المسلة:
2024-10-05@05:09:12 GMT

التقارب السعودي الإيراني.. أمامه سجادة حمراء

تاريخ النشر: 25th, August 2023 GMT

التقارب السعودي الإيراني.. أمامه سجادة حمراء

25 أغسطس، 2023

بغداد/المسلة الحدث:

محمد صالح صدقيان

حظيت زيارة وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان إلى السعودية ولا سيما اللقاء الأول من نوعه بينه وبين ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، باهتمام سياسي ودبلوماسي واعلامي كبير، لا سيما أن اللقاء كان بحد ذاته مفاجئاً للجميع إن لناحية الترتيبات أو المحتوی أو المخرجات.

خلافاً لكل المناخات التي حاولت جهات سياسية وإعلامية إشاعتها بعنوان “تعثر الإتفاق السعودي الإيراني” .

جاءت زيارة وزير خارجية إيران إلى المملكة العربية السعودية تعبيراً عن إرادة قيادتي البلدين بالمضي في خطوات تطبيع العلاقات الثنائية، وبالتالي وضع حد للتدافع الأمني والسياسي الذي دام سنوات في المنطقة وضرورة فتح صفحة جديدة من التفاهم والتنسيق على أساس مبادیء حسن الجوار واحترام سيادة الدول وعدم التدخل في شؤونها الداخلية، كما جاء في بيان بكين الثلاثي في العاشر من آذار/مارس المنصرم.

في التاريخ نفسه، كتب موقع “نور نيوز” القريب من مجلس الأمن القومي الإيراني تغريدة قال فيها “إن أمين المجلس المذكور أجری مباحثات مهمة جداً ستؤثر نتائجها علی مجمل التطورات في المنطقة”. لم يكن أحد يتصور أن تكون هذه التغريدة مقدمة لصدور البيان الثلاثي الصيني ـ السعودي ـ الإيراني المشترك الذي حدّد آلية لعودة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين.

اللقاء الذي تم بعد ذلك بثلاثين يوماً بين وزيري خارجية إيران حسين أمير عبد اللهيان والسعودية فيصل بن فرحان كان مهماً لتحديد أبعاد طاولة الحوار الثنائية لكن الأهم من ذلك هي الزيارة التي قام بها الوزير السعودي إلى طهران ومن ثم زيارة وزير خارجية إيران إلى المملكة. وبنظرة واقعية فإن اللقاء الذي تم بين ولي العهد السعودي والوزير عبد اللهيان، على مدى 90 دقيقة كان محطة مفصلية مهمة ستترتب عليها تطورات مستقبلية في مسار العلاقات الثنائية المتنامية وكذلك على مستوى الأمن الإقليمي.

لقد حرص الامير محمد بن سلمان على أن يكون اللقاء في مدينة جدة بدلاً من الرياض لنزع الطابع الرسمي البروتوكولي الجاف عنه وجعله أكثر قرباً تبعاً لرسالة الصداقة والمودة التي أرادت المملكة إرسالها إلى إيران. النقطة الأخری أن الجانبين اعتمدا لغة التخاطب بالعربية من دون مترجم ذلك أن عبد اللهيان يجيد اللغة العربية بطلاقة وقد استغل الأمير بن سلمان هذه النقطة ليكون الحديث بشكل مباشر وبالعربية الواضحة.

ونقلت مصادر متابعة عن محمد بن سلمان الذي يمسك بناصية القرار السعودي أنه أراد إرسال رسالة واضحة إلى القيادة الإيرانية التي خصّها بالتحية والإشادة مفادها أن المملكة لديها نوايا صادقة لتطوير العلاقات الثنائية مع الجمهورية الاسلامية الإيرانية في المجالات السياسية والأمنية والإقتصادية وهي بصدد إعداد مسودة شاملة لمعاهدة ثنائية بين البلدين بعيداً عن أية ضغوط أو مؤثرات خارجية.

واللافت للإنتباه أن مناخ الدفء في العلاقات عكسه عبد اللهيان بعد وصوله إلى طهران حيث نقل إلى القيادة الإيرانية ودوائر القرار في طهران ارتياحه الكبير لما سمعه في جدة من محمد بن سلمان.

هذه المرة الأولی التي نشهد فيها هكذا تطور بين الرياض وطهران في ظل إمساك الأصوليين القريبين من دوائر القرار في إيران بمعظم السلطات في البلاد؛ أما في المرات السابقة، فقد كانت مثل هذه التطورات تحصل سواء في عهد الرئيس هاشمي رفسنجاني (1989ـ1997) وعهد الرئيس الإصلاحي محمد خاتمي (1997-2005) حيث تم التوقيع علی إتفاقية التعاون الشاملة عام 1998 والإتفاقية الأمنية عام 2001. أهمية الحالة الجديدة هي التي تعطي الأمل باستدامة ما يتم الاتفاق عليه وهي أيضاً تعطي قوة لأي إتفاق أو تفاهم يمكن التوصل إليه بين البلدين.

وعندما دعا عبد اللهيان الامير محمد بن سلمان لزيارة طهران كان هناك ترحيب من الأخير للقيام بهذه الزيارة إذا كانت تساهم في التسريع بفرش السجادة الحمراء للعلاقات الثنائية حتی وإن اقتضى الأمر أن تحصل قبل الزيارة التي يعتزم الرئيس ابراهيم رئيسي القيام بها إلى الرياض.

هذه الأجواء والتطورات المهمة التي تبعث علی الأمل لا تمنع من وجود تحديات مهمة أمام البلدين يجب تجاوزها وهما يسيران علی هذا الطريق الجديد بما يحتويه من مطبات وتراكمات على مدى عقود الجفاء بين البلدين.

وليس خافياً أن لكل من إيران والسعوودية قاموسهما المختلف في قراءة أوضاع المنطقة والعالم ولهما صداقاتهما وتحالفاتهما المختلفة في المضمون والإتجاه وهما بحاجة إلى قاموس ثالث يُحدّد علاقتهما بعد غربة دامت أكثر من أربعة عقود؛ وبالتالي، فإن كتابة صفحات القاموس الجديد لن تكون سهلة المنال لكن ما يجعل الجانبين أكثر تفاؤلا من أي وقت مضى هو وجود رغبة عند قيادة البلدين لتجاوز المشكلات وعدم العودة إلى الوراء.

في القاموس السعودي هناك تعريفات وتصورات ومصالح تخص الواقع السيادي الذي تؤمن به الرياض؛ فيما يحتوی القاموس الإيراني تصورات وثوابت ومبادیء من نوع آخر. ليس من المفترض أن تتم معالجة هذا التباين قبل الجلوس علی طاولة الحوار وإنما العمل علی بحث المشتركات ومساعدة الآخر علی تبني عوامل التعاون والتنسيق بما يخدم مصالح البلدين. ولربما استطاع هذا الطرف مساعدة الآخر في حل مشكلة يواجهها مع المحيط الإقليمي أو علی الصعيد الدولي من أجل تعزيز مناخ الثقة المتبادلة.

ومن الطبيعي جداً وجود أوساط داخلية في كلا البلدين لا يروق لها تطور العلاقة بهذا الشكل والمضمون. فهذه الأوساط ربما تكون أسيرة الماضي أو الخلفيات الدينية والمذهبية وربما السياسية؛ فيما تعمل جهات خارجية، بدوافع سياسية وأمنية، من أجل التأثير سلباً على أي محاولة لترميم العلاقات، وهذه واحدة من أبرز التحديات التي تواجهها الحكومتان الإيرانية والسعودية.

إن إيران والسعودية دولتان مهمتان في الموقع الجيوسياسي كما في مجالات الطاقة والمال والاستثمارات والبنی الاقتصادية والقدرات البشرية وتستطيعان العمل معاً من أجل خلق فرص داخلية وإقليمية ودولية بما يحقق مصالح وطموحات ليس شعبي البلدين فحسب وإنما شعوب المنطقة بأسرها.

في الخلاصة؛ ما أطرحه ليس وهماً ولا ضرباً من الخيال إنما هو تعبير عن قناعة موجودة لدى نخب عربية وإيرانية بوجوب مواجهة التحديات التي تقف حجر عثرة أمام تطور العلاقة بين العالم العربي وإيران.

المسلة – متابعة – وكالات

النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.

المصدر: المسلة

كلمات دلالية: محمد بن سلمان عبد اللهیان بین البلدین

إقرأ أيضاً:

وزير السياحة يلتقى نظيره السعودي لبحث سبل التعاون المشترك بين البلدين

 


 

استهل،  شريف فتحي وزير السياحة والآثار، زيارته القصيرة الحالية التي يقوم بها للمملكة العربية السعودية لعقد عدد من اللقاءات الرسمية والمهنية مع عدد من الوزراء والمستثمرين ورجال الأعمال السعوديين، بعقد لقاء مع معالي  أحمد الخطيب وزير السياحة بالمملكة العربية السعودية، وذلك بمقر وزارة السياحة السعودية.

وقد تم خلال اللقاء بحث سبل تعزيز التعاون المشترك بين البلدين في مجال السياحة والآثار، ومناقشة آليات الترويج السياحي المشترك وزيادة حركة السياحة البينية بين البلدين.

وقد حضر اللقاء من الجانب المصري السفير أحمد فاروق سفير مصر بالمملكة العربية السعودية، و عمرو القاضي الرئيس التنفيذي للهيئة المصرية العامة للتنشيط السياحي، والدكتور محمد إسماعيل خالد الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، والسفير خالد ثروت مستشار وزير السياحة والآثار للعلاقات الدولية والمشرف العام على الإدارة العامة للعلاقات الدولية والاتفاقيات بالوزارة، و سامية سامي رئيس الإدارة المركزية لشركات السياحة بالوزارة.

وحضر من الجانب السعودي الأميرة هيفاء بنت محمد ال سعود نائب وزير السياحة بالمملكة العربية السعودية، و فهد حميد الدين الرئيس التنفيذي للهيئة السعودية للسياحة، و سلطان المسلّم وكيل وزارة السياحة للشؤون الدولية، وعبدالله الحقباني الرئيس التنفيذي للشركات الدولية.

وتم خلال اللقاء التطرق للحديث عن أهمية العلاقات الوطيدة التي تربط بين البلدين الشقيقين.  

وتبادل الوزيران أطراف الحديث، حيث قام كل منهما باستعراض نبذة سريعة عن استراتيجية السياحة الخاصة بدولته وخططهم الترويجية بكل دولة.

كما تم مناقشة بعض الموضوعات التي يمكن التعاون المشترك من خلالها منها التعاون في التدريب المشترك، وتنظيم ورش عمل بين شركاء المهنة من الشركات المصرية ونظيرتها السعودية لبحث سبل الترويج السياحي المشترك وإعداد برامج تنفيذية سريعة بما يساهم زيادة حصة المنطقة العربية من حجم السياحة العالمية.

وعقب ذلك، حرص الوزير السعودي على إقامة مأدُبة غذاء على شرف شريف فتحي.
 

1000181476 1000181474 1000181472

مقالات مشابهة

  • السيسي وبن زايد يشيدان بتعزيز العلاقات الاقتصادية والاستثمارية بين البلدين
  • السيسي وبن زايد: مشروع رأس الحكمة يعزز العلاقات الاقتصادية والاستثمارية بين البلدين
  • أمير قطر ومنصور بن زايد يبحثان تنمية العلاقات الأخوية بين البلدين الشقيقين
  • تلاشي آمال التقارب الإيراني الأميركي بعد الهجوم الأخير
  • قائد الثورة يكشف تفاصيل حساسة بشأن الهجوم الإيراني على كيان العدو والمواقع التي تم استهدافها وما الذي حدث بعد الضربة مباشرة
  • وزير السياحة والآثار يبحث مع نظيره السعودي التعاون المشترك بين البلدين
  • الرئيس السيسي ونظيره الموريتاني يؤكدان تعزيز العلاقات بين البلدين بمختلف المجالات
  • أمير قطر ومنصور بن زايد يبحثان العلاقات الأخوية بين البلدين
  • وزير السياحة يلتقى نظيره السعودي لبحث سبل التعاون المشترك بين البلدين
  • ”استحلفكم بالله هذا شكل صاروخ”؟.. الإعلامي الحربي ”محمد العرب” يعلق على صواريخ إيران التي ضربت اسرائيل!