كيف تحتفل لبنان بأحد الشعانين؟
تاريخ النشر: 12th, April 2025 GMT
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
مع اقتراب الاحتفال بعد ساعات بأحد الشعانين تستعيد الكنائس المسيحية في لبنان نبضها الروحي وطقوسها العريقة، إذ تعمّ التحضيرات في الأبرشيات والرعايا، وتعلو الأناشيد في البيوت والكنائس استعدادًا للأسبوع العظيم الذي يسبق عيد القيامة المجيد.
في هذا الموسم، لا تقتصر الاستعدادات على الطقوس الدينية فحسب، بل تنعكس على الحياة الاجتماعية والثقافية، حيث تشهد المدارس المسيحية والجمعيات الكشفية حراكًا واسعًا، تحضيرًا للمواكب والاحتفالات التي ترافق “أحد الشعانين” يوم دخول المسيح إلى أورشليم، والذي يحمل رمزية النور والرجاء.
فرحة الأطفال.. زينة الشعانين
في أحياء بيروت، جبل لبنان، زغرتا، البترون، وصيدا، تبدأ زينة الشعانين بالظهور على أبواب البيوت والمحلات، بينما تنهمك العائلات في تحضير ملابس الأطفال البيضاء المزينة بالورود وأغصان الزيتون.
تقول السيدة ريتا، وهي أم لطفلين في الأشرفية: “أحد الشعانين له مكانة خاصة في قلوب أولادنا، نعدّ لهم الملابس البيضاء ونصنع لهم شموعًا مزيّنة يدويًا، إنها لحظات فرح ودفء عائلي ننتظرها كل عام”.
وفي الساحات الخارجية للكنائس، ينخرط الأطفال في التمارين الكشفية استعدادًا للمواكب التي تتخللها الترانيم والأناشيد، حاملين سعف النخيل والزيتون، في رمزية تجمع بين الفرح والروحانية.
أعمال ريادية وإبداع شبابي
بعيدًا عن الطقوس، برزت هذا العام مبادرات شبابية ريادية، حيث أطلقت مجموعات من الشبان والشابات في مختلف المناطق اللبنانية مشاريع فنية وحرفية لإنتاج زينة الشعانين، وشموع مزخرفة يدوياً، تذهب ريعها لدعم العائلات المحتاجة خلال فترة الصوم.
كما أقيمت ورش عمل للأطفال في عدد من الكنائس، لتعليمهم صناعة الزينة والتعرّف على رمزية الأسبوع العظيم، في محاولة لزرع المعاني الروحية في قلوب الجيل الجديد.
كنائس لبنان.. نبضٌ لا يخفت
رغم كل التحديات الاقتصادية التي يمر بها لبنان، تبقى الكنيسة حاضرة بقوة، تبثّ الأمل وتعيد ترتيب الإيقاع الروحي في حياة المؤمنين. وتُنظّم الرعايا برامج روحية مكثّفة تشمل قداديس، وصلوات درب الصليب، وأيام خلوة وتأمل.
فالشعانين ليس مجرد ذكرى، بل دعوة متجددة للدخول مع المسيح في درب الحب والخلاص. الكنيسة تنبض بحياة أولادها، وبمبادرات شبابها الذين يصنعون الفرق رغم الألم”.
في لبنان، حيث تختلط العراقة بالتجدد، يبقى الشعانين عيدًا يزرع الفرح، ويعيد التأكيد على أن الإيمان، متى اقترن بالفعل، يثمر رجاءً يتجاوز الأزمات.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: أقباط أقباط الإرثوذكس
إقرأ أيضاً:
قداس وصلبان وتيجان من سعف النخيل.. كنيسة الأنبا بيشوي ببورسعيد تحتفل بأحد الشعانين في أجواء روحانية مبهجة
في مشهد مبهج غمره الإيمان والفرحة، احتفلت كنيسة الأنبا بيشوي بميدان المنشية في محافظة بورسعيد، صباح اليوم، بعيد أحد الشعانين (أحد السعف)، والذي يعد أول أيام أسبوع الآلام في التقويم القبطي، وسط مشاركة كبيرة من شعب الكنيسة والكهنة والشمامسة.
وشهدت الكنيسة قداسًا إلهيًا مهيبًا بدأ في تمام الثامنة صباحًا، وترأسه القمص بولا سعد، والقس بيمن صابر، والقس بيشوي مجدي، وسط حضور حاشد من الأخوة المسيحيين، الذين توافدوا حاملين سعف النخيل المضفر، والذي يعد من أبرز رموز هذا العيد.
إبداع في تشكيل سعف النخيل
وأبدع الأطفال والشباب داخل الكنيسة في تصميمات متنوعة وجذابة من سعف النخيل، حيث صنعوا تيجانًا وصلبانًا وأساور وقلوبًا ورموزًا دينية قبطية، عبّروا من خلالها عن فرحتهم بالمناسبة، وأظهروا مواهبهم الفنية في تشكيل السعف بطريقة دقيقة تعكس التراث والهوية القبطية.
وامتلأت محيط الكنائس ببورسعيد ببائعي السعف، حيث أقبل المواطنون على شراء الأشكال المختلفة للاحتفال بالمناسبة وتقديمها كهدايا رمزية.
معنى الشعانين ودلالاته الروحية
وأوضح القس أرميا فهمي، المتحدث الإعلامي باسم مطرانية الأقباط الأرثوذكس ببورسعيد، أن العيد يُعرف بـ"أحد الشعانين" أو "أحد السعف"، وهو ذكرى دخول السيد المسيح إلى أورشاليم (القدس)، حيث استُقبل بالخوص الأخضر وسعف النخيل وأغصان الزيتون رمزًا للسلام، مضيفًا أن كلمة "شعانين" مشتقة من "هوشعنا" وتعني "خلصنا" باللغة القبطية.
الزي الملوكي ودورة السعف
وأضاف أن الكهنة والشمامسة يرتدون في هذا اليوم الزي الملوكي المخصص للأعياد الكبرى، وتُقام دورة السعف داخل الكنيسة، ويحمل المصلون خلالها السعف المضفر والمزين على هيئة رموز قبطية مثل الصليب وسنابل القمح والقلوب المورّدة، وسط ترانيم مبهجة.
نهاية العيد وبداية أسبوع الآلام
وعقب انتهاء القداس، تُقام صلاة الجناز العام إيذانًا ببدء أسبوع الآلام، حيث تتشح الكنائس بالسواد وتتحول الترانيم إلى النغمات الحزينة، استعدادًا لختام الأسبوع بعيد القيامة المجيد.