الرئاسي: مداخلات “الكوني” في قمة “بريكس” تميزت بحماس إنساني كبير
تاريخ النشر: 25th, August 2023 GMT
قال المجلس الرئاسي، في بيان له، إن أسس نجاح أعمال قمة “بريكس” التي احتضنتها عاصمة جنوب أفريقيا جوهانسبرج، أمس الخميس، خطوة نوعية باتجاه نجاح طموح خلق تكتل اقتصادي عالمي جديد، وفق خيارات، وشراكات استراتجية خارج الهيمنة السابقة.
أكد المجلس، في بيانه، أن مشاركة عضو المجلس موسى الكوني، في أعمال هذه القمة التي جمعت 76 دولة، تميزت بالتشديد على ضرورة الاستناد إلى برامج التنمية كمخرج أساسي لاشكاليات القارة الأفريقية.
وأكد الكوني، في الكلمة التي ألقاها، باسم اتحاد المغرب العربي الذي تترأسه ليبيا حاليًا، ضرورة العمل للتعاون مع دول العالم الأول لمساعدة أفريقيا لتتجاوز أزماتها الاقتصادية، لتحقيق التنمية المستدامة من خلال التمويل العادل والشراكة الاستراتيجية التي يؤسس لها اليوم بين أفريقيا وبريكس.
وفي مداخلته خلال الطاولة المستديرة”، للحوار بين الصين وأفريقيا حول الشراكة الاستراتيجية والتنمية»، شدد الكوني، على ضرورة الالتفات للتنمية، وخلق فرص العمل أمام الأجيال الأفريقية داخل بلدانها، ما يمكن أن يقود للمخرج الحقيقي لمختلف إشكاليات الهجرة والجرائم العابرة للحدود التي يتعرض لها عابري السبيل من أبناء القارة الباحثين عن عالم أفضل في سعيهم للوصول إلى أوروبا.
وقال إنه من المؤسف أن يموت شباب أفريقيا غرقا، وعطشاً في طريق الهجرة، بينما أفريقيا أحوج لسواعدهم وقدراتهم، مشددا على أن يكون الاستثمار الحقيقي هو الذي يجب أن يذهب في اتجاه خلق آفاق التنمية المستدامة داخل البلدان الأفريقية.
وأوضح أن استراتجية التعاون بين أفريقيا وبقية دول العالم هي التي تستند إلى خلق آفاق التنمية المكانية القادرة على استيعاب تطلعات وانتظارات الشباب الأفريقي.
وتميزت مداخلات الكوني بحماس إنساني كبير عبر بشأنه روساء الدول والوفود الذي تقدموا له بالشكر على صدق “حديث القلب”، الذي طبع طرحه السياسي، برؤيته للأمور وفق مخارج عادلة ومنتصرة لأهل المكان، وفقا لبيان المجلس الرئاسي.
وعلى هامش القمة التقى الكوني، رئيس جنوب أفريقيا، سيريل رامافوزا الذي أعرب عن الاهتمام الذي توليه بلاده لليبيا التي ارتبطت معها بتاريخ من الصداقة والتكامل التاريخي، وقال:” كما وقفت ليبيا مع جنوب أفريقيا عندما كانت بحاجة للدعم، فأننا نسعى اليوم للوقوف مع ليبيا لتحقيق استقرارها وعودتها لمقدمة الصف الأفريقي” .
ووعد الرئيس رامافوزا، بزيارة قريبة إلى ليبيا لبحث آفاق التعاون الاقتصادي، والاستراتيجي، وخلق مسارات من التكامل تنتظرها القارة.
كما التقى الكوني، الرئيس الكنغولي دوني ساسو نغيسو، رئيس اللجنة رفيعة المستوى الخاصة بليبيا، تناول صيرورة العمل على المصالحة الوطنية، وآليات تحقيق الاستقرار الذي تحتاجه ليبيا، وتداعيات ذلك على المنطقة وكامل القارة. الذي أكد رغبته لزيارة ليبيا في اطار الدور الذي يلعبه الاتحاد الافريقي بالخصوص.
وخلال الجلسة الخاصة بالتعاون الأفريقي الصيني التقى الكوني، الرئيس الصيني شي جين بينغ، تناول خلاله اوجه التعاون الاستراتيجي، والاقتصادي بين البلدين، وعودة الشركات الصينية للعمل في ليبيا، وأبدى الرئيس الصيني اهتماما خاصا بتطوير العلاقات الصينية الليبية وفق آفاق استراتجية واقتصادية تذهب باتجاه مسار التكتل الاقتصادي العالمي الجديد “بريكس”.
من جهته أكد الكوني، للرئيس الصيني على أهمية الدور الذي يمكن أن تلعبه الصين، كقوة عالمية ضاغطة، باتجاه رفع القوة القاهرة عن عمل الشركات العالمية في ليبيا، لتحقيق الاستقرار النوعي الذي صار يتأكد في ليبيا، ونجاح الجهود المبذولة مع الدول الأفريقية، ودول الجوار وأوربا في هذا الصدد.
وأوضح الكوني، أن النموذج الصيني للنهوض الاقتصادي، والذي حققت من خلاله الصين قفزة نهضوية نوعية، وتمكنت بسرعة استثنائية من الانتقال إلى مستوى عالمي نوعي، يشكل نموذجا جدير يحتذى به.
بدوره رحب الرئيس الصيني بالتعاون المشترك مع ليبيا، وأكد رغبة بلاده دعم صيرورة النهوض بالدولة وبناء البلد، وإن آفاقاً مرتقبة للتعاون الخلاق لن تتأخر.
وأعرب الرئيس الصيني شي جين بينغ، عن أنّ الصين مستعدة لتعميق الثقة السياسية المتبادلة مع ليبيا، وتوسيع التعاون الاقتصادي بين البلدين.
كما التقى الكوني، رئيس الجمهورية الإيرانية إبراهيم رئيسي، الذي أكد اهتمام طهران بدعم جهود “بريكس” والدول الأفريقية لخلق مناخا اقتصاديا قويا ومستقلا، وأن آفاقا للتعاون المشترك من شأنها أن تعزز هذا الاختيار.
ودعا الكوني، خلال لقائه بالرئيس الكوبي ميغيل دياز كانيل بيرموديز، لإعادة تفعيل تجربة التكامل الاستراتيجي الذي جمع كوبا مع القارة الأفريقية، من خلال مشروع “جنوب، جنوب”، والذي لعبت فيه ليبيا دورا أساسيا،حيث تعهدت كوبا خلاله بدعم القارة بالإمدادات والطواقم الطبية، وتوفير الاحتياجات العلاجية بمختلف التفاصيل، بالاستناد إلى التمويل الليبي الداعم للمشروع.
وتباحث الكوني مع الرئيس الكوبي حول الحاجة لاعادة تفعيل العمل بهذا المشروع “جنوب، جنوب”، والذي من شأنه اليوم أن يخلق مناخا خلاقاً للتكامل بين كوبا والقارة الأفريقية، ليس فقط في المجال الطبي، بل الاقتصادي والإستراتيجي، وذلك وفق توسيع التعاون العملي وتعزيز التنسيق في عديد المجالات.
هذا وعقد الكوني على هامش القمة سلسلة اجتماعاته مع كل من رئيسة تنزانيا، سامية صلوحي. ورئيس دولة جنوب السودان سلفا كير ميارديت، و الشيخ سعود بن صقر القاسمي عضو المجلس الأعلى للاتحاد، حاكم إمارة رأس الخيمة. الوسومالرئاسي حماس إنساني كبير قمة "بريكس" مداخلات "الكوني"
المصدر: صحيفة الساعة 24
كلمات دلالية: الرئاسي قمة بريكس الرئیس الصینی
إقرأ أيضاً:
وزارة المجاهدين تُدين السلوكات “المشينة” التي تمس برموز الثورة الجزائرية وتاريخها المجيد
أصدرت وزارة المجاهدين، مساء اليوم الأحد، بيانا صحفيا، نددت فيه بالسلوكات “المشينة” التي تمس برموز الثورة الجزائرية وتاريخها المجيد. ويأتي هذا على خلفية تداول إشاعات مغرضة وتصريحات زائفة عبر مواقع التواصل الاجتماعي، تتعلق بما يُسمى بـ”بطاقة أحفاد الشهداء”.
وجاء في البيان، أنه “تبعاً لتداول سلوكات تروم التطاول على رموزنا الوطنية، في مواقع التواصل الاجتماعي ونشر إشاعات مغرضة وتصريحات زائفة حول عملية الاعتراف بالمجاهدين، والترويج لوثائق لا أساس لها من الصحة تتعلق بما أصطلح عليه “بطاقة أحفاد الشهداء”، وهي الاشاعات والسلوكات التي ينشرها دعاة التدليس والتضليل، والتي تهدف إلى محاولات المساس بتاريخ ثورة أول نوفمبر 1954، وتصفية حسابات ضيقة تجاه رموزها الأفذاذ، بعدما أنّ سُدّت في وجوههم محاولات اللّعب على أمن ذاكرتنا الوطنية.”
وأكدت الوزارة، “أن هؤلاء الحاقدون أو الـمغرّر بهم الذين ينفثون سمومهم تجاه تاريخنا المقدّس ورموزه من الشهداء والمجاهدين ممن صنعوا عزة الجزائر ومجدها الأصيل، ديدنهم خدمة أجندات الفكر الاستعماري الفرنسي البغيض، الذي مازال أذنابه يحنون إلى الماضي الذي طويت صفحاته في الخامس من جويلية 1962، بتضحيات بنات وأبناء الشعب الجزائري، في محاولاتهم اليائسة للتعكير على ما تشهده الجزائر اليوم من زخم الإنجازات والتنمية في مختلف المجالات.”
وأضاف البيان:”وتنويراً للرّأي العام، تشجب وزارة المجاهدين وذوي الحقوق تلك السلوكات المشينة والتجاوزات التي تمس برموز تاريخنا المجيد، وتفنّد ما يتم تداوله بين حينٍ وآخر سواءً ما تعلّق بعملية إثبات العضوية التي تصدر عن اللجنة الوطنية للاعتراف التي أنهت أشغالها سنة 2002، بناءً على توصيات ولوائح المؤتمر التاسع للمنظمة الوطنية للمجاهدين، وكذا العمليات المرتبطة بالحماية الاجتماعية للمجاهدين وذوي الحقوق والتي تحكمها النصوص الناظمة لعمل القطاع، وتنفي نفياً قاطعاً ما يتم نشره من مغالطات ومعطيات مجانبة للصواب حول بطاقات ما سمي ببطاقات أحفاد الشهداء، وتحتفظ بحق المتابعة القضائية لكل من يعمدُ إلى الترويج لهذه الأخبار والتصريحات الكاذبة، ولن تتوانى في اتخاذ كافة الإجراءات القانونية ضد كلّ من يتجرأ على رموز تاريخنا الوطني ومآثرنا المجيدة، وذلك طبقا للتشريع والتنظيم المعمول بهما في هذا الشأن.
كما أكدت الهيئة ذاتها، أنّ الدّولة بموجب أسمى قوانين البلاد -الدستور-تضمن احترام رموز الثورة وأرواح الشهداء وكرامة ذويهم والمجاهدين، من خلال ما تسخّره من إمكانيات لخدمتهم والحفاظ على ذاكرتهم بما يؤكّد مدى وفاء الأمة للتضحيات الجسام التي قدمها شعبنا الكريم، ومدى تشبع الأجيال بالروح الوطنية، واعتزازهم بأمجاد ثورة أول نوفمبر 1954، وضمان التلاحم الوطني، والدفاع عن السيادة، وحماية مكاسب الشعب، وصون مؤسّسات الدولة، ومواصلة مسيرة الانتصارات من أجل البناء والتّنمية بعزم وثبات.
وقالت وزارة المجاهدين “إنّ المتّتبع لاستراتيجية وزارة المجاهدين وذوي الحقوق في ميدان تخليد ذاكرة الشهداء والمجاهدين، تجسيداً لبرنامج رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، يلاحظ اعتماد خطاب تاريخي جامع، وما تحقق من مكتسبات ومنجزات في مجال صون الذاكرة الوطنية من خلال تحسين وتعزيز المنظومة الاجتماعية والتشريعية والتنظيمية للمجاهدين وذوي الحقوق، والارتقاء بمنحنيات تنظيم الأعمال العلمية والأكاديمية التاريخية، وتسخير الرقمنة في هذا المجال، وإنجاز الأعمال الفنية والسمعية البصرية التاريخية، والعمل مع جميع الفواعل من المجتمع المدني والشباب لخدمة الذاكرة باعتبارها الحصن المنيع للوحدة الوطنية والمرجعية المثلى للحفاظ على الهوية الوطنية.”
وختم بيان وزارة المجاهدين:”وإذ تهيب وزارة المجاهدين وذوي الحقوق بشباب الجزائر (أحفاد الأمير عبد القادر وأحمد باي ولالة فاطمة نسومر والشيخ آمود، والعلامة عبد الحميد بن باديس، وسي مصطفى بن بولعيد وسي ديدوش مراد وسي أحمد زبانة وسي زيغوت يوسف والعقداء لطفي وعميروش وسي الحواس وحسيبة بن بوعلي ومريم بوعتورة…)، وبأعضاء أسرة الإعلام الشريفة، أنّ يعزّزوا وعيهم بالرّهانات التاريخية المطروحة، فإنّها تؤكد مرة أخرى إلى أنّ أبوابها مفتوحة للحصول على أي معلومات من شأنها أن تسهم في خدمة المجاهدين وذوي الحقوق وصون ذاكرتنا الوطنية المجيدة.”