“سبت لعازر”.. تمهيد الفرح وانتصار الحياة على الموت
تاريخ النشر: 12th, April 2025 GMT
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
في نهاية الصوم الأربعيني، وقبل الدخول في درب الآلام في الأسبوع العظيم، تقف الكنيسة أمام مشهد لاهوتي وإنساني فريد من نوعه: سبت لعازر. يوم استثنائي في السنة الليتورجية، يحمل طابعًا قياميًا بامتياز، يعلن مبكرًا انتصار الحياة على الموت.
لعازر، الاسم الذي يعني “الله مؤازري”، لم يكن فقط صديقًا ليسوع، بل كان علامة فارقة في مسيرة الخلاص.
ومعجزة لم تكن مجرد حدث خارق، بل إعلان واضح أن يسوع خصه الله هو فقط ب“القيامة والحياة”، وأن الموت ليس النهاية.
نهاية الأربعين.. وبداية القيامة
ينتهي الصوم الأربعيني يوم الجمعة من الأسبوع السادس، ليفتح سبت لعازر الباب على مصراعيه لاستقبال النور، إذ يُصنَّف ليتورجيًا كيوم أحد، ويُرتّل فيه: “يا من قام من بين الأموات”، تعبير لا يُستخدم إلا أيام الآحاد. بهذا يكون السبت، استثناءً في السنة الكنسية، يحمل طابع القيامة بكل ما فيها من رجاء وفرح.
من بيت عنيا إلى أورشليم: مسيرة المجد تبدأ
يشكّل سبت لعازر مع أحد الشعانين وحدة تمهيدية للأسبوع العظيم. فالحدثان يرتبطان جغرافيًا (في بيت عنيا) وروحيًا، إذ يقوداننا من مشهد القيامة إلى مشهد الدخول الملوكي إلى أورشليم. هو تحوّل تدريجي من الدموع إلى الانتصار، ومن الموت إلى الحياة.
المعنى الأعمق: لعازر سابق المسيح في القيامةفي تراتيل سَحَر هذا اليوم، تعلن الكنيسة المعنى الحقيقي لقيامة لعازر: إنها “بروفة” إلهية للقيامة الكبرى. المسيح، بقيامته للعازر، زعزع أبواب الجحيم، وبدأ تحطيم قوة الموت. وبكلام مرثا “سيقوم في القيامة”، يجيبها المسيح أنا هو القيامة”، ليصحح فهمها من قيامة مستقبلية إلى حياة حاضرة فيه.
في مشهد إنساني عميق، نرى يسوع يبكي، لكنه في اللحظة التالية يأمر: “لعازر، هلم خارجًا”. في هذا التناقض الظاهري، يظهر الكمال الإلهي والإنساني للمسيح. بكاؤه هو تعبير عن مشاركته أحزان البشر، وأمره هو إعلان سلطانه على الموت.
دعوة للحياة.. رغم فساد الخطيئةختامًا، يحمل سبت لعازر رسالة روحية شخصية لكل مؤمن: حتى إن كنا “قد أنتنّا” في خطايانا، فالمسيح قادر أن يقيمنا. هو يقف أمام قبر كلٍّ منّا، ينادينا باسمنا، ويقول: “هلمّ خارجًا”. هو لا يترك المقيدين، بل يحررهم ويُعيد إليهم الحياة.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: أقباط أقباط الإرثوذكس
إقرأ أيضاً:
الكنيسة تحتفل بأحد الشعانين.. بداية أسبوع الآلام
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
تحتفل الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، اليوم الأحد، بأحد الشعانين، المعروف أيضًا بـ”أحد السعف”، وهو اليوم الذي يحيي ذكرى دخول السيد المسيح إلى أورشليم (القدس)، قبل أيام قليلة من صلبه، حيث استُقبل من الشعب بالأغصان والسعف، هاتفين: “أوصنا لابن داود”، في تعبير رمزي عن استقباله كملك روحي لا زمني.
وتوافد آلاف الأقباط على الكنائس منذ ساعات الصباح الأولى، للمشاركة في صلوات القداس، حاملين أغصان النخيل المزينة، ومرتدين الملابس البيضاء، في أجواء احتفالية تمتلئ بالترانيم الخاصة بالمناسبة، التي تمثل لحظة الفرح الأخيرة قبل بدء “أسبوع الآلام”.
زفة بالسعف والشموع داخل الكنائس
بدأت الطقوس الدينية لليوم بزفة الشعانين، حيث طاف الكهنة والشمامسة مع الشعب داخل الكنيسة حاملين السعف والشموع المضاءة، مرددين ألحان “أوصنا في الأعالي”، التي تجسد مشهد دخول المسيح إلى المدينة المقدسة.
وتحوّلت الكنائس إلى لوحات مزينة بالسعف، الذي قام الأقباط بتشكيله على هيئة صلبان وأشكال رمزية مثل التيجان والقلوب، كتعبير عن الإيمان والفرح بالمسيح، فيما احتفظ البعض بها بعد انتهاء الصلاة لوضعها في البيوت كرمز للبركة.
من الفرح الي الحزن مع غروب الشمس
الكنيسة تبدأ في تغيير ملامحها بنهاية اليوم، إذ تغلق ستائر الهيكل وتتحول الألحان إلى النغمة الحزينة، إيذانًا ببدء “أسبوع الآلام”.
ويقام مساء اليوم أول قداس من صلوات “البصخة المقدسة”، وهي صلوات تقام يوميًا صباحًا ومساءً حتى الجمعة العظيمة، حيث تركز على مراحل آلام المسيح وموته على الصليب. ويعتبر أحد الشعانين هو اليوم الأخير في الصوم الكبير، والفاصل بين زمن الفرح وزمن الحزن في الحياة للكنيسة.