سودانايل:
2025-04-12@20:08:49 GMT

الرمزية في مفترق طرق السياسة والهوية

تاريخ النشر: 12th, April 2025 GMT

في ضبابٍ يكتنفه صدى الزمان وتنداح أصداء معارك الماضي، يقف المواطن في مهب الريح، يتأمل واقفًا وسط مفترق طرق السياسة والهوية. هنا، تتجلى صورة العجز المموَّج بالبذلة العسكرية، تلك الصورة التي تُثير الوجد دون أن تنزل بظلالها القاتمة على تفاصيل المشهد الحقيقي.في قلب دار مساليت، حيث تتمازج دماء الأجداد مع أحلام الفجر الجديد، تبث الرياح العليلة أخبار العصابة الإنقاذية التي لم تعرف الكلل في محاولاتها لإشعال فتيل الفتنة بين مكونات الشعب.


كانت معاركهم أكثر من مجرد صدامات مسلحة، بل كانت حكاية مفروشة بين دفاتر التاريخ، حيث حُفرت أسماء كالسيف والقلم على جدران الذاكرة الجماعية.تذكرنا تلك الأيام بأن السلطة لا تُزهى على قمم المناضلين فحسب، بل تُبنى أيضاً على جسورٍ من الحوار والتلاحم، إذ كان السلطان عبدالرحمن بحر الدين مثالاً على القدرة في جموع الشمل، متحديًا انتقاص الأُطر القهرية التي حاولت تفتيت النسيج الاجتماعي. وكانت تلك التجربة درسًا بليغًا في كيفية مواجهة المحاولات الإسقاطية للاستقطاب الإثني والقبلي، فاستقرت أنفاس الحرية على أكتاف من لا يقبلون الانكسار.ولأجل روح تلك اللحظات الصادمة من الماضي، حُفرت ذكرى السلطان سعد في صفحات العزاء حينما اجتاح الدمار قلوب من عرفوا قيمة الكرامة. وفي ذاك اللقاء الذي جمع الحزن بالتصميم، تجسد البحث عن النجاة بعيدًا عن ظلال القهر، إذ سرعان ما تحوَّل إلى رمز صامد ضد موجات التهميش التي كانت تحيكها أيدٍ خفية في أروقة السلطة المركزية.إننا اليوم، وإزاء تلك الوقائع التي نسجت خيوطها على أسطر الزمان، نرتشف مرارة الإحساس الذي يتجسد في صورة الجراح القديمة، ونسمو بفكرنا إلى تساؤلات حضارية جوهرية: ما معنى المواطنة؟ كيف تتشكل الهوية في وجه استنزاف السلطة؟ وهل يستطيع الإنسان أن يعيش بحرية وهو غريب في وطنه؟في هذه اللحظة الحاسمة، يدعو الشاعر والمفكر إلى رفع الحجاب عن الحقائق المظللة، وإعادة رسم حدود الهوية وفق رؤى جديدة ترتكز على المبادئ السامية والكرامة الإنسانية. إن جدران الظلام التي بنتها النخب المُستعبدَة لن تظل صامدة أمام وابل أسئلة الحريّة والعدالة، التي تقتحم فضاءات الزمان بلا هوادة.إننا ندرك أن الطريق نحو التحرير يتطلب جرأة الفكر وبراعة التعبير؛ فكل كلمة تُقال اليوم تحمل في طياتها نداءً للإنسانية لتعيد اكتشاف قيمها ومبادئها التي تُضيء عتمة الآثار القديمة للسلطة. ولعلما المستقبل هو أن ننقش على جدران القدر عبارات لا يمحوها الزمن، مؤكدين أن الحرية ليست مجرد حلم عابر بل واقع ينبض بالحياة، يتخطى حدود البذلة العسكرية ويتجلّى في أرواح الشعوب الثائرة على الظلم.وبينما يتراقص فجر جديد على آفاق الحرية والكرامة، يبقى السؤال المُخاطب لكل من ينشد النور: هل سنظل صامتين أمام مرارات الماضي، أم أننا سنرتقي بفكرنا ونبني مستقبلًا يُعلي من قيمة الإنسان قبل أن تُبنى السلطة على أول أكوابها؟همس الظنون والجنون #

zuhair.osman@aol.com  

المصدر: سودانايل

إقرأ أيضاً:

الجميع بألف خير والتحية لكل المناضلين من اجل الحرية والسلام والديمقراطية

الجميع بألف خير والتحية لكل المناضلين من اجل الحرية والسلام والديمقراطية بمناسبة ٦ أبريل التى شهدت إنتصارات لإرادة الشعب والقوى النضالية فى ١٩٨٥، ٢٠١٩ رغم محدودية التغيير ولكنها اصبحت رمزاً ثوريا يؤكد على مر السنين طموح وتوق وعشق الشعب السودانى للحرية والسلام والديمقراطية. وهى التطلعات التى لا تزال تنبض بالحياة فى وجدان هذا الشعب وستظل متقدة إلى ان تتم إرادة هذاالشعب بوطن معافى.

لاتزال نضالات الشعب السودانى تتواصل من اجل ذات الهدف منذ مقاومة الإستعمار، فكانت ثورة اكتوبر المجيدة وهى محطتنا الأولى التى أزكت وأوقدت شعلة الثورة المستمرة مرورابإنتفاضة أبريل العظيمة ووقوفا عند محطة ملحمة ديسمبر ٢٠١٨ الكبرى كنقطة مفصلية فى إسقاطأبشع نظام للبطش ألا وهو النظام الكيزانى البغيض. ولكن للأسف لم تكتمل الثورة او تصل إلى مقاصدها المرجوة لكن لاتزال المقاومة مستمرة رغم الحرب والعنف والدمار .
ما أردت قوله ان التوق والعشق الأبدى للحرية الذى يكمن فى جينات هذا الشعب لم يتحقق بعد منذمقاومة الإستعمار وحتى اليوم. فكل هذه الإنتفاضات والثورات هى عبارة عن ثورة واحدة تأخذ دوراتهاولكنها لا تصل إلى غاياتها حتى الآن.
تضج الاسافير بالمغالطات والصياح والنواح بينما الوطن يحترق تحت النيران التى تشتعل فى كل أركانه. والقوى المدنية جميعها لا تجتمع على كيفية الخروج من المأزق التأريخي.
لم يُنجز بعد مشروع الدولة السودانية وهى دولة المواطنة من قبل خروج الإستعمار وحتى اليوم. وفىإعتقادى ان عدم وجود القيادة الحقيقية او القائد الحقيقى الذى يتمتع بالكاريزما والرؤية والعزيمة هوالذي ادى إلى ما وصلنا اليه الآن.
لقد فقدت القوى المدنية أرضيتها الشعبية وأدواتها فى النضال واضحت فى مقاعد المتفرجين لا حول لها ولا قوة تنتظر نتيجة البندقية المليشيوية. بل حتى في هذا انقسمت فيما بينها. وللأسف الشديد فيها من يراهن على بندقية الدعم السريع لجلب السلام والديمقراطية والعدالة ويا له من رهان. وفيها من يراهن على الجيش لذات الغرض. ان خطاب القوى المدنية وشعارها (لا للحرب) الماثل الآن خطابعاطفى فقط لأنه ليس هناك إنسان سوي يدعو للحرب. ان من يدعو للحرب هو من يعد لها العدة فىصمت كامل ويستعد بتكوين الجيوش وتكوين الخلايا والمال حتى ساعة الصفر. وهذا ما فعله الجنجويد إذ كانوا يعدون لهذه الحرب منذ امد طويل ووجدوا الدعم اللازم والفرصة المناسبة فى الإنقضاض وتحديد ساعة الصفر.
فإذا كانت هناك عبرة مستفادة من هذه الحرب هو دحضها لفكرة او نظرية الكفاح المسلح التىناصرناها من قبل.
والآن اعتقد آن الأوان لدمج حركات دارفور المسلحة ما دامت تقاتل بجانب الجيش ابتداء من اليوموليس غدا لأننا الآن فى جدلية إيقاف الحرب والسلام.
فى هذه المداخلة تحديدا سأركز على الجيش السودانى. هناك عدة نقاط او عدة مسلمات يجب ان نتفقعليها وهى:-
اولا هذا الجيش اقدم من الدولة السودانية المعطوبة أصلا منذ قيامها الجغرافى فى عهد محمد علىباشا الذى أسهم إسهاما مقدرا فى تعطيل قيام وبناء الدولة السودانية.
ثانيا الجيش كان اداة سهلة وطيعة فى ايدى المغامرين من داخله او من الأحزاب السياسية المتعطشةللسلطة وبذلك كان الجيش دايما اول وأكثر الخاسرين.
ثالثا وللأمانة التاريخية الجيش كمنظومة متكاملة لم يقم بإنقلاب بمعنى ان الجيش السوداني لم يجتمع ويتفق بكل وحداته وأركانه للإنقلاب على السلطة وإنما تماهى مع من إنقلب عليها. هذه نقطة لابد منتثبيتها.
رابعا هناك فرية واداة من أدوات الحرب الحالية وهى ان مليشيا الدعم السريع هى من رحم الجيش. وهذا كلام عار عن الصحة إذا نظرنا حقيقة إلى كيفية قيام مليشيا الدعم السريع.
فقد أنشيء كترياق ضد الجيش نفسه. وهنا نعطى كل ذى حق حقه فالجيش كمنظومة لم يجتمع بمكوناته وأركانه وقيادته لتكوين الدعم السريع. هذه فرية كان يجب ان لا تنطلى على الكثيرين. وكثير من الضباط كانوا ضد انشاء مليشيا الجنجويد والمجرم عمر البشير جاء بها لحمايته وحماية نظامهوكأداة طيعة للإستمرار فى الحكم.
وجاءت الكارثة الكبرى بعد الثورة من البرهان بإعطاء الدعم السريع إستقلاليته عن إمرة القوات المسلحة ظنا منه انه سيكون أداة طيعة فى يده بنفس حماقة البشير وهو الخطأ الذي اكتشفه البرهان مؤخراً والآن يدفع ثمنه الجميع.
ثم تبعتها اخطاء قوى الحرية والتغيير فى انها أعطت مساحة للمجرم حميدتى.
فلا يمكن ان تكون انت رمزا للثورة والثوار الذين سحقتهم آلة الدعم السريع وشعار الثورة (الجنجويد للحل) وتذهب انت كممثل للثورة لحضور حفل تخريج جحافل القتلة.
خامسا هناك من يقول إن الجيش هو عبارة عن مليشيا كيزانية. هذا ليس صحيحا وإلا ماهى كتائب البراء ومليشيا الدعم السريع؟ هذا الخطاب هو جزء اساسى من هذه الحرب وهو خطاب مدفوع منقوى خارجية طامعة اطلت علينا بواسطة أبواق كالحة ناشطه فى الأسافير ومعهم مجموعة مندسة بين القوى المدنية إستطاعت ان تغير مسار القوى الوطنية. وقد أثبت ذلك إجتماع نيروبى. وبهذه المناسبة نُطالب الرئيس روتو بالإعتذار عن تدنيس قاعة الزعيم جومو كنياتا بهولاء الأوباش ومن شاركهم فى تدنيس إسم احد اكبر زعماء حركات التحرر الأفريقية. ألا رفقا بنا وببلادك يا روتو!
ختاما لقد كنت ومعى كثيرون غير راضين عن كثير من المواقف التى تمت والإتفاقات التي أبرمت. فمثلامن الأساس والمبدأ كان يجب ان لا يكون هناك وجود لحميدتي فى المشهد وكان يجب على القوى رفض الجلوس فى طاولة يوجد فيها هذا الرجل. كما كان فى إعتقادي، مثل الكثيرين، ومنذ الأيام الأولى لثورة ديسمبر، إذ كان جليا انه أتى مدعوما من قوى إقليمية وخارجية لينفذ مشروعه الخاص والمعد سلفا منقبل اندلاع الثورة وهذا ما اثبتته الأيام. كان إعداد حميدتى ومن خلفه القوى الإقليمية الطامعة فىالسودان لخلافة البشير فى السلطة وعندما قطعت الثورة الطريق إلى ذلك التحول تحولت الخطة. وماإتفاق جوبا الذى اعد له وموله حميدتى إلى بداية ذلك التآمر لضرب الثورة إلا دايل على ذلك. وقد نبهلذلك عدد من الكتاب على را سهم مولانا سيف الدولة حمدناالله عبدالقادر متعه الله بالصحة والعافية. فقد كان واضحا كما الشمس وقال ان حميدتى لديه مشروعه الخاص والمدعوم من الإمارات ومنوراءها. أمر آخر جلى وهو فض الإعتصام. نعم لقد إتفقت قيادة الجيش والأمن والشرطة وجميع القوةالعسكرية والأمنية على فض الإعتصام ولكن ليس على الكيفية وما صاحب ذلك من كارثة تظل قيادة الجيش مسؤولة عنه لأنها تركت امر التنفيذ لقوات الجنجويد كأنها ارادت توريطها فى هذا. ولكن قيادة الجيش نفسها تفاجأت بكمية العنف والقتل التى تمت مما عبر عنه الفريق الكباشى بكلمة (حدث ماحدث) او حدس ما حدس او كما قال هذه العبارة. فهي تدل على انه نفسه تفاجا بالطريقة وبررها بهذه الكلمات. فقد انفرط الأمر من يدهم فكما أرادوا ان يورطوا الجنجويد بفض الإعتصام ورطتهم مليشيات الجنجويد بإرتكاب المجزرة البشعة. فحميدتى يتلقى الأوامر من دولة الإمارات وليس من قيادة الجيش
ونواصل.

منتصر اباصالح
كنتكت 8 ابريل 2025

montasiridris@icloud.com

   

مقالات مشابهة

  • الجميع بألف خير والتحية لكل المناضلين من اجل الحرية والسلام والديمقراطية
  • الشاب المقدسي أحمد مناصرة صاحب عبارة "مش متذكر" إلى الحرية بعد عقد من الاعتقال
  • السلطة المحلية بأمانة العاصمة تدين استمرار المجازر الوحشية التي يرتكبها العدو الأمريكي بحق المدنيين
  • أحمد مناصرة يتنفس الحرية بعد عقد في سجون الاحتلال
  • المنافذ تعلن عن مجمل المخالفات التي ضبطتها خلال آذار الماضي
  • قصة جدران المجالس الطينية في حائل التي استوقفت وزير الحج ونظيره العراقي .. فيديو
  • انتخابات نوفمبر وصراع الشرعية: مفترق سياسي حاسم
  • وزير الدفاع الأمريكي: إيران هي التي تقرر إن كانت القاذفات B-2 رسالة موجهة لها
  • محلل إسرائيلي: ترامب فهم تداعيات مهاجمة إيران.. وإسرائيل في مفترق طرق