يحمل الانضمام إلى مجموعة «بريكس» آفاقًا واعدة لإحداث تحول كبير في قطاع الطاقة في مصر، ومن خلال زيادة الاستثمار وتبادل الخبرات والتعاون الفعال مع أعضاء «بريكس»، يمكن لمصر أن ترسم طريقًا نحو مستقبل أكثر إشراقًا للطاقة والتنمية الشاملة، فضلًا عن تسريع الانتقال إلى مشهد طاقة أكثر تنوعا واستدامة ومرونة.

وبالمثل، يفتح انضمام مصر مجالًا أكبر لأعضاء «بريكس» (البرازيل والهند والصين وروسيا جنوب أفريقيا) في أسواق الشرق الأوسط وأفريقيا، فمصر بموقعها الاستراتيجي ومواردها الطبيعية واقتصادها المتنامي يمكنها أن تعلب دورًا محوريًا لتيسير وتنمية التبادل التجاري بين أعضاء «بريكس» وباقي دول العالم.

ويستعرض التقرير التالي أبرز التحولات المتوقعة في قطاع الطاقة بمصر عقب انضمامها إلى مجموعة «بريكس».

تعمل مصر على تنويع مزيج الطاقة المكون من الطاقة المتجددة والغاز بالتركيز على إزاحة الوقود السائل من المنظومة بشكل أساسي من خلال الاستثمار في مصادر الطاقة المتجددة والنظيفة، خاصة الهيدروجين الأخضر وطاقة الرياح والطاقة الشمسية، في ظل النمو السكاني المرتفع والتوسع الصناعي وما يصاحبهما من زيادة استهلاك الطاقة، ويساعد انضمام مصر لمجموعة "بريكس" على تنويع وتأمين مصادر الطاقة، وكذلك جذب مزيد من الاستثمارات وتبادل الخبرات مع الدول الأعضاء في هذا القطاع الحيوي.

وتضخ دول "بريكس" استثمارات ضخمة في مشاريع البنية التحتية العملاقة، مثل شبكات النقل ومحطات الطاقة والاتصالات، وهو ما يمكن مصر من الاستفادة من التمويل والخبرة اللازمة لتطوير بنيتها التحتية، خاصة في قطاع الطاقة. على جانب آخر، تستهدف دول "بريكس" استخدام عملاتها المحلية في المعاملات التجارية، مما أدى إلى تقليل الاعتماد على الدولار الأمريكي، وهو ما يحمي مصر من تقلبات العملة ويعزز استقرارها الاقتصادي، كما أنه يتيح لمصر الحصول على تمويلات ميسرة من "بنك التنمية الجديد" التابع لمجموعة "بريكس" والذي ساهمت مصر في رأس ماله خلال العام الجاري.

ويتيح انضمام مصر إلى مجموعة "بريكس" الوصول إلى فرص أكبر وأكثر تنوعًا لتمويل مشاريع البنية التحتية للطاقة، كما يوفر مساحة أكبر لتعزيز الاستثمارات المشتركة وآليات للتمويل يمكنها تسريع مشروعات تنمية الطاقة في مصر، في إطار سعيها للتحول إلى مركز إقليمي للطاقة.

ويعزز انضمام مصر إلى "بريكس" تدفق الاستثمار الأجنبي المباشر، فالدول الأعضاء في بريكس معروفة باقتصاداتها المتنامية وأسواقها المتوسعة، مما يجعلها وجهات جذابة للمستثمرين، ويفتح انضمام مصر إلى المجموعة الباب أمام زيادة تدفق الاستثمار الأجنبي المباشر، إذ تتيح للمستثمرين فرصًا أكبر للوصول إلى الأسواق في أفريقيا والشرق الأوسط، كما يمكن لمصر أن تستفيد من تقدم تكنولوجيا التصنيع في دول "بريكس"، في ظل استراتيجية الحكومة المصرية لتوطين الصناعة.

وحققت دول "بريكس" تطورات كبيرة في تكنولوجيا الطاقة، بما في ذلك مصادر الطاقة المتجددة وتخزين الطاقة وحلول كفاءة الطاقة، وتفتح عضوية مصر للمجموعة آفاقًا كبيرة للتعاون مع الدول الأعضاء لتسهيل نقل التكنولوجيا وتبادل الخبرات وتبني أحدث الممارسات في قطاع الطاقة.

وتتميز الدول أعضاء "بريكس" بتنوع مصادر الطاقة، بداية من البترول والغاز في روسيا إلى استثمارات الصين في مصادر الطاقة المتجددة، ويمكن لمصر أن تستفيد من تجارب الصين في السياسات والاستثمارات وتبني التكنولوجيا لتسريع نمو قطاع الطاقة المتجددة، وخبرات الهند لتحسين الوصول إلى الطاقة والقدرة على تحمل تكاليفها، في دفع عجلة التحول وتعزيز نمو قطاع الطاقة للوصول لمزيج طاقة أكثر توازناً واستدامة، ومن ثم تحسين التنمية الاجتماعية والاقتصادية.

ويتجاوز الناتج المحلي الإجمالي للدول الأعضاء في "بريكس" 20 تريليون دولار، يمثل حوالي 32% من الناتج المحلي الإجمالي العالمي وهو أكبر من الناتج المحلي لدول مجموعة السبع الصناعية الكبرى، ويوفر انضمام مصر فرصة عظيمة للوصول إلى سوق ضخم وفرص تجارية متنوعة مما يحفز التوسع الاقتصادي ويمكنها من تطوير التجارة الخارجية وتعزيز إمكانيات التصدير، كما أن انضمام مصر إلى "بريكس" يؤدي إلى زيادة فرص الشراكات إقليمية في مجال الطاقة.

وأعلن تجمع "بريكس" أمس الخميس أن ست دول، من بينها مصر، ستنضم رسميًا للتجمع بداية من يناير 2024، وسيكون أول اجتماع لدول "بريكس بلس" العام المقبل بوجود مصر عضوًا لأول مرة.

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: بريكس بنك التنمية الجديد عضوية بريكس مجموعة بريكس مصادر الطاقة الطاقة المتجددة فی قطاع الطاقة انضمام مصر إلى مصادر الطاقة

إقرأ أيضاً:

وزير الكهرباء: نعتمد على القطاع الخاص بمشروعات الهيدروجين الأخضر لتحقيق التنمية المستدامة

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

التقي الدكتور محمود عصمت، وزير الكهرباء والطاقة المتجددة، وديتمرسيرد ورفر، المدير التنفيذى لمنطقة الشرق الأوسط لشركة سيمنس للطاقة، والمهندس أشرف حماسة، المدير التنفيذي للشركة بمصر ووالوفد المرافق لهما، لبحث التعاون فى مجال توليد الطاقة واستقدام أحدث الابتكارات والتكنولوجيات للتعامل مع التحديات والفرص المقترنة باستراتيجيات التحول في قطاع الطاقة، والتوسع في مشروعات الطاقة المتجددة والهيدروجين الأخضر لتقليل انبعاثات ثاني أكسيد الكربون الناتجة عن الوقود الأحفوري، والتحول الرقمي وقدرته على خلق قيم جديدة من البيانات وتحسين أداء الأصول الإنتاجية وتلبية النمو المتزايد للطلب على الطاقة.

وتم عقد اجتماع بحضور المهندسة صباح مشالي، نائب الوزير، والمهندس جابر دسوقي، رئيس الشركة القابضة لكهرباء مصر، وذلك لمناقشة موقف مشروع محطة توليد البرلس، وجارٍ العمل على تشغيل عدد 2 وحدة غازية بالمحطة باستخدام خليط من الهيدروجين والغاز الطبيعى بنسبة 30 % وذلك لتقييم وتمكين فرص تطبيق مفهوم الاحتراق المشترك للغاز الطبيعى والهيدروجين في وحدات التوليد الغازية القائمة بمحطة توليد البرلس من خلال توريد وتركيب وحدة انتاج الهيدروجين بإستخدام مياه منزوعة الأملاح، وذلك في إطار الاهتمام الذى توليه الحكومة ورغبتها في تشجيع اقتصاد الهيدروجين الأخضر لتصبح مصر واحدة من القادة العالميين في اقتصاد الهيدروجين منخفض الكربون" وتطرق الاجتماع إلى استخدام المياه المالحة في توليد الكهرباء ومناقشة المناطق التى تصلح لإقامة المشروع وفقًا لطبيعتها  الجغرافية والذى ينعكس على خفض تكلفة إقامة المشروع.

وقال الدكتور محمود عصمت، إن قطاع الكهرباء والطاقة المتجددة يواصل العمل فى إطار استراتيجية الطاقة التى تم اعتمادها مؤخرا للتحول إلى مصادر توليد منخفضة الكربون، والتي تعتمد بشكل أساسي على استغلال موارد الطاقة المتجددة وتحسين كفاءة الطاقة، وتأمين إمدادات الكهرباء والحد من الانبعاثات والعمل على تطوير الشبكة والتحول التدريجى للشبكة الحالية من شبكة نمطية إلى شبكة ذكية تساعد على استيعاب القدرات التوليدية الكبيرة ، والعمل بأحدث التقنيات لاستيعاب ونقل الطاقة بأعلى كفاءة وأقل فقد، وهو ماينعكس على خفض استهلاك الوقود التقليدي وزيادة الطاقات المتجددة فى مزيج الطاقة، مشيرًا إلى أهمية الدور الذى تلعبه شركات القطاع الخاص ومثمنًا جهودها المتواصلة في مشاريع الطاقة المتجددة لتحقيق التنمية المستدامة والحفاظ على البيئة.

وأكد الدكتور عصمت، أن الدولة تسعى جاهدة للتوسع في مشروعات الطاقة المتجددة والهيدروجين الأخضر وتوطين الصناعة المرتبطة بالمهمات الكهربائية في إطار رؤية شاملة لدعم التصنيع المحلي، مؤكدًا على اهتمام قطاع الكهرباء والطاقة المتجددة بالتصنيع المحلي للمهمات والمعدات الكهربية في ضوء اهداف الخطة العاجلة لتحسين الخدمة وجودة التشغيل وتغيير معدلات الأداء للشركات التابعة.

جدير بالذكر أن التعاون مع شركة سيمنس الألمانية في مجال الكهرباء والطاقة المتجددة والمتمثل في تنفيذ قطاع الكهرباء لعدد من المشروعات والبرامج تضمن إنشاء ثلاث محطات توليد كهرباء عملاقة ذات الدورة المركبة بقدرة اجمالية 14400 ميجاوات بمواقع (البرلس، بني سويف، العاصمة الإدارية) بالتعاون مع الشركاء المحليين ( السويدى وأوراسكوم ) وتشغيل وصيانة تلك المحطات، وإنشاء المركز المصرى لخدمات الطاقة في منطقة العين السخنة والذي يقوم بإصلاح المعدات لتوفير وقت الإصلاح ونقل التكنولوجيا في هذا المجال للكوادر المصرية ومشروع الطاقة الشمسية الكهروضوئية بنظام توليد الكهرباء بالطاقة الشمسية والأكاديمية الفنية المصرية الألمانية الموجودة في المركز، هذا بالإضافة إلى المركز الرئيسي للتحكم في شبكة نقل الكهرباء بالعاصمة الإدارية الجديدة والذي تم إنشاؤه على أحدث التكنولوجيات العالمية، وإنشاء وتطوير مراكز التحكم في عدد من شبكات التوزيع.

مقالات مشابهة

  • الإمارات تشارك في اجتماع وزراء الطاقة لدول "بريكس"
  • الإمارات تشارك في اجتماع وزراء الطاقة لدول مجموعة “بريكس” في روسيا
  • الإمارات تشارك في اجتماع وزراء الطاقة لدول مجموعة «بريكس» في روسيا
  • خريطة وظائف الطاقة المتجددة عالميًا.. 5 أسواق تستحوذ على 80% (تقرير)
  • وزير الكهرباء يبحث مع سيمنس الشراكة فى مجال توليد الطاقة
  • وزير الكهرباء يبحث مع «سيمنس آنيرجي» سبل دعم التعاون والشراكة في المجالات المختلفة
  • وزير الكهرباء: نعتمد على القطاع الخاص بمشروعات الهيدروجين الأخضر لتحقيق التنمية المستدامة
  • وزير الكهرباء يبحث إمكانية تشغيل محطات التوليد الغازية بنظام H2COFIRING
  • وزير الكهرباء يبحث مع "سيمنس انيرجى "سبل دعم التعاون والشراكة
  • انضمام الفنانة العراقية كلوديا حنا إلى عضوية لجنة تحكيم مهرجان الإسكندرية السينمائي