كوزمين يطالب الجماهير بالزحف خلف «الملك»
تاريخ النشر: 12th, April 2025 GMT
علي معالي (أبوظبي)
أخبار ذات صلةشدد الروماني كوزمين أولاريو، مدرب الشارقة، على أن جماهير كرة القدم في الإمارات تعد «السلاح الأول» خلال مباراة التعاون السعودي، ضمن إياب نصف نهائي «دوري أبطال آسيا 2» يوم الثلاثاء المقبل، وطالبهم بالزحف خلف «الملك» في الموقعة الأهم، متمنياً أن تمتلئ مدرجات «الملعب البيضاوي»؛ لبلوغ التأهل التاريخي إلى النهائي القاري.
هناك ترتيبات أخرى في ذهن كوزمين، منها كيفية تخطي دفاع التعاون القوي، ويدرب اللاعبين على كيفية إحداث «خلخلة» في الخط الخلفي للمنافس، من خلال الاهتمام بالهجوم من طرفي الملعب، معتمداً على أكثر من لاعب، حيث يدفع بالظهير الأيسر بيتروفيتش منذ البداية، خاصة أنه يجيد المراوغة والكرات العرضية المتقنة.
ويفاضل كوزمين بين فراس بالعربي وتعرابت للمشاركة أساسياً، وتميل الكفة لمصلحة تعرابت هذه المرة، بعد أن شارك فراس بالعربي في القائمة التي بدأت مباراة الذهاب التي انتهت بخسارة الشارقة بهدف، ولن يجازف المدرب بالهجوم، خاصة أن التعاون لديه أسلحة هجومية قوية، سواء الأساسيين أو البدلاء.
من جانبه، أكد علي ثاني، عضو مجلس إدارة شركة الشارقة لكرة القدم، رئيس اللجنة الفنية، أن الأمور واضحة تماماً، قبل لقاء الإياب مع التعاون، وقال: «لا بد من الفوز بأكثر من هدف، من دون أن تهتز شباكنا، وهذا يتطلب اللعب بطريقة مختلفة، مقارنة بمباراة الذهاب، وبالتالي أرى أن حلم التأهل يتطلب تغيير (التكتيك) الخاص بالمباراة، خاصة أنها على ملعبنا وبين جماهيرنا».
وقال علي ثاني: «التعديلات مطلوبة ومهمة، وعلى كوزمين أن يقوم بها، ولا أرغب في الخوض فيها، حفاظاً على سرية خطة اللعب والأوراق التي يجب أن ندفع بها في المباراة، التي أعتبرها تاريخية ومصيرية للفريق، في بطولة نسعى للصعود إلى النهائي فيها للمرة الأولى».
وأضاف: «الشارقة يملك العديد من الأوراق الرابحة والمهمة والقادرة على صُنع الفارق، مثل كايو لوكاس وعثمان كمارا وبيرو وفراس بالعربي وداركو وتعرابت ولوان بيريرا، ويبقى الأهم توظيف اللاعبين بالطريقة المناسبة، حتى يحقق الشارقة الهدف من المباراة».
ووجَّه علي ثاني رسالة إلى جمهور الفريق، وقال: «الشارقة يحتاج إلى أنصاره في المدرجات، وأدرك أنهم لن يبخلوا على الفريق بالتشجيع والحضور المكثف في مدرجات الملعب البيضاوي، حيث يقع على عاتق جمهورنا الدور الأكبر في تحفيز اللاعبين القادرين على بلوغ ما نريده من المباراة المفصلية، وأنه على أرض الواقع، فإن فريقنا يملك عناصر أفضل من المنافس الذي علينا أن نحترمه في الملعب».
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: مدرب الشارقة أولاريو كوزمين كوزمين التعاون السعودي الشارقة دوري أبطال آسيا
إقرأ أيضاً:
وداعًا إبراهيم شيكا.. قلب لا يعرف الاستسلام.. ورحيل أبكى الملاعب
لم يكن خبر وفاة إبراهيم شيكا، نجم الزمالك السابق، مجرد نبأ عابر في صفحات الرياضة، بل كان صدمة عاطفية عميقة لكل من عرفه، أحبه، أو حتى مرّ اسمه أمامه يومًا في حديث عن الموهبة، الإصرار، والحلم الذي لم يكتمل. كان شيكا مثالًا حقيقًا للروح القتالية، ليس فقط في الملعب، بل في صراعه الطويل والمؤلم مع مرض السرطان، الذي اختطفه شابًا، لكن بعد أن خاض معركته بشجاعة منقطعة النظير.
حلم بدأ من ميت عقبةوُلد إبراهيم الجمال المعروف بـ "شيكا" في نوفمبر 1997، وكان منذ طفولته عاشقًا لكرة القدم، يحمل في عينيه حلمًا أبيضًا خالصًا باللعب للزمالك. اجتهد، تعلّم، تدرب ليلًا ونهارًا حتى دخل قطاع الناشئين بالنادي، وهناك بدأت الموهبة تتكلم. لم يكن يتحدث كثيرًا، لكنه كان يرد في الملعب بلمسة ساحرة، وتمريرات واثقة جعلت زملاءه يطلقون عليه "شيكا"؛ تشبيهًا بالنجم الكبير محمود عبد الرازق شيكابالا.
من القمة إلى المعاناةشقّ طريقه إلى فرق الدرجة الأولى، فانتقل إلى المقاولون العرب، ثم طلائع الجيش، وكان يستعد للانفجار كأحد أبرز الأظهرة اليسرى في مصر. لكن القدر كان يحمل له مسارًا آخر.. أكثر قسوة، وأكثر صمتًا. بدأ يشعر بآلام متفرقة لا تُفسَّر، خمول لا يشبهه، ووزن يتناقص دون أسباب. وبعد فحوصات دقيقة، جاء التشخيص الصادم: سرطان المستقيم في مرحلة متأخرة.
صراع لا يعرف الراحةبدأت رحلة العلاج، وكانت قاسية. جلسات كيماوي أنهكته، وأسلاك متصلة بجسده الهزيل، ووجه تغيرت ملامحه حتى كاد البعض لا يعرفه. لكنه كان يبتسم. دائمًا يبتسم. قال لمقربين: "مش هخلي السرطان يفرح.. أنا عندي حلم ولسه محققتوش". لم يكن يريد الشفقة، كان يريد فرصة جديدة للركض، للعودة إلى الملعب، حتى لو في دوري المظاليم.
توقف عن اللعب تمامًا، لكن الأمل لم يتوقف في قلبه. ظل يرد على رسائل زملائه، يضحك، ويساند كل من حوله. زاره نجوم الكرة، والإعلام، والفن، وكان دومًا يقول لهم: "ادعولي، أنا مش خايف".
الوداع الصعبفي أيامه الأخيرة، اشتدت عليه آلام المرض، وفقد القدرة على الحركة. نُقل إلى المستشفى بعد تدهور حالته الصحية، وهناك واجه الساعات الأخيرة بشجاعة تليق ببطل. لم يكن يخاف الموت، كان يخاف فقط من أن يُنسى. وفي فجر السبت 12 أبريل 2025، أسلم شيكا الروح، بهدوء يُشبه طيبة قلبه.
رحيل أبكى الجميعانفجرت مواقع التواصل بنعيه، وسارع نجوم الكرة إلى نعي صديقهم الإنسان قبل أن يكون لاعبًا. بكاه زملاؤه، مدربوه، وحتى الجماهير التي لم تره كثيرًا، لكنها أحبت ابتسامته في الصور، ونظرات التحدي في وجه المرض. شيكا لم يكن فقط لاعب كرة، كان حكاية إنسان، قاوم، صبر، وابتسم حتى النهاية.