أبوظبي (الاتحاد)

أخبار ذات صلة الإمارات تؤكد ضرورة استعجال وقف الحرب في السودان أبوظبي.. المركز الرابع عالمياً في جودة وسائل النقل العامة

جاءت جلسة محكمة العدل الدولية التي نظرت الدعوى المرفوعة من القوات المسلحة السودانية ضد دولة الإمارات، لتؤكد بما لا يدع مجالاً للشك أن القوات المسلحة السودانية تردد ادعاءات باطلة دون أي أساس قانوني أو مستند واقعي، حيث فشلت في تقديم أي دليل ذي مصداقية لإثبات ادعاءاتها، ما عكس ضعف الدعوى التي لم تلبِ معايير الإثبات القضائي.


وفي الوقت ذاته، نجحت دولة الإمارات في الرد على ادعاءات القوات المسلحة السودانية بشكل حاسم، ورغم عدم اختصاص المحكمة بالقضية، إلا أن الدولة شاركت في جلسة الاستماع؛ لتؤكد موقفها الراسخ حول سلطة المحكمة القضائية، واحترامها لمبادئ القانون الدولي.
وعكس حضور دولة الإمارات أمام محكمة العدل الدولية لتفنيد ادعاءات القوات المسلحة السودانية تأكيداً واضحاً على صحة موقفها وسلامته، وثقتها الكبيرة فيما تطرحه من مواقف.
من جهتهم، أكد خبراء ومحللون، في تصريحات لـ«الاتحاد»، قوة موقف دولة الإمارات وصحته وسلامته قانونياً ودبلوماسياً وسياسياً، ما جعل القوات المسلحة السودانية تعجز عن تقديم أدلة تثبت ادعاءاتها الواهية، موضحين أن هذه الادعاءات تُستخدم لخدمة أغراض سياسية لإخفاء فشلها في إدارة الأزمة.

ادعاءات دون أدلة
واعتبر الأستاذ بمعهد العلاقات الدولية والتاريخ العالمي بجامعة لوباتشيفسكي الروسية، الدكتور عمرو الديب، أن الاتهامات الموجهة إلى دولة الإمارات أمام محكمة العدل الدولية من قبل القوات المسلحة السودانية ليست إلا مجرد ادعاءات باطلة لا أساس لها، ويتم استخدامها لأغراض سياسية، وتحقيق مكاسب على أرض النزاع.
وأوضح الديب، في تصريح لـ«الاتحاد»، أن الدعوى التي رفعتها القوات المسلحة السودانية ضد الإمارات ليس لها أي أثر قانوني، وسيتم شطبها بشكل أو بآخر لعدم وقوفها على دوافع ودلائل مادية أو حتى معنوية.
وشدد على أنه لا توجد مصلحة لدولة الإمارات في دعم فصيل ضد فصيل آخر، لا سيما أنها من أكثر الدول نجاحاً في تكوين علاقات طيبة مع الجميع، وهو ما يؤكد أن الاتهامات الموجهة ضدها بعيدة كل البعد عن الحقيقة.
وأشار إلى أن الواقع يدحض هذه الادعاءات، حيث تُعد دولة الإمارات أكثر الداعمين للشعب السوداني إنسانياً ودبلوماسياً وسياسياً، ما يؤكد أن الاتهامات التي ترددها القوات المسلحة السودانية لا تقف على أرض صلبة، ولا توجد أي دلائل على صدقها، ولكن يتم استخدامها طبقاً لتوازنات إقليمية وأبعاد ومصالح سياسية مرتبطة بالقوات المسلحة السودانية. 

موقف سليم
وأكد خبير العلاقات الدولية أن حضور الإمارات جلسة المحكمة يؤكد احترامها للقانون الدولي وصحة موقفها، لا سيما أن المحكمة ليس لها اختصاص بالقضية، مشيداً بحرص الدولة على احترام مبادئ القانون الدولي، وسعيها إلى سيادة السلام والاستقرار في المنطقة العربية والعالم أجمع، ما يتجسد بوضوح في دورها الحيوي في الأزمات الإقليمية والإقليمية.
وقال الديب إن الإمارات تقدم الدعم الكامل لإرساء الاستقرار في منطقة الشرق الأوسط، وتُعد من أوائل الدول وأكثرها تقديماً للمساعدات الإنسانية في سوريا واليمن وفلسطين والسودان، وهذا أمر واضح للجميع، وهي مساعدات سخية تهدف إلى دعم مئات الآلاف من النازحين واللاجئين.
من جهته، يرى المحلل السياسي التونسي، نزار الجليدي، أن الدعوى القضائية التي أقامتها القوات المسلحة السودانية أمام محكمة العدل الدولية، لا قوام ولا أساس لها، ولا تملك مستندات حقيقية، معتبراً أن هذه الخطوة تُعد فشلاً كبيراً للقوات المسلحة السودانية.
وأوضح الجليدي لـ«الاتحاد» أن الإمارات نجحت في تفنيد ادعاءات القوات المسلحة السودانية بشكل حاسم وقوي، لا سيما أنها فشلت في تقديم أي دليل ذي مصداقية يثبت ادعاءاتها.
وأشار إلى القوات المسلحة السودانية، تطلق ادعاءات كاذبة ضد دولة محورية تسهم بشكل فاعل في معالجة تداعيات الأزمة الإنسانية التي يُعانيها ملايين السودانيين، سواء في الداخل أو الخارج.
وقال إن دولة الإمارات نجحت من خلال مبادراتها الإنسانية في إعادة الأمل للشعب السوداني الذي يُعاني الفقر والمجاعة، بسبب الحروب الطاحنة التي أتت على الأخضر واليابس. وبالتالي، كان يجب على القوات المسلحة السودانية أن تعمل على إنهاء الاقتتال الذي تضرر منه الشعب السوداني، وأن تلتفت إلى الدعوات الإماراتية المتكررة لحل الأزمة سلمياً.

شماعة الإخفاقات
قال المحلل السياسي الكويتي، خالد العجمي، إن القوات المسلحة السودانية، وخلال ما قُدم في المحكمة، أثبتت أنها لا تملك أي دليل يُعتد به يدعم ادعاءاتها ضد دولة الإمارات، في حين أن الإمارات أثبتت احترامها العميق للقانون الدولي، وتوجهت إلى المحكمة بثقة تامة في حججها، رغم إدراكها أن المحكمة لا تملك الاختصاص في هذه المسألة.
وأضاف العجمي لـ«الاتحاد» أن هذه الادعاءات المضللة والافتراءات الباطلة التي لا أساس لها من الصحة، ليست سوى محاولة للتغطية على تجاوزات القوات المسلحة السودانية التي تسعى للهيمنة على الموارد دون وجه حق، موضحاً أن الزج باسم الإمارات في هذه الأزمة إنما يخدم أهدافاً سياسية لبعض الأطراف التي تتربص وتبحث عن شماعة تعلق عليها إخفاقاتها.
وأوضح أن العديد من دول العالم تتبنى ما جاء في بيان دولة الإمارات الرسمي، الذي جدد رفضها لهذه الاتهامات، ووصفها بأنها لا تستند إلى أي حقائق، ومبنية على دوافع سياسية، مؤكداً أن الإمارات لم تدعم أي طرف في النزاع السوداني، ولم يُقدَّم دليل واحد يُثبت خلاف ذلك، متسائلاً: هل من اختصاص محكمة العدل الدولية النظر في هذه القضية أصلاً؟. بالطبع الإمارات تعلم ذلك جيداً، لكنها قررت، بثقة ورغبة في كشف الحقائق، أن تتوجه للمحكمة لأنها دولة قانون تحترم المؤسسات الدولية.
وأشار العجمي إلى أن دولة الإمارات لم تتأخر يوماً عن دعم الشعب السوداني، سواء من خلال المساعدات الإنسانية أو الإغاثية، وهذا نهج ثابت في سياساتها منذ تأسيسها، إذ إنها سبّاقة دائماً في مد يد العون للمنكوبين حول العالم، وهذا ما يشهد به الجميع.

واجب أخلاقي وقومي
وشدد المحلل السياسي الكويتي على أن الواجب القومي والأخلاقي يحتم على الجميع توضيح الحقائق، في وجه الحملات المشبوهة، فهي لا تستهدف الإمارات فقط، بل تستهدف كل نهج الخير والعمل الإنساني الذي تمثله. 
وأفاد بأن العالم بأسره يقرّ بالدور المحوري الذي تلعبه الإمارات في السياسة والاقتصاد والثقافة والإنسانية، لاسيما وأنها من الدول الرائدة عالمياً، وتحظى بثقة واحترام على كل المستويات، ومواقفها مشهودة، وقراراتها تُحسب، وآراؤها تُستشار.

المصدر: صحيفة الاتحاد

كلمات دلالية: العدل الدولية محكمة العدل الدولية الإمارات القوات المسلحة السودانية السودان الجيش السوداني أزمة السودان القوات المسلحة السودانیة محکمة العدل الدولیة دولة الإمارات الإمارات فی لـ الاتحاد

إقرأ أيضاً:

الإمارات تؤكد ضرورة استعجال وقف الحرب في السودان

أبوظبي، لاهاي (الاتحاد)

أخبار ذات صلة أبوظبي.. المركز الرابع عالمياً في جودة وسائل النقل العامة خبراء ومحللون لـ«الاتحاد»: موقف إماراتي حاسم أمام «العدل الدولية»

أكد معالي الدكتور أنور بن محمد قرقاش، المستشار الدبلوماسي لصاحب السمو رئيس الدولة، تميُّز أداء الدبلوماسية والفريق القانوني الإماراتي في محكمة العدل الدولية، بمواجهة اتهامات ملفقة وضعيفة، هدفها الاستعراض الإعلامي، في الدعوى المرفوعة من القوات المسلحة السودانية ضد دولة الإمارات. 
وقال معالي الدكتور أنور قرقاش عبر منصة «إكس»: «أداء متميز للدبلوماسية والفريق القانوني الإماراتي في محكمة العدل الدولية في مواجهة اتهامات ملفقة وضعيفة هدفها الاستعراض الإعلامي».
وأضاف معاليه أن «الأهم أن تدرك حكومة الجيش السوداني أن الاستحقاق الحقيقي هو استقرار السودان، عبر استعجال وقف هذه الحرب ومسار سياسي يحفظ وحدة البلاد وأرواح مواطنيها».
وكانت محكمة العدل الدولية، بدأت أول أمس في لاهاي، أولى جلسات نظر الدعوى المرفوعة من القوات المسلحة السودانية ضد دولة الإمارات والتي تتهمها فيها دون أي أساس قانوني أو مستند واقعي بانتهاك التزاماتها بموجب اتفاقية الإبادة الجماعية في ما يتعلق بالهجمات التي شنتها قوات الدعم السريع السودانية والفصائل المتحالفة معها ضد جماعة المساليت العرقية في غرب دارفور. 
من جهتها، أكدت أميرة الحفيتي، سفيرة الإمارات لدى مملكة هولندا، أن دولة الإمارات ترفض تماماً تسييس العدالة وتسييس محكمة العدل الدولية، واستخدام القوات المسلحة السودانية المنصات القضائية والدولية في تحقيق مصالح ضيقة، موضحة أن الإمارات دولة ملتزمة كل الالتزام بالقانون الدولي وبمبادئه.
وأضافت الحفيتي في تصريحات خاصة لمركز «الاتحاد» للأخبار، في تعليق أولى جلسات محكمة العدل الدولية، التي بدأت أول أمس في لاهاي، لنظر الدعوى المرفوعة من القوات المسلحة السودانية ضد دولة الإمارات، أنه في ضوء التزام الإمارات بالقانون الدولي، فإنها تؤكد ضرورة المساءلة على الفظائع التي ارتكبها ويرتكبها الطرفان المتحاربان في السودان. 
وأوضحت أن تغيير القوات المسلحة السودانية طلباتها أمام محكمة العدل الدولية في فترة وجيزة، يدل على ضعف موقفها تجاه القضية، ويثير تساؤلات بشأن الهدف منها.
وأشارت إلى أن الطلب بصيغته المعدلة يفتقر أيضاً إلى أي أساس قانوني أو واقعي، سواء في مضمونه أو ما يرافقه من مطالبة المحكمة باتخاذ تدابير مؤقتة.
وقالت إنه على الرغم من يقين الإمارات بأن ادعاءات القوات المسلحة السودانية مفبركة، وتفتقر إلى أي سند قانوني أو واقعي، إلا أن حضور وفد الإمارات للمرافعة أمام محكمة العدل الدولية، جاء فقط احتراماً لدور المحكمة، لأن هذه هي قيم الإمارات، دائماً ما تتعامل بمهنية ودبلوماسية في مثل هذه المسائل. 
وأشارت إلى أنه من المتوقع خلال الفترة المقبلة أن تبت المحكمة في القضية، مع العلم بأن اختصاص المحكمة هو موضوع جوهري، وهو ما ركز عليه الفريق الإماراتي خلال الجلسة، إذ أوضح بشكل قاطع أن هناك تحفظاً من قبل دولة الإمارات عند انضمامها إلى اتفاقية الإبادة الجماعية عام 2005. 
وذكرت أن الإمارات تقدمت خلال الجلسة بطلب رفض الدعوى المتعلقة باتخاذ تدابير مؤقتة، وكذلك بشطبها تماماً من سجلات المحكمة. 
ونوهت سفيرة الدولة لدى هولندا بأن الإمارات تتضامن مع الشعب السوداني الشقيق، والذي يتجلى في جهودها الإنسانية، حيث قدمت للسودان أكثر من 3.5 مليار دولار خلال السنوات العشر الماضية، وما يربو على 600 مليون دولار منذ اندلاع الأزمة قبل نحو عامين. 
وشددت على أن الإمارات ستواصل مساعيها وجهودها الإنسانية، مؤكدة أن الحل الوحيد لهذه الأزمة هو وقف إطلاق النار، وتسخير الوقت للحوار وإيجاد حل سلمي ينهي هذه الحرب العبثية، ويحقق للشعب السوداني الشقيق الاستقرار الذي يستحقه. 
وأكد محللون أن الدعوى مفتقرة للدلائل والبراهين، وليست سوى محاولة واهية من قبل القوات المسلحة السودانية، أحد طرفي الصراع، لتشتيت الانتباه عن النزاع الكارثي الذي يدور في السودان ومسؤوليتها تجاهه، وما نتج عنه من مقتل عشرات آلاف الأشخاص، وتشريد الملايين من أبناء الشعب السوداني، وتسببه بمجاعة في أجزاء واسعة من البلاد.

مقالات مشابهة

  • عبد الله آل حامد: موقف إماراتي قوي أمام «العدل الدولية»
  • الإمارات تؤكد ضرورة استعجال وقف الحرب في السودان
  • محكمة العدل الدولية تؤجل شكوى القوات المسلحة السودانية ضد الإمارات
  • سفيرة الإمارات في هولندا: القوات المسلحة السودانية تستغل المنابر الدولية لتحقيق بعض المصالح الضيقة
  • مباشر.. تغطية خاصة لجلسة محكمة العدل الدولية الأولى بخصوص ادعاءات القوات المسلحة السودانية ضد الإمارات
  • محللون: دعوى السودان ضد الإمارات أمام «العدل الدولية» تفتقر للدلائل
  • محكمة العدل الدولية تنظر أولى جلسات دعوى السودان ضد الإمارات
  • انعقاد أولى جلسات دعوى السودان ضد الإمارات في «العدل الدولية».. ومحللون: تفتقر للدلائل والبراهين
  • محكمة العدل الدولية تنظر في أولى جلسات الدعوى المرفوعة من السودان ضد الإمارات