تتناول خطبة الجمعة اليوم، مسألة قضاء حوائج الناس، وتوضح فضل هذا العمل عند الله عز وجل، وتتطرق الخطبة أيضا إلى مسألة مساعدة الآخرين، وما إن كان ذلك واجبا على العبد من عدمه، وتأتي خطبة الجمعة اليوم تحت عنوان «قضاء حوائج الناس بين الواجب والمندوب». 

خطبة الجمعة اليوم.. قضاء حوائج الناس بين الواجب والمندوب

ويأتي نص خطبة الجمعة اليوم: «الحمد لله رب العالمين، القائل في كتابه الكريم (وافْعَلُوا الخَيْرَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ) وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن سيدنا ونبينا مُحَمَّدًا عبده ورسوله.

اللهم صل وسلم وبارك عليه، وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد: فإن قضاء حوائج الناس من القيم النبيلة التي دعا إليها ديننا الحنيف، وجعلها من أحب الأعمال إلى الله (عز وجل)، وعد المتصفين بها من أحب الناس إليه سبحانه، حيث يقول نبينا صلى الله عليه وسلم): (أحبُّ النَّاسِ إِلَى اللهِ تَعَالَى أَنْفَعُهُمْ لِلنَّاسِ، وَأَحَبُّ الْأَعْمَالِ إِلَى اللهِ تَعَالَى سُرُورٌ تُدْخِلُهُ عَلَى مُسْلِمٍ أَوْ تَكَشفُ عَنْهُ كُرْبَةً، أَوْ تَقْضِي عَنْهُ دَيْنَا، أَوْ تَطْرُدُ عَنْهُ جُوعًا، وكان أمشي مع أخي في حاجة أحب إِلَيَّ مِنْ أَنْ أَعْتكف في هذا الْمَسْجِد - يَعْنِي: مَسْجِدَ الْمَدِينَةِ- شَهْرًا)».

وتشير خطبة الجمعة اليوم إلى أن من يقضي حوائج الناس فإن الله سبحانه وتعالى يكرمه ويفك كربه حيث ورد في نص الخطبة: «وقد وعد الله (عز وجل) من يقضي حوائج الناس بالسلامة والنجاة وتفريج الكربات في الدنيا والآخرة، حيث يقول نبينا صلوات ربي وسلامه عليه): (صنائع الْمَعْرُوفِ تقي مصارع - السُّوءِ، وَالآفَاتِ وَالْهَلَكَاتِ، وَصِلَةُ الرَّحِمِ تَزيدُ فِي الْعُمْر، وكُلُّ مَعْرُوفِ صَدَقَةٌ، وَأَهْلُ الْمَعْرُوفِ فِي الدُّنْيَا هُم أهْلُ الْمَعْرُوفِ فِي الآخِرَةِ)، ويقول (صلى الله عليه وسلم): (وَمَن كان بحاجة أخيه كانَ اللهُ فِي حَاجَتِهِ، وَمَنْ فَرَّجَ عَنْ مُسْلِمٍ كَرْبَة فَرَّجَ اللَّهُ عَنْهُ كَرْبَةً مِنْ كرب يوم القيامة)». 

قضاء الحوائج من صفات الأنبياء

وتشير خطبة الجمعة اليوم إلى أن قضاء الحوائج من صفات الأنبياء، موضحة: «كما أن قضاء حوائج الناس من صفات الأنبياء المصطفين (عليهم السلام)، فهذا موسى (عليه السلام) حين ورد ماء مدين وجد جماعة من الناس يسقون أنعامهم، ووجد من دونهم امرأتين لا تسقيان حتى يفرغ الرجال الأقوياء من سقي أنعامهم ودوابهم، فلما عرف ( عليه السلام) حاجتهما تقدم بنفسه وسقى لهما، حيث يقول الحق سبحانه: (ولما ورد ماء مَدينَ وَجَدَ عَلَيْهِ أُمَّهُ مِنْ النَّاسِ يَسْقُون ووجد مِن دُونِهِمْ امْرَأَتين تذودَانِ قَالَ مَا خطبُكُمَا قَالَنَا لا نَسْقِي حَتَّى يُصْدِرَ الرِّعاء وَأَبُونَا شَيخ كَبِيرٌ، فَسَقَى لَهُمَا ثُمَّ تَولَّى إِلَى الظَّل فَقَالَ رَبِّ إِنِّي لِمَا أَنزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِير). وهذا نبينا (عليه الصلاة والسلام) تقول له السيدة خديجة (رضي الله عنها): «والله ما يُخزيك اللهُ أَبَدًا، إِنَّكَ لَتَصلُ الرَّحِمَ، وَتَحْمِلُ الكل، وتكسب المعدوم، وتقري الضيف وتعين على نوائب الحق، فكانت حياته (صلى الله عليه وسلم) خبر مثال يحتذى به في قضاء حوائج الناس». 

وفي خطبة الجمعة اليوم لوزارة الأوقاف: «غير أن قضاء حوائج الناس منه ما هو واجب من خلال الزكاة التي هي ركن من أركان الإسلام الخمسة فيها تقضى حاجات الناس وتفرج كرباتهم، حيث يقول الحق سبحانه: خذ من أموالهم صدقة تطهرُهُم وتزكيهم بها. ويقول سبحانه: {وَمَا أَنفَقْتُم من شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ وَهُوَ خَيْرُ الرازقين، ويقول نبينا صلى الله عليه وسلم): (بني الإسلام عَلَى خَمْسٍ: شَهَادَةِ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَأَنْ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ، وَإِقَامَ الصَّلَاةِ، وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ والحج، وصوم رمضان)، وقد قرن الله (عز وجل) الزكاة في كثير من المواضع بأعظم الفرائض وأجلها وأعلاها مكانة، وهي الصلاة تعظيما لشأنهما، حيث يقول الحق سبحانه وأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتوا الزكاة وما تقدمُوا لأنفسكم من خيرٍ تَجِدُوهُ عِندَ اللهِ إِنَّ اللَّهَ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ)، ويقول تعالى: (الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُم بِالْآخِرَةِ هُمْ يوقنون)».

خطبة الجمعة اليوم لوزارة الاوقاف

وتتطرق خطبة الجمعة اليوم إلى مسألة وجوب قضاء حاجة الناس موضحة: «يدخل في وجوب قضاء حوائج الناس كل من كلف بالقيام بأمر من أمور حياتهم أيا كان تكليفه، وعليه أن ييسر ما استطاع إلى التيسير سبيلا، حيث يقول نبينا صلى الله عليه وسلم): (يَسرُوا ولا تعسروا)».

أما عن قضاء حوائج الناس المندوب، فتوضح خطبة الجمعة اليوم: «ومن قضاء حوائج الناس المندوب إليه ما كان من خلال الصدقات التي تدعم دور الزكاة في تحقيق دورها المجتمعي، لذلك جاء الشرع الحنيف بالحث عليها والترغيب فيها، حيث قال نبينا صلى الله عليه وسلم) : (إنْ) في المال لحقا سوى الزكاة)، وقول الله تعالى: ليسَ البر أن تولوا وُجُوهَكُمْ قبل المشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ باللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ وَآتَى الْمَال عَلَى حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى والمساكين وابن السبيل والسائلين وفي الرقاب».

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: خطبة الجمعة اليوم خطبة الجمعة وزارة الاوقاف خطبة الجمعة الیوم قضاء حوائج الناس م ع ر وف

إقرأ أيضاً:

أنوار الصلاة على رسول الله عليه الصلاة والسلام

فَفَاضَ وَلَمْ يَبْقَ بِهِ احْتِمَالا ** فُؤَادِي بَل وَقَامَ لَك اعْتِدَالا

فَحِينَ ذُكِرْتَ هَاجَ وَهَامَ قَلْبِي ** بِذِكْرِكَ ثُمَّ زَانَ بِهِ المقَالا

فَسُبْحَانَ الذي أَعْطَاك فَضْلًا ** وأَعْطَاك النُّبُوَّةَ والكَمَالا

اللَّهُمَّ صَلِّ وَسَلِّمْ وَبَارِكْ عَلَى سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ الْفَاتِحِ لِمَا ُأَغْلِقَ وَالْخَاتِمِ لِمَا سَبَقَ نَّاصِرِ الْحَقَّ بِالْحَقِّ وَالْهَادِي إِلَى صِرَاطِكَ الْمُسْتَقِيمِ وَعَلَى آلِهِ وَأَصْحَابِهِ حَقَّ قَدْرِهِ وَمِقْدَارِهِ الْعَظِيمِ، وعلى آله وأصحابه أجمعين ولمن تبعه بإحسان إلى يوم الدين صلى الله عليك وسلك يا حبيبي يا رسول الله.

مقالات مشابهة

  • أنوار الصلاة على رسول الله عليه الصلاة والسلام
  • دعاء بعد الركوع تحبه الملائكة وتتسابق عليه أيهم يصعد به إلى السماء
  • المواظبة على الاستغفار والصلاة على النبي..تعرف على فضل كل منهما
  • الشؤون الإسلامية توجه بتخصيص خطبة الجمعة للتحذير من التباهي بالولائم
  • 4 صفات لمن يدخلون الجنة بغير حساب.. تعرف عليها
  • فضل قضاء حوائج الناس.. يجعلك من الآمنين يوم القيامة
  • الشيخ محمد أبو بكر يُلقي أول خطبة جمعة له بمسجد الفتح برمسيس بعد تكليفه رسميًا ..فيديو
  • الأوقاف: إذا استنار العقل بالعلم أنار الدنيا موضوع خطبة الجمعة القادمة
  • تعرف على مواقيت الصلاة اليوم السبت 12-4-2025 في محافظة قنا
  • دعاء اليوم 14 شوال.. الإفتاء: بكلمتين تضمن سرعة الاستجابة