رسوم ترامب تثير الفوضى في سوق السيارات الأميركي
تاريخ النشر: 12th, April 2025 GMT
في تطور جديد يعكس مدى التأثير الفوري لقرارات الرئيس الأميركي دونالد ترامب بشأن الرسوم الجمركية، دخلت وكالات السيارات في الولايات المتحدة حالة من الفوضى والارتباك نتيجة فرض رسوم جديدة بنسبة 25% على واردات السيارات، وهو القرار الذي دخل حيز التنفيذ ابتداء من الثالث من أبريل/نيسان الجاري، وفقا لتقرير نشرته وكالة بلومبيرغ.
ووفقا للتقرير، فإن القرار الجمركي دفع عديدا من وكلاء السيارات المستعملة إلى اتخاذ إجراءات استثنائية لمحاولة تغطية النقص الحاد في المخزون، إذ بدأت بعض الوكالات في الاتصال بعملائها السابقين وعرض شراء سياراتهم المستعملة بأسعار أعلى مما دفعوه في الأصل، في محاولة يائسة لملء ساحات العرض الفارغة.
وقال مدير في إحدى وكالات "هوندا" في كاليفورنيا لبلومبيرغ قائلا: "أحتاج لشراء سيارتك مرة أخرى يا سيدي، وأنا مستعد لدفع أكثر بكثير، مما دفعت"، مشيرا إلى أن مخزون الوكالة انخفض من 100 مركبة إلى أقل من 40 فقط في غضون أيام.
تكرار سيناريو الجائحةوأشارت بلومبيرغ إلى أن هذا الاضطراب يُعيد إلى الأذهان المشهد الذي عاشه السوق خلال جائحة كورونا، حين أدت تعطلات الإنتاج إلى شح شديد في المركبات الجديدة، مما دفع المستهلكين نحو سوق السيارات المستعملة، ورفع الأسعار إلى مستويات قياسية.
واليوم، يبدو أن التاريخ يعيد نفسه، لكن هذه المرة بدافع سياسي وتجاري مباشر.
وأوضحت الوكالة أن أسعار السيارات المستعملة ارتفعت خلال الأيام الماضية بنسب وصلت إلى 12% في بعض الولايات، وفقا لبيانات منصة "مانهايم" المتخصصة في المزادات، في حين سجلت بعض الطرازات، مثل "هوندا سي آر في الهجينة"، زيادة في الطلب بنسبة 18% منذ إعلان الرسوم الجمركية.
إعلان تراجع في المبيعات وإرباك لدى الشركاتوذكرت بلومبيرغ أن شركات مثل تسلا أوقفت تلقي طلبات الشراء في الصين لطرازي "مودل إس" و"مودل إكس" اللذين يُصنعان في الولايات المتحدة، بعدما أعلنت بكين ردها على الرسوم الأميركية بفرض رسوم انتقامية تصل إلى 125% على جميع البضائع الأميركية بدءا من 12 أبريل/نيسان الحالي.
كما صرّحت الشركة بأنها تشهد تراجعا كبيرا في المبيعات، وتخشى من استمرار تآكل قدرتها التنافسية في الأسواق الدولية، في وقت تسعى فيه بكين لتوسيع صادراتها من السيارات الكهربائية المصنعة محليا.
أثر اقتصادي واسع النطاقوحسب محللين تحدثوا إلى بلومبيرغ، فإن الرسوم الجمركية المفروضة مؤخرا -التي رفعت إجمالي الرسوم على الصين إلى 145% في بعض المنتجات- خلقت اضطرابا عميقا في سلاسل التوريد وأجّجت التضخم في سوق السيارات الأميركية.
ويُتوقع أن تتسبب هذه السياسات في مزيد من التقلبات بالأسواق خلال الأسابيع المقبلة، إذا لم يتم التوصل إلى حلول دبلوماسية أو تعليق إضافي للرسوم.
ويأتي ذلك بعد أن أعلن ترامب تعليقا مؤقتا للرسوم الجمركية لمدة 90 يوما، مما ساعد مؤقتا في تهدئة الأسواق، غير أن المخاوف لا تزال قائمة من العودة إلى فرض الرسوم بكامل قوتها بعد انتهاء فترة التعليق، حسبما نقلت بلومبيرغ عن مسؤولين في وزارة التجارة الأميركية.
وفي ظل هذا الاضطراب، تُظهر السيارات المستعملة مرونة غير متوقعة، بل وأصبحت -حسب تعبير أحد المحللين في تقرير الوكالة- "أصولا قابلة للتفاوض في ظل عالم تجاري متقلب"، مشيرا إلى أن السوق دخل فعليا في مرحلة ما يمكن تسميتها "حرب السيارات التجارية".
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات السیارات المستعملة
إقرأ أيضاً:
الاتحاد الأوروبي يعلق الرسوم الجمركية على المنتجات الأمريكية 90 يوما
أصدر الإتحاد الأوروبي قرارا بتعليق الرسوم الجمركية المضادة على المنتجات الأمريكية لمدة 90 يومًا، وذلك بهدف إعطاء فرصة للمفاوضات.
وفي منشور لها عبر منصة إكس، أشارت رئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون دير لايين إلى أن الاتحاد الأوروبي أخذ علماً بقرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تعليق جزء من الرسوم الجمركية المفروضة على بعض الدول، بما في ذلك دول الاتحاد الأوروبي.
ويُشار الي أن الولايات المتحدة قد فرضت في الأشهر الأخيرة ثلاث دفعات من الرسوم الجمركية على المنتجات الأوروبية، شملت الصلب والألمنيوم، ثم السيارات، وأخيرًا رسومًا بنسبة 20% على جميع المنتجات الأوروبية.
وفي المقابل، ردت الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي بفرض رسوم جمركية على مجموعة من المنتجات الأمريكية مثل الدراجات النارية وفول الصويا والدواجن.
وفي إطار الرد على الرسوم المفروضة على السيارات والرسوم العامة بنسبة 20%، كان من المتوقع أن يتم تقديم تدابير مضادة أخرى من قبل الاتحاد الأوروبي بداية الأسبوع المقبل.
وأشارت فون دير لايين غلي أنه في حال لم تكن المفاوضات مرضية، فإن الإجراءات المضادة للاتحاد الأوروبي ستدخل حيز التنفيذ.