تناولت صحيفة "الغارديان" في تقرير لمراسلتها في القدس المحتلة، بيثان ماكرنان، الغضب من قرار بريطانيا الوقوف أما حكم لمحكمة العدل الدولية بشأن الاحتلال الإسرائيلي لفلسطين.

وقال التقرير إن بريطانيا قدمت رأيا من 43 صفحة إلى العدل الدولية كجزء من مرحلة تقصي الحقائق للمحكمة بشأن التداعيات القانونية للاحتلال والاستيطان والضم للأراضي الفلسطينية.



ويعارض الرأي البريطاني فكرة تقديم الحالة أمام محكمة العدل الدولية، وهو موقف تشترك فيه مع مجموعة قليلة من 57 رأيا أرسلت إلى المحكمة الدولية من قبل الدول الأعضاء والمنظمات غير الحكومية.

وقوبل البيان البريطاني بالغضب من الدبلوماسيين الفلسطينيين والخبراء في القانون الدولي الإنساني الذين قالوا إنه لا يتجاهل فقط، حقيقة ترسخ الاحتلال الإسرائيلي، بل وتدهور الأوضاع.

وتعتبر محكمة العدل الدولية واحدة من أهم المحاكم التابعة للأمم المتحدة والتي تتعامل مع الخلافات بين الدول، وقراراتها ملزمة مع أنها لا تملك السلطة لفرضها.



ويعتبر التحرك القانوني مهما لإسرائيل والفلسطينيين، لأن عددا من مؤسسات الأمم المتحدة حددت معالم غير قانونية من الاحتلال، إلا أنه لم يصدر حتى الآن أي حكم قانوني بشأن الاحتلال نفسه، الذي مضى عليه 56 عاما.

وطلب قرار من الجمعية العامة للأمم المتحدة في كانون الأول/ديسمبر رأيا استشاريا من محكمة العدل الدولية عن "التداعيات القانونية النابعة من السياسات والممارسات الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية المحتلة"، وصوتت بريطانيا إلى جانب دول غربية أخرى مثل الولايات المتحدة وألمانيا ضده وذلك بذريعة أن القرار سيدفع الأطراف بعيدا عن المفاوضات.

وقال الدكتور فيكتور قطان، الأستاذ المساعد بالقانون الدولي بجامعة نوتنغهام، إن الوثيقة البريطانية ضعيفة ولا تقوم على أساس وتصور الاحتلال الإسرائيلي الطويل للضفة الغربية وغزة وضمها للقدس الشرقية على أنه خلاف ثنائي بين دولتين.

وبحسب قطان، يمكن لمحكمة العدل الدولية أن تصدر رأيا حول أي مسألة قانونية نابعة من عمل الأمم المتحدة والجمعية العامة ولا تحتاج لموافقة إسرائيل لكل تحيل الطلب إلى المحكمة.

وقال مصدر فلسطيني بارز طلب عدم الكشف عن هويته إن "الرأي البريطاني المقدم هي مصادقة كاملة على أراء إسرائيل، وهم يناقشون أن الوقت ليس مناسبا للذهاب إلى محكمة العدل الدولية لأن عملية السلام تسير بشكل جيد. ويقولون إن انتهاكات إسرائيل التي يشير إليها الفلسطينيون ليست مهمة مثل أطر التفاوض قبل عقود".

وقال مايكل ماكوفر من شركة المحاماة هيكمان أند روز في لندن والذي لديه خبرة في حالات التقاضي المتعلقة بحقوق الإنسان: "مع الافتراض أن الوثيقة أصلية فهذا أمر يثير القلق من محاولة بريطانيا منع المحكمة من معالجة أمور مهمة، وهو أمر أنا متأكد من أنه لن يدعم ما طلب من المحكمة معالجته من أمور مشابهة مثل الاحتلال الروسي لإراض أوكرانية".



ويعود الاحتلال الإسرائيلي إلى عام 1967 وعقدت آخر جولة من المفاوضات عام 2014، حيث زادت وتيرة الاستيطان وعنف المستوطنين بدرجة أشد من 2005.

وبحسب الغارديان فإن الرأي البريطاني لا يشير للأوضاع الخطيرة لا في فلسطين أو إسرائيل. ولا تشير لما توصلت إليه الأمم المتحدة منذ عام 2016 وهي أن إسرائيل فشلت بالوفاء بالتزاماتها للحفاظ على حقوق الفلسطينيين وانتهكت القانون الدولي الإنساني.


وقال متحدث باسم الخارجية البريطانية، بلاده ملتزمة بالعمل مع إسرائيل والسلطة الوطنية للدفع بحل الدولتين والقدس كعاصمة مشتركة، معربا عن قلقه من الوضع غير المستقر في الضفة الغربية المحتلة.

 ولدى الدول الأعضاء حتى 25 تشرين الأول/أكتوبر للتعليق على البيانات المقدمة من الآخرين لمحكمة العدل الدولية، وفي حال قبول الرأي البريطاني، يمكن أن تستمر المداولات لمدة عام.

 وشجبت "إسرائيل" قرار الإحالة لمحكمة العدل الدولية، حيث وصف ممثلها في الأمم المتحدة غيلاد إردان التصويت في الجمعية العامة "لطخة أخلاقية" في محاولات نزع الشرعية عن الاحتلال.

وكان أخر عمل يتعلق بفلسطين بالمحكمة هو في عام 2004، عندما أصدرت قرار بشأن جدار الفصل وأنه غير قانوني. ورفضت إسرائيل القرار.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة بريطانيا الاحتلال الفلسطينية بريطانيا فلسطين مستوطنات الاحتلال سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة لمحکمة العدل الدولیة الاحتلال الإسرائیلی محکمة العدل الدولیة الأمم المتحدة

إقرأ أيضاً:

أحمد أباظة: إسرائيل تتحدى العالم بمنعها وصول المساعدات الإنسانية لقطاع غزة

اعتبر النائب أحمد فؤاد أباظة رئيس لجنة الشئون العربية بمجلس النواب تصريحات متحدث الأمم المتحدة ستيفان دوجاريك التى كشف فيها عن أن  القوات الإسرائيلية منعت ثلثي عمليات المساعدات الإنسانية المختلفة من الوصول إلى قطاع غزة، الأسبوع الماضي بمثابة أكبر دليل على تحدى جيش الاحتلال الإسرائيلى للعالم والمجتمع الدولى كله متسائلاً : إين الأمم المتحدة ومجلس الأمن والدول الكبرى لمواجهة هذه المخالفات الصارخة من حكومة الاحتلال الإسرائيلى لمبادئ وقرارات الشرعية الدولية ؟

تفاصيل لقاء وزير العمل بوفد برلماني واتحاد شباب المصريين بالخارج أول تحرك برلماني لدعم ومساندة أسرة الراحل محمد شوقي لاعب نادي كفر الشيخ

وطالب " أباظة " فى بيان له أصدره اليوم من المجتمع الدولي بجميع دوله ومنظماته بصفة عامة ومنظمة الأمم المتحدة ومجلس الأمن والولايات المتحدة الأمريكية بصفة خاصة اتخاذ جميع الاجراءات لتنفيذ رؤية مصر بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسى لوضع حد للأوضاع المأساوية داخل قطاع غزة ولبنان.

وأكد أن تنفيذ رؤية مصر والتى تتمثل فى اجبار حكومة الاحتلال الإسرائيلى على الوقف الفورى لإطلاق النار فى غزة ولبنان أصبح أمراً ضرورياً وعاجلاً خاصة أن الشعب الفلسطيني في غزة يحتاج إلى ظروف إيواء مناسبة لحمايته من المطر والبرد مع اقتراب فصل الشتاء وحذر النائب أحمد فؤاد أباظة من خطورة نزوح مئات الآلاف من الفلسطينيين وسرعة تزايد احتياجاتهم، مع العجز عن تلبيتها بسهولة، لا سيما بسبب الحصار الإسرائيلي في شمال غزة مؤكداً على ضرورة التدخل العاجل والسريع من العالم كله لإنهاء معاناة الفلسطينيين فى قطاع غزة والتى استمرت لأكثر من عام.

مقالات مشابهة

  • مندوب إسرائيل بالأمم المتحدة: ماضون قدما باتفاق وقف إطلاق النار مع لبنان
  • أحمد أباظة: إسرائيل تتحدى العالم بمنعها وصول المساعدات الإنسانية لقطاع غزة
  • حادثة مقتل مستوطن في لبنان تكشف عن ظاهرة غريبة داخل جيش الاحتلال الإسرائيلي
  • وزير العدل بحث مع العفو الدولية سبل مواجهة الاعتداءات على لبنان دولياً
  • رئيس الوزراء العراقي: وجهنا وزارة الخارجية بمتابعة ملف التهديد الإسرائيلي في المحافل الدولية
  • نيويورك تايمز : إسرائيل تنقل تكتيكات غزة الى الضفة الغربية
  • قرار الجنائية الدولية.. هل سيزيد من غلو الاحتلال أم سيكبح جماح عدوانه؟
  • التداعيات القانونية والسياسية لأمر "الجنائية الدولية" ضد إسرائيل
  • باحث في العلاقات الدولية: أفعال إسرائيل في لبنان والضفة والقدس تؤجج الأوضاع|فيديو
  • الأمم المتحدة: إسرائيل منعت ثلثي المساعدات الإنسانية في غزة