محلل إسرائيلي: خيارات نتنياهو في غزة تتراوح بين سيئ وأسوأ
تاريخ النشر: 12th, April 2025 GMT
#سواليف
لم يعد سرّا أن رئيس وزراء #حكومة #الاحتلال الإسرائيلي٬ بنيامين #نتنياهو٬ مُني بخسائر جمّة من زيارته الاستدعائية الأخيرة إلى #واشنطن، حتى باتت تحيطه من جميع الجوانب، بعد أن كان يروج أنه إذا أوقف #حرب_غزة، فإن الاحتلال سيواجه خطرًا رهيبًا ومتجددًا من غزة.
لكنه من ناحية أخرى، يفهم أيضًا أن استمرار الحرب يعرض حياة #الأسرى للخطر بشكل كبير، ورغم تعالي الأصوات المتفائلة بشأن قرب إبرام #الصفقة، فإن من الصعوبة بمكان أن يحدث شيء حتى يقرر نتنياهو أخيرًا الاتجاه الذي يسير فيه.
المحلل السياسي لموقع زمان إسرائيل، شالوم يروشالمي٬ أكد أن “الدعوة التي أطلقها مئات الطيارين وطواقم الطائرات السابقين والحاليين لوقف الحرب فوراً فاجأت نتنياهو في لحظة حرجة، وربما هذا السبب وراء رده الحاسم وغير الضروري ضد موقّعي العريضة، فقد سارع لدعم رئيس الأركان أيال زامير وقائد سلاح الجو تومار بار، اللذين قررا طرد ستين من الموقعين على العريضة من الجيش، وما زالوا يخدمون في الخدمة الاحتياطية، متهماُ الطيارين بمحاولة إضعاف الجيش في زمن الحرب، ما يجعل خطوتهم لا تُغتفر”.
مقالات ذات صلة حصيلة العدوان الصهيوني على غزة ترتفع إلى 50,933 شهيدًا 2025/04/12وأضاف في مقال ترجمته “عربي21” أن “الطيارين الموقعين على العريضة يعكسون رأي مئات الآلاف من الجمهور الإسرائيلي الذين لا يرون جدوى من استمرار الحرب، أما نتنياهو فقد اختار الدخول مع القادة والجنود بسرعة 200 كيلومتر في الساعة بلا فائدة، ولو كنت مكانه، لشرعت في حملة إقناع، بالحجج الوجيهة التي يعتقد أنه يمتلكها ضد إنهاء الحرب، بدلا من مهاجمة أطقم الطائرات التي سيؤدي إبعادها للإضرار بالمجهود الحربي الذي يسعى نتنياهو لتكثيفه”.
وأكد أن “نتنياهو يدرك أنه في وضع معقد، فهو يريد مواصلة الحرب لأسباب انتقامية شخصية أيضًا، دون الإصرار على أن ذلك يعود فقط لخوفه من استقالة بتسلئيل سموتريتش وإيتمار بن غفير، لأنه يفكر مثلهم، ويزعم أنه إذا أوقف الحرب فستواجه الدولة خطرًا مروعًا ومتجددًا من غزة، لكنه في الوقت ذاته يُعرّض حياة الرهائن لخطر جسيم. وموقعو العريضة مُحقّون في هذا الصدد، ومُحقّون أيضًا بشأن جنود الاحتياط الذين أُنهكوا حتى النخاع لمدة عام ونصف، ويدفعون ثمنًا باهظًا من عائلاتهم وأماكن عملهم”.
وأشار إلى أن “نتنياهو لن يجرؤ على التحدث علنًا ضد رفض جنود الاحتياط المُتشدّد الذي يتزايد حتى في الوحدات القتالية، لأنه في الواقع لا يعلم كم ستستمر الحرب، ولا متى سيتحقق ما يعتبره نصرًا كاملًا، في هذه المرحلة، لديه رصيد أمريكي للاستمرار، وهو ما لم يكن الحال مع الإدارة السابقة، أو كما يقول أحد كبار مساعديه: “الأمريكيون يُريدون وقف الحرب، ولكن بعد انتصار إسرائيلي”.
وأوضح يروشالمي أن “الحل المؤقت هو إنهاء الحرب، وانسحاب الجيش من غزة، والإفراج الفوري عن جميع الرهائن، الأحياء والأموات، وحماس قد تقدم أسباباً وجيهة لخرق الاتفاق، وتجديد الحرب، وبعدها يستطيع استكمالها دون عائق، فلماذا لا يفعل ذلك نتنياهو، بزعم أن العالم لن يوافق على هذا الأمر مسبقاً، لأن مثل هذا الاتفاق يتضمن ضمانات دولية، بما فيها أمريكية، وإذا تم انتهاكه فسنواجه عقوبات دولية وقرارات صارمة ضدنا في مجلس الأمن”.
وأكد أن “مزاعم نتنياهو أن الجمع بين الضغط السياسي والعسكري نجح بالمرحلة الأولى من الحرب، ما أدى إلى إطلاق سراح 80 مختطفا في تشرين الثاني/ نوفمبر 2023، ليست دقيقة، لأن الجيش دخل في “قطيع من الأفيال”، حيث انقلبت علينا عجلة السياسة بسبب خسائره في غزة، ولم يعد الضغط المزدوج يجدي نفعًا مع حماس. صحيح أنه بعد زيارة واشنطن، ولقاء ترامب، برزت نبرة تفاؤل في المحادثات مع كبار المسؤولين الإسرائيليين، بشأن الصفقة، لكن الواقع أن وضع نتنياهو سيئ، فاستمرار الحرب يعرّض هدفها الأول بإطلاق سراح المختطفين للخطر؛ ووقفها يعرّض هدفها الثاني بالقضاء على حماس للخطر”
المصدر: سواليف
كلمات دلالية: سواليف حكومة الاحتلال نتنياهو واشنطن حرب غزة الأسرى الصفقة
إقرأ أيضاً:
مراسل إسرائيلي: سياسة الجيش غامضة في غزة.. حماس لا تزال قائمة
أكد مراسل عسكري إسرائيلي، أن الجيش يفرض حالة من الضبابية شبه الكاملة ويمتنع عن تفسير ما يحدث في حربه المستمرة على قطاع غزة، ويسند عملياته إلى خدمة المستوى السياسي وزيادة الضغط على حركة حماس لإطلاق سراح الأسرى.
وقال المراسل العسكري بصحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية يوآف زيتون، إنّ "الجيش الإسرائيلي يُخفي شيئا ما عن طبيعة عملياته المستمرة في غزة"، موضحا أنه "بعد حوالي شهر من انهيار وقف إطلا النار، يواصل الجيش نشاطه العملياتي المحدود في القطاع".
وتابع قائلا في تقرير ترجمته "عربي21": "لكن رئيس الأركان الجديد، إيال زامير، والمتحدث باسمه، إيفي دوفيرين، يُصرّان على الحفاظ على سياسة الغموض فيما يتعلق بالعملية".
وأضاف أن "معظم النشاط الذي يجري في غزة مخفيّ عن الرأي العام الاسرائيلي، بالتزامن مع غياب دعمه الذي توفر عندما بدأت العملية البرية، وانتهت في أغسطس 2024، وفيما واصل الجيش استيلاءه على محور فيلادلفيا، فقد كثّف عدوانه على رفح".
وأوضح أن "قيادة الجيش تشرح أسباب إخفاء تفاصيل عملياتها في غزة من خلال رغبتها بعدم تزويد حماس بمعلومات حول نوايا وطبيعة العملية الحالية، والرغبة بالتصرف أولاً، ثم التحدث للجمهور الاسرائيلي، بعد أن قال زامير في خطاب تنصيبه قبل شهر ونصف، تلك الحقيقة المؤلمة أمام رئيس الأركان المستقيل هآرتسي هاليفي ورئيس الوزراء بنيامين نتنياهو: لم تُهزم حماس، ونحن نواجه سنوات من حرب استنزاف متعدّدة القطاعات، وهذا يكفي عملياً، ودون الكثير من التعليق، أن تل أبيب فشلت بهزيمة حماس وإسقاطها: عسكرياً وإدارياً، بسبب إصرار الحكومة على عدم إقامة أي بديل لها لإدارة شئون مليوني فلسطيني في غزة".
وأشار إلى أنه "رغم مرور عام ونصف على فشل إسرائيل في السابع من أكتوبر، وخلال الاجتياح البري في غزة طوال 2024، فقد حرص الجيش على إطلاع الجمهور على إنجازات المعركة، والإصابات في صفوف الجنود، وظهر المتحدث باسمه في ذلك الوقت، دانييل هاغاري، أمام الكاميرات بشكل يومي ليطلع الجمهور على تطورات العدوان: الإخفاقات والنجاحات، مع الحفاظ على سرية المعلومات".
وأضاف أنه "في تلك الأثناء، تمت دعوة المراسلين العسكريين للأراضي الفلسطينية في غزة، مما سمح لهم بنقل أصوات الجنود مباشرة لعائلاتهم في تل أبيب، لكن الواقع اليوم مختلف تماما، حيث يُحظر إظهار وجوه الجنود والضباط، خوفًا من تعرضهم للملاحقة القانونية في الخارج والاعتقال بتهمة انتهاك القانون الدولي".
وأكد أنه "بعكس هاغاري، فقد ظهر المتحدث الجديد باسم الجيش، إيفي دوفيرين، أمام الكاميرات مرة واحدة فقط، فيما يكتفي الجيش بإعلانات مقتضبة، مرة كل يومين في المتوسط، للإبلاغ عن نشاطه في المنطقة العازلة على الحدود، أو على الطريق القاطع بين رفح وخان يونس".
ولفت إلى أن "نطاق هذه الإعلانات الإعلامية، وعمقها، وتفاصيلها البصرية تشبه تلك التي ظهرت في جولات التصعيد "الخفيفة" في غزة في السنوات التي سبقت الحرب، لكن أمس وقع حدث غير عادي، ولكن تحت قيادة وسيطرة مكتب وزير الحرب يسرائيل كاتس، حيث تم جلب المراسلين العسكريين مع الوزير لإطلاعهم بشكل موجز على محور موراج، الذي أطلق عليه المستوى السياسي لقب "محور الجلاد"، وهو تذكير بالماضي، أو إشارة لمستقبل المستوطنات القريبة منه قبل الانسحاب من غزة في 2005".
وأوضح أن "سياسة الغموض التي يتبنّاها الجيش في غزة مريحة للغاية للمستوى السياسي، خاصة محور نتنياهو-كاتس، حيث يتم تقديم العملية البرية الحالية في وسائل الإعلام بأنها تجديد للمناورة ضد حماس، أو تجديد القتال بكامل قوته، مما يسمح لدوائر اليمين بالاسترخاء على الأريكة، والتفكير في أن الجيش "يكسر عظام" حماس مرة أخرى، وأن يعود بن غفير للحكومة على هذا الأساس، ويتوقف سموتريتش عن التهديد بالاستقالة، رغم أنهما يعرفان الحقيقة، ومفادها أن حماس لا تزال قائمة".
وكشف قائلا إن "إحدى الفرق العاملة في غزة تضم لواءً ونصف فقط، وهو فريق قتالي صغير نسبياً، بما يقرب من ربع الحجم المتوسط لفرقة في المناورة التي جرت بداية 2024، ولذلك يعترف الجيش بأن هدف العملية الحالية في غزة متواضع نسبيا، وهو الضغط على حماس لإطلاق سراح المزيد من المختطفين في المستقبل القريب، وربما التوصل لتسوية تتضمن المزيد من المطالب الإسرائيلية، مثل نزع سلاح غزة، ونفي قادة حماس".
وختم بالقول إنه "في ظل عدم وجود اشتباكات تُذكر في العملية الحالية، لأنها محدودة وجزئية، فإن الجيش يواصل القصف جوًا، دون أن يسفر بالفعل عن تحول حاسم في مواقف حماس من الصفقة المرتقبة".