وافقت هيئة الدواء المصرية على إطلاق تطعيم "بيكسيرو" للتحصين ضد مرض الالتهاب السحائي أو "ما يعرف بالحمى الشوكية" الناجم عن البكتيريا النيسيرية السحائية من المجموعة ”ب “و الذي قد يؤدي إلى مضاعفات خطيرة طويلة الأمد.

ووفقا للخبراء فإن الالتهاب السحائي البكتيري قد يكون قاتلا في غضون ٢٤ ساعة.. حيث يتسبب المرض في معاناة واحد من كل خمسة مصابين من مضاعفات شديدة، ويتسبب في وفاة واحد من كل عشره أشخاص يصابون به حسب الاحصائيات العالمية.

ويأتي طرح هذا التطعيم في مصر استكمالا لتلك الجهود المبذولة في الحد من انتشار مرض الالتهاب السحائي وفي إطار حرص كافة الجهات المعنية بالدولة المصرية، بما فيها هيئة الدواء و وزارة الصحة والسكان إلى جانب شركة جلاكسو سميثكلاين كشركة الرائدة في مجال الرعاية الصحية، على صحة المواطنين المصريين، وحقهم في الحصول على التطعيمات والأدوية الحديثة المصنعة بإستخدام أحدث التقنيات المبتكرة عالميا.

وفى هذا الصدد، أوضح الدكتور أحمد البليدي، أستاذ طب الأطفال بجامعة القاهرة، أن مرض الالتهاب السحائي يمثل تهديدا حقيقيا للأطفال، حيث يتطور بسرعة وقد يسبب الوفاه خلال ٢٤ ساعة.. وتشير الإحصاءات العالمية إلى أن واحدا من كل عشرة مصابين يفقد حياته، بينما يعاني واحد من كل خمسة من مضاعفات شديدة.

وأضاف أن الإعاقات الدائمة الأكثر شيوعا التي قد يسببها الالتهاب السحائي تشمل فقدان السمع، واضطرابات الحركة، والصرع، وأحيانا فقدان الأطراف، ونظرا لصعوبة تشخيص المرض في مراحلة المبكرة بسبب تشابه الأعراض مع أمراض أخرى، تزداد أهمية التحصين الوقائي، خاصة في الأشهر الأولى من عمر الطفل، وأن حالات الإصابة بالمرض ترتفع بشكل خاص بين الرُضّع أقل من سنة واحدة، تليها الفئة العمرية من عمر سنة إلى أربع سنوات.

وأشار الدكتور جمال سامي أستاذ طب الأطفال بجامعة عين شمس إلى خطورة مرض الالتهاب السحائي (الحمي الشوكية) الذي يحدث نتيجة التهاب الأغشية الرقيقة التي تغطي المخ والحبل الشوكي، والمعروفة باسم السحايا، وتحدث هذه الحالة غالبا بسبب البكتيريا أو عدوى فيروسية واحيانا تكون بسبب بعض الفطريات أو الطفيليات، موضحا أن التشخيص والعلاج السريع أمر بالغ الأهمية لمنع حدوث مضاعفات خطيرة، فإذا ترك التهاب السحايا دون علاج قد يصبح خطيرا للغاية، وقد يؤدي إلى تلف لا رجعة فيه في المخ أو الأعصاب كما يمكن ان يؤدي الي تسمم الدم والوفاة.

وأوضح الدكتور جمال أن من أعراض الحمى الشوكية البكتيرية للرضع أن يعانى الرضيع من عصبية غير معتادة فى سلوكه مع قيء متكرر، ورفض الرضاعة و يصبح بكاؤه عالي النبرة، ونظرة عينية تكون خالية من التعبير، كما قد تحدث تشنجات وتكون درجة حرارته مرتفعة، و تتمثل الأعراض فى الأطفال الأكبر سنا بأن يشكو الطفل من صداع أو ألم عند مؤخرة الرقبة ومن غثيان وكذلك عدم تحمله النظر للضوء، ومن الأعراض البارزة للمرض فى هذا السن حدوث قيء يندفع للأمام وارتفاع بدرجة الحرارة.

كما أشار الدكتور جمال أن تطعيم "بيكسيرو" مخصص للأطفال من عمر شهرين وكذلك البالغين حتى عمر ٥٠ عاما ويتميز بأنه أول تطعيم في مصر يستهدف المجموعة "ب “من البكتيريا المسببة للالتهاب السحائي.

كما أكد الدكتور جمال على أهمية توعيه الأم حول أعراض المرض وطرق الوقاية منه خصوصا بالتطعيمات.

من جانبه، أكد الدكتور محمود الزلباني استاذ طب الأطفال بجامعة الإسكندرية وعميد القطاع الطبي بالأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا والنقل البحري والعميد الاسبق لكليه الطب بجامعة الاسكندرية، على الدور المحوري لأطباء الأطفال في مصر في رفع مستوى الوعي المجتمعي تجاه هذا المرض، ودعوة أولياء الأمور إلى الالتزام بجداول التطعيمات الاجبارية والاضافية، لحماية الأطفال من عواقب هذا المرض المدمر

وأشار إلى أن التحصين بالتطعيمات يعد أمرا في غاية الأهمية، حيث أن الحصول على التطعيم يجنب الشخص العبء الناجم عن الإصابة بالأمراض ومضاعفتها المحتملة، خاصة وأن من الصعب تشخيص مرض الالتهاب السحائي في مراحله الأولى، حيث تكون الأعراض غير محددة.

وأوضح أن ظهور أعراض الالتهاب السحائي المحددة تكون في غضون ١٢-١٥ ساعة و تتمثل في الطفح النزفي، والهذيان، وتيبس الرقبة، والفوتوفوبيا و هي الحساسية الضوئية للعين أو انزعاج العين عند رؤية ضوء ساطع، وقد يؤدي الإصابه بالمرض للوفاة أو حدوث إعاقات دائمة تصل إلى فقدان الأطراف.

من جانبه قال البروفيسور محمد خير طه، الباحث البارز في معهد باستور بفرنسا، ورئيس وحدة الالتهابات البكتيرية السحائية، أن تطوير تطعيم فعّال ضد المجموعة ”ب“ من البكتيريا شكل تحديا علميا استمر لسنوات، إلى أن تمكنت التقنيات الحديثة من إنتاج تطعيم "بيكسيرو"، الذي يعد أول تطعيم في مصر للتحصين ضد المجموعة ”ب“.

واوضح البروفيسور خوسيه توماس راموس أمادور، رئيس قسم طب الأطفال بجامعة كومبلوتنسي في مدريد، ورئيس قسم طب الأطفال في أحد أكبر مستشفيات العاصمة الإسبانية، بان أطلاق تطعيم "بيكسيرو" في السوق المصري يعد خطوة في غايه الاهمية تجاه توفير حلول وقائية فعّالة ضد الالتهاب السحائي "ب"، حيث ان "بيكسيرو" هو أول تطعيم في مصر ضد المجموعه البكتيرية النيسرية السحائية ”ب“، و يمثل معدل الاصابات الناتجة عن البكتيريا النيسرية السحائية ١٦% من حالات الاصابه بالالتهاب السحائي البكتيري في مصر، في حين تمثل نسب الاصابات الناتجة عن البكتيريا النيسرية السحائية "ب" نصف هذا المعدل تقريباً، وفقًا للدراسات.

من جانبه اكد المهندس حسن فهمي، مديرعام شركة جلاكسو سميثكلاين حرص الشركة الدائم علي توفير التطعيمات و الأدويه الحديثه، المصنعه بإستخدام أحدث التقنيات المبتكره عالميا.

وأشار إلى أن إطلاق تطعيم "بيكسيرو" في مصر يعد خطوة محورية نحو حماية الأجيال القادمة من مرض مدمر كالالتهاب السحائي.

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: مصر هيئة الدواء المصرية جامعة القاهرة الحمى الشوكية مرض الالتهاب السحائی طب الأطفال بجامعة الدکتور جمال عن البکتیریا تطعیم فی مصر أول تطعیم إلى أن

إقرأ أيضاً:

احذر.. عادات يومية تؤدي لالتهاب المعدة

يُعتبر الطعام أحد أساسيات الحياة، ويجب أن تتناول ما يحتاجه جسمك، ولكن مع ازدياد التعرّض لمختلف أنواع ثقافات الطعام الغربية، تغيرت أنماطنا الغذائية، فقد يُسبب تناول بعض الأطعمة الالتهابات.

الأسباب

١. سوء اختيارات النظام الغذائي - الأطعمة المصنعة والسكريات المكررة والدهون المتحولة تزيد من الالتهاب. لذلك، تناول أطعمة كاملة، بما في ذلك الفواكه والخضراوات والمكسرات والأسماك الغنية بأوميغا ٣.

٢. قلة النشاط البدني - نمط الحياة الخامل يزيد الالتهاب. 

مارس ٣٠ دقيقة على الأقل من التمارين الرياضية المعتدلة يوميًا.

٣. التوتر المزمن 

 يؤدي التوتر المطول وغير المُعالج إلى ارتفاع مستوى الكورتيزول، مما يُفاقم الالتهاب. مارس التأمل، والتنفس العميق، أو تدوين اليوميات للتعامل مع التوتر وآثاره السلبية على الصحة.

٤. قلة النوم 

قلة النوم أو عدم كفاية النوم يعني أن جسمك لا يحصل على قسط كافٍ من الراحة لإصلاح واستعادة طاقته. تخلص من الأجهزة الإلكترونية ليلاً واحصل على ٧-٩ ساعات من النوم الجيد بانتظام.

٥. التدخين والإفراط في تناول الكحول - هاتان العادتان قويتان بما يكفي لإصابة أي شخص بالمرض، كما تساهمان في التهاب أنسجتنا. ببساطة، توقف عن التدخين وتحكم في تناول الكحول.

٦. الجفاف - الماء هو إكسير الحياة، وله دورٌ رئيسي في شفاء أجسامنا. يؤدي نقص الماء في أجسامنا إلى تباطؤ عملية الأيض وإطالة الالتهاب. يجب شرب كمية كافية من الماء لتجنب الالتهابات.

٧. الإفراط في تناول السكر - يرفع السكر مستوى السكر في الدم، مما يزيد الالتهاب. كما أن ارتفاع السكر في الدم يُبطئ شفاء الجسم. سيطر على مستوى السكر للسيطرة على الالتهاب.

تناول الحبوب المكررة بانتظام، بما في ذلك الخبز الأبيض، والكعك، والسمبوسة، والمعجنات، والمكرونة، وحبوب الإفطار مثل رقائق الذرة، قد يزيد أيضًا من الالتهاب. 

كما أن الأطعمة المدخنة المعرضة للكربون تزيد من الالتهاب. وقد يسبب الحليب المُصنّع، وجبن البانير، واللحوم الحمراء بكميات كبيرة، الالتهاب أو يزيده لدى بعض الأشخاص.

ومن الأطعمة المهمة الأخرى التي يجب تجنبها بانتظام تلك التي تُباع في عبوات مثل رقائق البطاطس وغيرها من النقانق، لأنها قد تُسبب الالتهاب أيضًا، وخاصةً لدى الأطفال. كما تُسبب هذه الأطعمة أمراضًا مرتبطة بنمط الحياة، مثل السمنة، وداء السكري، وغيرها.

مقالات مشابهة

  • «شعبة الأدوية» تهيب بسرعة إرسال بيان بالدواء المنتهي الصلاحية لـ«هيئة الدواء» تمهيدا لسحبه
  • هيئة الدواء توافق على أول تطعيم بمصر للوقاية من الحمى الشوكية الناجم عن البكتيريا ب
  • إطلاق أول تطعيم بمصر للوقاية من الالتھاب السحائي البكتیري "B"
  • احذر.. عادات يومية تؤدي لالتهاب المعدة
  • نصائح للوقاية من الجلطات الدموية أثناء السفر الجوي الطويل
  • المعلومات المضللة حول الحمى القلاعية في بولندا: ما سبب انتشارها؟
  • القومي للمرأة يُطلق جيلا جديدا من قادة الأسرة بختام برنامج تنمية الأسرة المصرية
  • حملة تطعيم للفتيات في تونس تفجر كارثة صحية
  • 4 أطعمة بمنزلك تقلل التهابات الجسم