من الأقسام إلى ساحات التضامن.. تلاميذ المغرب يرفضون الصمت تجاه مجازر غزة (شاهد)
تاريخ النشر: 12th, April 2025 GMT
"لا لا للخيانة، ولا لا للتطبيع"، و"غزة غزة رمز العزة" و"هذا عار، هذا عار، فلسطين في خطر"، بمثل هذه الشعارات، صدحت أصوات الآلاف من التلاميذ المغاربة، من قلب مدارسهم، في عدّة مدن، طوال الأسبوع الجاري؛ وذلك فيما وُصف بـ"الحراك اللّافت، المشكّل لرسالة قوية ترفض استمرار عدوان الاحتلال الإسرائيلي على غزة".
من مدن: وجدة والرباط، وطنجة وفاس والدار البيضاء وتطوان وسلا ومكناس، وصولا لمناطق جبلية مثل إقليم الحوز، حوّل التلاميذ بين ليلة وضحاها، المدارس إلى منصات للخطب التضامنية، رافعين أعلام فلسطين، وهاتفين بشعارات مثل: "المغرب وفلسطين شعب واحد مو شعبين"، في مشاهد رجّت مختلف مواقع التواصل الاجتماعي.
في هذا التقرير ترصد "عربي21" مشاهد التضامن العارم التي قادها تلاميذ المغرب في موجة احتجاجية وصفت بـ"غير المسبوقة، وتعكس عمق الوعي السياسي لدى النشء"، إذ تحولت ساحات المدارس إلى منصات للخطب والهتافات التضامنية.
تضامن يتجاوز الجدران المدرسية
المسيرات التلاميذية الغاضبة، المُطالبة بإسقاط التطبيع، وبوقف عدوان الاحتلال الإسرائيلي على كامل قطاع غزة المحاصر، تزامنت مع "الإضراب العالمي لأجل غزة"، فلم تكن مُجرد احتجاج عابر، بل تتويجا لسلسلة مبادرات طلابية في المغرب، بدأت منذ بداية الحرب الهوجاء على غزة.
وقال عدنان، وهو تلميذ يدرس بالقسم الخامس ابتدائي: "التضامن مهم مع إخواننا في الغزة، الذين يعيشون القهر، ولا أحد يقوى على إيقاف الحرب"، فيما قالت والدته التي كانت تراقب احتجاجات التلاميذ على بعد مسافة منهم: "جميل هذا الحراك، لكي لا تُنزع منهم إنسانيتهم، الفطرة الآن هي من تتكلم".
وتابعت الأم التي فضلت عدم الكشف عن اسمها، في حديثها لـ"عربي21": "بالطبع لن أمنع ابني من الإعلان عن احتجاجه، والكشف عن رفضه لاستمرار عدوان الاحتلال الإسرائيلي، الوعي بالقضية الفلسطينية يبدأ منذ الطفولة؛ لكنني في المقابل أحرص على مراقبته عن بعد، خوفا عليه من أي تجاوز قد يؤذي طفولته".
وفي السياق نفسه، لم يقتصر تضامن تلاميذ المغرب على حدود المؤسسات التعليمية (الابتدائية، والإعدادية، والثانوية)، بل جابوا الشوارع المجاورة لمدارسهم، مع رفع شعارات تدعم كامل الأهالي بقطاع غزة المحاصر، وتطالب بـ"وقف فوري" لكافة أشكال التطبيع مع دولة الاحتلال الإسرائيلي.
إلى ذلك، عاشت عدّة مؤسسات تعليمية، بمختلف المدن المغربية، على مدار أسبوع كامل، على إيقاع توقّف عن الدراسة، عقب انخراط أطر تربوية في الإضراب العالمي من أجل غزة؛ أبرزها ما شهدته مدينة طنجة، بتحوّل مظاهرة أمام مديرية طنجة أصيلا للتربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة، إلى مسيرة حاشدة جابت شوارع المدينة.
كذلك، في اعتصام ليلي دام ما يناهز خمس ساعات، شارك المئات من أبناء مدينة طنجة، للتأكيد عن تضامنهم المطلق مع كامل الشعب الفلسطيني خاصة في غزة، ورفضهم لاستمرار حرب الإبادة التي يتعرض لها على يد قوات الاحتلال االإسرائيلي، بدعم أمريكي مطلق.
هذا الشكل الاحتجاجي، الذي وصف بكونه: "الأول من نوعه في مدينة البوغاز (طنجة)"، أتى تلبية لنداء "المبادرة المغربية للدعم والنصرة" في طنجة إلى ساكنة المدينة، رفضا للمجازر اليومية التي تُرتكب في حق أبناء القطاع المحاصر.
جيل جديد يرفض الصمت
لم يتوانَ المغاربة (صغارا وكبارا) في استكمال مشهد التضامن المستمر منذ ما يناهز السنتين، خاصة عقب يوم من مليونية الرباط، بمشاركة قوية في "الإضراب العالمي لأجل غزة"، حيث عمّت احتجاجات غاضبة مختلف المدن، شارك فيها مئات التلاميذ والطلبة وأيضا أطر التعليم والصحة، للتعبير عن رفضهم لعدوان الاحتلال الإسرائيلي.
في السياق ذاته، شهدت مختلف الجامعات المغربية، الإثنين الماضي، جُملة مظاهرات، شملت أزيد من 14 مؤسسة جامعية، وذلك بحسب ما أكّده نائب الكاتب الوطني للاتحاد الوطني لطلبة المغرب.
وفي وقت سابق، من الأسبوع نفسه، نظم عشرات المحامين المغاربة وقفة احتجاجية بمدينة الدار البيضاء، تضامنا مع الفلسطينيين في غزة؛ تحت شعار "أوقفوا العدوان الصهيوني"، وذلك استجابة لدعوة من جمعية المحامين الشباب بالدار البيضاء.
وخلال الوقفة ذاتها، رفع المحامون، وهم يرتدون زيهم الرسمي، الأعلام الفلسطينية، فيما رددوا عدّة شعارات داعمة للقضية الفلسطينية.
تجدر الإشارة إلى أنه منذ مطلع آذار/ مارس الجاري، عاودت حكومة الاحتلال إغلاق جميع المعابر المؤدية إلى غزة لمنع دخول المساعدات الإنسانية، بعد تنصلها من اتفاق وقف إطلاق النار في القطاع، وسط تجاهل أمريكي وصمت دولي، ما فاقم أكثر من المعاناة الإنسانية الملحّة داخل القطاع المحاصر، وما جعل أصوات الرّافضين لاستمرار عدوان الاحتلال الإسرائيلي على غزة، تعلوا أكثر، في عدّة دول عبر العالم.
وإجمالا، خلّفت حرب الإبادة الجماعية التي يستمر عليها الاحتلال الإسرائيلي في غزة، بدعم أمريكي مطلق، منذ 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023، أكثر من 166 ألف شهيد وجريح من الفلسطينيين، معظمهم من الأطفال والنساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات حقوق وحريات سياسة دولية غزة الاحتلال المغرب تلاميذ المغرب قطاع غزة المغرب غزة قطاع غزة الاحتلال تلاميذ المغرب المزيد في سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة قضايا وآراء أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة عدوان الاحتلال الإسرائیلی
إقرأ أيضاً:
"الانتهاكات المستمرة في غزة".. مجازر الاحتلال وآثارها على المدنيين
تستمر الانتهاكات الإسرائيلية في قطاع غزة في ظل القصف العنيف الذي يستهدف المدنيين، حيث أفادت وزارة الصحة الفلسطينية باستشهاد 4 مواطنين على الأقل، بالإضافة إلى إصابة آخرين، جراء قصف الاحتلال لعدة مناطق في القطاع صباح الخميس.
وتأتي هذه المجازر بعد ساعات من استشهاد نحو 50 فلسطينيًا، بينهم نساء وأطفال، في قصف مكثف على حي الشجاعية شرق مدينة غزة، في واحدة من أفظع المجازر التي يرتكبها الاحتلال في الفترة الأخيرة.
عاجل:- قائد سلاح الجو الإسرائيلي يهدد جنود الاحتياط الموقعين على رسالة رفض استمرار الحرب في غزة مصادر طبية في غزة: 40 قتيلًا و146 إصابة في مختلف أرجاء قطاع غزة خلال آخر 24 ساعة المجازر في غزةوأكدت وزارة الصحة أن من بين الشهداء الذين سقطوا في قصف الاحتلال، اثنان استشهدا في قصف استهدف خيمة نازحين في شارع الطينة جنوب بلدة القرارة شمال غرب خان يونس، بينما استشهد طفل في قصف مدفعي على حي العمور ببلدة الفخاري شرق القطاع.
كما سقط شهيد آخر نتيجة قصف خيمة نازحين شمال غرب مدينة الزهراء وسط غزة.
منذ بداية هذا الأسبوع، تواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي عمليات القصف على مناطق مختلفة من قطاع غزة، حيث استشهد أكثر من 30 شخصًا في مجزرة حي الشجاعية، التي خلفت العديد من الجرحى من بينهم نساء وأطفال.
الوضع في الضفة الغربيةفي الضفة الغربية، تزايد الدمار الناتج عن هجمات الاحتلال، حيث أظهرت صور الأقمار الاصطناعية دمارًا واسعًا في مخيمات اللاجئين في جنين ونور شمس وطولكرم نتيجة للغارات الجوية والمداهمات العسكرية.
وتفيد التقارير بأن قوات الاحتلال ستظل في هذه المناطق حتى أوائل عام 2026، بينما يُمنع الفلسطينيون من العودة إلى مناطقهم.
وفي هذا السياق، أكد زيد تيم، أمين سر حركة فتح، أن هناك ضرورة ملحة لتحقيق وحدة وطنية حقيقية بين الضفة الغربية وغزة والقدس، محذرًا من أن ما يحدث في قطاع غزة يعد حرب إبادة جماعية، يستهدف فيها الاحتلال تدمير البنية التحتية للقطاع ومحاولة جعلها غير صالحة للحياة.
"الانتهاكات المستمرة في غزة".. مجازر الاحتلال وآثارها على المدنيينالضغط الدولي والإنسانيةمن جانبه، عبر الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو جوتيريش، عن قلقه العميق إزاء الوضع الإنساني في غزة، مشيرًا إلى أن إسرائيل تمنع حاليًا دخول أي مساعدات إنسانية إلى القطاع، مما يزيد من معاناة سكان غزة، الذين يقدر عددهم بحوالى 2.1 مليون نسمة.
وأضاف جوتيريش في تغريدة له أن "إسرائيل، بصفتها القوة المحتلة، تتحمل التزامات واضحة بموجب القانون الدولي بما في ذلك القوانين الإنسانية وحقوق الإنسان".
سياسة الاحتلال ورفض المساعداتعلى الرغم من المناشدات الدولية، صرح المسؤولون الإسرائيليون بأنهم لن يسمحوا بدخول أي مساعدات إلى غزة إلا بعد إطلاق سراح جميع الأسرى المحتجزين لدى حركة حماس.
هذه السياسات تزيد من معاناة السكان المدنيين في القطاع وتضاعف من الضغوط على المجتمع الدولي لإيجاد حلول عاجلة.
ردود الفعل الداخلية في إسرائيلفي إسرائيل، تزايدت الضغوط الداخلية على حكومة بنيامين نتنياهو لوقف القتال. حيث نقلت صحيفة "يديعوت أحرونوت" عن مصادر إسرائيلية أن الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب منح نتنياهو مزيدًا من الوقت لمواصلة العمليات العسكرية في غزة، ولكن مع تكهنات بأن ترامب قد يطلب منه إنهاء الحرب قريبًا.
في الوقت نفسه، شهدت إسرائيل جدلًا داخليًا بسبب احتجاجات من جنود احتياط نشطين، حيث وقعوا عريضة تطالب بوقف الحرب، وهو ما دفع رئيس الأركان الإسرائيلي إلى اتخاذ قرار بفصل هؤلاء الجنود.