تعرف على موضوع خطبة الجمعة اليوم.. تتناول قضاء حوائج الناس
تاريخ النشر: 25th, August 2023 GMT
تتناول خطبة الجمعة اليوم، مسألة قضاء حوائج الناس، وتوضح فضل هذا العمل عند الله عز وجل، وتتطرق الخطبة أيضا إلى مسألة مساعدة الآخرين، وما إن كان ذلك واجبا على العبد من عدمه، وتأتي خطبة الجمعة اليوم تحت عنوان «قضاء حوائج الناس بين الواجب والمندوب».
خطبة الجمعة اليوم.. قضاء حوائج الناس بين الواجب والمندوبويأتي نص خطبة الجمعة اليوم: «الحمد لله رب العالمين، القائل في كتابه الكريم (وافْعَلُوا الخَيْرَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ) وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن سيدنا ونبينا مُحَمَّدًا عبده ورسوله.
وتشير خطبة الجمعة اليوم إلى أن من يقضي حوائج الناس فإن الله سبحانه وتعالى يكرمه ويفك كربه حيث ورد في نص الخطبة: «وقد وعد الله (عز وجل) من يقضي حوائج الناس بالسلامة والنجاة وتفريج الكربات في الدنيا والآخرة، حيث يقول نبينا صلوات ربي وسلامه عليه): (صنائع الْمَعْرُوفِ تقي مصارع - السُّوءِ، وَالآفَاتِ وَالْهَلَكَاتِ، وَصِلَةُ الرَّحِمِ تَزيدُ فِي الْعُمْر، وكُلُّ مَعْرُوفِ صَدَقَةٌ، وَأَهْلُ الْمَعْرُوفِ فِي الدُّنْيَا هُم أهْلُ الْمَعْرُوفِ فِي الآخِرَةِ)، ويقول (صلى الله عليه وسلم): (وَمَن كان بحاجة أخيه كانَ اللهُ فِي حَاجَتِهِ، وَمَنْ فَرَّجَ عَنْ مُسْلِمٍ كَرْبَة فَرَّجَ اللَّهُ عَنْهُ كَرْبَةً مِنْ كرب يوم القيامة)».
قضاء الحوائج من صفات الأنبياءوتشير خطبة الجمعة اليوم إلى أن قضاء الحوائج من صفات الأنبياء، موضحة: «كما أن قضاء حوائج الناس من صفات الأنبياء المصطفين (عليهم السلام)، فهذا موسى (عليه السلام) حين ورد ماء مدين وجد جماعة من الناس يسقون أنعامهم، ووجد من دونهم امرأتين لا تسقيان حتى يفرغ الرجال الأقوياء من سقي أنعامهم ودوابهم، فلما عرف ( عليه السلام) حاجتهما تقدم بنفسه وسقى لهما، حيث يقول الحق سبحانه: (ولما ورد ماء مَدينَ وَجَدَ عَلَيْهِ أُمَّهُ مِنْ النَّاسِ يَسْقُون ووجد مِن دُونِهِمْ امْرَأَتين تذودَانِ قَالَ مَا خطبُكُمَا قَالَنَا لا نَسْقِي حَتَّى يُصْدِرَ الرِّعاء وَأَبُونَا شَيخ كَبِيرٌ، فَسَقَى لَهُمَا ثُمَّ تَولَّى إِلَى الظَّل فَقَالَ رَبِّ إِنِّي لِمَا أَنزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِير). وهذا نبينا (عليه الصلاة والسلام) تقول له السيدة خديجة (رضي الله عنها): «والله ما يُخزيك اللهُ أَبَدًا، إِنَّكَ لَتَصلُ الرَّحِمَ، وَتَحْمِلُ الكل، وتكسب المعدوم، وتقري الضيف وتعين على نوائب الحق، فكانت حياته (صلى الله عليه وسلم) خبر مثال يحتذى به في قضاء حوائج الناس».
وفي خطبة الجمعة اليوم لوزارة الأوقاف: «غير أن قضاء حوائج الناس منه ما هو واجب من خلال الزكاة التي هي ركن من أركان الإسلام الخمسة فيها تقضى حاجات الناس وتفرج كرباتهم، حيث يقول الحق سبحانه: خذ من أموالهم صدقة تطهرُهُم وتزكيهم بها. ويقول سبحانه: {وَمَا أَنفَقْتُم من شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ وَهُوَ خَيْرُ الرازقين، ويقول نبينا صلى الله عليه وسلم): (بني الإسلام عَلَى خَمْسٍ: شَهَادَةِ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَأَنْ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ، وَإِقَامَ الصَّلَاةِ، وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ والحج، وصوم رمضان)، وقد قرن الله (عز وجل) الزكاة في كثير من المواضع بأعظم الفرائض وأجلها وأعلاها مكانة، وهي الصلاة تعظيما لشأنهما، حيث يقول الحق سبحانه وأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتوا الزكاة وما تقدمُوا لأنفسكم من خيرٍ تَجِدُوهُ عِندَ اللهِ إِنَّ اللَّهَ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ)، ويقول تعالى: (الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُم بِالْآخِرَةِ هُمْ يوقنون)».
خطبة الجمعة اليوم لوزارة الاوقافوتتطرق خطبة الجمعة اليوم إلى مسألة وجوب قضاء حاجة الناس موضحة: «يدخل في وجوب قضاء حوائج الناس كل من كلف بالقيام بأمر من أمور حياتهم أيا كان تكليفه، وعليه أن ييسر ما استطاع إلى التيسير سبيلا، حيث يقول نبينا صلى الله عليه وسلم): (يَسرُوا ولا تعسروا)».
أما عن قضاء حوائج الناس المندوب، فتوضح خطبة الجمعة اليوم: «ومن قضاء حوائج الناس المندوب إليه ما كان من خلال الصدقات التي تدعم دور الزكاة في تحقيق دورها المجتمعي، لذلك جاء الشرع الحنيف بالحث عليها والترغيب فيها، حيث قال نبينا صلى الله عليه وسلم) : (إنْ) في المال لحقا سوى الزكاة)، وقول الله تعالى: ليسَ البر أن تولوا وُجُوهَكُمْ قبل المشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ باللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ وَآتَى الْمَال عَلَى حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى والمساكين وابن السبيل والسائلين وفي الرقاب».
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: خطبة الجمعة اليوم خطبة الجمعة وزارة الاوقاف خطبة الجمعة الیوم قضاء حوائج الناس م ع ر وف
إقرأ أيضاً:
إغلاق العقول
#إغلاق_العقول
د. #هاشم_غرايبه
قليلون من الناس يعرفون أن أعظم الأدباء الفرنسيين بلا منازع “فيكتور هيجو” كان مسلما، وربما أقل عددا هم من يعلمون أن شاعر الروس الأكبر “بوشكين” والذي يسمى “شمس الشعر الروسي”، كان مسلما أيضا.
ولو بحثت في محرك “غوغل” عن أسماء عظماء أوروبيين اعتنقوا الإسلام لوجدت أسماء آلاف من المشهورين، لكنهم جميعا تم التعتيم عليهم واخفاء قصص إسلامهم، إنما لن تجد إسمي الأديبين اللامعين “فيكتور هيجو” و “بوشكين” من بينهما.
لماذا هذا الإنكار طالما أن الغرب يتبجح بأنه علماني يحترم عقائد الناس ولا يتدخل في خياراتهم!؟.
الإجابة واضحة، وهو أن الغرب لايريد أن يعرف الناس قصص من كسروا الحصار الأوروبي التاريخي للإسلام بهدف الحد من وصوله الى أوروبا، الذي سيتم حتما لمن يترك لقناعاته، بلا توجيه تضليلي.
فمعرفة أن هؤلاء المفكرين انفلتوا من الحصار سيغري الكثيرين بحذو حذوهم.
كان اختياري للإثنين من بين كثيرين مقصودا، لأنهما جاءا من بيئتين تعتبران من أشد المناطق الأوربية عداء للإسلام.
تاريخيا كانت فرنسا منبت أغلب الحملات الصليبية، وقد جابها بطرس الناسك لتحشيد الدهماء خلف أمراء الحروب، مدعيا أن الرب استجار به لينقذ قبره من المسلمين الوثنيين.
والى اليوم نجد الفكرة ذاتها في عقول الساسة الفرنسيين، لا يختلف القومي اليميني منهم عن اليساري العلماني، بل يتوحدون مع الملحدين في أنهم لا ينكرون من الدين إلا الإسلام فقط، وهذا يفسر أنهم لا يستخدمون ذريعة حرية الراي إلا إن كان هجوما على المسلمين أو سخرية بمعتقدهم ونبيهم، فيما لن تجد انتقادا واحدا لليهودية أو المسيحية أو حتى البوذية، كما يفسر الموجة العارمة من التضامن مع رسامي الكاريكاتير المستهزئين برسول الله صلى الله عليه وسلم، وإعادة نشر تلك الرسوم في كل الصحف، رغم اعترافهم بتفاهتها.
الروس يفترض أنهم باعتناقهم الأرثوذوكسية الشرقية بخلاف الأوروبيين الغربيين، أنهم أقرب الى الإسلام منهم، لكنهم فعليا لا يقلون حقدا، وظلت حروب الروس على الدولة العثمانية مستمرة رغم أنهم لم يكونوا يهددون بلادهم، فقد كانت فتوحاتهم موجهة الى أوروبا، واستغلوا وجود الأرمن (الوحيدين من بين الشعوب الآسيوية الوسطى الذين لم يدخلوا الإسلام)، وجدوا في حمايتهم من الإسلام مسمار جحا، وذريعة دائمة لشن الحرب، ودعمهم الأوروبيون في ذلك رغم العداء التاريخي التقليدي بينهم، فعتموا على كل الفضائع التي كان يرتكبها الأرمن بحق الأتراك مع كل غزوة روسية، وركزوا فقط على الرد بترحيلهم وتفريقهم بين مختلف شعوب المنطقة، ودعوا ذلك مذبحة الأرمن، تماما مثلما يتغاضون الآن عن كل الفضائع اليومية التي يرتكبها الكيان الصهيوني بحق الفلسطينيين، لكنهم حينما يرد أهل غزة ببضعة صواريخ على المستعمرات المحاذية، تعلو أصواتهم بالشجب والإستنكار.
لم تتغير روسيا الليبرالية حاليا عنها تلك القيصرية أيضا فقد رأينا الأسقف الأكبر وهو يبارك الطيارين الروس المتوجهين لقصف المدنيين المسلمين في المدن السورية، ويعتبر ذلك استكمالا للحرب المقدسة القديمة التي كان يشنها القياصرة.
أما من كان ذا قلب سليم، وفتح عقله للفهم، شرح الله صدره للإيمان، والدليل على ذلك هذين الأديبين العملاقين، فلم يؤثر وجودهما في بيئة معادية لهذا الفكر، ولا خوفهما من فقدان الشهرة والنجاح على إيمانهما.
لقد تعرف “بوشكين” على الإسلام وتعلم العربية أثناء تواجده في بلاد القوقاز، وكتب عدة قصائد أهمها قصيدته في مديح النبي صلى الله عليه وسلم ودعوته، التي يقول مطلعها: “لقد جبت القفر الكئيب متعثرا ..يعذبني ظمأ روحي”.
بالطبع لم يكن ذلك مقبولا، فتم تدبير مؤامرة توريطه في مبارزة قتل على أثرها وعمره لم يتجاوز عمره 38 عاما.
أما “هيجو” فلأنه يتربع على قمة أمجاد فرنسا الأدبية، فقد هال المتعصبين إسلامه في تلمسان في الجزائر، فرفضوا تسميته لنفسه أبا بكر بدلا من فيكتور، لكن ما أثبت حقيقة إيمانه أنه رفض دفن إبنه بمراسم كنسية، ووصى بذلك لنفسه عند موته، كما أكده مجموعة من القصائد لم يمكنهم طمسها فانتشرت، وأهمها قصيدة “السنة التاسعة للهجرة”، وفيها يمجد النبي صلى الله عليه وسلم، وقصائد أخرى في تمجيد أبي بكر وعمر.
عند موته رفضت الدولة تنفيذ وصيته، فشيع بجنازة ماسونية..لكن ذلك لن يضيره..”رَّبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَا فِي نُفُوسِكُمْ” [لإسراء:25].