أسبوع الآلام.. زمنٌ مقدّسٌ يتجلّى فيه عمق الإيمان الأرثوذكسي
تاريخ النشر: 12th, April 2025 GMT
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
يقول المتروبوليت كالينيكوس كاروسوس – بيرايوس دخل المسيحيون الأرثوذكس في أقدس مراحل تقويمهم الكنسي: أسبوع الآلام، الذي يفتح أبوابه على مصراعيها ليغمر القلوب برهبة مقدسة ومشاعر عميقة تلامس الروح.
في مقالٍ روحاني نابع من عمق اللاهوت الأرثوذكسي، يؤكد المتروبوليت كالينيكوس كاروسوس أن أسبوع الآلام هو أكثر من مجرد زمن طقسي؛ إنه قلب الحياة الليتورجية، ومحور العبادة، وبوابة الفصح المجيد الذي يجمع بين الصلب والقيامة، الألم والمجد، الموت والحياة.
ويصف هذا الأسبوع بأنه “مقدّس وعظيم”، صفات لا تقتصر على التسميات الطقسية، بل تعكس جوهرًا روحيًا متأصلًا في مسيرة المؤمنين. فمنذ الاثنين الطاهر، تبدأ دعوةٌ خفية لكنها قوية، إلى الارتقاء في الجهاد الروحي، إلى التكريس الأعمق، إلى تطهير النفس وتجديد الروح.
ويضيف المتروبوليت في تأملاته: “إذا كانت الكنيسة تدعونا طيلة الصوم الكبير إلى حياة مقدسة، فإنها خلال أسبوع الآلام تدعونا إلى قداسة أعمق ونقاء أشد إلى الجلجلة الداخلية، حيث ندفن أهواءنا ونقوم بقيامة روحية جديدة.”
في هذا الأسبوع، تُوجّه الكنيسة نداءً صارخًا للمؤمنين كي لا يمروا مرور الكرام على هذا الزمن العظيم. بل تدعوهم إلى مواجهة أنفسهم وخطاياهم، إلى التوبة الحقيقية، وإلى عيش الألم الإلهي كطريقٍ للخلاص.
وفي لحظة تأمل عميق، يذكر المتروبوليت هذه الكلمات المؤثرة “لقد احتمل المسيح الأسوأ ليمنحنا الأفضل… مات ليُخلّصنا، وصعد ليجذبنا إليه.
هي كلمات لا تُقرأ فقط، بل تُعاش في أعماق القلب، فتوقظ فيه ضميرًا نائمًا، وتلهب مشاعر توبة، وتدفع إلى قرارٍ مصيري: الوفاء للمصلوب حتى النهاية.
ويختم المتروبوليت مقاله برسالة شخصية لكل مؤمن: “إذا انكسرت قلوبنا أمام وجه الحب المصلوب، وإذا تساقطت دموع التوبة من أعيننا، وإذا قادتنا هذه المشاعر إلى قرارٍ روحي بالثبات مع المسيح، فعندها فقط نكون قد عشنا أسبوع الآلام كما أرادت له الكنيسة أن يُعاش: أسبوعًا مقدّسًا بامتياز، وعظيمًا في ثماره الروحية.”
أسبوع الآلام ليس طقسًا فحسب، بل دعوة وجودية إلى الصليب، ومن ثمّ إلى القيامة.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: أقباط أقباط الإرثوذكس أسبوع الآلام أسبوع الآلام أسبوع ا
إقرأ أيضاً:
في الأحد الذي يسبق أسبوع الآلام.. ما قصة "الشعانين"؟
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
تعرف المناسبة الكنسية التي تحتفل بها الكنيسة القبطية اليوم باسم “أحد الشعانين”، وهو الاسم الذي أثار فضول الكثيرين حول معناه وأصله.
كلمة “شعانين” مأخوذة من الكلمة العبرية “هوشعنا” أو كما تُلفظ في بعض النصوص “أوصنا”، وهي تعني “خلصنا” أو “أعِنّا”، وهي الهتافات التي قالها شعب أورشليم عند دخول السيد المسيح إلى المدينة المقدسة، معبّرين عن إيمانهم بأنه المُخلّص والملك الآتي باسم الرب.
“أوصنا ابن داود ”الهتاف الذي اصبح ترنيمة
عند دخوله إلى أورشليم، لم يستقبله الشعب بالمواكب الرسمية، بل خرجوا إليه حاملين أغصان الزيتون وسعف النخيل، هاتفين: “أوصنا لابن داود، مبارك الآتي باسم الرب”.
تحولت هذه العبارة إلى جزء أساسي من الترانيم التي تُرددها الكنيسة خلال زفة الشعانين، وتُعبّر عن الرجاء في الخلاص والتمسك بالإيمان في وجه الألم، خاصة وأن المناسبة تسبق مباشرة أسبوع الآلام.
تعدد الأسماء و المعني واحد
في الكنيسة القبطية، تعرف المناسبة أيضًا باسم “أوشعنا”، وهو تعبير قبطي مأخوذ من الأصل العبري نفسه. ومع دخول الكلمة إلى العربية، أصبحت تُعرف بـ”شعانين”. أما في الطقوس الغربية والكنائس الغربية، فيُطلق على اليوم اسم “Palm Sunday”، أي “أحد السعف”، نسبةً إلى السعف الذي حمله الشعب في الاستقبال.
ورغم اختلاف المسميات بين الكنائس، يظل المعنى الروحي واحدًا: استقبال السيد المسيح كملك متواضع ومخلّص، والهتاف له بكلمات الرجاء والخلاص.