الأمم المتحدة: كيف تؤثر الحرب في السودان على دول الجوار؟
تاريخ النشر: 12th, April 2025 GMT
الأمم المتحدة وصفت الأزمة الإنسانية في السودان بأنها الأكبر في العالم، وقالت إن الدول المجاورة تأثرت تسبب بعواقب هذا الصراع.
التغيير: وكالات
منذ أبريل 2023، عانى السودان من حرب ضارية بين القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع مما أدى إلى تفاقم الأزمات القائمة في البلاد، بما في ذلك عدم الاستقرار السياسي والصعوبات الاقتصادية.
وتسبب هذا الصراع في أزمة إنسانية كبرى، تأثرت بعواقبها الدول المجاورة، حيث يفر الآلاف من السودان كل يوم، وفقا لما سجلته المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين.
الأزمة الإنسانية في السودان هي الأكبر في العالم. يحتاج اثنان من كل 3 أشخاص إلى المساعدة – أي 30 مليون شخص – فضلا عن نزوح أكثر من 12 مليون شخص ومعاناة 25 مليونا من الجوع الحاد في ظل توقعات بأن يزداد هذا العدد.
1- أكثر من ثلاثة ملايين لاجئيشهد السودان أكبر أزمة نزوح في العالم. فيليبو غراندي، المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، قال في شباط/فبراير إن “ثلث سكان السودان نازحون. وامتدت عواقب هذا الصراع المروع والعبثي إلى ما وراء حدود السودان”.
في المجمل، عبر حوالي 3.8 مليون لاجئ حدود السودان، مما خلق أزمة كبيرة، فهم غالبا ما يكونون في غاية الضعف، ويواجهون نقصا في الغذاء والماء والرعاية الطبية. وتتوقع الأمم المتحدة أن يرتفع هذا العدد بنحو مليون شخص في عام 2025.
وكانت الدول المحيطة بالسودان بالكاد تحاول التعامل مع النزوح قبل اندلاع الحرب التي بدأت في 2023، وهي الأحدث في سلسلة من الصراعات وفترات عدم الاستقرار منذ أزمة دارفور عام 2003.
وتستضيف هذه الدول بالفعل أعدادا كبيرة من اللاجئين والنازحين داخليا، وتعاني برامجها الإنسانية من نقص حاد في التمويل. علاوة على ذلك، يصل المغادرون من السودان إلى مناطق نائية، مما يصعب الوصول إليهم.
تشاد ومصر استقبلتا أكبر عدد من اللاجئين، إذ تستضيف مصر حاليا حوالي 600 ألف سوداني. وفي تشاد، سُجِل أكثر من 700 ألف لاجئ. وقدرت الحكومة التشادية أن هذا العدد قد يرتفع إلى ما يقرب من مليون لاجئ بحلول نهاية عام 2025.
2- صعوبات في توفير الخدمات الأساسيةتكافح الدول المجاورة لتلبية الطلب المتزايد على الرعاية الصحية والتعليم وغيرهما من الخدمات الأساسية. ووفقا لمكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشئون الإنسانية (أوتشا)، فقد أثقل هذا التدفق كاهل المرافق الصحية في تشاد ومصر وإثيوبيا وجنوب السودان، حيث تعاني من نقص في الأدوية والإمدادات والكوادر الطبية.
وأضاف عدم الوضوح بشأن مستوى مساهمات المانحين هذا العام مزيدا من عدم اليقين للمعنيين. فعلى سبيل المثال، أُجبِرت مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين على تعليق جميع خدمات العلاج الطبي للاجئين الذين عبروا الحدود الشمالية لدخول مصر. وهذا يعني تعليق إجراءات مثل جراحات السرطان وعمليات القلب وأدوية الأمراض المزمنة، مما يؤثر على نحو 20 ألف مريض.
3- ظروف مثالية لانتشار الأمراضحذرت منظمة الصحة العالمية في عام 2024 من أن الوضع في السودان يقترب من “عاصفة مثالية”، بفعل نظام صحي بالكاد يعمل، وأعداد كبيرة من الناس يلجأون إلى مناطق مكتظة تفتقر إلى المياه والصرف الصحي والغذاء وأبسط الخدمات.
وكما كان متوقعا، أدى انهيار البنية التحتية للرعاية الصحية إلى انتشار الأمراض، التي عبرت الحدود وأثرت على الدول المجاورة التي تستضيف أعدادا كبيرة من اللاجئين، والذين هم أكثر عرضة للإصابة بأمراض يمكن الوقاية منها، بسبب انخفاض معدلات التطعيم في السودان.
وأبلغ الشركاء في المجال الإنساني عن زيادة حالات الإصابة بالأمراض ومخاوف تفشيها، لا سيما في المناطق الحدودية ومواقع الإيواء.
4- تفاقم انعدام الأمنكانت معظم الدول المحيطة بالسودان بما فيها ليبيا وتشاد وجنوب السودان وإثيوبيا وإريتريا وجمهورية أفريقيا الوسطى تعاني جميعها من أزماتها الداخلية قبل الحرب، مثل الصراع الداخلي والجوع والمرض.
وأدى الصراع إلى تزايد العنف وعدم الاستقرار في المناطق الحدودية، ووردت تقارير عن قتال عبر الحدود.
وفي تشاد، أفادت التقارير بأن تدفق الأسلحة ووجود الجماعات المسلحة أدى إلى زيادة العنف وانعدام الأمن، في حين ذكرت تقارير أن إحدى الميليشيات في جنوب السودان تحالفت مع قوات الدعم السريع في السودان.
5- العنف الجنسي- ندوب حرب السودانيُستخدم العنف الجنسي أيضا كسلاح في صراع السودان. ويدفع الواقع القاسي لهذا العنف، والخوف من الوقوع ضحية له، النساء والفتيات إلى المغادرة، ليواجهن مزيدا من المخاطر مع نزوحهن داخليا وعبورهن الحدود بحثا عن الأمان.
وأفادت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف) في آذار/مارس بأن الفتيات غالبا ما ينتهي بهن المطاف في مواقع نزوح غير رسمية ذات موارد شحيحة، حيث يكون خطر العنف الجنسي مرتفعا. وأضافت أن 66 في المائة من بين ضحايا اغتصاب الأطفال المبلغ عنهم فتيات.
في الوقت نفسه، يواجه الأولاد صعوبات خاصة بهم. ففي ظل الوصمة المترسخة، يشكل الإبلاغ عن الاعتداء الجنسي تحديا، مما يصعب طلب المساعدة والحصول على الخدمات.
ومن المثير للصدمة أن 16 من الناجيات كن دون سن الخامسة، من بينهن أربع أطفال في عمر سنة واحدة.
6- الاضطراب الاقتصادي، وتفاقم الفقر الإقليمي
أدى الصراع إلى تعطيل طرق التجارة والأنشطة الاقتصادية، مما أثر على سبل عيش الناس في الدول المجاورة، وأدى إلى تفاقم الفقر والصعوبات الاقتصادية.
وفي إثيوبيا ومصر، أدت القيود المفروضة على الحدود مع السودان وانعدام الأمن على طول الممرات التجارية إلى زيادة تكاليف النقل وانخفاض كبير في النشاط الاقتصادي عبر الحدود.
وفي تشاد وجنوب السودان، أدى التدفق الهائل للاجئين إلى تحويل الموارد عن قطاعات حيوية أخرى من الاقتصاد.
خطة الأمم المتحدة للاستجابة الإقليميةتعطي خطة الأمم المتحدة للاستجابة الإقليمية للاجئين لعام 2025 الأولوية لتقديم المساعدة والحماية المنقذة للحياة، بما في ذلك توفير ملاجئ الطوارئ، والنقل من المناطق الحدودية إلى أماكن أكثر أمانا، والدعم النفسي والاجتماعي، والمياه النظيفة، والرعاية الصحية، والتعليم.
بدون تمويل فوري، سيُحرم ثلثا أطفال اللاجئين من التعليم الابتدائي، مما يهدد جيلا بأكمله. وسيظل ما يصل إلى 4.8 مليون لاجئ وعضو في المجتمع المضيف يواجهون انعداما حادا في الأمن الغذائي، مع حرمان ما لا يقل عن 1.8 مليون شخص من المساعدة الغذائية. وقد تنهار الأنظمة الصحية المثقلة أصلا.
سيحتاج الشركاء في المجال الإنساني إلى 1.8 مليار دولار أمريكي لدعم 4.8 مليون شخص في جمهورية أفريقيا الوسطى، وتشاد، ومصر، وإثيوبيا، وليبيا، وجنوب السودان، وأوغندا. كما تهدف الخطة إلى مساعدة الدول المضيفة على تعزيز الخدمات الوطنية وتنفيذ برامج تُسهم في تحقيق الاستقرار.
* مركز أخبار الأمم المتحدة
الوسومأوتشا الأمم المتحدة التعليم السودان العنف الجنسي حرب السودان فيليبو غراندي مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين منظمة الصحة العالميةالمصدر: صحيفة التغيير السودانية
كلمات دلالية: أوتشا الأمم المتحدة التعليم السودان العنف الجنسي حرب السودان فيليبو غراندي مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين منظمة الصحة العالمية المتحدة لشؤون اللاجئین الدول المجاورة وجنوب السودان الأمم المتحدة العنف الجنسی فی السودان ملیون شخص فی تشاد
إقرأ أيضاً:
الأمم المتحدة: عودة 1.4 مليون سوري إلى ديارهم
عاد حوالي 400 ألف سوري من دول الجوار منذ سقوط نظام الأسد في 8 ديسمبر 2024، وذلك وفقاً لتقديرات المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين.
وخلال الفترة نفسها، عاد أكثر من مليون نازح داخلي داخل سوريا، ليصل إجمالي عدد السوريين الذين عادوا إلى ديارهم إلى أكثر من 1.4 مليون شخص.
وحذر تقرير للمفوضية من احتمال عدم تحقق عودة 1.5 مليون شخص المتوقعة هذا العام، وكذلك من اضطرار العائدين للمغادرة إذا لم يتم الحصول على تمويل كاف.
وأشارت إلى أن ما يقرب من 16.7 مليون شخص داخل سوريا - أي حوالي 90% من السكان – يحتاجون إلى شكل من أشكال المساعدة الإنسانية، بينما لا يزال أكثر من 7.4 مليون سوري في عداد النازحين داخلياً.
وكانت المفوضية أطلقت إطاراً عملياتياً لمساعدة 1.5 مليون لاجئ ومليوني نازح داخلي على العودة إلى ديارهم في عام 2025، غير أنه لم يتم التعهد، حتى الآن، إلا بمبلغ 71 مليون دولار أميركي من أصل 575 مليون دولار، وهو المبلغ المطلوب لبرامج المفوضية داخل سوريا لعام 2025.
وأوضحت المفوضية أنه بدون توفير تمويل إضافي، فإنها لن تتمكن من مساعدة سوى جزء ضئيل ممن يعتزمون العودة، مما يعني انخفاض عدد العائدين إلى ديارهم.