البوابة نيوز:
2025-04-13@06:58:56 GMT

رسائل واشنطن - طهران

تاريخ النشر: 12th, April 2025 GMT

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

في ليل طهران، حين تتداخل أدخنة الشاي مع دخان الغضب، وحين تُقرع طبول الحرب من وراء آلاف الكيلومترات، تصحو المدينة على رسائل لا يكتبها أحد، ولا يقرؤها أحد، لكنها تظل تهتز في الهواء كنداءٍ أبديّ لم يُستجب بعد.
طهران، تلك المدينة التي كُتب عليها أن تعيش بين الضربات الاستباقية والابتسامات المسمومة، لم تعد تقرأ العناوين الرئيسية في صحف الصباح.

هي تعرف أن العالم لا يحبها، ولا يكرهها تمامًا، لكنه يحتاجها كعدوٍّ ضروري، كمرآة تُظهر له وجهه القبيح دون أن يجرؤ على كسرها.
وفي واشنطن، حيث تصنع القرارات كما تُصنع الإعلانات التجارية، لا يهم من سيُقصف، بل متى؟ لا يهم من سيموت، بل كيف سيُسوّق موته في الصحف. لا أحد في تلك المكاتب المكيفة يعرف حرارة الصيف في شيراز، أو معنى أن تُطفأ الكهرباء في الأحواز في عزّ الظهيرة.
الصراع بين إيران وأمريكا لم يكن يومًا حربًا بين دولتين، بل بين رؤيتين للعالم: الأولى ترى العالم كتابًا مفتوحًا على احتمالات الروح، والثانية تراه حاسبةً لا تُخطئ، وكل شيء فيها يجب أن يُقاس ويُراقَب ويُعاقَب.
إيران ليست بريئة، وواشنطن ليست شيطانًا كاملًا. كلاهما يُتقن لغة الابتزاز، لكنّ أحدهما يُتقنها ببلاغة الشِعر، والآخر ببرود البيروقراطيات. المشكلة ليست في من هو المخطئ، بل في أن لا أحد يريد أن يكون مُصغيًا. كل طرف يحمل سماعة مكسورة، ويتحدث إلى الآخر بصوت مرتفع، كأنّ الهدف ليس التفاهم، بل كسر طبلة أذن الخصم.
الرسائل التي تتبادلها طهران وواشنطن اليوم ليست رسائل دبلوماسية، بل شيفرات مشفّرة بالخوف، والشك، والتاريخ. رسالة تطلقها طائرة مسيّرة من دون طيّار، ورسالة تردّ عليها صواريخ قصيرة المدى من تحت الأرض. ولكنّ تحت الرماد، ثمّة رسائل لم تُكتب بعد: رسائل الأمهات، ورسائل العشاق، ورسائل الأطفال الذين يريدون أن يكبروا دون أن يحفظوا أسماء الأسلحة قبل أسماء الفصول.
في زمن كهذا، تصبح طهران امرأةً عجوزًا تكتب في الليل رسائل إلى نفسها. تكتب عن الحب، والخوف، والثأر، وتختمها بعبارة: "لم أعد أميز بين ما أدافع عنه، وما أهرب منه."
بينما تجلس أمريكا على شرفتها، تقلب تقارير استخباراتية كما تقلب أوراق مجلة، وتبتسم كلما رأت كلمة "احتواء"، كأنّ العالم لعبة فيديو، والحقيقة مجرد مؤثرات بصرية.
لكنّ الرسائل الحقيقية لا تُرسل بالبريد، ولا تُحمل في الطائرات. إنها ترتجف في قلوب من لم يختاروا هذه الحرب، ولم يُستشاروا في هذا الجنون، ومع ذلك سيدفعون الثمن كاملًا.
ربما لن تقرأ أمريكا هذه الرسائل، وربما ستُترجمها طهران إلى لغة أخرى، لكنّ الأمل الوحيد هو أن ينكسر هذا الصمت العالي، وأن تُسمع الكلمات التي لم تُقل بعد، في مدينة تعرف جيدًا كيف تُخفي دمعها تحت النقاب، وتضحك، رغم كل شيء، كأنها لم تُطعن ألف مرة من قبل.
لأن رسائل طهران، وإن لم تصل، ستظل تُكتَب. وستظل واشنطن لا تقرأ.

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: رسائل واشنطن طهران إيران

إقرأ أيضاً:

طهران تقترح على واشنطن اتفاقا نوويا مؤقتا

11 أبريل، 2025

بغداد/المسلة: كشفت وسائل إعلام، اليوم الجمعة (11 نيسان 2025)، عن مقترح إيراني ستعرضه طهران على الولايات المتحدة يقضي بصياغة اتفاق نووي مؤقت، تمهيدا لمفاوضات الاتفاق الشامل.

وقال موقع “أكسيوس” إن “هذا التوجه يكتسب أهمية خاصة في ضوء تحديد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مهلة زمنية مدتها شهران لإبرام اتفاق نووي جديد مع طهران”، حيث أمر في الأثناء بتعزيز الوجود العسكري الأمريكي في منطقة الشرق الأوسط، تحسبا لاحتمال فشل المسار الدبلوماسي.

ونقل الموقع عن دبلوماسي أوروبي أن الإيرانيين يعتقدون أن التوصل إلى اتفاق نووي معقد وعالي التقنية خلال شهرين، كما يريد البيت الأبيض، أمر غير واقعي، وهم يريدون الحصول على مزيد من الوقت لتجنب التصعيد.

وأشار أكسيوس إلى أن الاتفاق المؤقت قد يتضمن تمديد آلية العودة السريعة التي كانت جزءا من الاتفاق النووي لعام 2015، ومن المقرر أن تنتهي هذه الآلية، التي تُفعّل عقوبات مجلس الأمن الدولي على إيران في حال انتهاكها الاتفاق في تشرين الأول/أكتوبر.

كما يمكن أن يشمل الاتفاق المؤقت أيضا مطالبة إيرانية بتعليق سياسة “الضغوط القصوى” على الاقتصاد الإيراني التي تنتهجها واشنطن.

ووفقاً لأكسيوس، فإن الاتفاق المؤقت بين الولايات المتحدة وإيران قد يتضمن تعليق بعض أنشطة تخصيب اليورانيوم الإيرانية، وتخفيف مخزونها من اليورانيوم المخصب بنسبة 60 بالمئة، والسماح لمفتشي الأمم المتحدة بمزيد من الوصول إلى المنشآت النووية الإيرانية.

وقال خبراء لموقع أكسيوس إن هذه الخطوات لن تزيد إلا قليلاً من الجدول الزمني المتاح لإيران لتطوير قنبلة نووية. لكنها قد تساعد في بناء الثقة للمفاوضات بشأن اتفاق شامل.

ويرجح مراقبون أنه إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق خلال المهلة المحددة، فإن ترامب قد يقرر شن ضربة عسكرية على المنشآت النووية الإيرانية، أو دعم تنفيذ ضربة عسكرية إسرائيلية.

ومن المقرر أن يعقد المبعوث الأمريكي في البيت الأبيض، ستيف ويتكوف، محادثات مع وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي يوم السبت في سلطنة عمان. وبينما تؤكد واشنطن أن المحادثات ستكون مباشرة، تصر طهران على أن المفاوضات ستجري عبر وسطاء عمانيين.

المسلة – متابعة – وكالات

النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.

About Post Author moh moh

See author's posts

مقالات مشابهة

  • عطل عالمي يضرب “واتساب” ويؤثر على آلاف المستخدمين حول العالم
  • عراقتشي: جولة أولى بنّاءة مع واشنطن والسبت المقبل جولة ثانية
  • نصائح الخبراء الألمان للتخلص من فوضى البريد الإلكتروني
  • بالفيديو.. قبل الجلوس مع واشنطن.. طهران تبحث الوساطة في مسقط
  • طهران تتحدث عن فرصة جيدة للتوصل لإتفاق مع واشنطن
  • نتنياهو لداعمي رسائل رفض الخدمة: "طحالب"
  • طهران تقترح على واشنطن اتفاقا نوويا مؤقتا
  • واشنطن وطهران في غرفة واحدة.. وأوروبا خلف الباب
  • واشنطن تسمي ممثلها في مباحثات السبت المباشرة مع طهران