المسلة:
2025-03-16@14:16:30 GMT

التقارب السعودي الإيراني.. أمامه سجادة حمراء

تاريخ النشر: 25th, August 2023 GMT

التقارب السعودي الإيراني.. أمامه سجادة حمراء

25 أغسطس، 2023

بغداد/المسلة الحدث:

محمد صالح صدقيان

حظيت زيارة وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان إلى السعودية ولا سيما اللقاء الأول من نوعه بينه وبين ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، باهتمام سياسي ودبلوماسي واعلامي كبير، لا سيما أن اللقاء كان بحد ذاته مفاجئاً للجميع إن لناحية الترتيبات أو المحتوی أو المخرجات.

خلافاً لكل المناخات التي حاولت جهات سياسية وإعلامية إشاعتها بعنوان “تعثر الإتفاق السعودي الإيراني” .

جاءت زيارة وزير خارجية إيران إلى المملكة العربية السعودية تعبيراً عن إرادة قيادتي البلدين بالمضي في خطوات تطبيع العلاقات الثنائية، وبالتالي وضع حد للتدافع الأمني والسياسي الذي دام سنوات في المنطقة وضرورة فتح صفحة جديدة من التفاهم والتنسيق على أساس مبادیء حسن الجوار واحترام سيادة الدول وعدم التدخل في شؤونها الداخلية، كما جاء في بيان بكين الثلاثي في العاشر من آذار/مارس المنصرم.

في التاريخ نفسه، كتب موقع “نور نيوز” القريب من مجلس الأمن القومي الإيراني تغريدة قال فيها “إن أمين المجلس المذكور أجری مباحثات مهمة جداً ستؤثر نتائجها علی مجمل التطورات في المنطقة”. لم يكن أحد يتصور أن تكون هذه التغريدة مقدمة لصدور البيان الثلاثي الصيني ـ السعودي ـ الإيراني المشترك الذي حدّد آلية لعودة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين.

اللقاء الذي تم بعد ذلك بثلاثين يوماً بين وزيري خارجية إيران حسين أمير عبد اللهيان والسعودية فيصل بن فرحان كان مهماً لتحديد أبعاد طاولة الحوار الثنائية لكن الأهم من ذلك هي الزيارة التي قام بها الوزير السعودي إلى طهران ومن ثم زيارة وزير خارجية إيران إلى المملكة. وبنظرة واقعية فإن اللقاء الذي تم بين ولي العهد السعودي والوزير عبد اللهيان، على مدى 90 دقيقة كان محطة مفصلية مهمة ستترتب عليها تطورات مستقبلية في مسار العلاقات الثنائية المتنامية وكذلك على مستوى الأمن الإقليمي.

لقد حرص الامير محمد بن سلمان على أن يكون اللقاء في مدينة جدة بدلاً من الرياض لنزع الطابع الرسمي البروتوكولي الجاف عنه وجعله أكثر قرباً تبعاً لرسالة الصداقة والمودة التي أرادت المملكة إرسالها إلى إيران. النقطة الأخری أن الجانبين اعتمدا لغة التخاطب بالعربية من دون مترجم ذلك أن عبد اللهيان يجيد اللغة العربية بطلاقة وقد استغل الأمير بن سلمان هذه النقطة ليكون الحديث بشكل مباشر وبالعربية الواضحة.

ونقلت مصادر متابعة عن محمد بن سلمان الذي يمسك بناصية القرار السعودي أنه أراد إرسال رسالة واضحة إلى القيادة الإيرانية التي خصّها بالتحية والإشادة مفادها أن المملكة لديها نوايا صادقة لتطوير العلاقات الثنائية مع الجمهورية الاسلامية الإيرانية في المجالات السياسية والأمنية والإقتصادية وهي بصدد إعداد مسودة شاملة لمعاهدة ثنائية بين البلدين بعيداً عن أية ضغوط أو مؤثرات خارجية.

واللافت للإنتباه أن مناخ الدفء في العلاقات عكسه عبد اللهيان بعد وصوله إلى طهران حيث نقل إلى القيادة الإيرانية ودوائر القرار في طهران ارتياحه الكبير لما سمعه في جدة من محمد بن سلمان.

هذه المرة الأولی التي نشهد فيها هكذا تطور بين الرياض وطهران في ظل إمساك الأصوليين القريبين من دوائر القرار في إيران بمعظم السلطات في البلاد؛ أما في المرات السابقة، فقد كانت مثل هذه التطورات تحصل سواء في عهد الرئيس هاشمي رفسنجاني (1989ـ1997) وعهد الرئيس الإصلاحي محمد خاتمي (1997-2005) حيث تم التوقيع علی إتفاقية التعاون الشاملة عام 1998 والإتفاقية الأمنية عام 2001. أهمية الحالة الجديدة هي التي تعطي الأمل باستدامة ما يتم الاتفاق عليه وهي أيضاً تعطي قوة لأي إتفاق أو تفاهم يمكن التوصل إليه بين البلدين.

وعندما دعا عبد اللهيان الامير محمد بن سلمان لزيارة طهران كان هناك ترحيب من الأخير للقيام بهذه الزيارة إذا كانت تساهم في التسريع بفرش السجادة الحمراء للعلاقات الثنائية حتی وإن اقتضى الأمر أن تحصل قبل الزيارة التي يعتزم الرئيس ابراهيم رئيسي القيام بها إلى الرياض.

هذه الأجواء والتطورات المهمة التي تبعث علی الأمل لا تمنع من وجود تحديات مهمة أمام البلدين يجب تجاوزها وهما يسيران علی هذا الطريق الجديد بما يحتويه من مطبات وتراكمات على مدى عقود الجفاء بين البلدين.

وليس خافياً أن لكل من إيران والسعوودية قاموسهما المختلف في قراءة أوضاع المنطقة والعالم ولهما صداقاتهما وتحالفاتهما المختلفة في المضمون والإتجاه وهما بحاجة إلى قاموس ثالث يُحدّد علاقتهما بعد غربة دامت أكثر من أربعة عقود؛ وبالتالي، فإن كتابة صفحات القاموس الجديد لن تكون سهلة المنال لكن ما يجعل الجانبين أكثر تفاؤلا من أي وقت مضى هو وجود رغبة عند قيادة البلدين لتجاوز المشكلات وعدم العودة إلى الوراء.

في القاموس السعودي هناك تعريفات وتصورات ومصالح تخص الواقع السيادي الذي تؤمن به الرياض؛ فيما يحتوی القاموس الإيراني تصورات وثوابت ومبادیء من نوع آخر. ليس من المفترض أن تتم معالجة هذا التباين قبل الجلوس علی طاولة الحوار وإنما العمل علی بحث المشتركات ومساعدة الآخر علی تبني عوامل التعاون والتنسيق بما يخدم مصالح البلدين. ولربما استطاع هذا الطرف مساعدة الآخر في حل مشكلة يواجهها مع المحيط الإقليمي أو علی الصعيد الدولي من أجل تعزيز مناخ الثقة المتبادلة.

ومن الطبيعي جداً وجود أوساط داخلية في كلا البلدين لا يروق لها تطور العلاقة بهذا الشكل والمضمون. فهذه الأوساط ربما تكون أسيرة الماضي أو الخلفيات الدينية والمذهبية وربما السياسية؛ فيما تعمل جهات خارجية، بدوافع سياسية وأمنية، من أجل التأثير سلباً على أي محاولة لترميم العلاقات، وهذه واحدة من أبرز التحديات التي تواجهها الحكومتان الإيرانية والسعودية.

إن إيران والسعودية دولتان مهمتان في الموقع الجيوسياسي كما في مجالات الطاقة والمال والاستثمارات والبنی الاقتصادية والقدرات البشرية وتستطيعان العمل معاً من أجل خلق فرص داخلية وإقليمية ودولية بما يحقق مصالح وطموحات ليس شعبي البلدين فحسب وإنما شعوب المنطقة بأسرها.

في الخلاصة؛ ما أطرحه ليس وهماً ولا ضرباً من الخيال إنما هو تعبير عن قناعة موجودة لدى نخب عربية وإيرانية بوجوب مواجهة التحديات التي تقف حجر عثرة أمام تطور العلاقة بين العالم العربي وإيران.

المسلة – متابعة – وكالات

النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.

المصدر: المسلة

كلمات دلالية: محمد بن سلمان عبد اللهیان بین البلدین

إقرأ أيضاً:

قسم الغاز في معمل “سادكوب” بانياس يستأنف عمله بعد التوقف الذي نتج عن هجمات فلول النظام البائد.

2025-03-15mohamadسابق ساحة السبع بحرات في إدلب تشهد فجراً جديداً.. أول احتفال بذكرى الثورة السورية بعد الانتصار انظر ايضاً ساحة السبع بحرات في إدلب تشهد فجراً جديداً.. أول احتفال بذكرى الثورة السورية بعد الانتصار

آخر الأخبار 2025-03-15إعادة تشغيل مطار حلب الدولي أمام حركة الطيران اعتباراً من 18 آذار الجاري 2025-03-15محافظة دمشق: تدعوكم جماهير الثورة للمشاركة في استكمال فعاليات احتفال ذكرى الثورة السورية المباركة، التي ستُقام اليوم السبت عند الساعة الثامنة والنصف مساءً في ساحة الأمويين، وذلك بسبب ارتفاع درجات الحرارة نهاراً 2025-03-15منحة مالية للعاملين في الدولة والمتقاعدين بما يعادل راتب شهر واحد بمناسبة عيد الفطر المبارك 2025-03-15إعلان قائمة منتخب سوريا الأول بكرة القدم لمواجهة منتخب باكستان بتصفيات كأس آسيا 2025-03-15الرئيس العراقي يبحث مع الشيباني العلاقات الثنائية وسبل تعزيزها 2025-03-15حملة إزالة الركام ومخلفات الدمار من المدارس في داريا 2025-03-14اللجنة الوطنية المستقلة للتحقيق والتقصي في أحداث الساحل تجتمع مع محافظ اللاذقية 2025-03-14فرق الدفاع المدني تواصل إخماد حرائق عدة في جبال الساحل 2025-03-14الأوقاف: حصة سوريا من الحجاج لموسم 1446هـ 22,500 حاج 2025-03-14وزيرا خارجية سوريا والعراق يؤكدان على أهمية العلاقات التاريخية بين البلدين وتطويرها

صور من سورية منوعات العرقسوس والتمر الهندي… عصائر رمضانية شعبية في حماة  2025-03-11 تيك توك تستأنف خدماتها في الولايات المتحدة بفضل ترامب 2025-01-20فرص عمل وزارة التجارة الداخلية تنظم مسابقة لاختيار مشرفي مخابز في اللاذقية 2025-02-12 جامعة حلب تعلن عن حاجتها لمحاضرين من حملة الإجازات الجامعية بأنواعها كافة 2025-01-23
مواقع صديقة أسعار العملات رسائل سانا هيئة التحرير اتصل بنا للإعلان على موقعنا
Powered by sana | Designed by team to develop the softwarethemetf © Copyright 2025, All Rights Reserved

مقالات مشابهة

  • وزير الاستثمار يزور الهند لبحث سبل تعزيز العلاقات الاقتصادية المشتركة بين البلدين
  • وزير الاستثمار يتوجه إلى الهند لبحث سبل تعزيز العلاقات الاقتصادية المشتركة بين البلدين
  • قائد الحرس الثوري الإيراني: نحذر أعداء إيران من أي تهديد.. وردنا سيكون صارمًا ومدمرًا
  • قسم الغاز في معمل “سادكوب” بانياس يستأنف عمله بعد التوقف الذي نتج عن هجمات فلول النظام البائد.
  • طرد سفير جنوب إفريقيا في واشنطن يؤجج توتر العلاقات بين البلدين
  • وزيرا خارجية سوريا والعراق  يؤكدان على أهمية العلاقات التاريخية بين البلدين وتطويرها
  • الشيباني: الهدف من زيارتنا تعزيز التبادل التجاري بين البلدين وإزالة العوائق التي تحول دون ذلك وفتح الحدود بين بلدينا سيكون خطوة أساسية في تنمية العلاقات
  • حسين: العلاقات مع سوريا تاريخية وناقشنا تطوير العلاقات الاقتصادية بين البلدين لتكون الفائدة مشتركة للشعبين الشقيقين
  • اجتماع بين إيران وروسيا والصين في بكين لمناقشة البرنامج النووي الإيراني والعقوبات الأمريكية
  • أحمد هارون: الانسحاب من العلاقات التي تسبب الاستنزاف العاطفي ليس ضعفًا بل قوة وحكمة