الجزيرة:
2025-04-13@07:14:51 GMT

قصة سعيدة وسط مآسي غزة

تاريخ النشر: 11th, April 2025 GMT

قصة سعيدة وسط مآسي غزة

أنقرة- غزة مليئة بالقصص المؤلمة، لكنها تحتضن في الوقت نفسه قصصا أخرى تبعث على الأمل وتحرك المشاعر الإنسانية. وإحدى هذه القصص عاشها رئيس قسم جراحة الأطفال في كلية الطب بجامعة "كوتاهيا" لعلوم الصحة في تركيا، البروفيسور الدكتور إبراهيم أويغون.

ذهب أويغون إلى غزة متطوعا، وأجرى عشرات العمليات الجراحية وأسهم في علاج مئات الجرحى، وهذا العمل لم يغيّر فقط حياة المرضى الذين عالجهم، بل غيّر حياته أيضا.

في المستشفى، التقى الطبيب التركي بممرضة عمليات من غزة كانت متطوعة مثله، وتزوّج بها تحت القصف، لتبدأ صفحة مختلفة تماما في حياته.

لم يتمكن من مغادرة غزة المدمرة مع زوجته، فحاول إرسال مقطع مصوّر إلى الرئيس رجب طيب أردوغان. بعد ذلك، تدخل جهاز الاستخبارات الوطنية التركي، وأخرجهما من غزة إلى تركيا.

صورة التقطها الطبيب ابراهيم أويغون لأحد شوارع غزة وقد تعرضت لقصف ودمار (الجزيرة) قصة فرح وحزن

إبراهيم أويغون صديقي منذ 35 عاما. لطالما نال التقدير منذ شبابه بفضل ذكائه الحاد، ونظرته المختلفة للأمور، وإيمانه واجتهاده. خلال هذه الصداقة الطويلة، درس الطب، ودرست أنا الصحافة، لكننا بقينا على تواصل دائم.

عندما ذهب إلى غزة، أرسل لي صورا ومقاطع فيديو التقطها هناك، وكان يكتب لي أيضًا عن الآلام التي عاشها. على مدار شهرين، أجرى عمليات جراحية لأطفال أصيبوا في الغارات الإسرائيلية، وضمّد جراحهم في ظل قصف عنيف وظروف قاسية للغاية.

في أحد الأيام، أرسل لي مقطع فيديو موجَّها للرئيس رجب طيب أردوغان، يطلب فيه المساعدة للخروج من غزة، حيث كان عالقًا هناك مع زوجته التي ارتبط بها حديثا. وأرسل الفيديو أيضا لعدة جهات أخرى، وقد حوّلته إلى الجهات المعنية، ثم علمت أن جهاز الاستخبارات الوطنية بدأ يتحرك لإخراجهما من هناك.

وبعد رحلة شاقة وصعبة، نُقلا إلى تركيا عبر الأردن، الأسبوع الماضي. وبمجرد عودتهما، التقيت به وبزوجته، وقد حدثاني عما عاشاه هناك.

الطبيب إبراهيم أويغون (يسار) وزوجته الممرضة إيمان (يمين) خلال إجراء عملية لأحد الجرحى (الجزيرة) كيف ذهبت إلى غزة؟ إعلان

كنت أرغب بالذهاب إلى غزة متطوّعا منذ أحداث 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023. لديّ خبرة كبيرة كجرّاح أطفال أثناء الزلازل، والعمليات الإرهابية، والكوارث، وكنت أعتقد أن هذه الخبرة ستكون مفيدة لعلاج أطفال غزة، لذلك صمّمت على الذهاب.

في البداية، كان الوصول إلى القطاع يتم عبر منظمة الصحة العالمية، من خلال جمعية الأطباء الفلسطينيين في تركيا وجمعية الأطباء الفلسطينيين في أوروبا. بالطبع، كانت هذه العملية معقدة ولا تتم إلا بعد موافقة الاحتلال الإسرائيلي. قضيت ما يقارب عاما كاملا أحاول الوصول إلى غزة.

في المرة الأولى، تم استدعاؤنا إلى عمّان في ديسمبر/كانون الأول 2024 حيث كنا 4 أطباء أتراك. لكن إسرائيل لم تسمح بدخول ثلاثة منّا، واضطررنا للعودة إلى تركيا.

بعد ذلك، وبفضل إصراري المستمر على الذهاب إلى غزة، أعادت الجمعيات تقييم طلبي، وتمت دعوتي مرة أخرى. في هذه المرة، تمكّنت من دخول غزة مع مجموعة من الأطباء عبر معبر كرم أبو سالم، قادما من الأردن، في 28 يناير/كانون الثاني 2025.

كيف كان الوضع هناك؟

كان هناك دمار هائل. أصابتنا الدهشة كأطباء من هول ما رأيناه. ما صدمني أيضا هو أنني لم أرَ شجرة ولا حيوانا حيا. لم يكن هناك دجاج أو أوز أو أغنام أو أبقار في الشوارع. معظمها كان قد نفق، وما تبقى منها استهلكه السكان الذين كانوا يكافحون للبقاء على قيد الحياة.

لقد شاهدت المجاعة عن قرب لأول مرة، ورأيت الناس في حالة مزرية يصارعون أقصى درجات الجوع.

أظن أنك دخلت غزة خلال فترة الهدنة؟

نعم، كانت الهدنة قد بدأت، وكانت هناك عودة جماعية من جنوب القطاع نحو الشمال. عشرات الآلاف من الناس كانوا عائدين على العربات التي تجرها الحمير أو أي وسيلة نقل أخرى. كانوا يريدون رؤية منازلهم، حتى وإن كانت مدمرة.

كانت الحشود البشرية هائلة لدرجة أننا احتجنا 7 ساعات لقطع مسافة 20 كيلومترا بالسيارة. أقمنا في المستشفى الأهلي العربي، والذي يعرف أيضا بالمستشفى المعمداني، لكن عملي كان في مستشفى أصدقاء المريض الذي يبعد حوالي 3 كيلومترات عنه. كان هذا المستشفى بمثابة مركز صدمات، وكنا نهتم هناك بالأطفال الجرحى أيضا.

أحد الأطفال الذين أشرف الطبيب ابراهيم أويغون على علاجهم (الجزيرة) كيف كان وضع المستشفيات؟ وما الإمكانيات الطبية هناك؟ إعلان

إسرائيل تستهدف المستشفيات في غزة بشكل متعمد. تم تدمير أكبر المستشفيات بالكامل. استشهد المئات من الأطباء والمرضى، وتم دفن أغلبهم في حدائق تلك المستشفيات. حتى المستشفيات التي بقيت تعمل كانت قد تعرضت للقصف، وبقيت بعض أجزائها قابلة للاستخدام.

جهاز التصوير المقطعي (الطبقي) يُعد أداة حيوية لنا كجراحين، نستطيع من خلاله رؤية شظايا القذائف أو الرصاص داخل الجسم أو الجمجمة، ونجري العمليات الجراحية بناء على ذلك. في القطاع الذي يبلغ عدد سكانه 2.5 مليون نسمة، لم يتبقّ سوى جهازين للتصوير المقطعي بحالة جيدة. كان المصابون يُنقلون بشكل عاجل إلى المستشفى الذي يحتوي على الجهاز، ثم إلى مستشفى آخر لإجراء العمليات إذا لزم الأمر.

كانت أوضاع باقي الأجهزة الطبية مشابهة، والأدوات الجِراحية شحيحة جدا. وكنا نجري العمليات في ظروف بالغة الصعوبة. كنا نُعالج الأطفال، وكان من الواضح أن أجسادهم الصغيرة أكثر تأثرا بالشظايا والرصاص.

لم تكن هناك كهرباء، وكنا نشغل غرف العمليات بالمولدات الكهربائية. حتى خلال فترة الهدنة، لم يتوقف القصف والهجمات بالطائرات المسيّرة. كنا نضطر أحيانا إلى إجراء العمليات تحت أصوات الانفجارات والصواريخ.

في غرف المستشفى، كنا نضع 7 أو 8 مرضى جنبا إلى جنب. لم تكن هناك غرفة أو حتى سرير واحد شاغر. أما نحن الأطباء فكنا ننام في غرفة ضيقة بلا تدفئة. خلال البرد الشديد كنا نرتدي 5 أو 6 طبقات من الملابس كي نتمكن من النوم. لم يتحمل الأطفال البرد القارس، وقد توفي العديد من الرضع بسبب التجمّد.

كلمات الطفل المشلول

بعد إحدى الغارات، أحضروا طفلا جريحا عمره حوالي 9 أو 10 سنوات. كان يلعب مع أصدقائه حينما استهدفتهم طائرة مسيّرة، فاستشهد أصدقاؤه. أصيب بشظية اخترقت رقبته وألحقت ضررا بالحبل الشوكي، ما أدى إلى شلله بالكامل. فتحنا له فتحة في رقبته كي يتمكن من التنفس، وكان يعتمد على جهاز تنفس صناعي. لم يكن قادرا على أن يفعل شيئا سوى الكلام.

إعلان

في أحد الأيام جلست إلى جانبه وسألته "كيف حالك؟" فابتسم وقال "الحمد لله". لا أذكر لحظة أثّرت فيَّ بذلك الشكل طوال حياتي. حتى في تلك الحالة الحرجة، كان هذا الطفل الصغير يبتسم ويحمد الله.

في الواقع، أثار أطفال غزة دهشتي. كانوا يلعبون في الشوارع، والحدائق، والساحات حتى أثناء القصف. أنا شخصيا كنت أخاف من أصوات القنابل والصواريخ، أما هم فلم يشعروا بالخوف. لم يهابوا الموت أو الإصابة تحت وابل القنابل والصواريخ.

الطبيب ابراهيم أويغون وزوجته خلال تطوعهما في المستشفى الأهلي العربي بغزة (الجزيرة) كيف كانت الحالة النفسية لسكان غزة؟

كل من يأتي إلى غزة من الخارج مثلي، لا يكتفي بتقديم المساعدة للناس هناك، بل يمرّ في الوقت ذاته بتجربة تربوية وروحية عميقة، ويتعلم الكثير ويشعر بنوع من النقاء الروحي.

رأيت أن الفلسطينيين يحبون الحياة بشغف، لكنهم في الوقت ذاته لا يهابون الموت. كلاهما بالنسبة لهم يمثلان الحياة، لأن الإيمان بأن الشهداء لا يموتون كان راسخا في قلوبهم.

عندما كنت أشعر بالخوف من صوت الصواريخ، كان شقيق زوجتي يقول لي "نحن عندما نسمع صوت الصاروخ نعتقد أن الجنة تقترب، لذلك لا نخاف".

لم أرَ في حياتي شعبا بهذه القوة الروحية. كانت الآيات التي يتلونها في الصلاة مرتبطة بواقع حياتهم. أن تقرأ آيات الجهاد أثناء القصف، أو أن تتلو الآية: "وَلَنَبْلُوَنَّكُم بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ…" وسط الدمار، له تأثير مباشر وعميق على القلوب.

لم أرَ أحدا يبكي لأنه فقد منزله، أو امرأة تصرخ يأسا لأنها فقدت طفلها، أو شخصا يئنّ من العجز. لقد جسّدوا أمام أعيننا قوله تعالى "إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ"، وقد أحدث ذلك فينا ذلك تأثيرا عميقا.

لم أرَ امرأة بملابس متّسخة، حتى في وسط الحرب، كنّ يرتدين ثيابا نظيفة، ملتزمات بالحجاب، ويعتنين بأطفالهن بشكل دائم.

إعلان

الحياة والموت متجاوران هنا بشكل حيّ ومباشر. والله إنني شعرت بخشوع وفيوض روحية في غزة أكثر مما شعرت به في صلواتي بمكة. كانت الأجواء الروحية في غزة قوية بشكل لا يُوصف.

لم أرَ متسوّلين، ولا سرقة، ولا فوضى، ولا حالة من الانهيار الأخلاقي التي عادة ما تفرزها الحروب. فوجئت فعلا، فأهالي غزة يعيشون في بُعد مختلف تماما.

تزوجت هناك من سيدة غزّيّة، كيف حدث ذلك؟

كنت أرغب في كفالة عدد من أطفال الشهداء في غزة والاعتناء بهم طوال حياتهم، لكن قيل لي إن هذا الأمر غير ممكن قانونيا وعمليا. أوضحوا لي أن السبيل الوحيد لذلك ربما يكون من خلال الزواج بأرملة شهيد لديها أطفال.

كنت أعزب، وقبل عودتي بـ10 أيام، عبّرت عن رغبتي في الزواج من أرملة شهيد لديها 4 أو 5 أطفال. بحثت زوجات الأطباء عن سيدة تقبل الفكرة، لكن لم توافق أي أرملة شهيد على الزواج ومغادرة غزة أو تربية أطفالها في بلد آخر.

كانت هناك ممرضة تدعى "إيمان" تأتي كمتطوعة لمساعدتنا في العمليات الجراحية في المستشفى. نشأت يتيمة وكرّست حياتها لخدمة المرضى والاعتناء بعائلتها. تعرّفنا على بعضنا، وبفضل الله نشأت بيننا مودة.

أخبرتُ الدكتور فاضل، مدير المستشفى الأهلي العربي، برغبتي في الزواج من إيمان، وقد رحّب بالأمر كثيرا. بادر بمساعدتي، وذهبنا معا لطلب يدها. أخبرت إيمان عائلتها بالأمر، وقالوا إنهم لا يمانعون في إتمام "الخطوبة"، لكن بما أن خروج إيمان من غزة غير ممكن حينذاك، يمكن إقامة الزواج لاحقا عندما تنتهي الحرب ويستطيعون مغادرة غزة، فوافقتُ على ذلك.

أقاموا لنا "الخطوبة" على الطريقة الفلسطينية. اجتمع الرجال في غرفة من غرف المستشفى، والنساء في غرفة أخرى، وأقمنا الحفل. رُفعت الأيدي بالدعاء، وأُنشدت الأهازيج، وأُقيمت الطقوس، وتمت "خطوبتنا".

كيف تم كل ذلك وسط الحرب؟ إعلان

كنا ندخل إلى غرف العمليات بمجرد وصول الجرحى، وعندما ننتهي من العمل نخرج ونتنزه على شاطئ غزة. كانت القنابل تنفجر، والصواريخ تتهاطل، والطائرات المسيّرة تحلق في السماء، لكننا لم نعد نتأثر بذلك، تماما كما هو حال أهل غزة.

اشترينا مستلزمات الخطوبة من المحلات القليلة التي بقيت مفتوحة، وعثرنا على بعض الحُليّ من هنا وهناك. كنت قد أنفقت كل ما أملك، فاقترضت بعض المال من زملائي الأطباء. لقد ألقى الله في قلوبنا من المحبة ما جعلنا لا نشعر بالحاجة إلى أي شيء آخر.

عُقد قراننا رسميا في مبنى المحكمة الذي كان قد دُمّر نصفه، وتم تجهيز وثائقنا. كل الترتيبات، من لقائنا الأول وحتى عقد القران رسميا، تمت خلال 7 أيام فقط.

بقيت عالقًا في غزة لفترة. كيف خرجت من هناك لاحقًا؟

بعد انتهاء الهدنة واستئناف القصف، أرادت منظمة الصحة العالمية إخراجنا من غزة، لكنني لم أرغب في المغادرة، وقررت البقاء لفترة أطول. في تلك الأثناء، كنت قد تعرفت على إيمان. لاحقا، بعد أن تزوجنا، أردت إخراج زوجتي بموافقة عائلتها، لكن الخروج في ظل الحرب كان شبه مستحيل، خاصة أن جواز سفرها كان منتهي الصلاحية، والمباني الرسمية التي يُمكن تجديده فيها كانت قد دُمّرت.

أرادت منظمة الصحة العالمية إخراجي مرة أخرى من غزة، فطلبت اصطحاب زوجتي، لكنهم قالوا إن ذلك غير ممكن، وعندها قررت البقاء معها في غزة. مكثنا هناك فترة إضافية، وفي النهاية فكرت أن أطلب المساعدة من رئيسنا، رجب طيب أردوغان، كحل أخير.

كيف أوصلتَ رسالتك المصورة إلى الرئيس أردوغان؟

صوّرت مقطع فيديو مع زوجتي، أوضحنا فيه أننا تزوجنا هنا في غزة لكننا غير قادرين على الخروج منها، وطلبنا من سيادة رئيس الجمهورية مساعدتنا. عندما توفّر لنا اتصال بالإنترنت، أرسلتُ الفيديو إلى عدد من الأشخاص في تركيا، وكنتَ من بينهم.

إعلان

بعد يوم أو يومين، رنّ هاتفي، وأخبرني أحد الموظفين الأتراك أنهم سيُخرجوننا من غزة، وطلبوا منا الذهاب إلى معبر كرم أبو سالم. تبيّن أن رسالتنا المصورة قد وصلت بالفعل إلى الجهات المعنية.

كنا حتى تلك اللحظة نظن أن من المستحيل أن تخرج زوجتي من غزة، ولذلك بدأنا نستعد للانتقال من الشمال إلى الجنوب بحماسة شديدة. لم يكن معنا سوى حقيبة سفر واحدة. كانت تلك أول مرة -في حياتها- تخرج فيها من غزة، فجمعت بعض ذكريات طفولتها، وبعض الصور، وانطلقتْ معي.

استخدمنا العربات التي تجرها الحمير، ومقطورات الجرارات، وكل وسيلة نقل استطعنا العثور عليها حتى وصلنا إلى جنوب القطاع، بالقرب من المعبر، لكننا لم نتمكن من الوصول إلى نقطة الخروج في كرم أبو سالم.

بعد انتظار دام 8 أيام، تمكّن المسؤولون، أخيرا، من ضمّنا إلى قافلة تضم عائلتين تحملان الجنسية التشيلية، وهكذا تمكّنا من الوصول إلى المعبر. لم يسمحوا لنا بأخذ حقيبتنا، وأخذوا منها بعض الوثائق، وتركنا جميع أمتعتنا خلفنا، وعبرنا الحدود يدا بيد.

كانت أسماؤنا مسجلة، لكن صلاحية جواز سفر زوجتي كانت منتهية، وواجهنا مشكلة بسبب ذلك. في الجانب الإسرائيلي، استقبلنا مسؤولون أردنيون، ونقلونا إلى الحدود الأردنية.

وعند الحدود الأردنية، واجهنا مجددًا مشكلة تتعلق بجوازات السفر، لكن بفضل موظفي السفارة التركية تمكّنا من العبور. وفي عمّان، أصدرت سفارتنا جواز سفر لزوجتي خلال يوم واحد، ثم سافرنا إلى إسطنبول بالطائرة. وصلنا إلى تركيا بعد 11 يوما من إرسال مقطع الفيديو.

ما عشناه كان أشبه بقصص الأفلام؛ بيئة حرب قاتلة، فقر، دمار، ورحلة طويلة دامت أياما وسط ترقّب وقلق وانتظار. أظن أنني لن أنسى هذه التجربة طوال حياتي، لكن الله رزقنا بيتا، ومنحنا الفرصة لتنشئة جيل مؤمن مثل أطفال غزة. لهذا، سندعو مدى الحياة لسيادة الرئيس، ولرئيس جهاز الاستخبارات الوطنية، ولكل من ساعدنا.

الطبيب ابراهيم أويغون وزوجته إيمان في إسطنبول (الجزيرة) إيمان، بماذا تشعرين؟

أشعر بالسعادة والحزن في الوقت ذاته. في الحقيقة، لم أكن أرغب بمغادرة غزة. ترك المستشفى، ووداع زملائي الأطباء، والمرض، كان أمرا صعبا جدا، لكن المودة التي نشأت بيني وبين إبراهيم هي ما أقنعني بالرحيل.

بكيت كثيرا، وتألمت كثيرا طوال الطريق. لم أرَ في حياتي أي بلد آخر، وعندما عبرنا إلى الأردن، رأيت الجنود الإسرائيليين في المعبر، فأحسست بالخوف والدهشة.

إعلان

ما رأيته في الأردن وتركيا أدهشني أيضا، أدركت أن العالم مختلف تماما عمّا نعرفه. لن نتخلى عن النضال من أجل غزة. حتى ونحن هنا، في كوتاهيا، سنواصل العمل من أجل غزة، ومن أجل فلسطين الحرة. سنعود يوما ما إلى فلسطين المحررة، إلى غزة المحررة، أنا أؤمن بذلك تماما.

عاد البروفيسور الدكتور إبراهيم أويغون إلى عمله في المستشفى بمدينة كوتاهيا، ويخطط لإقامة حفل زفاف وفقا للتقاليد التركية، كما يعتزم دعوة الرئيس رجب طيب أردوغان ورئيس جهاز الاستخبارات إبراهيم قالن إلى الحفل.

قلبه لا يزال معلّقًا بغزة، ولا يزال يتابع أعمال الإغاثة هناك، ويسهم في دعم نشاطات الأطباء والجهود الطبية المستمرة في القطاع.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات جهاز الاستخبارات رجب طیب أردوغان فی المستشفى الوصول إلى إلى ترکیا فی الوقت إلى غزة فی غزة من غزة فی غرف

إقرأ أيضاً:

رئيس الوزراء يتفقد مستشفى الرمد بأسيوط خلال زيارته اليوم للمحافظة

كتب- محمد سامي:

توجه الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، ومرافقوه، إلى مستشفى الرمد بأسيوط لتفقدها ومتابعة سير العمل بها، وذلك في إطار زيارته التي يقوم بها اليوم لعدد من المشروعات الخدمية والتنموية بالمحافظة.

وحرص رئيس الوزراء، على تفقد غرفة أبحاث العيون، داخل المستشفى، والتي تحتوي على جهاز حديث وفرته الدولة لأشعة العين، كما تفقد غرفة أبحاث تم تجهيزها بالمشاركة المجتمعية.

واستمع الدكتور مصطفى مدبولي، أثناء ذلك إلى شرح من الدكتورة كرستين تادرس، مديرة المستشفى، والتي أوضحت أنه تم إنشاء مستشفى الرمد عام 1911 وإدراجها ضمن المباني الأثرية ذات الطابع المتميز.

وتقع المستشفى على مساحة 2500 متر مربع وتخدم سكان المحافظة بالكامل، وتوفر لهم خدمة علاجية وتشخيصية متميزة.

وأضافت مديرة المستشفى، أنه يتم العمل على تطوير المستشفى وإمكاناتها بشكل مستمر، حيث تم استحداث خدمات جديدة بالمستشفى في عام 2025 الحالي، وتتضمن استحداث غرفة عمليات جديدة وإدخال عمليات الشبكية والحول.

ولفتت إلى شراء عددٍ من الأجهزة الحديثة ومنها: جهاز فاكو/ فتركتومي لإجراء عمليات الشبكية، وميكروسكوب جراحي، وجهاز رسم العصب الكهربائي وحساسية الشبكية.

وقالت الدكتورة كرستين تادرس، إن مستشفى الرمد تقدم العديد من الخدمات التشخيصية، وتضم أشعة (صبغة فلورسين لقاع العين، مقطعية للشبكية على العصب، تلفزيونية)، وكذلك فحص قاع عين، ومجال الإبصار، ومقاس عدسة العين، ومقاس نظارة بالكمبيوتر، ورسم العصب الكهربائي.

أما فيما يتعلق بالخدمات العلاجية، أوضحت المديرة أن المستشفى تقدم عمليات صغرى ومتوسطة تتمثل في: (استئصال كيس دهني بالجفن، جلسات ليزر أرجون للشبكية، مسح عدسة باستخدام ليزر الياج، كي شعرة أو فتح خراج بالجفون، وغيرها).

كما يتم تقديم عدد من العمليات الكبرى التي تشمل: (مياه بيضاء جراحية - مياه بيضاء فاكو - حقن مرضى الارتشاح السكري للشبكية - عمليات القرنية - عمليات الشبكية - حقن حول)، ويوجد 4 غرف عمليات بمستشفى الرمد.

وحول القوى البشرية والطاقم الطبي بمستشفى الرمد، أشارت "تادرس" إلى أن عدد الأطباء البشريين يصل إلى 64 طبيبًا، فيما تحتوي المستشفى على 69 صيدليًا، و125 ممرضًا، و38 فنيًا.

واستعرضت الدكتورة كرستين تادرس، عددًا من الإحصائيات لعام 2024، موضحة أنه تم إجراء 1086 عملية كبرى، و576 عملية متوسطة، و4238 عملية صغرى.

كما بلغت حالات التردد على العيادات الخارجية نحو مليون و421 ألف حالة، فضلًا عن 1347 حالة تشخيص عن بُعد، إضافة إلى مئات الحالات الخاصة بقسم الفحوصات ووحدة الليزر.

ولفتت مديرة المستشفى إلى المبادرة الرئاسية التي يتم تنفيذها داخل العيادات بالمستشفى، وهي "مبادرة وزارة الصحة والسكان للكشف المبكر عن مرض المياه الزرقاء (الجلوكوما)"، مؤكدة أنه يتم عمل الفحوصات اللازمة لتلقي العلاج والجراحة المطلوبة، وتوجد نخبة من الاستشاريين والأخصائيين لعلاج الحالات، منوهة إلى أن المبادرة تُقدم يوميا ما عدا يوم الجمعة ومتاحة لجميع مواطني المحافظة.

وفي ختام التفقد، تم التقاط صورة جماعية تذكارية جمعت رئيس مجلس الوزراء والعاملين بالمستشفى.

اقرأ أيضًا:

تطعيمات الحجاج.. ننشر اللقاحات المطلوبة وعناوين مكاتب الصحة

قرار جديد من التأمين الصحي بشأن علاج العاملين وأسرهم.. ما الامتيازات الجديدة؟

لمعرفة حالة الطقس الآن اضغط هنا

لمعرفة أسعار العملات لحظة بلحظة اضغط هنا

مصطفى مدبولي مجلس الوزراء مستشفى الرمد بأسيوط

تابع صفحتنا على أخبار جوجل

تابع صفحتنا على فيسبوك

تابع صفحتنا على يوتيوب

فيديو قد يعجبك:

الخبر التالى: الأخبار المتعلقة مجانية بالكامل.. رئيس الوزراء يتفقد مدرسة أحمد ضيف الله الدولية للتكنولوجيا أخبار صور.. "مدبولي" يوجه بطرح محطة الثروة الحيوانية بقرية "الحمام" على القطاع أخبار رئيس الوزراء يتفقد مدرسة أسيوط الثانوية الزخرفية ومعرض منتجات التعليم الفني أخبار رئيس الوزراء يفتتح مشروع كوبري "منقباد" العلوي بالمدخل الشمالي لمدينة أسيوط أخبار

إعلان

إعلان

أخبار

رئيس الوزراء يتفقد مستشفى الرمد بأسيوط خلال زيارته اليوم للمحافظة

روابط سريعة

أخبار اقتصاد رياضة لايف ستايل أخبار البنوك فنون سيارات إسلاميات

عن مصراوي

اتصل بنا احجز اعلانك سياسة الخصوصية

مواقعنا الأخرى

©جميع الحقوق محفوظة لدى شركة جيميناي ميديا

الدولار يتراجع من مستواه القياسي مقابل الجنيه ويفقد 46 قرشا فرص أمطار على القاهرة.. 3 ظواهر جوية تضرب المحافظات اليوم تسارع التضخم في مدن مصر إلى 13.6% في مارس 27

القاهرة - مصر

27 14 الرطوبة: 17% الرياح: شمال شرق المزيد أخبار أخبار الرئيسية أخبار مصر أخبار العرب والعالم حوادث المحافظات أخبار التعليم مقالات فيديوهات إخبارية أخبار BBC وظائف اقتصاد أسعار الذهب أخبار التعليم فيديوهات تعليمية رياضة رياضة الرئيسية مواعيد ونتائج المباريات رياضة محلية كرة نسائية مصراوي ستوري رياضة عربية وعالمية فانتازي لايف ستايل لايف ستايل الرئيسية علاقات الموضة و الجمال مطبخ مصراوي نصائح طبية الحمل والأمومة الرجل سفر وسياحة أخبار البنوك فنون وثقافة فنون الرئيسية فيديوهات فنية موسيقى مسرح وتليفزيون سينما زووم أجنبي حكايات الناس ملفات Cross Media مؤشر مصراوي منوعات عقارات فيديوهات صور وفيديوهات الرئيسية مصراوي TV صور وألبومات فيديوهات إخبارية صور وفيديوهات سيارات صور وفيديوهات فنية صور وفيديوهات رياضية صور وفيديوهات منوعات صور وفيديوهات إسلامية صور وفيديوهات وصفات سيارات سيارات رئيسية أخبار السيارات ألبوم صور فيديوهات سيارات سباقات نصائح علوم وتكنولوجيا تبرعات إسلاميات إسلاميات رئيسية ليطمئن قلبك فتاوى مقالات السيرة النبوية القرآن الكريم أخرى قصص وعبر فيديوهات إسلامية مواقيت الصلاة أرشيف مصراوي إتصل بنا سياسة الخصوصية إحجز إعلانك خدمة الإشعارات تلقى آخر الأخبار والمستجدات من موقع مصراوي لاحقا اشترك

مقالات مشابهة

  • فيفي عبده: عمري ما فكرت في الاعتزال وطفولتي كانت قاسية
  • سعيدة: دخول كمية معتبرة من فاكهة الموز بسعر 260 ديناراً
  • سعيدة: دخول كمية معتبرة من فاكهة الموز بسعر 260 دينار
  • العتيبي: الجزيرة العربية كانت المنطلق لانتشار الإنسان لبقية العالم .. فيديو
  • خلال استقباله وفد الأدباء والكتّاب.. مسعود بارزاني يستعرض مآسي ومعاناة شعب كوردستان
  • رئيس الوزراء يتفقد مستشفى الرمد بأسيوط خلال زيارته اليوم للمحافظة
  • سعيدة إسماعيل تقود طموح «تنس الإمارات»
  • رئيس الوزراء: لا عودة لتخفيف أحمال الكهرباء فى الصيف.. ونواب: هناك توجه لاستخدام الطاقة المتجددة
  • المنافذ تعلن عن مجمل المخالفات التي ضبطتها خلال آذار الماضي