البنت حبيبة أبيها.. كيف يؤثر جنس المولود على علاقته بوالديه؟
تاريخ النشر: 12th, April 2025 GMT
غالبا ما يُشار إلى الفتاة في ثقافتنا الشعبية بأنها "بنت أبيها" أو "أميرة أبيها"، فمن بين جميع العلاقات التي تخوضها الفتاة، يترك الأب الحريص على دوره أثرا إيجابيا في حياة ابنته، ويؤثر بشكل كبير على نموها العقلي والعاطفي، كذلك يؤثر على مسارها الأكاديمي والمهني ورفاهها المالي، وكثيرا ما تبحث عنه في الأشخاص الذين تلتقي بهم، ولاسيما عند اختيارها لشريك حياتها.
ولكن متى تبدأ هذه الرابطة المميزة بين الأب وابنته؟ وكيف يحافظ الأب على هذه العلاقة؟
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2حين لا يصبح العمل محتملا.. كيف تحصل على إجازة طويلة؟list 2 of 2لماذا نكره؟ نظرة مختلفة حول "العاطفة البغيضة"end of listتبدأ الروابط الخاصة والفريدة بين الأب وابنته في سن مبكرة، حتى إنها قد تبدأ منذ لحظة ولادتها، إذ يشعر الكثير من الآباء بعاطفة أكبر تجاه بناتهم، تستوجب معها معاملة أكثر لطفا واهتماما أكبر مما يحظى به الأبناء الذكور دون أن يجدوا لذلك سببا أو تفسيرا منطقيا.
لكن، هذا الميل العاطفي غير المبرر فسرته دراسة نشرتها مجلة "علم الأعصاب السلوكي" عام 2017، ووجدت أن آباء البنات الصغار أكثر انتباها لاحتياجات بناتهم ويميلون أكثر إلى الاستفاضة معهن في الحديث، في حين أن تعامل آباء الصِّبية يمتازون بكونهم أكثر عملية.
توصلت الدراسة إلى هذه النتائج بناء على تحليل التفاعلات المسجلة عشوائيا بين الآباء وأطفالهم الصغار، وكذلك فحوصات دماغية باستخدام الرنين المغناطيسي خضع لها 52 أبا (30 أبا لفتيات و22 أبا لصبيان).
إعلانوأظهرت النتائج فروقا مذهلة بين الطريقة التي يتفاعل بها الآباء مع بناتهم مقارنة بالذكور، كذلك أظهرت فحوصات الدماغ أن اختلاف نوع الطفل يقابله تغير في نشاط مناطق معينة في المخ، وأن آباء البنات يستجيبون بصورة أسرع وأكثر حنانا وعاطفية عندما تبكي بناتهم أو يضحكن مقارنة باستجابة آباء الذكور.
ووفق الدراسة، قضى آباء البنات وقتا أطول بنحو 60% في الاستجابة لأطفالهم باهتمام، مقارنة بآباء الذكور، كما أمضوا وقتا أطول بنحو 5 أضعاف في الغناء لبناتهم الصغيرات والصفير معهن، وتحدثوا بشكل أكثر انفتاحا عن مشاعرهم بما في ذلك مشاعر الحزن.
في حين أمضى آباء الذكور الوقت مع أطفالهم في اللعب العنيف والأنشطة الحركية وبدلا من الحديث عن المشاعر والعواطف استخدموا كلمات مرتبطة بالإنجاز بما في ذلك كلمات مثل "الفخر"، "الفوز"، "التحدي"، "القوة" و"الرجولة".
وعلقت الأستاذة بجامعة إيموري في أتلانتا والمؤلفة الرئيسية للدراسة، جينيفر ماسكارو: "من المرجح أن العوامل الثقافية والمفاهيم المجتمعية اللاواعية تؤثر على سلوك الآباء، إذ يتقبل المجتمع إشباع البنت بالحنان وتعبيرها عن مشاعرها وعواطفها على عكس الولد، رغم أن إدراك المشاعر مفيد للجميع".
تظهر آثار العلاقة الدافئة والجذابة بين الأب وابنته مع مرحلة البلوغ، وتعزز الشعور بالقبول، وتحسين تقدير الذات، وانخفاض معدلات الاكتئاب والمشاكل السلوكية.
وفي هذا الإطار تقول الدكتورة آمي ميكولاجوسكي، الأستاذة المساعدة لعلم النفس بجامعة ولاية لويزيانا لموقع "باتون روج بيرانتس"، إن الفتيات اللاتي يتمتعن بآباء محبين مشاركين يكنّ أقل عرضة للتصرف بشكل غير لائق في المدرسة، والرسوب، والانخراط في سلوكيات انحرافيّة ضارة.
إعلانوفي كتابها "آباء متميزون.. بنات متميزات"، تقول الطبيبة الأميركية والخبيرة التربوية، ميغ ميكر "الآباء يغيرون حتما مجرى حياة بناتهم ويمكنهم حتى إنقاذهن بداية من اللحظة التي تولد فيها الفتاة وحتى تكبر وتغادر المنزل، وعلى الأب أن يعي هذا الدور لتصبح فتاته امرأة قوية مستقلة وعطوفة".
وينقل موقع "فاميليز" عن عالم النفس، الدكتور جيمس دوبسون، قوله إن جميع العلاقات العاطفية المستقبلية في حياة الفتاة تتأثر إيجابا أو سلبا بالطريقة التي تنظر بها إلى والدها وتتفاعل معه، فإذا رفضها وتجاهلها، ستقضي حياتها تحاول أن تجد من يحل محله في قلبها، وإذا كان حنونا وعطوفا، ستبحث عن حبيب يُضاهيه، وإذا تعامل معها كفتاة جميلة، وكريمة، وأنثوية، ستميل إلى أن ترى نفسها كذلك.
توجد بعض الإستراتيجيات الفعالة لتعزيز واستمرارية العلاقة الإيجابية بين الأب وابنته، ومنها:
كن قدوة لابنتكإن تعاملك مع الآخرين، ونظرتك للحياة، ورؤاك وتصوراتك المختلفة، كلها تُعد قدوة لابنتك في بناء حياتها، وتزيد من احتمالية تبنيها لمعتقداتك وقيمك النبيلة، وقد تحميها من العلاقات غير الصحية أو المسيئة في المستقبل.
كن حاضرا ومشاركا إيجابياحاول قضاء وقت ممتع مع ابنتك من خلال ممارسة بعض الأنشطة المشتركة أو استكشاف هوايات واهتمامات جديدة أو مشاركتها أنشطتها المفضلة مثل الطبخ معا أو حضور الأحداث الرياضية أو الحفلات الموسيقية أو التطوع أو ركوب الدراجات أو استكشاف الطبيعة أو حل الألغاز أو القراءة ومشاهدة التلفاز معا أو اذهب للتسوق معها.
التواصل المفتوحتحتاج الفتيات إلى شخص موثوق به وحنون يتحدثن إليه، لذا ينبغي خلق مساحة آمنة مع ابنتك للتواصل والتعبير عن المشاعر والأفكار، ودعها تعرف أنك ترغب في التحدث معها ومستعد للاستماع إليها، وأخبرها بانتظام أنك تحبها، ولماذا هي مميزة، وكم تجعلك تشعر بالفخر بها.
إعلان دعم نموها واستقلالهااسمح لها باتخاذ القرارات المناسبة لعمرها، وادعم اختياراتها مع تقديم التوجيه والملاحظات البناءة التي تركز على المواقف بدلا من الانتقادات الشخصية وإصدار الأحكام، وناقش معها أحلامها المستقبلية دون أن تفرض عليها أحلامك.
الاحتفال بتقدمها وإنجازاتها مع قبول الفشلالنجاح والفشل هما فرصتان للتطور والتقدم، لهذا اعترف بإنجازاتها الكبيرة والصغيرة، وساعدها على رؤية النكسات كتجارب تعليمية مع مشاركة قصصك الخاصة حول التغلب على التحديات. بناء تقاليد وطقوس مشتركة
تحافظ الطقوس المشتركة على التواصل حتى في الأوقات الصعبة، ليس بالضرورة أن تكون طقوسا مكلفة، يُمكن أن تكون التقاط صورة في نفس المكان وفي نفس الوقت كل عام، قد تكون قراءة جزء من كتابكما المفضل كل ليلة، أو مصافحة طريفة، أو موعدا في أوقات التوتر والضيق، ستكون هذه الأماكن المألوفة مكانا يُمكنكما فيه إعادة التواصل.
المصدر: الجزيرة
إقرأ أيضاً:
ارشادات تربوية: تسهيل الغش للطلاب.. خطأ تربوي فادح
بعض أولياء الأمور -آباء وأمهات- يعتقدون خطأ أن مساعدة أولادهم من خلال تسهيل عملية الغش وتوفير الوسائل اللازمة التي تمكنهم من عبور الامتحانات بنجاح وتفوق أسلوب صحيح.. لكن بالطبع لا يدرك أمثال هؤلاء وهم كثيرون بأنهم يخدعون أبناءهم ويُعبّدون أمامهم طريق الفشل في الحياة منذ خطواتهم الأولى ..لذلك فبعض من أولياء الأمور -وخاصة من الآباء في المحافظات والمناطق النائية- باتوا يعدون العدة لمساعدة أولادهم على الغش من خلال دفع الأموال أو عبر ممارسة الضغوط على أعضاء اللجان الامتحانية وحتى استخدام القوة إذا دعت الحاجة إلى ذلك ..ونلاحظ إصرارا غريبا من قبل بعض أولياء الأمور على تمكين أبنائهم من الغش ولو عبر استخدام القوة والعنف وخاصة في مناطق الأرياف، كما أن بعض أولياء الأمور ينقلون أبناءهم إلى مدارس تقع في الأرياف النائية ظنا منهم أنهم سيجدون بعض الغش وسيحصلون على معدلات مرتفعة متناسين انهم بذلك إنما يدمرون أبناءهم ويعصفون بمستقبلهم فيما تجد أبناءهم قد حصلوا على معدلات ضعيفة جدا، لأن الغش ليس السبيل الصحيح للحصول على النجاح
ولا يدرك هؤلاء الآباء بأنهم يحطمون أبناءهم ويحكمون عليهم بالفشل في قادم الأيام، وهذا الخطأ الفادح يقع فيه الكثير من الآباء ممن يعتقدون أن ضمان تفوق أبنائهم وخاصة في الثانوية العامة يتيح المجال واسعاً أمامهم لتحقيق التفوق والبروز في المستقبل على صعيد التعليم الجامعي أو الحياة العملية، وهذه قضية اجتماعية خطيرة تجر وراءها فسادا كبيرا وخاصة من الآباء الذين يرسخون ذلك في فكر أبنائهم.