((عدن الغد))خاص.

كشف الباحث المستقل والمهتم بتتبع ورصد الآثار المهربة من اليمن عبدالله محسن عن هدايا من آثار اليمن قدمها ملك المملكة المتوكلية اليمنية أحمد بن يحيى حميد الدين المتوكل لطبيبه الخاص الدكتور جيرو فوستر.

وقال الباحث في منشور له على الفيسبوك: في العامين 1961م - 1962م عمل الدكتور جيرو فوستر طبيباً خاصاً للأمام أحمد ، وكانت أول هديتين حصل عليهما فوستر هما ، اللوحة الأثرية الشهيرة "ذات مزر"  ولوحة أخرى إفريز يظهر أسداً ونمراً يهاجمان الحيوانات.

وجاء في منشور الباحث " خلال المائة عام الأخيرة وحتى اليوم ؛ حكم اليمن ملوك ورؤساء أهدى أغلبهم قطعاً أثرية نادرة لزوارهم المهمين أو لأصدقائهم ، أو لسفراء الدول الراعية لهم والداعمة لسلطتهم ، وبعضهم سهل لأقاربه المتاجرة بها ، وأحدهم اتخذ متهماً سابقاً بالتهريب مديرا لمكتبه. وفي التهريب تتساوى الملكية والجمهورية وتنصهر المذاهب وتذوب الفوارق ولا تحتاج الأطراف المحلية لوسيط أجنبي.

من الشخصايات المشهورة بهداياها من الآثار ، ملك المملكة المتوكلية اليمنية ؛ المسمي نفسه الحاكم بأمر الله ، أحمد بن يحيى حميد الدين المتوكل المتوفي عن 71 عاما في 18 سبتمبر 1962م ، والذي أطاحت بولي عهده محمد البدر ثورة السادس والعشرين من سبتمبر 1962م بعد أن حكم سبعة أيام.

في العامين 1961م ، 1962م عمل الدكتور جيرو فوستر طبيباً خاصاً للأمام أحمد ، وكانت أول هديتين حصل عليهما فوستر هما ، اللوحة الأثرية الشهيرة "ذات مزر"، التي يظهر جزء منها على ورقة العشرين ريالاً ، ولوحة أخرى إفريز يظهر أسداً ونمراً يهاجمان الحيوانات ، وتوالت الهدايات التي تزيد عن خمسين تحفة أثرية من روائع الآثار اليمنية ، التي يبدو أن أغلبها كانت جزءاً من مقابل خدمات علاجية قدمها الطبيب للعائلة المالكة حينها وأن الهدايا المجردة محدود جداً.

كان جيرو وكارولين فوستر مهتمين بالآثار والتصوير والرحلات ، وقد باعا جزءاً من مقتنياتهما وقدما الكثير منها كهدايا لمتحف والترز للفنون بولاية بلتيمور بالولايات المتحدة ، ويصف موقع المتحف حال القطع الأثرية الفريدة التي تبرع بها فوستر وأسباب ما تعرضت له  " عندما أصبح الفن العربي الجنوبي متاحاً لأول مرة في السوق الدولية ، كان المشترون متحمسين للقطع المصقولة للغاية والمنظمة. بسبب هذا الطلب ، قام الحفارون غير القانونيين وبعض تجار القطع الفنية بتنظيف القطع قبل بيعها ، مما جعل إعادة التشكيل معقدة للغاية. من بين الأعمال من مجموعة فوسترز ، فإن رؤوس المرمر وقطع التماثيل الأخرى ليست في حالتها الأصلية. الأجزاء الخارجية ذات الألوان الزاهية مع البطانات غائبة ؛ بدلاً من ذلك ، لا يوجد سوى سطح حجر المرمر. يمكن للقيمين والقائمين على الترميم اليوم محاولة إعادة بناء الوجوه من خلال فحص الأجزاء الملساء الأقل صقلًا من السطح ، والتي تم طلاؤها بالمناطق. كانت هذه الأجزاء عادة تشمل الشعر والحواجب والعينين وأحيانًا الفم ، وكلها كانت ملونة بأصباغ طبيعية من الأسود والأحمر والأصفر. بالإضافة إلى ذلك ، كانت حواجب وأعين بعض التماثيل مرصعة بالصدف أو الزجاج أو الأحجار شبه الكريمة التي لم تنج من السرقة أو الفقدان. اختفت معظم هذه الحشوات وكل الطلاء تقريبًا ، لكن الوجوه لا تزال مثيرة للإعجاب".

التحفة الأولى

لوحة بديعة من سبأ من القرن الثاني الميلادي "يصور الجانب الأيسر العلوي منها مخلوقًا وهميًا يتكون من رأس أسد ، وجسم يشبه الثعبان ، وذيل سمكة ، وأجنحة ، وطفل عار يمسك بجناح مخلوق بيده اليسرى ويمسك بسيف قصير في يده اليمنى للسيطرة عليه. قد يكون جزء أصغر يحتوي على رأس وحش مركب مماثل في المتحف البريطاني مكملًا لهذه اللوحة. الجزء الأيمن السفلي يصور سيدة الخصوبة عارية تخرج من ورق العنب وعنقود العنب" وتجلس تحت مثلث يرمز للسيطرة والنفوذ واستمداد القوة من الأعلى ، ولذلك يعد واحداً من أهم رموز الحركة (الماسونية) البناءون الأحرار التي عمدت لاستخدام الرموز الأثرية للحضارات كرموز لها ، وقد عمل الكثير من أعضائها علماء آثار ومستشرقين وما يزال بعض عشاقها ينسجون الخرافات حول تاريخ اليمن ويحاولون إسقاط جغرافيا العهد القديم على مناطق في اليمن.

يدعي المتحف أن القطعة فقدت من قصر الإمام إثر ما أسماه "الغزو المصري لليمن" رغم أنها أصبحت من مقتنيات الدكتور فوستر وبيعت لتاجر في بيحان باعها إلى جيمس ناش ، لندن ، مايو أو يونيو 1963م واستعادها عن طريق الشراء جيرو وكارولين فوستر في 1965م ، ورغم الملابسات التي وردت إلا أن المؤكد أنها أهديت من الإمام لطبيبه فوستر بحسب ما يؤكده المتحف.

التحفة الثانية

إفريز زخرفي من المرمر عليه آثار الطلاء ، من سبأ من القرنين الخامس والثالث قبل الميلاد ، يصور جانباً من الحياة البرية في اليمن القديم ، "على الجانب الأيسر من هذا البروز ، يهاجم أسد غزال ، بينما يحاول أرنب القفز بعيدا عن الأرجل الأمامية للغزال. على اليمين ، نمر يقفز من على الصخور إلى مؤخرة الوعل. يهرب قارض صغير من حوافر الوعل. الطيور في أغصان شجر الأكاسيا تراقب المشهدين. تم كسر الإفريز إلى قسمين خلال الحرب الأهلية في اليمن عام 1962 ، وتغير لون الجزء الأيمن الأطول بفعل النيران" ، الأمر الذي يرجح عدم تمكن الدكتور فوستر من نقل بعض التحف من مقر إقامته فور اندلاع الثورة ، ثم ظهرت في مزاد سوذبير ، لندن في 1963م وفي الأخير أهدتها عائلة فوستر للمتحف عام 2008م.

التحفة الثالثة

شاهد قبر مع تمثال نصفي لأنثى من سبأ من القرن الأول قبل الميلاد إلى القرن الأول الميلادي مع نقش مسندي ، تبرز امرأة من داخل شكل نصف دائري تكمله بنصفها الأعلى دائرة تنضح بأنوثة استثنائية ، "وترفع يدها اليمنى وكفها مفتوحاً تجاه المشاهد. تحمل يدها اليسرى حزمة قمح منمنمة" ، وحول عنقها عقد يتوسطه دائرتان متلاصقتان تشبهان شكل حرف الواو في المسند اليمني ، وعلى معصميها سوارين مزدوجين وقد يكونان جزءاً من ملابسها ، أما تسريحة شعرها فهي من النوع المألوف في شواهد التماثيل النصفية  لجميلات سبأ. وغالباً ما تستخدم مواقع الإنترنت هذه الصورة للتعبير عن مملكة سبأ ، وتوجد مثيلاتها في المتحف البريطاني وفي مجموعة آل ثاني باريس ، وفي متحف خاص في الإمارات ، وفي عدد من المتاحف ، الأمر الذي يعبر عن نفوذ صاحبتها أو انتشار هذا النمط في القرن الأخير قبل ميلاد عيسى بن مريم.

التحفة الرابعة

تمثال لامرأة من سبأ ممتلئة الجسم من القرن الأول قبل الميلاد ، جالسة على كرسي قابل للطي وكأنها واقفة ، لها مؤخرة لو وقفت أقعدتها ، ولو قعدت أوقفتها ، لذا يتشابه جلوسها ووقوفها ، "تلبس المرأة ثوباً طويلاً يغطي جسدها كله ما عدا أصابع قدمها" ، اسمها "نبعت يجر" ، رأسها مفقود ، قد يكون كسر نتيجة لعمليات الاستخراج الغير القانوني أو النقل وقد يكون الدافع وجه نظر دينية للبائع أو المهرب ، ربما من يدري. من مجموعة جيرود وكارولين فوستر حصل عليها أثناء عمله في صنعاء. قدمتها عائلته هدية لمتحف والترز للفنون عام 2007م.

التحفة الخامسة

تمثال رأس رجل ذي لحية كاملة بارز من شاهد قبر، من سبأ من القرنين الخامس والثاني قبل الميلاد ، "يصور رجلاً مثاليًا يتمتع بمكانة اجتماعية عالية" ، من مجموعة جيرود وكارولين فوستر حصل عليها أثناء عمله في صنعاء. قدمتها عائلته هدية لمتحف والترز للفنون عام 2007م.

التحفة السادسة

تمثال رأس امرأة مبتسمة ، من سبأ ، من القرن الثالث إلى الأول قبل الميلاد ، من مأرب أو الجوف ، " تمثل الصورة امرأة ذات شعر طويل. الخطوط المحفورة على الرقبة هي إما ما يسمى بحلقات الزهرة - مؤشرات جمال الأنثى - أو تمثل طوقًا أو قلادة. الصور الشخصية التي تصور أشخاصًا مبتسمين نادرة" ، من مجموعة جيرود وكارولين فوستر ، قدمتها عائلته هدية لمتحف والترز للفنون عام 2007م.

التحفة السابعة

شاهد قبر الإكليلة (حيوت ضمرن) من قتبان ، من القرن الثاني إلى الأول قبل الميلاد ،  "تجلس هذه المرأة على كرسي قابل للطي بمقعد مبطن ، ترفع يدها اليسرى المفتوحة أمام وجهها في إيماءة التلاوة ، ويوحي فمها المفتوح بأنها تتلو دعاء أو صلاة ، تمسك يدها اليمنى حزمة من القمح أو الدخن ، والتي قد تمثل التماسًا للطعام والخصوبة" ، من مجموعة جيرود وكارولين فوستر ، قدمتها عائلته هدية لمتحف والترز للفنون عام 2007م.

التحفة الثامنة

تمثال رأس رجل ذي وجه ممدود وتعبير جاد ، من القرن الأول قبل الميلاد ، من المرمر ، غير مكتمل النحت أو ربما هو تعبير عن العمى ، " تكون عيون الرأس الكبيرة والبارزة المنتفخة مستديرة تقريباً وتنطلق من الوجه بواسطة خطوط محفورة ،كان من المفترض أن يتم رسم الحدقات والتفاصيل الأخرى ، يتم تمثيل الفم الصغير بخط منحوت بسيط ، دون شفاه. الشعر كتلة متجانسة تنطلق من الجبهة" ، من مجموعة جيرود وكارولين فوستر ، قدمتها عائلته هدية لمتحف والترز للفنون عام 2007م.

التحفة التاسعة

تمثال رأس رجل بوجه بيضاوي ، من القرن الأول قبل الميلاد ، "له جبهة قصيرة وذقن مدببة قوية ، العيون كبيرة منتفخة وبارزة ولها جفن مقفل. قد يشير انخفاض طفيف بين الفم والأنف إلى وجود شارب. سطح الوجه شديد التلميع ، في حين أن الرقبة والأذنين أقل تشطيب ، وجوانب العنق ومؤخرة العنق محاطة بجص قديم ، مما لا شك فيه أنه كان يستخدم لتثبيت الرأس في مكان أو قاعدة" ، من مجموعة جيرود وكارولين فوستر ، قدمتها عائلته هدية لمتحف والترز للفنون عام 2007م.

التحفة العاشرة

نحت بارز لرأس ثور من الكوارتز  " ربما كان جزء من إفريز زخرفي يستخدم كعنصر معماري أو جزء من لوحة كبيرة ، كان للإفريز أقسام ، كل منها برأس ثور ممثلة في المقدمة ، وتحيط بها أعمدة ذات تيجان ذات أربع مستويات ، قد يكون عنصر الزينة الموجود أعلى رأس الثور عبارة عن ورقة الأقنثة منمنمة" ، يقول المتحف إن جيرو وكارولين فوستر حصل عليها عام 1962م من تاجر من تعز اسمه أحمد ، ويبدو أن المتحف توهم ذلك فالمقصود بأحمد هو الإمام لا غيره.

التحفة الحادية عشرة

تمثال رأس ثور كبير من القرنين الأول والثاني الميلاديين ، نحت من المرمر النقي  " كان جزء من تمثال يبلغ ارتفاعه قدمين تقريبا  ، كانت العيون والخياشيم في الأصل مطعمة بالزجاج أو الأحجار شبه الكريمة" ، وهنا نقف أمام الدافع لنحت تمثال ثور ، بالطبع ليس العبادة وإنما التقدير لدوره في حياة الناس في مجتمع زراعي. التمثال من مجموعة جيرود وكارولين فوستر ، قدمتها عائلته هدية لمتحف والترز للفنون عام 2007م.

التحفة الثانية عشرة

تمثال رأس الإكليلة هلقب ذت وقش ، من القرن الأول الميلادي ، نحتت من المرمر ،  "كانت الرؤوس الحجرية المنحوتة ، المثبتة على قواعد وتوضع في دهاليز غرف الدفن ، شائعة في مقبرة تمنع ، عاصمة مملكة قتبان" ، من مجموعة جيرود وكارولين فوستر ، قدمتها عائلته هدية لمتحف والترز للفنون عام 2007م.

المصدر: عدن الغد

كلمات دلالية: قد یکون جزء من

إقرأ أيضاً:

"الثقافة" تحتفي بالدكتور أحمد شمس الدين الحجاجي بالمركز القومي للترجمة

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

نظم المركز القومي للترجمة، برئاسة الدكتورة كرمة سامي، بالتعاون مع مركز التراث الشعبي بكلية الآداب – جامعة القاهرة، برئاسة الدكتورة نجلاء رأفت، مؤتمرًا علميًا مساء الخميس 27 فبراير، بقاعة طه حسين بالمركز، لتسليط الضوء على النتاج العلمي والإبداعي للأستاذ الدكتور أحمد شمس الدين الحجاجي، أحد أبرز النقاد والمبدعين المصريين.

تناول المؤتمر مسيرة الحجاجي في مجالات الأدب الحديث والقديم، والأدب الشعبي، والمسرح، والنقد، والكتابة الإبداعية، وذلك في إطار مبادرة المركز القومي للترجمة للاحتفاء بمبدعي مصر، عبر ترجمة أعمالهم إلى لغات أخرى. وقد تم تخصيص النسخة الخامسة عشرة من مسابقة “كشاف المترجمين” لهذا العام لتسليط الضوء على إبداعاته.

وخلال كلمتها بالمؤتمر، قالت الدكتورة كرمة سامي:
“شمس الدين الحجاجي هو ناقد يمثلني ويعبر عني، فهو أكثر أهمية من النقاد الأجانب الذين استندت إليهم في دراستي، بسبب الدفء الذي ينبعث من كتاباته، ومزيج الإبداع، والأخلاق، والإخلاص، والمصداقية الذي يميز أسلوبه.” كما أشادت بكتاباته التي تربط بين الأسطورة والمسرح، مشيرة إلى تأثيره العميق في المجال النقدي والفني.

شهد المؤتمر مشاركة نخبة من كبار المفكرين والأكاديميين المصريين، من بينهم الدكتور سامي سليمان، الدكتور خالد أبو الليل، الدكتورة سحر محمد فتحي، الدكتور خيري دومة، الدكتور علاء الجابري، الدكتورة عزة شبل، الدكتور تامر فايز، والدكتورة غادة سويلم، إلى جانب عدد من أساتذة قسم اللغة العربية بكلية الآداب – جامعة القاهرة ومركز التراث الشعبي.

وفي ختام الفعالية، قامت الدكتورة كرمة سامي والدكتور سامي سليمان بتكريم الفائزين في مسابقة “كشاف المترجمين”، تأكيدًا على دور المركز في دعم المترجمين الشباب وإبراز إبداعات الكتاب المصريين أمام العالم.

مقالات مشابهة

  • العراق يكشف عن استعادة 23 ألف قطعة أثرية من أوروبا وأميركيا
  • علي الظاهري لـ «الاتحاد»: مصنع لاستعادة المواد القابلة للتدوير من النفايات في الربع الأول
  • الإمارات.. ساعات الصيام تزيد 41 دقيقة نهاية شهر رمضان
  • أحمد البهي: الإمام علي زين العابدين قدوة في العبادة والعلم والتضرع إلى الله |فيديو
  • في ثاني حلقات الإمام الطيب: الاختلاف بيننا وبين الشيعة فكري وليس في الدين
  • أحمد البهي: الإمام علي زين العابدين قدوة في العبادة والعلم والتضرع إلى الله
  • اتنقل المستشفى بسبب العتاولة .. قصة إصابة أحمد السقا
  • ثَبَتُ فَلَج ذي نَيْم.. وثيقة من القرن الخامس الهجري
  • "الثقافة" تحتفي بالدكتور أحمد شمس الدين الحجاجي بالمركز القومي للترجمة
  • بتوجيهات الإمام الأكبر.. بيت الزكاة والصدقات يوزّع 3000 وجبة إفطار يوميًا بالجامع الأزهر