استعدادات مكثفة في الفيوم للاحتفال بـ«أحد الشعانين».. وميادين تتحول إلى أسواق شعبية للسعف
تاريخ النشر: 12th, April 2025 GMT
شهدت محافظة الفيوم، صباح اليوم السبت، أجواءً مبهجة واستعدادات مكثفة من قبل الكنائس والمواطنين، استعدادًا للاحتفال بـأحد الشعانين، الذي يوافق غدًا الأحد.وتوافد المواطنون بكثافة على ميادين المدينة ومحيط الكنائس الكبرى لشراء سعف النخيل، وسط مشهد تراثي يعكس التلاحم الاجتماعي والديني المميز لأبناء المحافظة.
وامتلأت الشوارع المحيطة بالكنائس بباعة السعف الذين عرضوا منتجاتهم اليدوية في أشكال فنية متنوعة، من بينها الصلبان الصغيرة، الأساور، الخواتم، والحصير الرمزي، في مشهد أشبه بـالأسواق الشعبية المفتوحة، حيث ارتفعت أصوات الباعة وترددت الترانيم بين المارة.
وقال "جرجس"، أحد باعة السعف، إنه يعمل في هذه الحرفة منذ 13 عامًا، ويبدأ التحضير قبل العيد بأسبوعين، موضحًا أن الحرفة متوارثة تعلمها من والده وأصدقائه، وأن الأسعار تبدأ من 10 جنيهات وتصل إلى 15 جنيهاً، وفقًا للشكل والدقة في التنفيذ. وأكد أن جودة السعف والتصميمات المبتكرة هي ما تجذب الزبائن، وأن الخامات تُجلب مباشرة من الفلاحين، ما يساعد على ضبط الأسعار.
من جانبها، أنهت الكنائس بمراكز محافظة الفيوم كافة التجهيزات لاستقبال المصلين، من تزيين المداخل والساحات بـأغصان الزيتون والورود، إلى تنظيم فرق الخدمة لتيسير إقامة الصلوات والطقوس الدينية بسلاسة. ومن المتوقع أن تشهد الكنائس إقبالاً كبيرًا صباح الأحد، حيث يحمل المصلون السعف داخل الصلوات، في طقس رمزي يمثل استقبال السيد المسيح كملك منتصر بالسلام.
ويظل "أحد الشعانين" مناسبة مميزة تجمع بين الإيمان والفرح والرمزية الروحية، حيث يتحول السعف من مادة نباتية إلى رمز للسلام والمحبة والنصر، في مشهد يعكس عمق الترابط بين أبناء الوطن الواحد.
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: الفيوم محافظة الفيوم أخبار الفيوم الكنيسة القبطية الأسواق الشعبية السيد المسيح أحد الشعانين التراث القبطي الطقوس الدينية احتفالات الأقباط عيد الشعانين كنائس الفيوم سعف النخيل صور الشعانين
إقرأ أيضاً:
"استعدادات الكنيسة لعيد القيامة المجيد.. روحانية مكثفة وطقوس مقدسة في أسبوع الآلام"
مع اقتراب عيد القيامة المجيد، تبدأ الكنائس في جميع أنحاء مصر والعالم في رفع درجات الاستعداد، لاستقبال أهم الأعياد المسيحية في العالم الذي يُعد محور الإيمان المسيحي، إذ يرمز لانتصار الحياة على الموت، والرجاء على اليأس، ويأتى بعد صوم 55 يوم متصلة، وتشهد الفترة السابقة للعيد، والمعروفة بـ "أسبوع الآلام"، حالة من الخشوع والروحانية العميقة داخل الكنائس، حيث يتفرغ الاقباط للصلاة والتأمل في آلام السيد المسيح وقيامته، وسط أجواء مفعمة بالإيمان والترقب.
تبدأ الكنيسة استعداداتها الروحية لعيد القيامة منذ بداية الصوم الكبير الذي يستمر 55 يومًا، يتقدمه أسبوع "الاستعداد"، ويُختتم بـ "أسبوع الآلام"، الذي يشهد طقوسًا مكثفة حيث يبدأ باحد الشعانين يوم 13 أبريل، وهو يأتي قبل الفصح بأسبوع وهو الأحد الأخير من الصوم واليوم الأول من أسبوع الآلام، ويحيي فيه الأقباط ذكرى دخول السيد المسيح إلى أورشليم، حيث استقبله الشعب بسعف النخيل وأغصان الزيتون هاتفين: "مبارك الآتي باسم الرب"، وكلمة شعانين، كلمة عبرانية من (هوشعنا) أوصنا. معناها (يا رب خلص)، يليها صلوات البصخة المقدسة التي تُقام صباحًا ومساءً طوال الأسبوع، ثم خميس العهد الذى أسس فيه السيد المسيح سر التناول المقدس "الإفخارستيا" خلال العشاء الأخير مع تلاميذه، حيث غسل أرجلهم تواضعًا، وأوصاهم بالمحبة والخدمة، وتشهد الكنائس في هذا اليوم طقس "قداس اللقان"، حيث يتم تلاوة الصلوات على الماء، ويقوم الكهنة بغسل أرجل المصلين اقتداءً بالمسيح، وتاتى الجمعة العظيمة " جمعة الصلبوت " حاملةً أجواء الحزن العميق والتأمل في آلام السيد المسيح وصلبه، إذ يُعتبر هذا اليوم من أكثر الأيام قداسة فيمثل العديد من الأحداث التي تمثل تاريخًا للأقباط ما بين محاكمة وصلب وتعذيب المسيح. حيث تُرتل الألحان الحزينة، ويتم تلاوة النبوات والمزامير التي تعكس مشهد الآلام العظيم، ثم سبت النور الذي يشهد طقس "تسبحة نصف الليل" ويتميز هذا اليوم بحدث فريد، حيث ينبثق "النور المقدس" من قبر المسيح في كنيسة القيامة بالقدس، وهي معجزة سنوية تشهدها آلاف العيون في لحظة مهيبة، و"قداس القيامة" الذي يبدأ في منتصف الليل ويستمر حتى الساعات الأولى من صباح الأحد 20 ابريل حيث تنطلق الاحتفالت بعيد القيامة المجيد،إذ يفرح الأقباط بقيامة المسيح، ويبدأون بقداس العيد،، وتُقرع الأجراس، وسط أجواء من البهجة.
وقال الشماس هانى رافت، إن الكنيسة تعمل على استقبال المصلين في أجواء روحانية ومُنظمة، مع تطبيق الإجراءات الاحترازية إذا لزم الأمر، مشيرًا إلى أن الأسبوع الأخير قبل العيد يشهد توافدًا كبيرًا من الأقباط للمشاركة في صلوات الجمعة العظيمة وليلة عيد القيامة.
وتابع فى تصريحات ل" الفجر " ان خلال أسبوع الآلام، تُزال الزينات وتُغطى الأيقونات داخل الكنيسة بالقماش الأسود، في تعبير رمزي عن الحزن، لكن فور حلول ليلة العيد، تتحول الكنيسة إلى مشهد مهيب من الفرح والبهجة، حيث يتم تزيينها بالورود والأنوار البيضاء، وتُعاد الألحان المفرحة، ويُرتل الشعب ترنيمة "المسيح قام من بين الأموات".
وتحرص الكنيسة دائما والجمعيات الخيرية التابعة للكنائس على توزيع المساعدات من عيدية مادية وكرتونة بها مواد غذائية بالاضافة إلى اللحوم، والملابس الجديدة والتي تراعي فيها الكنيسة أن تكون على مقاسات الأفراد لئلا يشك أحد أنها ممنوحة من الكنيسة، بالإضافة إلى مراعاة الذوق العام للذكور والإناث بالإضافة إلى مجاراة صياحات الموضة.وهدايا الاطفال على الأسر المحتاجة بمناسبة العيد، تأكيدًا على قيم المحبة والعطاء التي يحملها عيد القيامة في طياته.
من جانب إداري، تُكثف الكنائس جهودها لتنظيم قداسات العيد، حيث يتم تخصيص أكثر من قداس لاستيعاب الأعداد الكبيرة من المصلين. ويتم التنسيق مع فرق الخدمة والكشافة لتنظيم الدخول والخروج، وتوزيع الشموع والتراتيل، ومساعدة كبار السن، ولا تنفصل الأجواء الروحية عن الجانب المجتمعي، إذ تحرص العائلات المسيحية على تبادل التهاني، وتحضير أطعمة العيد مثل الفسيخ والرنجة والبيض، كنوع من الاحتفال بالخروج من الصوم، وبدء موسم جديد مليء بالحياة.
ومن المقرر أن تشهد الكاتدرائية المرقسية بالعباسية صلوات قداس عيد القيامة المجيد لعام 2025، مساء السبت 19 ابريل 2025 تدق أجراس الكاتدرائية المرقسية بالعباسية لتعلن بدء صلوات قداس عيد القيامة المجيد لعام 2025، الذي يترأسه قداسة البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية، وبطريرك الكرازة المرقسية، يأتي ذلك بمشاركة واسعة من كبار رجال الدولة والنواب، وتبث الصلوات عبر التليفزيون المصري، والفضائيات القبطية وصفحات المتحدث الإعلامي للكنيسة القبطية الأرثوذكسية، وصفحة المركز الإعلامي للكنيسة القبطية الأرثوذكسية.
ويترأس الأنبا إبراهيم إسحق، بطريرك الأقباط الكاثوليك، قداس الاحتفال بعيد القيامة المجيد مساء يوم السبت 19 ابريل الجاري بكنيسة السيدة العذراء في مدينة نصر، بحضور ممثل عن رئيس الجمهورية، عدد من الشخصيات العامة.
عيد القيامة هذا العام يأتي وسط دعوات للصلاة من أجل السلام والمحبة في الوطن والعالم، وهو أعظم الأعياد المسيحية وأهمها، حيث يحتفل به المسيحيون في جميع أنحاء العالم بقيامة السيد المسيح من بين الأموات بعد صلبه وموته على الصليب، وفقًا لما ورد في الكتاب المقدس. يُعتبر هذا العيد حجر الزاوية في الإيمان المسيحي، فهو يمثل الانتصار على الموت والخطية، ويعدّ تجسيدًا للأمل في الحياة الأبدية. ليظل العيد رمزًا للرجاء والنور بعد الظلمة، ولتجدد الإيمان بالحياة والانتصار على الموت.