق أرواح أهلها بلا سبب.
و من جانبه يصف " ن. ع" كيف تحولت حياة سكان الأبيض إلى توتر دائم “الناس بقت متنشنة” يقولها وهو يروي ل " التغيير " كيف بات الجميع يدرك أن القصف قادم لكنه لا يعرف متى وأين حتى الإفطار الرمضاني لم يعد لحظة طمأنينة، بل سباقا مع الزمن “سريع سريع، الضرب ممكن يبدأ في أي لحظة.
حالة من النزوح الداخلي بدأت تتشكل حيث يفر السكان من الأحياء الأكثر استهدافا إلى أماكن أخرى أقل تعرضا للقصف بينما لجأ البعض إلى مغادرة المدينة بالكامل بحثا عن الأمان. ووسط هذا الخراب تنشط حركة بيع العقارات كما بدأت الأسواق تستعيد حركتها بسبب توفر البضائع لكن هذا التحسن الاقتصادي لم يخفف من وقع الصدمة التي يعيشها الناس.
و يروي " ن.ع" لحظة عالقة في ذهنه حينما سمع صوت قذيفة تقترب دون أن يعرف وجهتها الجميع يصمت يترقب ثم يأتي الانفجار ليكسر هذا الهدوء القاتل. “تشوف مرة كبيرة وقعت في الأرض وراجل مسن قعد من الصدمة وصراخ الأطفال يملأ المكان في تلك اللحظات لا يملك أحد سوى أن يتمتم: “الحمد لله، أنا بخير”، قبل أن يأتي الخبر التالي: “سقطت في المكان الفلاني، وأصابت كذا شخص”.
هكذا تسير الحياة في الأبيض هذه الايام بين انتظار القذيفة التالية ومحاولة البقاء على قيد الحياة، في مشهد لم تعرفه المدينة منذ اندلاع الحرب.
وتعيش مدينة الأبيض ظروفا صعبة في ظل تطور العمليات العسكرية وتدهور الأوضاع المعيشية في وقت يطالب فيه المواطنون بتدخل عاجل لرفع المعاناة وتوفير الاحتياجات الأساسية.
ومع اندلاع القتال بين الجيش وقوات الدعم السريع في العاصمة الخرطوم ومناطق أخرى في 15 أبريل 2023، شهدت المدينة مواجهات عسكرية دامية بين طرفي القتال ما أدى إلى سقوط مئات القتلى والجرحى وسط المدنيين جراء القصف العشوائي المتبادل.
ومنذ ذلك التاريخ تحاول قوات الدعم السريع فرض سيطرتها الكاملة على الأبيض فيما يواصل الجيش حماية قيادة الفرقة الخامسة مشاة والمواقع الاستراتيجية الواقعة بالمنطقة .
وتتمتع المدينة بموقع استراتيجي في غرب البلاد حيث تضم أكبر سوق لمحصول الصمغ العربي على مستوى العالم وأسواقا أخرى للمحاصيل والماشية إلى جانب ارتباطها بطريق الصادرات الرابط بين ولايات غرب السودان المختلفة.


SilenceKills #الصمت يقتل #NoTimeToWasteForSudan #الوضع في السودان لايحتمل التأجيل #StandWithSudan #ساندواالسودان #SudanMediaForum

   

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: قوات الدعم السریع مدینة الأبیض على من

إقرأ أيضاً:

مخلوق غامض يشبه مخلوق “تشوباكابرا” الأسطوري يثير الذعر في مدينة بويبلو الأمريكية

الولايات المتحدة – أصيبت امرأة من ولاية كولورادو الأمريكية بحالة من الذعر بعد أن ظهر أمام منزلها مخلوق غريب أثار حيرة الجميع، بمن فيهم مسؤولو الحياة البرية.

وتراوحت التخمينات بين كون هذا الكائن وولفرين مسعور و”تشوباكابرا” وهو كائن أسطوري ينتمي إلى الفولكلور الشعبي في أمريكا اللاتينية.

وقالت جاناي لين، البالغة من العمر 30 عاما، لصحيفة “بن نيوز” عن “الوحش” المحير الذي ظهر أمام منزلها في مدينة بويبلو، وهي تشعر بـ”الخوف الشديد”: “أخبرت الجميع عنه ولم يصدقني أحد”.

وأضافت لين: “رأيته لأول مرة بعد ظهر يوم الاثنين الماضي (31 مارس).. كان واقفا على الطريق أمام منزلي. لم يركض أو يتصرف بخوف، بل استدار ونظر إليّ، فانتابتني قشعريرة وركضت عائدة إلى الداخل”.

وظهر هذا المخلوق الغريب للمرة الثانية ليلة السبت بعد أن “وضعت المرأة الماء والطعام لبعض القطط الضالة”.

وأوضحت لين قائلة: “فتحت ستائر غرفة معيشتي، وكان هناك”، لافتة إلى أنها حاولت إبعاد المتسلل، لكنه تجاهلها وبدأ يأكل طعام القطط.

وقررت لين تصوير هذا المخلوق بالكاميرا لتثبت للمشككين أنه موجود بالفعل، ويُظهر مقطع الفيديو “الوحش النحيل” بلون الشوكولاتة، ذو الأذرع الطويلة والنسيج الندبي الوردي الذي يُحيط بوجهه الشبيه بوجه الجرذ، وهو يلتهم من وعاء طعام القطط خارج نافذتها، وتنتهي اللقطات بمخلوق يبتعد متمايلا في الظلام.

وصرخت لين في المقطع: “ما هذا بحق الجحيم؟”، قبل أن تُشير إلى أن الحيوان “مغطى بالدماء”.

وفي مقطع آخر، التُقط من خارج المنزل، بدا المخلوق وهو يتناول المزيد من الطعام على درجات سلم خرساني، دون أن يُظهر أي خوف من وجود لين، التي علقت: “كان يحدق في عيني طوال الوقت، وكأنه لا يخشاني أبدا”.

وحثّت المشاهدين في تعليقها على “فيسبوك” على محاولة تحديد هوية “الحيوان الغريب”، مما أثار مجموعة من النظريات المثيرة للاهتمام، بل وحتى الغريبة.

وخمن خبراء الحياة البرية أن المخلوق قد يكون غريرا، أو دبا، أو “وولفرين (نوع من الثدييات الشرسة) مصابا بداء الكلب”.

بينما ذهب عشّاق الكائنات الأسطورية إلى أبعد من ذلك، مرجحين أن يكون هذا الكائن هو “تشوباكابرا” مصاص دماء الماشية الشهير، أو ربما “سكاينوكر”، وهو كائن أسطوري آخر من التراث الأمريكي الأصلي، يُعتقد أنه ساحر قادر على التحول إلى حيوان.

لين وصفت الكائن قائلة: “وجهه يشبه الجرذ، عيناه صغيرتان ومتباعدتان، أنفه طويل ومدبب، وفمه يشبه فم الجرذان. له أرجل وأذرع طويلة، ويبلغ طوله حوالي 75 سنتيمترا، ويمتلك فراءً بنيًا كثيفًا وخشنًا يغطي جسمه بالكامل”.

حتى أن بعض السكان المحليين زاروها للتحقق بأنفسهم، فوجدوه يفتش في سلة مهملات خارج منزلها، وعندما اقتربوا منه، “ركض في الشارع إلى قناة تصريف”، وفق ما ذكرت  لين.

وأضافت: “سلطنا ضوءا عليه، فبدأ يُصدر صوتا يشبه الهسهسة. خفنا جميعا وغادرنا”.

ومع حيرة مسؤولي الحياة البرية في كولورادو، رجح بعضهم أنه مجرد راكون مصاب بالجرب، إلا أن لين رفضت هذا التفسير، قائلة: “أرى الراكون كل ليلة، وهذا المخلوق مختلف تماما، إنه ليس راكونا”.

المصدر: “نيويورك تايمز”

مقالات مشابهة

  • البيت الأبيض: المحادثات مع إيران كانت “إيجابية للغاية وبناءة”
  • “الغارديان”: وحدة إسرائيلية قتلت 15 مسعفا في غزة بقيادة جنرال “يحتقر الحياة البشرية”
  • “الحياة الفطرية” : جراء الذئاب الرهيبة المعلن عن ولادتها مجرد ذئاب رمادية معدلة وراثيًا
  • بلدية غزة: توقف تدفق المياه إلى المدينة بسبب تضرر خط “ميكوروت”
  • تجديل الشعانين رغم القصف المستمر
  • مخلوق غامض يشبه مخلوق “تشوباكابرا” الأسطوري يثير الذعر في مدينة بويبلو الأمريكية
  • تعليم المدينة ينظّم المعرض الختامي للمشاريع العلمية في أولمبياد “بادرة ابتكار”
  • “الحياة الفطرية” تُطلق 25 كائنًا فطريًا مهددًا بالانقراض في محمية الإمام تركي بن عبدالله الملكية
  • الصغير: قسم “عودة الحياة” بالمتحف مسمى سياسي للكثير من الكذب والتدليس