الخبر:
2025-04-29@21:32:53 GMT

هذه تأثيرات حرب النيجر على الجزائر

تاريخ النشر: 25th, August 2023 GMT

هذه تأثيرات حرب النيجر على الجزائر

أخطر ما قد يترتب عن حرب النيجر المتوقعة لا يتعلق بالحرب وتداعياتها الأمنية، بل التداعيات الإنسانية والاقتصادية للنزاع، والتي تتجاوز الجزائر إلى دول أوروبا.

أدى اندلاع الحرب الأهلية في مالي، في الفترة بين عامي 2012 و2013، إلى نزوح 55 ألف مواطن مالي نحو الجزائر بين عامي 2012 و2015، بمعدل هجرة أكثر من 18 ألف شخص سنويا، وساهم عدم الاستقرار في مالي في هجرة وفرار ما لا يقل عن 30 ألف مواطن نيجري إلى الجزائر، نسبة كبيرة منهم من الأطفال والنساء.

وقد بدأت الهجرة القادمة من النيجر عندما قررت الجزائر استقبال لاجئين فارين من حرب مالي، وبلغ إجمالي اللاجئين والمهاجرين السريين الذين تدفقوا على الجزائر في غضون أقل من 4 سنوات أكثر من 100 ألف، نجح عدد منهم في الوصول إلى أوروبا، وعانت الجزائر في الفترة بين 2012 و2017 من أطول موجة هجرة ولجوء من إفريقيا الصحراء، وهذا رغم أن حرب مالي كانت في المنطقة الشمالية من البلاد أو إقليم أزواد ذي الكثافة السكانية الضعيفة، واحتاجت الجزائر لترتيب عمليات ترحيل طويلة ومرهقة بالاتفاق مع دول الجوار، اعتبارا من 2017.

أما الحرب المتوقعة في النيجر فإنها ستشمل مناطق ذات كثافة سكانية كبيرة في النيجر، في جنوب البلاد، وهو ما يعني أن الجزائر قد تواجه مشكلة وأزمة هجرة ولجوء أكبر من تلك التي عرفتها قبل حوالي 10 سنوات، ومن المتوقع أن لا يقل عدد المهاجرين الفارين من النيجر عن 100 ألف، وطبقا للتوقعات فإن نسبة كبيرة من المهاجرين واللاجئين ستتجه إلى أوروبا عبر الجزائر، وقد تواجه الجزائر ودول المنطقة كارثة إنسانية في الصحراء في حالة تمدد النزاع وانتقاله إلى دول أخرى.

ما يثير القلق بالنسبة لجمهورية النيجر، التأثير الاقتصادي للحرب المتوقعة، فالجزائر تراهن بشكل كبير على مشاريع مشتركة بين الجزائر والنيجر للتنمية في المنطقة ككل، ضمن المقاربة الاقتصادية والتجارية للجزائر مع دول الجوار الإفريقي، ومن المؤكد الآن أن حرب النيجر الجديدة ستؤدي على الأقل لتأجيل مشروع خط أنابيب الغاز نيجيريا-الجزائر-أوروبا، ومشاريع أخرى تجارية واقتصادية مهمة، ومصدر القلق الأشد بالنسبة للجزائر أن يسفر التدخل العسكري المتوقع في النيجر عن اندلاع حرب أهلية طويلة تلحق ضررا كبيرا بالاقتصاد المحلي، ومن ثَمَّ الانهيار الاقتصادي في هذا البلد، مع نتائج كارثية على الوضع الإنساني، واحتمال نزوح موجات من اللاجئين نحو الجزائر، وهذا سيضع على الجزائر عبئا إنسانيا واقتصاديا وأمنيا، ليس فقط في مجال تحضير مخيمات لإيواء الفارين من الحرب المحتملة، بل لمواجهة موجات الهجرة غير الشرعية نحو أوروبا مرورا بالجزائر.

على عكس ما يشاع ويتداول من تحاليل أمنية وسياسية حول تأثير الحرب المتوقعة في النيجر على الجزائر، فإن النزاع الجديد جنوب الجزائر لن تكون له تأثيرات على الأمن الوطني الجزائري، لكن تأثير النزاع الاقتصادي والإنساني في المنطقة هو مصدر القلق الحقيقي في الجزائر كما في عدة دول بالمنطقة.

وساهمت الجاهزية القصوى للقوات العسكرية الجزائرية المرابطة على الحدود الجنوبية مع مالي والنيجر في منع أي تسلل عبر الحدود طيلة الفترة منذ عام 2012، تاريخ بداية الحرب الأهلية في دولة مالي، ثم التدخل العسكري الفرنسي في هذا البلد في 2013، ومن غير المتوقع، بل شبه مستحيل أن تسفر أي حرب جديدة عن اضطراب أمني أو تسلل إرهابيين أو تهريب أسلحة إلى الجزائر، وهذا ليس فقط بسبب الجاهزية القصوى للقوات العسكرية الجزائرية الموجودة على طول حوالي 2300 كلم من الحدود البرية الجزائرية مع مالي والنيجر، وقد أثبتت تجارب حرب ليبيا وحرب مالي فاعلية الإجراءات والتدابير الأمنية في الحدود الجزائرية، فبالرغم من ملايين القطع من السلاح التي تم تهريبها من ليبيا إلى دول المنطقة بعد اندلاع الحرب في هذا البلد، نجحت الجزائر في حجز كميات ضخمة من السلاح المهرب، وهو جزء بسيط من الأسلحة المهربة من ليبيا، كما أن خبرة الجيش الوطني الشعبي في مكافحة الإرهاب المتراكمة في الصحراء ستلعب دورا كبيرا في حالة وقوع أي طارئ أمني على الحدود، وبينما تتحدث تقارير إعلامية وتحاليل عن التأثيرات الأمنية للحرب على الجزائر، فمن شبه المؤكد أن الوضع على الحدود الجزائرية في كل مكان تحت السيطرة الكاملة.

 

المصدر: الخبر

كلمات دلالية: على الجزائر فی النیجر

إقرأ أيضاً:

مقتل مخرج يمني_هولندي بطائرة مسيّرة أثناء توثيق الحرب في مأرب

شمسان بوست / خاص:

لقي المخرج والمصور اليمني_الهولندي مصعب عبدالحفيظ الحطامي مصرعه، وأصيب شقيقه صهيب بجروح خطيرة، يوم السبت، عقب استهدافهما بطائرة مسيّرة أطلقتها الجماعة المصنفة إرهابية خلال مهمة تصوير فيلم وثائقي في الجبهة الجنوبية لمحافظة مأرب.

وبحسب مصادر محلية، كان الحطامي برفقة شقيقه يوثّقان مشاهد من واقع الحرب لمشروع فيلم جديد، قبل أن تسقط قذيفة مسيّرة أودت بحياته على الفور، فيما تعرض شقيقه لإصابات بالغة نُقل على إثرها إلى المستشفى.

مصعب الحطامي (31 عاماً) درس الإخراج السينمائي في الأردن قبل أن يستقر لاحقاً في هولندا ويحصل على جنسيتها، حيث برز اسمه كمخرج وصانع أفلام وثائقية، وشارك مع مؤسسات إعلامية عالمية مثل قناتي “الجزيرة” و”الجزيرة الوثائقية”، إلى جانب عمله منتجاً لمنصة “عرب أوروبا بودكاست”، مسلطاً الضوء على قضايا الهجرة والشتات العربي في أوروبا.

وخلال مشواره المهني، أنجز الحطامي العديد من الأفلام التي حظيت بتقدير النقاد والجمهور، وكان آخرها فيلمه القصير “To Sky” (إلى السماء) الذي اختير للعرض في “المهرجان الذهبي للأفلام القصيرة” بإيطاليا (Golden Short Film Festival)، في إنجاز مهم ضمن مسيرته الإبداعية.

من جانبه، عبّر وزير الإعلام والثقافة والسياحة معمر الإرياني عن بالغ حزنه لرحيل الحطامي، قائلاً في بيان نشره عبر منصة “إكس”: “نتقدم بخالص العزاء والمواساة للأستاذ عبد الحفيظ الحطامي في استشهاد نجله المخرج مصعب عبد الحفيظ الحطامي، الذي ارتقت روحه الطاهرة أثناء أدائه لواجبه الوطني في توثيق بطولات أبطال مأرب”.

كما دعا الإرياني بالشفاء العاجل لشقيقه المصور صهيب الحطامي، مؤكداً أن استهداف الإعلاميين يكشف الطبيعة الإجرامية للجماعة المصنفة إرهابية وعداءها السافر تجاه الحقيقة والصوت الحر، مشدداً على ضرورة توفير الحماية للصحفيين ومحاسبة الجناة.

مقالات مشابهة

  • هكذا تم الإطاحة بعصابة زوّرت وثائق إدارية فرنسية وتلاعبت بختم شرطة الحدود بمطار الجزائر
  • أوروبا ومخاطر الحرب المستعرة ضد المهاجرين
  • الرئيس اللبناني:من غير المسموح العودة إلى لغة الحرب والسلاح بيد الدولة حصراً
  • الضربة القاضية لعصابة الجزائر…مالي والنيجر وبوركينافاسو يلتفون حول جلالة الملك
  • رئيس لبنان: من غير المسموح العودة إلى لغة الحرب
  • عون: لا عودة إلى الحرب... والدولة وحدها تحمي الحدود
  • العالم يدخل مرحلة تسلح غير مسبوقة منذ نهاية الحرب الباردة
  • ماذا يحدث لجسمك عند الجري في الماراثون؟ 7 تأثيرات مدهشة تحتاج إلى معرفتها
  • مقتل مخرج يمني_هولندي بطائرة مسيّرة أثناء توثيق الحرب في مأرب
  • «حزب صوت الشعب» يردّ على وزير داخلية النيجر: احترام سيادة ليبيا ضرورة