من 1199 إلى 2150 دولار.. تعريفة ترامب تهدد برفع أسعار هواتف آيفون
تاريخ النشر: 12th, April 2025 GMT
أثار مقطع فيديو تم إنشاؤه باستخدام الذكاء الاصطناعي، يظهر عمالا أمريكيين يتعبون أثناء تصنيع هواتف محمولة، جدلا واسعا على منصات التواصل الاجتماعي مؤخرا، يسلط الضوء على رؤية مستقبلية، يسعى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لتحويلها إلى واقع بالنسبة لشركة آبل Apple.
تعد شركة آبل عملاقة صناعة الهواتف الذكية الأمريكية، من أكبر المتضررين بالسياسات التجارية الجديدة التي وضعها الرئيس الأمريكي المتعلقة بإعادة تنظيم التجارة العالمية.
إذ يعتمد تصنيع آيفون -منتج آبل الرئيسي_ على سلاسل توريد عالمية تنتهي بمعظمها في الصين، حيث يتم نجميع ما يقرب من 90% من الجهاز هناك، وهو ما يضع الشركة في قلب التداعيات الاقتصادية الجديدة.
مؤخرا، فرض الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، يتعريفة جمركية متصاعدة على الواردات الصينية، بدأت بنسبة 125% ووصلت إلى 145 % مع إضافة “ضريبة فنتانيل” هذه الرسوم تهدد بزيادة كبيرة في أسعار آيفون داخل السوق الأمريكي مما قد ينعكس على المستهلكل بشكل مباشر.
وستشمل تعريفة ترامب أيضا، ضريبة إضافية بنسبة 20% على المواد الكيميائية المستخدمة في تصنيع الفنتانيل، ما يزيد العبء الكلي إلى 145%.
تكلفة التصنيع المحلي باهظةيقول فريزر جونسون، أستاذ في كلية آيفي للأعمال الكندية وخبير في سلسلة التوريد الخاصة بـ آبل: “يعد آيفون مثالا حيا على الترابط المعقد في سلسلة التوريد العالمية”.
يتكون جهاز آيفون من أكثر من 1000 مكون يأتي من جميع أنحاء العالم، لكن عملية تجميعه تتم بشكل رئيسي في الصين.
وفقا للتقديرات، يتم تجميع حوالي 90% من الأجهزة في الصين، وهو ما يضع الشركة في موقف حساس بعدما فرض ترامب تعريفة بنسبة 125% على واردات آبل من الصين إلى الولايات المتحدة.
ووصف دان آيفز، المحلل في شركة Wedbush Securities، الإجراءات بأنها “عاصفة أسعار من الفئة الخامسة” للمستهلك الأمريكي، مؤكدا أن تكلفة نقل 10% فقط من عمليات إنتاج آيفون إلى أمريكا ستكون باهظة بالنسبة لـ آبل، مما سيؤدي إلى رفع الأسعار بشكل كبير.
ويقول: “إذا قررنا تصنيع آيفون في الولايات المتحدة، فإن تكلفته قد تتجاوز 3500 دولار”.
وبحسب تقديرات UBS، فإن سعر هاتف iPhone 16 Pro Max قد يرتفع بنسبة تصل إلى 79%، ليصل إلى 2150 دولارا مقارنة بـ 1199 دولارا سعر آيفون 16 برو ماكس.
في هذا السياق، يشعر المستثمرون بالقلق بشأن تأثير هذه التعريفات على مبيعات آبل، رغم استعادتها أسهم جزءا من خسائرها التي تكبدتها منذ إعلان ترامب في أبريل، إلا أن الشركة قد فقدت أكثر من 300 مليار دولار من قيمتها السوقية.
تحديات التصنيع في الولايات المتحدة
لا يقتصر الأمر على زيادة الأسعار فحسب، بل يتطرق البعض إلى إمكانية نقل عمليات تصنيع آيفون إلى الولايات المتحدة.
ووفقا لأحدث التقارير، تعتزم آبل زيادة إنتاج آيفون في الهند، حيث يتم تجميع حوالي 10% من أجهزة آيفون حاليا.
على الرغم من ذلك، فإن الشحنات من الهند إلى الولايات المتحدة قد لا تكون كافية لتعويض التعريفات الجمركية المرتفعة.
بخلاف الولايات المتحدة، يمكن أن تشهد الأسواق الأخرى زيادات في أسعار آيفون، وهو ما يتوقعه وامسي موهان، المحلل في بنك أوف أمريكا.
فقد لا تقتصر الزيادة على السوق الأمريكي فقط، بل قد تشمل جميع الأسواق التي تبيع آيفون، وذلك لتجنب ظاهرة "التحكيم" بين الأسعار في الأسواق المختلفة.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: آبل تصنيع آيفون الذكاء الاصطناعي المزيد الولایات المتحدة
إقرأ أيضاً:
"سياسات ترامب" تهدد هيمنة الدولار الأمريكي
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
تواجه هيمنة الدولار الأمريكي أخطر تحدٍ منذ عقود، بعدما أطلق الرئيس الأمريكي دونالد ترامب موجة اضطراب عالمي بإعلانه فرض تعريفات جمركية شاملة على أكثر من 100 دولة، والتي تجاوزت تداعياتها حدود الأسواق ممتدة إلى العملة الأمريكية التي تعد منذ عقود ملاذًا آمنًا وعملة احتياطية أولى.
وانخفض الدولار الأمريكي، الليلة الماضية، بأكثر من 1% أمام سلة من العملات الأجنبية، ليصل إلى أدنى مستوى له في 3 سنوات، ما يفاقم تراجعًا بنحو 10% منذ بداية العام، وخلال أسبوع واحد فقط، فقد الدولار نحو 3 سنتات أمام الجنيه الإسترليني و4 سنتات أمام اليورو، وفقًا لصحيفة "الجارديان" البريطانية.
ورغم تراجع جزئي من جانب ترامب – بتجميد التعريفات الجمركية عند 10% على جميع الواردات الأمريكية باستثناء القادمة من الصين لمدة 90 يومًا، فإن الأسواق انتقلت من موجة ارتياح مؤقتة إلى حالة من الهلع المتجدد، وسط شكوك غير مسبوقة لدى المستثمرين حول احتمالية فقدان الدولار الأمريكي مكانته كملاذ آمن.
وقال جورج سارافيلوس، رئيس أبحاث العملات الأجنبية في بنك دويتشه الألماني: "لقد وقع الضرر بالفعل، السوق يعيد تقييم الجاذبية الهيكلية للدولار كعملة احتياطية عالمية، وهناك عملية تسارع في الابتعاد عن الاعتماد على الدولار".
وعلى عكس ما يحدث عادة في موجات البيع بالأسواق، فإن موجة التعريفات الجمركية الأمريكية، التي تم تسميتها "انهيار ترامب"، شملت الأسهم الأمريكية والسندات الحكومية لوزارة الخزانة والدولار معًا، وهي ظاهرة غير معتادة، إذ يلجأ المستثمرون عادة إلى شراء الدولار وسندات الخزانة الأمريكية في أوقات الاضطراب وعدم اليقين المالي.
وعلى مدار الثمانين عامًا الماضية، احتفظ الدولار الأمريكي بمكانته كعملة احتياطية أولى في العالم، تُستخدم كمخزن للقيمة، وأداة لتشغيل النظام المالي العالمي، ووسيط في التبادل التجاري، وذلك لإيمان المستثمرين من أن العملة تقف خلفها حكومة تقود أكبر اقتصاد في العالم، وتتمتع بأسواق رأسمالية عميقة، وقوة عسكرية كبرى، ونظام سياسي يحترم سيادة القانون.
لكن ترامب غيّر تلك القواعد، بعدما فرض تعريفات جمركية على حلفاء الولايات المتحدة وأعدائها على حد سواء، وصلت إلى 104% رسوم جمركية على الصادرات الصينية إلى الولايات المتحدة.
وقال راجورام راجان، المحافظ الأسبق للبنك المركزي الهندي وكبير الاقتصاديين في صندوق النقد الدولي سابقا، إن أزمة العملة ناتجة عن قلق المستثمرين بشأن الاقتصاد الأمريكي والتقلبات المفاجئة في سياسات ترامب، مضيفا: "هناك قلق من مدى التقلب وعدم القدرة على التنبؤ بالسياسات الأمريكية، إلى جانب مخاوف متزايدة من أن استمرار ارتفاع التعريفات سيقود إلى ركود اقتصادي في الولايات المتحدة"، مشيرًا إلى أن "سياسة التعريفات لا تزال هدفًا متحركًا".
وظهرت علامات فقدان الثقة بشكل واضح في سوق السندات الأمريكية، التي تُعد الأهم عالميًا، نظرًا لاعتماد المستثمرين عليها كمعيار "خالٍ من المخاطر" لتسعير الأصول المالية الأخرى، حيث شهدت السوق أكبر حركة أسبوعية منذ عام 1982، وارتفع سعر الفائدة على السندات الحكومية الأمريكية لأجل 30 عامًا من نحو 4.4% إلى 4.8%. كما ارتفع على السندات لأجل 10 سنوات.
ويقول المستثمرون إن هناك الكثير من العوامل المؤثرة، فرغم أزمة الثقة الواضحة، إلا أن التقلبات في الدولار والسندات تعكس أيضًا الأضرار الاقتصادية المتوقعة نتيجة سياسات ترامب، بما في ذلك احتمال يتجاوز 50% لدخول الاقتصاد الأمريكي في ركود، وزيادة احتمال لجوء مجلس الاحتياطي الفيدرالي إلى خفض أسعار الفائدة.
وفي ظل حالة الانهيار الواسع بالأسواق الأمريكية، حيث تم محو أكثر من 5 تريليونات دولار من قيمة الأسهم، انعكس بيع سندات الخزانة أيضًا على صناديق التحوط والتي اندفعت إلى التخلص من سندات الخزانة لتقليص المخاطر، وسعي المستثمرين لتحويل الأصول إلى نقد.
وقال مارك سوبل، المسؤول السابق بوزارة الخزانة الأمريكية والذي يشغل حاليًا رئاسة فرع الولايات المتحدة في منتدى المؤسسات المالية والنقدية الرسمية: "أرى أن وجهات نظر ترامب التجارية ضرب من الجنون، إنه يضر بالاقتصاد الأمريكي وخلق أزمة لا داعي لها"، مضيفا: "رأيي الأساسي أن الدولار سيظل العملة العالمية المهيمنة في المستقبل المنظور، لعدم وجود بدائل حقيقية، لكن ترامب من خلال إضعاف الأسس الاقتصادية والمؤسساتية لأمريكا، وعدم كونه شريكًا موثوقًا، يقوّض الأساس الذي نشأت عليه هيمنة الدولار".
وتُظهر بيانات صندوق النقد الدولي أن الدولار الأمريكي لا يزال العملة الاحتياطية المفضلة عالميًا، حيث يمثل نحو 60% من الاحتياطيات الأجنبية، ويأتي اليورو في المرتبة الثانية بنسبة نحو 20%، يليه الين الياباني بنسبة تقارب 6%، والجنيه الإسترليني بنسبة تقارب 5%.
وبحسب صحيفة "الجارديان"، يعتبر بعض مسؤولي إدارة ترامب أن مكانة الدولار كعملة احتياطية دولية أمر غير مرغوب فيه، باعتبارها علامة على استغلال العالم للولايات المتحدة، مشيرة إلى أن ترامب لطالما رغب في ضعف الدولار، معتقدًا أن ذلك سيساعد على جعل السلع الأمريكية أرخص للمشترين الأجانب، ما يعزز الصناعة المحلية ويساهم في تقليص العجز التجاري الأمريكي.
وفي ظل غموض مستقبل الدولار، تبحث دول الاتحاد الأوروبي بشكل خاص عن خطط بديلة، ورأى خوسيه لويس إسكريفا، محافظ بنك إسبانيا المركزي وعضو المجلس الحاكم للبنك المركزي الأوروبي، إن الاتحاد الأوروبي قد يصبح خيارًا أكثر جاذبية، مضيفا: "بإمكاننا أن نقدم منطقة اقتصادية كبيرة وعملة قوية، تستفيد من الاستقرار وقابلية التنبؤ الناتجة عن السياسات الاقتصادية السليمة واحترام سيادة القانون".
في السياق نفسه، أشار باسكال لامي، المفوض التجاري السابق في الاتحاد الأوروبي والرئيس الأسبق لمنظمة التجارة العالمية، إلى أن حرب ترامب التجارية قد تدفع الدول الأخرى إلى تعزيز تعاونها فيما بينها، موضحا: "الاتحاد الأوروبي هو المرشح الطبيعي لتوحيد صفوف عدد من الدول، لن ينجح الأمر إذا قامت به الصين أو حتى الهند".
وختم لامي قائلًا: "إنها أزمة أمريكية وليست أزمة عالمية، الولايات المتحدة تمثل 13% فقط من الواردات العالمية، ولا يوجد سبب يدعو لأن يتأثر الـ87% الباقي بهذه السياسات الاقتصادية العبثية".