المسلة:
2025-02-07@16:27:09 GMT

التقارب السعودي الإيراني.. أمامه سجادة حمراء

تاريخ النشر: 25th, August 2023 GMT

التقارب السعودي الإيراني.. أمامه سجادة حمراء

25 أغسطس، 2023

بغداد/المسلة الحدث:

محمد صالح صدقيان

حظيت زيارة وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان إلى السعودية ولا سيما اللقاء الأول من نوعه بينه وبين ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، باهتمام سياسي ودبلوماسي واعلامي كبير، لا سيما أن اللقاء كان بحد ذاته مفاجئاً للجميع إن لناحية الترتيبات أو المحتوی أو المخرجات.

خلافاً لكل المناخات التي حاولت جهات سياسية وإعلامية إشاعتها بعنوان “تعثر الإتفاق السعودي الإيراني” .

جاءت زيارة وزير خارجية إيران إلى المملكة العربية السعودية تعبيراً عن إرادة قيادتي البلدين بالمضي في خطوات تطبيع العلاقات الثنائية، وبالتالي وضع حد للتدافع الأمني والسياسي الذي دام سنوات في المنطقة وضرورة فتح صفحة جديدة من التفاهم والتنسيق على أساس مبادیء حسن الجوار واحترام سيادة الدول وعدم التدخل في شؤونها الداخلية، كما جاء في بيان بكين الثلاثي في العاشر من آذار/مارس المنصرم.

في التاريخ نفسه، كتب موقع “نور نيوز” القريب من مجلس الأمن القومي الإيراني تغريدة قال فيها “إن أمين المجلس المذكور أجری مباحثات مهمة جداً ستؤثر نتائجها علی مجمل التطورات في المنطقة”. لم يكن أحد يتصور أن تكون هذه التغريدة مقدمة لصدور البيان الثلاثي الصيني ـ السعودي ـ الإيراني المشترك الذي حدّد آلية لعودة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين.

اللقاء الذي تم بعد ذلك بثلاثين يوماً بين وزيري خارجية إيران حسين أمير عبد اللهيان والسعودية فيصل بن فرحان كان مهماً لتحديد أبعاد طاولة الحوار الثنائية لكن الأهم من ذلك هي الزيارة التي قام بها الوزير السعودي إلى طهران ومن ثم زيارة وزير خارجية إيران إلى المملكة. وبنظرة واقعية فإن اللقاء الذي تم بين ولي العهد السعودي والوزير عبد اللهيان، على مدى 90 دقيقة كان محطة مفصلية مهمة ستترتب عليها تطورات مستقبلية في مسار العلاقات الثنائية المتنامية وكذلك على مستوى الأمن الإقليمي.

لقد حرص الامير محمد بن سلمان على أن يكون اللقاء في مدينة جدة بدلاً من الرياض لنزع الطابع الرسمي البروتوكولي الجاف عنه وجعله أكثر قرباً تبعاً لرسالة الصداقة والمودة التي أرادت المملكة إرسالها إلى إيران. النقطة الأخری أن الجانبين اعتمدا لغة التخاطب بالعربية من دون مترجم ذلك أن عبد اللهيان يجيد اللغة العربية بطلاقة وقد استغل الأمير بن سلمان هذه النقطة ليكون الحديث بشكل مباشر وبالعربية الواضحة.

ونقلت مصادر متابعة عن محمد بن سلمان الذي يمسك بناصية القرار السعودي أنه أراد إرسال رسالة واضحة إلى القيادة الإيرانية التي خصّها بالتحية والإشادة مفادها أن المملكة لديها نوايا صادقة لتطوير العلاقات الثنائية مع الجمهورية الاسلامية الإيرانية في المجالات السياسية والأمنية والإقتصادية وهي بصدد إعداد مسودة شاملة لمعاهدة ثنائية بين البلدين بعيداً عن أية ضغوط أو مؤثرات خارجية.

واللافت للإنتباه أن مناخ الدفء في العلاقات عكسه عبد اللهيان بعد وصوله إلى طهران حيث نقل إلى القيادة الإيرانية ودوائر القرار في طهران ارتياحه الكبير لما سمعه في جدة من محمد بن سلمان.

هذه المرة الأولی التي نشهد فيها هكذا تطور بين الرياض وطهران في ظل إمساك الأصوليين القريبين من دوائر القرار في إيران بمعظم السلطات في البلاد؛ أما في المرات السابقة، فقد كانت مثل هذه التطورات تحصل سواء في عهد الرئيس هاشمي رفسنجاني (1989ـ1997) وعهد الرئيس الإصلاحي محمد خاتمي (1997-2005) حيث تم التوقيع علی إتفاقية التعاون الشاملة عام 1998 والإتفاقية الأمنية عام 2001. أهمية الحالة الجديدة هي التي تعطي الأمل باستدامة ما يتم الاتفاق عليه وهي أيضاً تعطي قوة لأي إتفاق أو تفاهم يمكن التوصل إليه بين البلدين.

وعندما دعا عبد اللهيان الامير محمد بن سلمان لزيارة طهران كان هناك ترحيب من الأخير للقيام بهذه الزيارة إذا كانت تساهم في التسريع بفرش السجادة الحمراء للعلاقات الثنائية حتی وإن اقتضى الأمر أن تحصل قبل الزيارة التي يعتزم الرئيس ابراهيم رئيسي القيام بها إلى الرياض.

هذه الأجواء والتطورات المهمة التي تبعث علی الأمل لا تمنع من وجود تحديات مهمة أمام البلدين يجب تجاوزها وهما يسيران علی هذا الطريق الجديد بما يحتويه من مطبات وتراكمات على مدى عقود الجفاء بين البلدين.

وليس خافياً أن لكل من إيران والسعوودية قاموسهما المختلف في قراءة أوضاع المنطقة والعالم ولهما صداقاتهما وتحالفاتهما المختلفة في المضمون والإتجاه وهما بحاجة إلى قاموس ثالث يُحدّد علاقتهما بعد غربة دامت أكثر من أربعة عقود؛ وبالتالي، فإن كتابة صفحات القاموس الجديد لن تكون سهلة المنال لكن ما يجعل الجانبين أكثر تفاؤلا من أي وقت مضى هو وجود رغبة عند قيادة البلدين لتجاوز المشكلات وعدم العودة إلى الوراء.

في القاموس السعودي هناك تعريفات وتصورات ومصالح تخص الواقع السيادي الذي تؤمن به الرياض؛ فيما يحتوی القاموس الإيراني تصورات وثوابت ومبادیء من نوع آخر. ليس من المفترض أن تتم معالجة هذا التباين قبل الجلوس علی طاولة الحوار وإنما العمل علی بحث المشتركات ومساعدة الآخر علی تبني عوامل التعاون والتنسيق بما يخدم مصالح البلدين. ولربما استطاع هذا الطرف مساعدة الآخر في حل مشكلة يواجهها مع المحيط الإقليمي أو علی الصعيد الدولي من أجل تعزيز مناخ الثقة المتبادلة.

ومن الطبيعي جداً وجود أوساط داخلية في كلا البلدين لا يروق لها تطور العلاقة بهذا الشكل والمضمون. فهذه الأوساط ربما تكون أسيرة الماضي أو الخلفيات الدينية والمذهبية وربما السياسية؛ فيما تعمل جهات خارجية، بدوافع سياسية وأمنية، من أجل التأثير سلباً على أي محاولة لترميم العلاقات، وهذه واحدة من أبرز التحديات التي تواجهها الحكومتان الإيرانية والسعودية.

إن إيران والسعودية دولتان مهمتان في الموقع الجيوسياسي كما في مجالات الطاقة والمال والاستثمارات والبنی الاقتصادية والقدرات البشرية وتستطيعان العمل معاً من أجل خلق فرص داخلية وإقليمية ودولية بما يحقق مصالح وطموحات ليس شعبي البلدين فحسب وإنما شعوب المنطقة بأسرها.

في الخلاصة؛ ما أطرحه ليس وهماً ولا ضرباً من الخيال إنما هو تعبير عن قناعة موجودة لدى نخب عربية وإيرانية بوجوب مواجهة التحديات التي تقف حجر عثرة أمام تطور العلاقة بين العالم العربي وإيران.

المسلة – متابعة – وكالات

النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.

المصدر: المسلة

كلمات دلالية: محمد بن سلمان عبد اللهیان بین البلدین

إقرأ أيضاً:

وزيرة التنمية المحلية تبحث مع سفيرة البحرين بالقاهرة تعزيز التعاون بين البلدين

استقبلت الدكتورة منال عوض وزيرة التنمية المحلية ، اليوم السفيرة فوزية بنت عبدالله زينل سفيرة مملكة البحرين في مصر والمندوبة الدائمة لدى جامعة الدول العربية، لبحث فرص التعاون المشترك بين البلدين في مجال التنمية المحلية وذلك بحضور السفير حسام القاويش مساعد الوزيرة للتعاون الدولي و مصطفى الخاجة مستشار بسفارة البحرين .

وأكدت الدكتورة منال عوض على عمق العلاقات المصرية البحرينية ، ومستوي التقدم الذى وصلت إليه بمتابعة قيادتى البلدين الرئيس عبدالفتاح السيسي والملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك مملكة البحرين والتي تصب دوماً في مصلحة الشعبين الشقيقين ، مشيرة إلى أن العلاقات بين مصر والبحرين نموذجاً يحتذي به للعلاقات الوطيدة بين الأشقاء في كافة المجالات .

واستعرضت وزيرة التنمية المحلية دور الوزارة الذى تقوم به للتنسيق بين الوزارات والجهات الحكومية وبين الـ27 محافظة بما يساهم في تحسين مستوي الخدمات المقدمة للمواطنين في مختلف القطاعات الخدمية .

قدمت السفيرة فوزية بنت عبدالله زينل التهنئة للدكتورة منال عوض لفوزها بجائزة التميز الحكومي العربي كأفضل محافظ عربي  وكذا توليها منصب وزارة التنمية المحلية كأول سيدة مصرية ، متمنية لها دوام التوفيق والنجاح خلال الفترة القادمة .

كما أشارت سفيرة البحرين إلى أن العلاقات بين الدولتين راسخة وعميقة وتاريخية، لافتة إلى حرص مملكة البحرين على مواصلة الارتقاء بالعلاقات الثنائية إلى آفاق أرحب في مختلف المجالات بما يحقق المصالح المشتركة للبلدين والشعبين.

وشهد اللقاء استعراض عدد من مجالات التعاون المشترك في ملفات وبرامج عمل وزارة التنمية المحلية ومن بينها مجالات تمكين المرأة والتدريب وتأهيل الكوادر المحلية والتعاون بين مركز التنمية المحلية للتدريب بسقارة ومعهد الإدارة العامة بالبحرين ، بالإضافة إلى فتح آفاق جديدة للتعاون بين وزارة التنمية المحلية والمحافظات المصرية والوزارات المعنية بعمل الإدارة المحلية في مملكة البحرين بما يسهم فى تعظيم العلاقات القوية بين قيادتى البلدين .

‎وأكد الجانبان على أهمية مواصلة التنسيق والتعاون بين مصر ومملكة البحرين لتحقيق الأهداف المشتركة في مجال التنمية المحلية بما يسهم في تحقيق التنمية المستدامة والارتقاء بمستوى معيشة مواطني البلدين.

مقالات مشابهة

  • عون تسلم من وزير السياحة الغابوني رسالة من نظيره تضمنت حرصا على تعزيز العلاقات بين البلدين
  • بن زايد يبحث مع ماكرون العلاقات الإستراتيجية بين البلدين
  • محمد بن زايد يبحث وماكرون تعزيز العلاقات الاستراتيجية بين البلدين
  • مباحثات سورية سيريلانكية لتعزيز التعاون التجاري بين البلدين
  • وزيرة التنمية المحلية تبحث مع سفيرة البحرين بالقاهرة تعزيز التعاون بين البلدين
  • العراق وروسيا يؤكدان على تعزيز العلاقات الاقتصادية بين البلدين
  • ما الذي ينتظر العراق بعد استئناف حملة الضغط الأقصى على إيران؟
  • قرقاش: التنسيق الإماراتي السعودي ركيزة أساسية لاستقرار وازدهار المنطقة
  • ولي العهد والرئيس الألماني يبحثان تعزيز العلاقات بين البلدين
  • الرئيس الإماراتي وولي العهد السعودي يؤكدان أن "حل الدولتين" أفضل ضمان لاستقرار الشرق الأوسط