جريدة الرؤية العمانية:
2025-04-12@21:36:18 GMT

الراية فلسطينية والنصر للكوفية

تاريخ النشر: 12th, April 2025 GMT

الراية فلسطينية والنصر للكوفية

 

 

هند بنت سعيد الحمدانية

ترفع الرايات في المعارك منذ الأزل، وتُفدى بالأرواح والأبدان، ويُلاذُ بها ويلتف حولها الجنود والجيوش؛ فهي رمز النصر القادم والحافز الأعظم الذي يُحرك ويُلهب مشاعر الجيوش نحو الصمود والكفاح والسعي للكرامة والنصر.

فها هي معركة مؤتة أعظم معارك المُسلمين تُخلِّد لوحة مهيبة في المقاومة والنضال؛ حيث يُواجه ثلاثة آلاف من المسلمين جيشًا كبيرًا من الروم وأنصارهم من العرب قوامه 200 ألف مقاتل، في مشهد جلل خلده التاريخ يأخذ راية المسلمين زيد بن حارثة ويذود عنها حتى يُقتل طعنًا بالرماح، ثم يمسك بالراية جعفر بن أبي طالب، فتقطع يمينه فيمسكها بشماله فتقطع، ثم يحتضنها بعضديه حتى يقتل في سبيل الله، فيأخذ راية المسلمين عبدالله بن رواحة ويتقدم بها وهو يقول: "أقسمت يا نفس لتنزلنه.

. لتنزلن أو لتكرهنه.. إن أجلب الناس وشدوا الرنة.. مالي أراك تكرهين الجنة.. قد طال ما قد كنت مطمئنة.. هل أنت إلا نطفة في شنة".

عرف الجاحظ الرايات في كتاب "البيان والتبيين" فقال: "هي خُرَقٌ سود وحمر وصفر وبيض" ويُفهم من الجاحظ أنَّ الرايات في الأصل ما هي إلا قطعٌ من القماش ذات مقاساتٍ وألوانٍ مختلفة، لكنها تختص برمزيتها العميقة التي تلامس الإنسان وجذوره المُمتدة في الأرض.

ولا شيء يستحق الذكر عندما نذكر الإنسان والأرض سوى الإنسان الفلسطيني وجذوره الممتدة في كل شبر من أرض فلسطين، ورايته التي أصبحت ترفرف في سماء كل بلدان العالم بعد صحوة الوعي العالمي التي سجلها طوفان الأقصى المبارك والتي ما زالت تجوب كل شعوب العالم الحر من مشارق الأرض ومغاربها، رافعة العلم الفلسطيني ومكتسية الكوفية الفلسطينية، منددة الظلم والطغيان والإبادة هاتفةً باسم الحرية لفلسطين والحرية لغزة؛ فمئات الآلاف من أحرار العالم مستمرين في التظاهر ومتشبثين براية فلسطين وكوفيتها رغم كل التهديدات التي تطالهم والاعتقالات الجائرة في ساحات المدن والشوارع وداخل الجامعات، ومع ذلك فما زالت الكوفية تتربع صدور أشهر الفنانين العالميين، وما زال العلم الفلسطيني يرفرف فوق أبراج وبنايات مُعظم بلدان العالم، وما زالت جماهير كرة القدم تشكل الراية الفلسطينية في المجمعات الرياضية وتهتف بالحرية لغزة الأبية، العلم الفلسطيني لن يسقط والكوفية أصبحت أيقونة عالمية للصمود والحق والحرية.

ولعلَّ الحادثة المؤلمة والتي حدثت ضمن الإضراب العالمي للتضامن مع غزة، وأودت بحياة الشاب الشجاع التونسي فارس خالد أثناء محاولته رفع علم فلسطين فوق أعلى نقطة في إحدى البنايات مما أدى إلى سقوطه ووفاته، فيظهر والده مُحتسبًا وفخورًا مُخاطبًا المقاومة الفلسطينية في غزة بقوله: "ها قد أتاكم أخوكم"، ثم تُصِر والدته أن تشيع جنازته مكتسيةً بالعلم الفلسطيني.

ترفرف الراية الفلسطينية في سماء الحرية وتتوشح الأكتاف والصدور الكوفية الفلسطينية، والنصر وعدٌ من الله وفي الكتاب مذكور، لكن يبقى السؤال: ما دوري أنا العربي المسلم في هذه المعركة الدامية؟! معركة غزة ضد كل قوى الظلم والطغيان، العدو فيها بات معروفًا وواضحًا ووقحًا من الصهاينة واليهود والغرب والعرب. وهناك في الجانب الآخر في القطاع الضيق المُحاصر وحيدة غزة في معركتها الأخيرة وجيشها العزيز الراسخ الذي بات معروفًا وواضحًا أيضًا أمام كل أنظار العالم بجنوده المستضعفين من الأجنة والأطفال والنساء والرجال والبنات والبنين، وبقيت الراية الفلسطينية الفرض الذي حُق على جميع الأحرار حمله ورفعه، دوري ودورك أن نرفع الراية في كل محفل وغاية ونكتسي الكوفية الفلسطينية شرفًا وتحديًا وموقفًا؛ فالشاعر يرفع الراية في كل قصيدة وعند مطلع كل بيت، والرسَّام يرسم الراية في لوحة من الفن والنضال، والمُعلِّم يرفع الراية بين مقاعد الدراسة وفي أذهان طلابه، والكاتب يرفع الراية بين أسطر مقالاته، والأم والفنان والمطرب والملحن والسياسي جميعهم يرفعون الراية إلى أن تتحقق الآية: "وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ ۗ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ" (الحج: 40).

رابط مختصر

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

عطاف يستعرض التطورات الخطيرة التي تشهدها القضية الفلسطينية بتركيا

أجرى وزير الدولة، وزير الشؤون الخارجية والجالية الوطنية بالخارج والشؤون الإفريقية، أحمد عطاف، اليوم  السبت، بمدينة أنطاليا التركية، مُحادثات مع رئيس الوزراء ووزير الخارجية والمغتربين لدولة فلسطين الشقيقة، محمد مصطفى.

وحسب بيان للوزارة، اللقاء جرى على هامش مشاركة وزير الخارجية أحمد عطاف في “منتدى أنطاليا الدبلوماسي”. أين استعرض الطرفان التطورات الخطيرة التي تشهدها القضية الفلسطينية. في ظل استمرار الاحتلال الاسرائيلي في حربه الشنيعة على الشعب الفلسطيني الشقيق. في قطاع غزة وفي سياسته التصعيدية في القدس الشريف والضفة الغربية.

كما شكل اللقاء فرصة للتأكيد على مواصلة الجزائر لدعمها ومساندتها للأشقاء الفلسطينيين على كافة الأصعدة والمستويات، واستمرارها على وجه الخصوص في التنسيق مع الجانب الفلسطيني بشأن الخطوات الواجب اتخاذها على مستوى مجلس الأمن الأممي إزاء الأخطار الوجودية التي تتربص بالقضية الفلسطينية وتتهدد المشروع الوطني اللصيق بها.

إضغط على الصورة لتحميل تطبيق النهار للإطلاع على كل الآخبار على البلاي ستور

إضغط على الصورة لتحميل تطبيق النهار للإطلاع على كل الآخبار على البلاي ستور

مقالات مشابهة

  • "حقوق الإنسان الفلسطينية": الدعم الأمريكي لإسرائيل أهم أسباب استمرار الحرب في قطاع غزة
  • عطاف يستعرض التطورات الخطيرة التي تشهدها القضية الفلسطينية بتركيا
  • قلق إسرائيلي من انتشار وتبني الرواية الفلسطينية في الأمم المتحدة
  • ثلاثي الاتحاد والشباب والنصر ضمن أفضل حراس العالم
  • بونو خارج القائمة .. ثلاثي الاتحاد والشباب والنصر ضمن أفضل حراس العالم
  • الخارجية الفلسطينية ترحب بالموقف الفرنسي بشأن الاعتراف بدولة فلسطين
  • فلسطين تشكر العراق على مواقفه الثابتة تجاه دعم القضية الفلسطينية
  • الخارجية الفلسطينية ترحب بنية ماكرون الاعتراف بدولة فلسطين
  • الخثلان يوضح الأعمال التي تُدخل الإنسان الجنة بلا عذاب.. فيديو