تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

في أحد الشعانين، ترتفع أصوات الأطفال، وقلوبهم تنبض بالفرح، ينشدون ببراءة وطهارة: “أوصنّا!”. كلمات بسيطة، لكنها تملأ السماء رجاءً، وتُعانق الأرض بأملٍ خالد. 

فهي ليست مجرد ترنيمة موسمية، بل صرخة حيّة نابعة من أعماق البشرية نحو الخلاص، تُعلن بفرح دخول الملك المتواضع إلى أورشليم، كما دخل ذات يوم إلى قلوب المؤمنين.

 

أنشودة شعانين.. أنشودة الخلاص

“أوصنا!” – ما أروعها من كلمة وارتفع بها صراخ الأطفال، لا كما يصيح الجموع في ثورة، بل كما تهمس الأرواح بخضوع  إنها صلاة المحبة، دعاء القلوب التي تنتظر يد المخلّص أن تنتشلها من ظلمة الخطيئة إلى نور الرجاء.

لقد ترنّم بها الأطفال في أورشليم، لكن صداها ما زال يتردد في أرجاء الكنائس والقلوب حتى اليوم. لأنها أكثر من أنشودة، إنها تعبير صادق عن شوق النفس الإنسانية إلى الخلاص، إلى السلام، إلى الحماية الإلهية. وكأن كل مؤمن يصرخ معها: “خلّصنا يا ابن داود!”.

 

صرخة المتألمين ورجاء التائبين

“أوصنا” هي صرخة أولئك الذين سكنوا الألم، وناموا على وسادة من الحزن، لكنهم لم يفقدوا الرجاء. أولئك الذين تألموا، ولم ينكسروا، بل حملوا في قلوبهم نورًا صغيرًا يشبه الشمعة في ليلٍ طويل. هي دعاء من بدأ حياته في رحم الوجع، ولم يعرف غيره صديقًا، لكن عيونه ما زالت مرفوعة نحو السماء تطلب: “خلّصنا”.

وهي أيضًا رجاء التائبين، الذين سقطوا تحت وطأة الخطيئة، ثم رفعوا وجوههم من التراب، وصرخوا بتوبة حقيقية. كما صرخ بنو إسرائيل من قبل، عندما ضاقت بهم السبل، وقالوا: “قُمْ وَخَلِّصْنَا” (إرميا 2: 27).


 المسيح هو قاضينا ومخلصنا

في هذا الأحد المبارك، نتأمل قول إشعياء: “الرَّبُّ قَاضِينَا، الرَّبُّ شَارِعُنَا، الرَّبُّ مَلِكُنَا، هُوَ يُخَلِّصُنَا” (إشعياء 33: 22). كلماتٌ تؤكد أن الخلاص لا يأتي من بشر، بل من الرب وحده إن لم نطلبه، تركنا لخراب أورشليم وإن دعوناه، جاء راكبًا على أتان، ملكًا لا يشبه ملوك الأرض، بل يحمل في يده غصن زيتون، وسلامًا لا يفنى.

أحد الشعانين ليس مجرد ذكرى، بل دعوة دائمة لقلوبنا أن تنشد: أوصنا دعوة للتوبة، للرجاء، وللخلاص فكلما ضاقت بنا الحياة، وكلما تعثّرت خطواتنا، لنتذكر تلك الأنشودة القديمة، ولنرفعها من جديد.

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: القيامة

إقرأ أيضاً:

حماتي ماسكة مصروف البيت .. صرخة زوجة أمام محكمة الأسرة

أقامت زوجة دعوى قضائية أمام محكمة الأسرة بالقاهرة تطالب بزيادة نفقة طفليها، خاصة مع زيادة الأسعار وكثرة الضغوطات عليها.

خناقة بسلاح أبيض.. كواليس إصابة شاب في مشاجرة ببولاق الدكروربعد أيام.. موعد خروج مجدي شطة بعد قضاء حبسه 6 أشهر في حيازة مواد مخدرة

قالت الزوجة في دعواها إنها تزوجت في سن مبكرة وعاشت حياة سعيدة مع شريك حياتها، ولكنها تفاجأت أن والدة زوجها هي التي تسيطر على مصروف البيت وتراجعها في كل الأشياء التي تنفقها.

وأضافت الزوجة أن زوجها ينصاع إلى والدته دون مبرر، وعندما تطلب منه أي شيء للبيت أو لطفليها، يسرع الزوج إلى والدته ليسألها قبل أن يتخذ أي قرار بشأن الإنفاق عليهما، ما جعلها لا تحتمل تلك المعيشة وقررت الانفصال عنه.

وأكدت الزوجة أن زوجها وافق على الطلاق، ومع زيادة نفقاتها ونفقات طفليها، لم تعد تتحمل المبلغ الذي قررته المحكمة لهما، فلجأت إلى محكمة الأسرة لزيادة النفقة، وحجزت محكمة الأسرة الدعوى للحكم.

على جانب آخر، قضت محكمة الأسرة بالقاهرة بإلزام الزوج بأن يؤدي لزوجته 800 جنيه نفقة لطفليهما و50 جنيهًا بدل فرش وغطاء.

وتقدمت زوجة بدعوى قضائية أمام محكمة شبرا لشئون الأسرة بالدائرة 9 أسرة الساحل تطالب فيها بنفقة لها ولطفلها وبدل فرش وغطاء. صدر الحكم برئاسة المستشار مأمون ميسر وعضوية المستشارين حسام فهيم وحسن أبو طالب، وبحضور محمد مجدي وكيل النيابة، ومنى آدم الخبير الاجتماعي، وأحمد ثابت الخبير النفسي، وأمانة سر محمد مجدي.

قالت الزوجة "شيرين" في دعواها إنها كانت زوجة المدعى عليه بصحيح العقد ودخل بها وأنجبت منه طفلًا، وأنها طلقت منه والصغير بيدها وحضانتها. وقد امتنع عن الإنفاق على الصغير دون مسوغ شرعي، بالرغم من قدرته ويساره، الأمر الذي حدا بها لإقامة دعواها الماثلة للقضاء لها بطلباتها.

وأضافت شيرين أنها طالبت بإلزام المدعى عليه بأن يؤدي لها نفقة مؤقتة ونفقة بنوعيها لطفلها الصغير وبدل فرش وغطاء من تاريخ تقدمها بالدعوى مع إلزامه بالمصاريف والأتعاب.

وأكدت أنها لجأت إلى مكتب تسوية المنازعات الأسرية، وتداولت الدعوى بالجلسات على النحو الثابت بمحاضرها، ومثلت بوكيل عنها. تم عرض الصلح وتم رفضه، وأرفق بالأوراق مفردات راتب المدعى عليه، والنيابة العامة فوضت الرأي للمحكمة، وتم حجز الدعوى للحكم.

مقالات مشابهة

  • «هوشعنا في الأعالي».. الكنيسة تحتفل بأحد الشعانين وتتأمل في معانيه العميقة
  • البابا تواضروس يترأس غدا قداس أحد الشعانين بالإسكندرية
  • اليوم العالمي لـ«الهيموفيليا».. «عبدالغفار»: ارتفاع نسبة الأطفال الذين يتلقون العلاج الوقائي لـ80%
  • غدا .. الكنائس تحتفل بأحد الشعانين والزعف يملأ الأجواء فرحا
  • أحد الشعانين.. الكنيسة تستقبل دخول المسيح إلى أورشليم بزفة الملوك
  • دير مار أنطونيوس قزحيا يستعد للاحتفال بأحد الشعانين
  • كيف تحتفل لبنان بأحد الشعانين؟
  • مئات المعارضين التونسيين يتظاهرون "للدفاع عن الحريات"  
  • حماتي ماسكة مصروف البيت .. صرخة زوجة أمام محكمة الأسرة