تقييم تجربة مجالس المحافظات
تاريخ النشر: 12th, April 2025 GMT
آخر تحديث: 12 أبريل 2025 - 9:47 ص بقلم:عبد الجبار نوري لمن نصوت ؟! والسؤال يفرض نفسهُ للبحث عن المرشح المؤهل بثقة ثقافة المواطنة المرتبطة مشيمياً (بالولاء) للوطن الحبيب العراق ولتحقيق الدولة المدنية الديمقراطية ولمجابهة رهانات وتحديات المستقبل يجب علينا الأدراك والوعي بالزوايا الرخوة في السوسيولوجية الأجتماعية العراقية حينها أستذكرتُ الأستعانة بحيثيات وأدبيات بعض الشخصيات البارزة في علم الأجتماع السوسيولوجي الجمعي والسايكولوجي النفسي والمؤرخين المتميزين المنصفين ، بأخبارنا بأنطباعاتهم ورأيهم بالمجتمع العراقي ، فرستْ قناعتي على عالمين بارزين أمثال الدكتور علي الوردي وشيخ المؤرخين الدكتور عبدالرزاق الحسني وسوف أحتكم لديهما كقضاة ثقة عن الشروخات التأريخية في شخصنة الفرد العراقي سوف لا أفرض عليها العمومية بيد أنها واقعية ملموسة لدى البعض وأعتمدتها لكونها(رافعة) أساسية لدى الناخب العراقي النقي من تلك الشروخات ، وللأسف الشديد تشوهت القيمية الأخلاقية وموازينها العادلة في مجلس الحكم البريمري بعد 2003 الذي تشتت فيه معنى الأنسنة وأتجه المجتمعون وبأنانية مفرطة في تقسيم الكعكة وتخرجت من مدرستها طلاب سلطة لا طلاب دولة كأعضاء البرلمان وأعضاء مجالس المحافظات أذا لنطلع على (أرخنة ) الشروخات الأنثروبولوجية للشخصنة الجمعية للمجتمع العراقي : الدكتور علي الوردي عالم أجتماع عراقي ومؤرخ عقلاني معتدل في كتاباته حرارة وصدق وواقعية وعفوية وبساطة مع الوردي يمكننا أن ننظربعيني زرقاء اليمامة الثاقبة ألى طبيعة المجتمع العراقي بدون أقنعة { المجتمع العراقي غارق بالأزدواجية والتناشز الأجتماعي وصراع البداوة والحضارة وظاهرة التشيع والتسنن والتصوف وظهور وعاظ السلاطين } كتاب دراسة طبيعة المجتمع العراقي للدكتور علي الوردي .
الدكتور عبدالرزاق الحسني شيخ المؤرخين 1903 – 1997 فهو شخصية وطنية وموسوعة علمية ، يمتاز الحسني بخصال فريدة يندر أن تجتمع في غيره من المؤرخين : { المجتمع العراقي غارق بالغوغاء واللصوصية ونزعات جرمية وتخريبية } كتاب تأريخ الأحزاب السياسية منذ عام 1908 – حتى ثورة 14 تموز المجيدة 1958 للدكتور عبد الرزاق الحسني . وبالمناسبة أنقل لكم حكاية مثيرة عن سمعة المجتمع العراقي يقول : والكلام للسيد الحسني —- وحين رُشح الأمير فيصل لعرش العراق ينصحهُ والدهُ الشريف الحسين قال لفيصل : يا ولدي هذا العراق لا يؤتمن لقد غُرر بعمك الحسين بن علي بن أبي طالب عليه السلام دعوه ثُم قتلوه فأذهب أليها وحدك – واليوم شواهد على ما سيحدث فيما بعد – ، ثم يضيف الملك فيصل الأول في 1933 عندما عايش العراقيين كتب في مذكراته بقلم المؤرخ الحسني ما يلي : { لا يوجد في العراق شعب بل توجد تكتلات بشرية خيالية خالية من أية فكرة وطنية ، متشبعين بتقاليد وأباطيل لا تجمع بينهم جامعة سماعون للسوء ميالون للفوضى مستعدون دائما للأنتفاض على أية حكومة كانت (عبد الرزاق الحسني تأريخ العراق السياسي ج -الأول ص 12. وقرأتُ للأديب والباحث ” أبراهيم العلاف ” في إحدى يومياتهِ على صفحته التواصل في هذا المضمار وهو ينقل رأي الشاعر الكبير ” عدنان الصايغ ” : إن نصف تأريخ العراق طغاة ” !! نعم هكذا التاريخ ينبئنا بأن العراق لا يحكمهُ إلا الرأس والرأس ظالم ومستبد في كثير من الأحيان أسمعوا ما قال الشاعر العراقي الكبير” موفق محمد ” بهذا الخصوص { — قال لي شيخ عاصر خمسة حكومات وطنية عادت بالبلد إلى ما وراء تل حسونه!! إن العراقيين لا يشبعون من الظلم فإذا أصيبوا بالتخمة من ظالم أستبدلوه بظالم أعتى على مر العصور ، فالعراقيون صانعو طغاة من الطراز الأول – لابد من صنم نموت دونهُ ونسبق الأمم ، هم يبدعون في صنع طغاتهم (ولكنهم يحصدون الذهب في كنسهم) !؟ أن ما ورد في لوائح حقوق الأنسان أن ” مصدر السلطة هو الشعب ” الملاحظ بأستغراب أن جميع الحكومات التي تعاقبت على حكم العراق لم تتجاهل أية مظاهرة حين كان الشارع العراقي ملك الحراك الشعبي في حقبة العهد الملكي في تغيير الحكومات ، عكس حكومات ما بعد 2003 أنها تتجاهل صوت الشعب في مطالبه المشروعة ، وهم والحال كما قال أحمد شوقي ( ورُب مستمعٍ والقلبُ في صممِ)، المتظاهرون في بدأ حراكهم الشعبي منذ 2011 بشعارات وطنية وبمطالب عدة ، منها ألغاء مجالس المحافظات ، هي مطالب جاءت نتيجة فشل هذه المجالس تحقيق الأهداف المرجوة منها بموجب قانون رقم 21 / 2008 وأصل هذا القانون يرجع ألى القانون رقم 71 /لسنة 2004 الصادر من سلطة الأئتلاف المؤقتة ومرورا بالدستور لسنة 2005 ظهر قانون مجالس المحافظات الغير منتظمة بأقليم المشار أليها أعلاه ، وعلى ما أرى في الخارطة السياسية أن هناك توجهاً لجعل مجالس المحافظات ” أبدية ” في أشارة إلى تأجيل الأنتخابات المحلية لتجديد تلك المجالس . وبسبب المركزية المفرطة لحكومات ما قبل 2003 وما نتج عن هذه المركزية من أشكالات متعددة دفعت القوى السياسية بأغلب أنتماءاتها أن تأخذ بمبدأ اللامركزية بيد آن القوى السياسية لم تجيد اللعبة حيث العشوائية والتخبط النفعي أتجهت إلى الفيدرالية والتي رحب بها الأكراد وحسب واقع الحال أصبحت كردستان ” أصغر من دولة وأكبر من أقليم ” وقد قبلنا بمبدأ الفيدرالية ورحبنا بها لكونها جزأ متمم للديمقراطية ولكن أن يذهب الموضوع أبعد حيث مطالبة سكان الغربية والبصرة بألأقلمة وهي الكارثة الكبرى بدعوات فوبيا تقسيم الوطن وكان (عرابها ) سفير الولايات المتحدة الأفغاني الأصل زلماي خليل زاده والذي دعى إلى تجزئة الوطن العزيز إلى ثلاث مناطق متناحرة عند تقببم تجربة مجالس المحافظات الغير منتظمة بأقليم أجزم فشلها الذريع في تقديم الخدمات الأساسية والتنمية الشاملة للمجتمع المحلي الذي أنتخبها ضمن تطبيقها للنظام اللأمركزي في السياسة والأدارة ، والسبب لهذا النكوص ربما يرجع ألى حداثة التجربة الأدارية في البلاد التي لم تكن موجودة بهذا الشكل الديمقراطي الجديد ، وأيضاً لكثرة الأزمات السياسية والأمنية التي يمر بها العراق منذ 2003 ولمرور 15 عاما ، وحسب متابعتي لأبجديات سير الأحداث السياسية أرى خيبة هذه المجالس لذا أطرح على المستوى الشخصي : أفضل ألغاء مجالس المحافظات والأكتفاء بمنح الصلاحيات للمحافظ ونوابهُ على أن يكونوا تحت أشراف مجلس النواب الأتحادي ومراقبته ولآن في مجلس النواب أتجاه عام بألغاء عمل المجالس المحلية والأكتفاء بحكومة تنفيذية مع رقابة البرلمان الأتحادي عليها ، لذا أصبحت موجة الألغاء في الشارع وعلى مستوى الأعلام العراقي لعوامل النكوص التالية : -هذه المجالس تابعة أصىلا وفصلا لذات الأحزاب الحاكمة في الحكومة الأتحادية ، وتلك المجالس عكست أمراضها في التبعية لأجندات خارجية متعكزة على المذهبية الضيقة والمحاصصة اللئيمة والشوفينية المقيتة وحتى المناطقية المتطرفة والتي أنحدرت لقاع الطائفية الدينية والحزبية الضيقة والعشائرية الجاهلة ، وقد ساهمت تلك المجالس بتأخير المحافظات عقوداً من الزمن نتيجة كسل وخيبة أعضائها ، مع عدم قدرتها على أنجاز التنمية المنتظرة في شتى المجالات لتعارض صلاحياتها مع السلطات الأتحادية ، ومن أحدى مظاهر الخيبة لهذه المجالس المتردية والنطيحة ما شاهدناه في مجلس محافظة بغداد من أحتدام وصراع على المنصب بين الفرقاء من البيت الشيعي ، وضع مأساوي وكأن بغداد تنتظر صراع الأخوة الأعداء في معركة لا تنفصل عن كونها معركة شخصية غير سياسية أوسع نطاقا وأبعد مدى لاعبها الرئيسي معسكر الأحزاب والميليشيات الموالية لأجندات أقليمية . – أن وجودها القانوني قد أنتهى في ديسمبر( كانون الأول ) الحالي في تحديد مفوضية الأنتخابات ورئاسة الوزراء موعد الأنتخابات في ديسمبر 2025 وهذا يعني وجودها غير قانوني – أن هذه المجالس باتت موطيء قدم للفساد والصفقات السياسية المشبوهة ، أن معظم المشاريع في المحافظات وزعت كغنائم بين تلك المجالس وبين الحكومات التنفيذية المحلية التي تمثل المراقبة والتشريع ، وبالتأكيد أن العيوب والمساويء التي تعاني منها الحكومة المركزية تجدها جلية وبقوة في مجالس المحافظات لا بل نسبة الفساد في الحكومات المحلية أعلى منه في الحكومة المركزية . – رواتب ومخصصات 447 عضو في مجالس المحافظات والتي تصل إلى الملياري دينارفي ظل الوضع الأقتصادي المتأزم والعجز في الميزانية وتراكمات الديون الخارجية بوضع لا يحسد عليه البلد نجد أن أعضاء المجالس والبالغين 447 عضو يستلمون شهرياً ثلاثة ملايين لكل عضو حيث أن المجموع الكلي يصل إلى مليار ونصف شهريا ، وخُصص لهم نصف مليون للضيافة ( شاي وماء ) ، ونصف مليون آخر لوقود السيارتين المخصصة لكل عضو ، فضلا عن وضع 20 جندي للحماية رواتبهم تصل إلى 20 مليون دينار شهريا ، وأن رواتب المتقاعدين منهم ولثلاث دورات يستلمون مليونين و800 ألف دينار شهريا ، علما أنها لا زالت مستمرة ، ان المجموع الكلي يصل إلي ملياري دينار ، وهذه الأرقام الخيالية ما هي ألا تحذير للحكومة المركزية من مغبة تعرض العراق إلى أفلاس وشيك وسط دعوات لأستثمار قطاعي الزراعة والصناعة ومشاريع أنمائية التي قد تعالج العجز الكبير في ميزانية المدفوعات ( سكاي بريس / تقرير)، وبتأريخ 21 -12 -2018 ورد تقريرلمركز الدراسات الدولية والأستراتيجية الأمريكية عن العراق : العراق مفلس تقريبا ، يواجه أزمات أقتصادية خانقة ولديه حكومة من أكثر الحكومات فسادا في العالم ، ويخطيء من يعتقد أن بالأمكان أنقاذ العراق مما يعانيه بمشاريع فجة ساذجة شخصية نفعية — وهنا يقصد بالأشارة إلى أصحاب المشاريع الساذجة والمتهافتة الأصلاحية وتوفيقية مثل مشروع الشيخ جمال الضاري ( مشروعه الوطني ) والدكتور أياد علاوي ( المصالحة الوطنية ) والسيد عمار الحكيم ( التسوية السياسية) وخميس الخنجر( المشروع العربي ) والصدر ( سائرون ) والدكتور حيدر العبادي (الأصلاح ) وهادي العامري ( البناء ) ، وبالتالي هي معركة حول منصب المحافظ ي واقع الحال يفرض علينا أن نؤمن بأن ليس لدينا دولة عميقة وحتى شبه دولة بل طلاب سلطة حولوا العراق لجسدٍ مصاب بالشيخوخة والتكلس الحزبي ، وكما قال المهاتما غاندي : ( كثيرون حول السلطة قليلون حول الوطن ) . كاتب وباحث عراقي مغترب
المصدر: شبكة اخبار العراق
كلمات دلالية: المجتمع العراقی مجالس المحافظات هذه المجالس تلک المجالس
إقرأ أيضاً:
أين تقع القواعد الأمريكية في الشرق الأوسط؟ وما هي التعزيزات التي أرسلها ترامب؟
عُمان – تُجري الولايات المتحدة وإيران مفاوضات اليوم السبت بسلطنة عُمان، بينما كرر الرئيس دونالد ترامب مؤخرا تهديده بعمل عسكري ضد طهران إذا لم توافق على اتفاق بشأن برنامجها النووي.
وتشتبه الدول الغربية في سعي إيران لامتلاك أسلحة نووية، وهو ما تنفيه طهران، في حين قال ترامب إنه إذا لم تتوصل الجمهورية الإسلامية إلى اتفاق، “سيكون هناك قصف، وسيكون قصفا لم يروا مثله من قبل”.
هذا في حين أكدت إيران أن تداعيات ردها في حال تعرض البلاد لأي هجوم ستفتح فصلا جديدا في معادلات الإقليم والعالم.
وفي ما يلي، معلومات عن الوجود العسكري الأمريكي في الشرق الأوسطـ حسب وكالة “رويترز”:
أين تقع القواعد الأمريكية في الشرق الأوسط؟
لطالما أدارت الولايات المتحدة قواعد في أنحاء الشرق الأوسط، وأكبرها قاعدة العديد الجوية في قطر، التي بُنيت عام 1996، بناء على عدد الأفراد.
وتضم الدول الأخرى التي تنشر فيها الولايات المتحدة قواتها البحرين والكويت والمملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة.
يوجد عادة حوالي 30 ألف جندي أمريكي في جميع أنحاء المنطقة، وهو انخفاض حاد مقارنة بالفترة التي شاركت فيها القوات الأمريكية في عمليات كبرى حيث كان هناك أكثر من 100 ألف جندي أمريكي في أفغانستان عام 2011، وأكثر من 160 ألف جندي في العراق عام 2007.
وللولايات المتحدة ما يقرب من 2000 جندي في سوريا في قواعد صغيرة، معظمها في الشمال الشرقي. ويتمركز حوالي 2500 جندي أمريكي في العراق، بما في ذلك في موقع “يو إس يونيون 3” في بغداد.
ما هي التعزيزات التي أرسلها ترامب؟
صرح البنتاغون بأنه عزز قواته إلى الشرق الأوسط في الأسابيع الأخيرة. كما نقل ما يصل إلى ست قاذفات “بي-2” في مارس إلى قاعدة عسكرية أمريكية بريطانية في جزيرة دييغو غارسيا بالمحيط الهندي، وهو ما قال الخبراء إنه سيضعها في موقع مثالي للتدخل السريع في الشرق الأوسط.
وأفاد وزير الدفاع الأمريكي بيت هيغسيث بأن الأمر متروك لإيران لتقرر ما إذا كانت ستفسر هذا على أنه رسالة إلى طهران.
كما أرسل البنتاغون طائرات أخرى ومزيدا من معدات الدفاع الجوي، بما في ذلك كتيبة دفاع صاروخي من طراز باتريوت.
وتتواجد حاملتا طائرات أمريكيتان في الشرق الأوسط، تحمل كل منهما آلاف الجنود وعشرات الطائرات.
لماذا تتمركز القوات الأمريكية في المنطقة؟
تتمركز القوات الأمريكية في الشرق الأوسط لأسباب متعددة.
ففي بعض الدول، مثل العراق، تقاتل القوات الأمريكية مسلحي تنظيم الدولة الإسلامية (داعش).
ويوجد في الأردن، مئات المدربين الأمريكيين، ويُجرون تدريبات مكثفة على مدار العام.
كما تتواجد القوات الأمريكية في دول أخرى، مثل قطر والإمارات العربية المتحدة، كضمان أمني، وللتدريب، وللمساعدة في العمل العسكري الإقليمي عند الحاجة.
وتشن الولايات المتحدة حملة قصف جوي ضد قوات الحوثيين في اليمن.
هل تتعرض القواعد الأمريكية في المنطقة لهجمات متكررة؟
القواعد الأمريكية منشآت شديدة الحراسة، تشمل أنظمة دفاع جوي للحماية من الصواريخ أو الطائرات المسيرة. لا تتعرض المنشآت في دول مثل قطر والبحرين والمملكة العربية السعودية والكويت عادة لهجمات.
لكن القوات الأمريكية في العراق وسوريا تعرضت لهجمات متكررة في السنوات الأخيرة.
فمنذ عام 2023، شنّت حركة الحوثيين اليمنية أكثر من 100 هجوم على سفن قبالة سواحل اليمن، قائلين إنها كانت تضامنا مع الفلسطينيين في حرب إسرائيل على غزة مع حركة الفصائل الفلسطينية.
وشملت هذه الهجمات ضربات بطائرات مسيّرة وصواريخ على سفن تابعة للبحرية الأمريكية في المنطقة.
المصدر: “رويترز”