الكتاب والأدباء تكشف عن أعمال فكرية تعكس الغنى الثقافي في معرض مسقط الدولي للكتاب
تاريخ النشر: 12th, April 2025 GMT
"العُمانية" أعلنت الجمعية العُمانية للكتاب والأدباء عن إصداراتها لعام 2025م، والتي تضم 28 عملًا إبداعيًا جديدًا، يشارك فيها كتاب وأدباء عُمانيون يمثلون أجيالًا وتجارب متنوعة. وتتنوع الأعمال بين الشعر الفصيح والشعبي، والرواية، والقصة القصيرة، والنقد الأدبي، والدراسات التاريخية والفكرية واللغوية والثقافية، إلى جانب أدب الرحلات، وسير الأمكنة، والمقالات، والمسرح، وأدب الأطفال.
ففي الدراسات التاريخية يبرز كتاب «الأوضاع الاقتصادية في عُمان خلال عصر دولة اليعاربة» للدكتور أحمد بن حميد التوبي، الذي يقدم تحليلًا معمقًا للقوة الاقتصادية التي شكلت أساس الاستقلال السياسي العُماني في فترة الدراسة، ويوضح كيف ساهمت في مواجهة الاستعمار البرتغالي والفارسي، مستندًا إلى دراسات تؤكد أن الاقتصاد كان العمود الفقري للنهضة الحضارية آنذاك.
ويأتي كتاب «طريق البخور ودرب الحرير» للباحث سالم بن أحمد الكثيري ليرصد العلاقات التاريخية بين سلطنة عُمان والصين مع التركيز على تجارة اللبان في ظفار، ويصف الأوضاع السياسية والاقتصادية التي عززت هذه العلاقات، مقدمًا توصيفًا دقيقًا لدور سلطنة عُمان كمركز تجاري عالمي في العصور القديمة.
بينما يتناول كتاب «الصراع السياسي بين عُمان وفارس» للدكتور طالب بن سيف الخضوري التنافس التاريخي في الخليج العربي خلال القرن السابع عشر، مركزًا على طموحات نادر شاه للسيطرة على مسقط والموانئ العُمانية، وكيف تصدى الأسطول العُماني لهذه المحاولات معززًا مكانة سلطنة عُمان كقوة بحرية إقليمية.
وفي الدراسات الثقافية يبرز كتاب الجمعية «التحول الثقافي في عُمان المعاصرة»، الذي أعده الدكتور مبارك الجابري بمشاركة مجموعة من الباحثين، ويناقش التحول في المجتمع العُماني من التقليد إلى المعاصرة.
أما في مجال الرواية والقصة فتقدم رحمة المغيزوية عملها الروائي «سور سلمان (مغارة عائشة)»، وهي رواية تمزج بين الواقع والخيال، وتعكس أسلوبًا سرديًا غنيًا بالصور البصرية.
وفي سير الأمكنة يتألق كتاب «ذكرى الدِّيار» للكاتب محمد بن سليمان الحضرمي، الذي يسرد زيارات للحارات القديمة والمدن العُمانية العريقة، حيث يقول في نبذته: “سردت مشاهدات بعين الرائي، ما تراه عينه وينبض به قلبه، ثم يسيل قلمه بمشاعر أشبه بالحلم الجميل إزاء معالم لها في الوجدان ذِكرى وذاكرة”.
وتقدم شريفة الرحبية عملها القصصي «مغارات خالد»، وهو عمل موجه للأطفال واليافعين يروي مغامرات خالد المثيرة في سعيه لكشف الحقائق المجهولة، حيث تتعقد الأمور أمامه، ثم يُدرك أن هناك طريقًا واحدًا يضيء وسط الظلام، طريق يقوده إلى البيت، ويبدد حيرته".
ويقدم خالد بن سعيد الهنائي مجموعته القصصية «كوبٌ منثلمٌ» التي تتسم بالرمزية، حيث يقول أحد نصوصها: "منح قلبه لعصفور أزرق علق عشه في ركن بالغافة القديمة... ترك انتظاراته ورحل"، معبرًا عن الفقدان والرحيل بأسلوب شعري موجز.
بينما تعكس مجموعة «حياة ينقصها الكثير من البياض» للكاتبة أمل المغيزوية تجربة إنسانية عميقة، حيث يصف مقتطف منها شعور البطل بالإحباط بعد سنوات من الرحلات: "شعر بالملح يتسرب إلى خلايا جسده، وبطعم شديد المرارة يمتزج بروحه وقلبه".
وتحمل المجموعة القصصية «الرقص مع السراب» للقاص أحمد الحجري طابعًا دراميًا، حيث يصور أحد المشاهد: "رقصا كأنما يسبحان على بركة ماء... فجأة فتح عينيه فرأى السراب يبتعد مرة أخرى"، معبرًا عن الصراع بين الحلم والواقع.
وتبرز «صائد النوارس» للكاتب محمد بن صالح الصالحي كمجموعة قصصية تعبر عن الحرية والعزلة، حيث يرى كاتب مقدمة المجموعة أن عنوانها يجسد روح النصوص، كما في قصة "رائحة الجد" التي تصور تأملات خالد الصامتة.
وفي الشعر تعكس المجموعة الشعرية «شتاتٌ من شِعر» للدكتور سعيد بيت مبارك كديوان فصيح التجربة الروحية، حيث يقول: "يا سيد الثقلين هاك محبتي قد صغتها بالشعر حتى تجملا"، معبرًا عن إحساس ديني عميق.
ويقدم ديوان «خلجاتُ قلب» لمحمد بن صالح العجمي أشعارًا فصيحة تحمل وجدانًا متألمًا: "الفجر مكتئب وحارتنا يصبحها الدمار" موثقًا مشاعر الحزن والحنين، بينما يبرز ديوان «سفر آخر الجرح» للشاعر عبد الناصر سعيد كعمل شعبي يعكس الهوية العُمانية: "فيك ضيعت الأنا وفيك ضيعت السؤال... أنا ذرة من ترابك"، مانحًا القارئ إحساسًا بالانتماء.
وفي المسرح يقدم الكاتب هلال البادي مجموعته المسرحية «حياتي معك أقصر من عمر وردة!» بنصوص تعبر عن الصراع الداخلي، حيث يقول: “لا أعرف لماذا فقد حماسه في الكتابة وما عاد يكتب!”، موجهًا نقدًا للتعبير عن الأمل.
وتأتي المجموعة المسرحية «رحلة رائد ونمور» من تأليف اليقظان اليماني كعمل يحفز الطموح: "الطموح حق مشروع... انطلق لا تتوقف عند نقطة البداية”، بينما تبرز المجموعة المسرحية «أنصاف» لطارق بن هاني كنصوص تنتقد الإساءة للطبيعة: “تحتج الكائنات على سوء ما نقترفه في حق أنفسنا”، معبرة عن رؤية بيئية عميقة.
أما الدراسات الفكرية واللغوية فتشمل «الإيقاع الصوتي في ظلال القرآن عند سيد قطب» للباحث سعود بن سليمان الهنائي، وهي دراسة تبرز الجانب الأدبي في تفسير سيد قطب، واصفا تفسيره، بأنه "يتكئ على الحس الأدبي أكثر من الحس الفقهي”.
ويقدم كتاب «دراسات في اللغة المهرية» للدكتور عامر فائل بلحاف كشفًا عن تاريخ اللغة المهرية وعلاقتها بالعربية مع التركيز على جهود حفظها، بينما يأتي كتاب «إيران: التعددية والعرفان» للباحث بدر العبري كرؤية إنسانية للمجتمع الإيراني: "يحتاج إلى التأني والإنصاف بعيدًا عن الإسقاطات السياسية”.
ويرصد كتاب «في لهجة جبال حجر عُمان» للدكتور يوسف المعمري الظواهر الصوتية في الهجات العُمانية مستلهمًا طفولة المؤلف بين الجبال.
وفي أدب الرحلات ينقل كتاب «ليلة الهروب من براغ» للكاتب بدر بن ناصر الوهيبي تجربة درامية: “لم يكن ذلك حلمًا كما تمنيت، بل واقعًا كنت أحاول الهرب منه”، ويقدم كتاب «أن تروي حكاية للصلع يقف لها الشعر» للكاتب والإعلامي سليمان المعمري مقالات مستوحاة من صانع الأخبار، ويروي كيف شكلت تجربته في الإذاعة وعيه وكتابته: "تلك السنوات السبع كانت من أهم سنوات عمره التي شكلتْ وعيه وثقافته، وإحساسه بما يجري في العالم، ووسعت أفق رؤيته للأشياء وعمّقتها، وانعكس ذلك بشكل إيجابي على كتابته، سواء في الأدب أو المقالات"، بينما يوثق كتاب «ما بعد السابع من أكتوبر» للكاتب زاهر المحروقي "طوفان الأقصى: “تاريخ عربي مشرف لا يقل في أهميته – إن لم يكن يزيد – عن تواريخ عربية مشرّفة أخرى، مثل السادس من أكتوبر على سبيل المثال".
ويعكس كتاب «وجوه في مرايا الذاكرة» للشاعر عبدالرزاق الربيعي ذكريات مع شخصيات ثقافية مكتوبة بأساليب متنوعة، وفي السير والتحقيقات يبرز كتاب «النقاش عبدالله الهميمي وهندسة المحاريب العمانية» للباحث زكريا بن عامر الهميمي دور الفنان العُماني عبدالله الهميمي في تصميم المحاريب: “شاهدة على الحس الجمالي والذوق الرفيع”. ويوثق كتاب «درر الزمان في التواصل بين بلاد المغرب وعمان» للدكتور سيف بن يوسف الأغبري مراسلات تاريخية تسد ثغرات في عصر بني نبهان.
وتؤكد الجمعية أن هذه الإصدارات ليست مجرد كتب، بل شهادات حية على الإبداع العُماني تجمع بين توثيق الماضي واستشراف المستقبل وتأمل الحاضر.
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: هذه الإصدارات الع مانیة الع مانی حیث یقول
إقرأ أيضاً:
المغرب ضيف شرف معرض الكتاب بباريس ورشيدة داتي تخصص استقبالاً فخماً للوفد المغربي (صور)
زنقة 20 | الرباط
خصصت وزيرة الثقافة الفرنسية رشيدة داتي، استقبالا حافلا في مقر الوزارة بباريس، للوفد المغربي الرسمي المشارك في مهرجان الكتاب السنوي بباريس أيام 11-12-13 من أبريل الجاري.
وألقت داتي خطابا نوهت فيه بمتانة العلاقات الفرنسية المغربية ورحبت بنخبة الأدباء المشاركين في هذه التظاهرةً.
الحفل حضره وزير الثقافة و التواصل محمد مهدي بنسعيد الذي ألقى بدوره خطابًا عزز روح التعاون بين الرباط وباريس وتوسيع آفاقه الثقافية.
أجرى وزير الشباب والثقافة والتواصل، مساء أمس الأربعاء بباريس، مباحثات ثنائية مع نظيرته الفرنسية رشيدة داتي، همت بحث تعزيز التعاون الثنائي في المجال الثقافي بعد توقيع عدد من الاتفاقيات الثنائية بين البلدين.
و أجرى بنسعيد و داتي مباحثات بمقر وزارة الثقافة الفرنسية، بحضور سفيرة المغرب بباريس سميرة سيطايل، تناولت حصيلة المشاريع المشتركة وضرورة تسريعها في ظل الديناميكية الإيجابية التي تعرفها العلاقات المغربية الفرنسية بفضل الشراكة الاستراتيجية المتجددة التي أرساها صاحب الجلالة الملك محمد السادس ، والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون.
وأمام نخبة من الشخصيات الفكرية والثقافية والإعلامية والسياسية الفرنسية والمغربية، أعرب بنسعيد عن ارتياحه لمبادرة مهرجان باريس للكتاب بتكريم المغرب، وهو حدث يحتفي بالكتاب والصداقة الفرنسية المغربية على حد سواء، ويجسد الرابطة الوثيقة القائمة على وحدة اللغة، ولكن أيضًا على تقاسم الاختلافات وحوار الذاكرات.
وفي هذا الصدد، أكد الوزير أنه في عالم مضطرب، فإن الصداقة الفرنسية المغربية هي أكثر من مجرد نموذج، بل هي تجسيد لمستقبل آخر ممكن: « بين ضفتي البحر الأبيض المتوسط، لنقول إن الذاكرة والماضي لا يجب أن يفرقا بل أن يجمعا؛ وبين أوروبا وأفريقيا، لنظهر أن التحديات الديموغرافية والهجرة يمكن تحويلها إلى فرص للاستثمار في أغلى ما نملك، الثقافة والشباب؛ وأيضًا لبقية العالم، لنبين كيف يمكن للاختلافات، في اللغة والمعتقدات والروايات التاريخية، أن تصبح فرصة للإبداع، بدلاً من الصراع ».
كما اغتنم بنسعيد هذه الفرصة لإبراز جهود المغرب الذي، تحت القيادة الرشيدة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، واختار الثقافة « أساسًا للنهضة ».
وقال: « منذ خمسة وعشرين عامًا، انخرط بلدنا في مسار صعب، وهو مسار النمو المستدام، والتنمية الاقتصادية في ظل الإدماج الاجتماعي، والديمقراطية في إطار تعزيز المؤسسات وتوسيع المشاركة، على جميع المستويات، المحلية والإقليمية والوطنية »، مؤكدًا أن الثقافة هي مفتاح هذا النموذج المغربي للنهضة: « عامل للإدماج الاجتماعي وتعزيز الروابط الجماعية، ومحرك للنمو الاقتصادي من خلال الصناعات الثقافية والإبداعية، ومركز حي للحوار العام والمشاركة المواطنة ».
وأشار إلى أن فرنسا تشارك هذه الرؤية من خلال رغبتها في كتابة « كتاب مشترك » مع المغرب، واختتم الوزير قائلاً إن هذه الصداقة الفرنسية المغربية « هي بالتالي رؤية مقترحة لقارتينا، إمكانية لرواية أخرى، وتكوين خيالي آخر، يكون شغوفًا ولكنه هادئ، متجذرًا في الماضي ولكن بدون ضغينة، وملتزمًا بشدة بمستقبل من الصداقة والثقافة ».