بالذكاء الاصطناعي .. الشركات الأمريكية شاركت إسرائيل جرائم الإبادة في غزة
تاريخ النشر: 12th, April 2025 GMT
الثورة / متابعات
أثارت قضية المبرمجة المغربية ابتهال أبو السعد في شركة “مايكروسوفت” الأمريكية مسألة دعم الشركات التكنولوجية لإسرائيل في إبادتها الجماعية المستمرة على قطاع غزة منذ 7 أكتوبر 2023م عبر تطبيقات الذكاء الاصطناعي.
واتهمت أبو السعد إدارتها بالمشاركة بالإبادة التي ترتكبها إسرائيل بغزة، قائلة إن أيدي الشركة “ملوثة بدماء الفلسطينيين”، وذلك لدى مقاطعتها كلمة للمدير التنفيذي لقطاع الذكاء الاصطناعي في مايكروسوفت مصطفى سليمان، كان يلقيها بواشنطن خلال احتفال بمرور نصف قرن على تأسيس الشركة.
وقالت المبرمجة في مقطع مصور نشر في 5 أبريل الجاري وثق الواقعة: “أنتم تجار حرب، توقفوا عن استخدام الذكاء الاصطناعي في الإبادة الجماعية”، كاشفة أن مايكروسوفت “تزود إسرائيل ببرمجيات الذكاء الاصطناعي التي توظفها في العدوان على الفلسطينيين”.
وفي الحفل نفسه وخلال تواجد المؤسس المشارك لشركة مايكروسوفت بيل غيتس والرئيس التنفيذي السابق للشركة ستيف بالمر والرئيس التنفيذي ساتيا ناديلا على المنصة، صاحت فانيا أغراوال زميلة أبو السعد قائلة: “عار عليكم جميعا، أنتم جميعا منافقون.. عار عليكم جميعا أن تحتفلوا فوق دمائهم، اقطعوا علاقاتكم مع إسرائيل”، ليتم إخراجها من الحفل.
وفي 7 أبريل الجاري، أفادت قناة»CNBC» الأمريكية في خبر نشرته عبر موقعها، أن مايكروسوفت فصلت أبو السعد وأغراوال، إثر احتجاجهما ضد الخدمات التي توفرها الشركة لإسرائيل.
استغلال الذكاء الصناعي للقتل
يقول الخبير المغربي المتخصص بالمجال الرقمي والتواصل عبد الحكيم أحمين، إن الذكاء الاصطناعي “تسبب بمقتل نحو 75% من ضحايا الحرب بغزة وفق دراسات حديثة”.
وأضاف أن “أسباب دعم الشركات التقنية لإسرائيل متعددة، منها الاستثمار المالي في مشاريع داخل إسرائيل”، مشيرا إلى أن “هناك العديد من الشركات الكبرى التي مولتها الشركات المالية الأمريكية، مثل ميكروسوفت وأمازون وغوغل وغيرها”.
وأوضح أحمين، أن هذه الشركات “استثمرت بشكل كبير داخل إسرائيل، مما يعد دعما مباشرا لها”.
وبحسب الخبير، فإن “الشركات الرقمية ساهمت بتطوير مهارات بحثية وتقنيات معلوماتية تسعى من خلالها إسرائيل للحصول على معلومات بطرق متعددة، ولعل برنامج بيغاسوس خير مثال على ذلك، حيث يراقب المعارضين بالداخل والخارج”.
وبرنامج “بيغاسوس” من صنع شركة “إن إس أو” الإسرائيلية التي تأسست عام 2010م، والتي تتخذ من تل أبيب مقرا لها.
ومنذ عام 2021م نشرت وسائل إعلام دولية تقارير تشير إلى استخدام “بيغاسوس” من قبل العديد من الدول للتجسس على معارضين وصحفيين وناشطين اجتماعيين وسياسيين حول العالم.
دعم تقني وتتبع حركات الفلسطينيين
أحمين أوضح أن “الدعم التقني لإسرائيل يتجسد في عدة أشكال، منها مشروعات تقوم على تقديم خدمات الذكاء الاصطناعي تسمح بمراقبة واسعة للفلسطينيين بالضفة وغزة، حيث يستعمل الاحتلال الإسرائيلي مجموعة من التقنيات لمراقبة جميع سكان فلسطين”.
وأضاف أن من بين ذلك “مشروع نيمبوس، وهو خدمة من طرف شركة غوغل وغوغل كلاود بلاتفورم، حيث يوفر هذا لإسرائيل سلاحا رقميا لمراقبة الفلسطينيين وتتبعهم، علما أن هذه الخدمة تعمل على افتراض أن جميع الفلسطينيين ممكن أن يقوموا بمشاريع أو أنهم أعضاء في حركات المقاومة الفلسطينية”.
وذكر أن المشروع “يضع تصنيفا من 1 إلى 100 للفلسطينيين سواء بغزة أو الضفة، مما يسمح لإسرائيل بمراقبة والقيام بمسح جميع الفلسطينيين وتتبع تحركاتهم، بل ساهم هذا في توفير حيثيات عن مكان وجود الفلسطينيين من أجل استهدافهم بغارات”.
وأظهر تحقيق أجرته وكالة “أسوشيتد برس” مطلع 2025م أن شركتي “مايكروسوفت” و”أوبن إيه آي” تستخدمان نماذج ذكاء اصطناعي في إطار برنامج عسكري إسرائيلي لاختيار أهداف القصف خلال الحرب على غزة ولبنان”.
وواجهت شركات ومؤسسات تعليمية أخرى احتجاجات لعلاقاتها مع إسرائيل في ظل تفاقم الأزمة الإنسانية في غزة جراء الإبادة الجماعية في غزة.
الخوارزميات بخدمة إسرائيل
أوضح الخبير المغربي أن “من بين أشكال الدعم الخوارزميات، حيث تساعد شركات الذكاء الاصطناعي في الوصول إلى العديد من المعلومات بشكل سريع، وإن كان الأمر بطريقة تجانب القانون الإنساني”.
ولفت إلى أن “هذه الخوارزميات التي تستغلها هذه الشركات يتم تغذيتها بمعلومات عن الفلسطينيين، والتعرف عليهم باعتبارهم أهدافا عسكرية”.
وقال: “عندما تصل المعلومة إلى الجيش الإسرائيلي فإنه يستهدف العينة التي تصله كونها أهدافا عسكرية رغم أنها مدنية، وتدعي تل أبيب أنها تتعقب وتستهدف انطلاقا من أوامر آلية، حتى لا تقع تحت محاسبة القانون الدولي الإنساني”.
وبحسب أحمين، فإن “التقنية الأخرى التي تستغلها إسرائيل في حربها على غزة هي تقنية التخزين السحابي، وهي وسيلة لتخزين كميات كبيرة من المعلومات الرقمية عما يريد الاحتلال التعرف عليه، علما أن عملية التخزين تستغلها خوادم تستهدفها مواقع عسكرية إسرائيلية”.
وأشار إلى أن “هذه السواحب تتضمن تطبيقات تحدد أهداف غارات وتفجيرات، وتسمح بتخزين مشاهد حية ملتقطة من الطائرات المسيرة، وتسمح بتصوير قطاع غزة والضفة وتسهيل إطلاق النار والسيطرة عن البعد”.
ولفت أحمين إلى أن “هذه المقدرات تعتمد على الذكاء الاصطناعي مما يمكن الاحتلال أن يحصل على معلومات كبيرة وضخمة يتم تخزينها”.
مزودو التخزين السحابي
وقال إن “ميكروسوفت كانت المزود الرئيسي للاحتلال الإسرائيلي لخدمات التخزين السحابي، بالإضافة إلى غوغل وأمازون غيرها من الشركات الرقمية التي زودت إسرائيل بهذه الخدمات”.
وأضاف أن “شركات أمريكية وأوروبية زودت إسرائيل بتقنيات لممارسة الإبادة الجماعية”.
كما “استعملت شركة ميتا خوارزميات لتعقب السردية الفلسطينية، محاولة حجبها ومحاربتها وعدم ظهورها، مقابل الترويج للسردية الإسرائيلية”.
وأضاف الخبير المغربي أن “ميتا ساهمت في التشويش على مهام وأدوار وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) عالميا، كما أظهرت تقارير سابقة ذلك”.
وبالتوازي مع الإبادة بغزة، يخوض الاحتلال الإسرائيلي والقوى الداعمة له حربا على المحتوى الفلسطيني بشبكات التواصل الاجتماعي في العالم الافتراضي.
ذريعة العلاقة التجارية
“العلاقة التي تربط الشركات وإسرائيل مغلفة بطابع تجاري، خاصة أن الشركات لديها منتجات تريد بيعها لفائدة إسرائيل”، وفق الخبير المغربي.
وأضاف أن “الشركات الأمريكية تسعى للربح، لذلك لا يهمها أي شيء قيمي أو أخلاقي أو حقوقي.
وأوضح الخبير أن هذا لا يخفي الشراكة الخفية التي تتمثل بوجود قادة مدراء وموظفين مزودجي الجنسية، ولديهم ميول سياسية ودينية تناصر إسرائيل، مما يجعلهم يدعمونها بالتقنيات ويوفرون خدمات لها”.
المصدر: الثورة نت
إقرأ أيضاً:
بالذكاء الاصطناعي.. سخرية صينية من الأمريكيين بسبب رسوم ترامب الجمركية (شاهد)
لجأت وسائل إعلام صينية إلى الذكاء الاصطناعي، للسخرية من الأمريكيين، وما سيحدث لهم بسبب سياسات الرئيس دونالد ترامب الاقتصادية ورسومه الجمركية.
وبدا أمريكيون في مقطع فيديو، بأوزان مرتفعة، وهم يعملون في مهن شاقة بمصانع إنتاج الملابس والهواتف.
ويظهر في أحد المقاطع عبارة "لنجعل أمريكا عظيمة مجددا" في نهاية المشهد، بينما يؤدي "العمال الأمريكيون" مهام شاقة داخل بيئة عمل صعبة، في إشارة تهكمية لسياسة "أمريكا أولا" التي يتبناها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
وباتت الردود الساخرة جزءا من أدوات الصين الإعلامية، حيث حمل الفيديو رسائل رمزية متعددة حول نمط الحياة الأمريكي، والاعتماد الكبير على العمالة الخارجية، وواقع الصناعات الأمريكية في حال تفكك سلاسل الإمداد العالمية.
وكان ترامب قرر إيقاف الرسوم الجمركية، لفترة قصيرة تمتد نحو 90 يوما، على الدول التي لم تقم بإجراءات انتقامية ضد القرار.
وقال ترامب: "هناك أكثر من 75 دولة تريد التوصل لاتفاقات تجارية معنا"، و"أعتقد أنه بإمكاننا التوصل إلى اتفاقيات مع الاتحاد الأوروبي والصين".
وأعلن أن نسبة التعرفة المتبادلة التي ستُطبق على الدول خلال فترة الـ90 يوما ستكون 10 بالمئة فقط.
إلا أن ترامب هاجم الصين بشدة، ووصفها بأنها أكثر دولة أساءت للولايات المتحدة عبر التاريخ، وقرر معاقبتها بفرض رسوم جمركية إضافية عليها لتصل إلى إجمالي 120 بالمئة.
وقال ترامب إن قرار رفع الرسوم الجمركية المفروضة على المنتجات الواردة من الصين إلى 125 بالمئة، سيدخل حيز التنفيذ فورا.
جاء ذلك في ظل تصاعد الحرب التجارية بين واشنطن وبكين، حيث أعلنت الأخيرة اليوم، عن رفع الرسوم الجمركية على الواردات الأمريكية إلى 84 بالمئة ردا على خطوة مماثلة من واشنطن برفع الرسوم على الواردات الصينية إلى 104 بالمئة.
وقال ترامب عبر حسابه على منصة "تروث سوشيال": "آمل أن تُدرك الصين قريبا أن زمن استغلالها للولايات المتحدة ودول أخرى لم يعد مقبولا".
وفي 2 نيسان/ أبريل الجاري فرض الرئيس الأمريكي دونالد ترامب رسوما جمركية على الواردات الصينية بنسبة 34 بالمئة، بخلاف 20 بالمئة سابقة فرضها الشهرين الفائتين، ما دفع بكين للرد بالمثل وفرض نفس النسبة (34 بالمئة) على الصادرات الأمريكية.
وعليه فقد ردت واشنطن بفرض 50 بالمئة أخرى لترتفع النسبة إلى 104 بالمئة، أمس الثلاثاء، لتقابلها بكين برفع نسبة الرسوم على البضائع الأمريكية من 34 إلى 84 بالمئة، ليرد ترامب مساء الأربعاء برفعها إلى 125 بالمئة.
إلى ذلك، انتقدت الصين تصريحات نائب الرئيس الأمريكي جيه دي فانس حول "الفلاحين الصينيين" في مقابلة أثارت غضبا وسخرية واسعين، ومقارنات مع وصف فانس نفسه بأنه "فلاح ريفي".
في حديثه مع شبكة "فوكس نيوز"، الخميس، دافع فانس عن الرسوم الجمركية التي فرضها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على شركاء واشنطن التجاريين، وانتقد بشدة "الاقتصاد العالمي".
وقال: "ما الذي جلبه الاقتصاد العالمي للولايات المتحدة الأمريكية؟ والجواب، في جوهره، هو أنه يقوم على مبدأين: تكبد ديون طائلة لشراء منتجات تصنعها دول أخرى لنا".
وأضاف: "وللتوضيح أكثر، نقترض المال من الفلاحين الصينيين لشراء المنتجات التي يصنعها هؤلاء الفلاحون".
وفي المقابل، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية، لين جيان، عند سؤاله عن تصريحات فانس في مؤتمر صحفي: "من المدهش والمؤسف سماع نائب الرئيس هذا يدلي بمثل هذه التصريحات الجاهلة وغير المحترمة".
التعرفات الجمركية الأمريكية الضخمة ضد دول العالم هدفها دفع المصانع في الولايات المتحدة إلى توظيف الأمريكان فيها.
الصينيون بدورهم أنتجوا هذا المقطع الساخر عبر الذكاء الاصطناعي وفيه أمريكان يعملون في مصانع بوظائف دُنيا مع عبارة (لنجعل أمريكا عظيمة مجدداً).pic.twitter.com/7ceWEcCgGs — إياد الحمود (@Eyaaaad) April 8, 2025