فوق السلطة: الكركرية طريقة صوفية أم حركة مشبوهة؟
تاريخ النشر: 11th, April 2025 GMT
ويدعي المغربي فوزي الكركري، وهو شيخ الطريقة الكركرية، بأنه من أولياء الله الصالحين، ومجدد الدين الإسلامي لهذا العصر.
وتعتمد "الكركرية" طقوسا وحلقات خاصة تقول إنها تقربها من الله تعالى وتحارب تعلق الإنسان بالماديات الزائلة، في حين يقول المعترضون إن هؤلاء خط مخالف لتعاليم الدين الحنيف التي تركها الرسول ﷺ في أمته.
ويعمل الكركري جاهدا لجذب المريدين، ويقنعهم من دون دليل شرعي بأنهم سيرون نور الله بأم أعينهم "إذا بايعوه" حسب تقارير صحفية مغربية، قالت أيضا إنه لا يحمل حتى شهادة الثانوية العامة.
ونشرت الطريقة الكركرية مقطع فيديو -على قناتها في يوتيوب- ما تسميه "الجذبة الصوفية" تحت عنوان "للجنون فن لا يعرفه إلا المجنون بالله وفي الله".
وبلغ عدد مريدي هذه الطريقة بالعالم -في عيدها الـ20- مليوني شخص، في وقت أعلن فيه شيخهم تأسيس مركز للدراسات الصوفية بالعاصمة الأميركية، كما أن لديهم مركز إقامة فخما في شيكاغو.
ويرتدي أتباع الكركية الثياب المرقعة المصطنعة متعددة الألوان الزاهية والبراقة، التي تشبه ثياب المهرجين، إذ يعتبرون أنهم مدرسة للزهد والأدب والمعرفة بارتدائهم هذه الأزياء.
وتختلف النظرة إلى الكركرية من بلد إلى آخر، فيعتبرها الجزائريون حركة مشبوهة، في حين الأبواب مشرعة لها في مصر رغم الأصوات الأزهرية التي تحذر منها كالداعية عبد الله رشدي الذي خصص حلقات للتحذير منها، وقال "لا يصدق أن الكركرية هي دين الله إلا مخبول".
إعلان الإسلام داخل سجون أميركاوفي موضوع آخر، نشرت قناة "سي بي إس" تقريرا كشف الأسباب التي تجعل الإسلام الدين الأسرع نموا داخل سجون الولايات المتحدة.
ونقلت هذه القناة الأميركية -عن أمين أندرسون- قوله إن الإسلام غيّر حياته، إذ لم يكن يشعر بإنسانيته عندما دخل السجن لكنه استعادها بعد ذلك.
ووفق أندرسون، فإنه قضى سنواته في السجن يتعرف على الأديان الأخرى، ليخلص إلى أن الإسلام كان الدين الوحيد الذي شعر بأنه هو المناسب.
وكان مركز أبحاث بيو الأميركي قد نشر دراسة عام 2017، أفادت بأن الإسلام هو الديانة الأسرع انتشارا عالميا، في حين نقلت صحيفة غارديان البريطانية عن المركز ذاته أن "الإسلام سيعتلي ريادة الترتيب العالمي بعدد معتنقيه منتصف القرن الحالي".
وتساءل مقدم البرنامج نزيه الأحدب "كيف ينتشر الإسلام داخل سجون مغلقة ومعزولة؟" ليجيب بأن هناك مؤسسات تشرف على برامج "تعريف السجناء بالإسلام عن بعد: في وسائل الاتصال، ثم يتحول بعض السجناء الذين أسلموا إلى دعاة من خلال نظافتهم وسلوكياتهم أمام بقية زملائهم في السجن.
وتناول البرنامج عددا آخر من المواضيع وهذه أبرزها:
علي جمعة يستدل لشرح الأحاديث النبوية بقصة ألف ليلة وليلة. هل سيستعيض الصائمون، العام المقبل، عن السحور بحبّة رمضان. السويد تدفع للمهاجرين 34 ألف دولار إذا غادروها. وزير الخارجية اللبناني يعترف بأنه قاتل في الحرب الأهلية وكان طفلا. 11/4/2025المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات
إقرأ أيضاً:
ماذا قال الرسول عن البلاء؟ علي جمعة يكشف عن طريقة التعامل معه
أكد الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء في الأزهر الشريف، إنه عندما ينزل بالمؤمن البلاءُ يحتاج إلى أن يرجع إلى الله ليعرف حكمة البلاء، ويعرف كيف يتعامل معه عند نزوله، وما البرنامج الذي يسير عليه حتى تخفَّ عنه المصيبة، وتنزلَ السكينةُ على قلبه، ويتمتّعَ بنور الصبر.
وقال علي جمعة، في منشور له، إنه لا يمكن أن يكون ذلك إلا بقراءة الوحي (الكتاب والسنة). قال تعالى: {الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ}، وقال عز وجل: {وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ * الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا للهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ * أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ}.
وأوضح علي جمعة، أن نُزول البلاء امتحانٌ ينبغي أن نعلم أن مع هذه المحنِ منحًا ربانيةً من الجزاء الوفير والغفران التام، وأن الموتَ سنّةٌ من سنن الله في كونه، ولكنه مع ذلك ليس فناءً، بل هو انتقالٌ من دار الدنيا إلى دار الآخرة، ومن دار العمل إلى دار الجزاء، ومن دار الفناء إلى دار البقاء. وكان أبو ذر الغفاري رضي الله تعالى عنه لا يعيش له ولد، فسُئل عن ذلك فقال: «الحمد لله الذي يأخذهم مني في دار الفناء ليَدَّخِرَهُم لي في دار البقاء».
واستشهد بقول سيدنا رسول الله: «إِنَّ عِظَمَ الْجَزَاءِ مَعَ عِظَمِ الْبَلَاءِ، وَإِنَّ اللَّهَ إِذَا أَحَبَّ قَوْمًا ابْتَلَاهُمْ، فَمَنْ رَضِيَ فَلَهُ الرِّضَا، وَمَنْ سَخِطَ فَلَهُ السَّخَطُ»، وقال ﷺ: «عَجَبًا لِأَمْرِ الْمُؤْمِنِ؛ إِنَّ أَمْرَهُ كُلَّهُ خَيْرٌ، وَلَيْسَ ذَاكَ لِأَحَدٍ إِلَّا لِلْمُؤْمِنِ، إِنْ أَصَابَتْهُ سَرَّاءُ شَكَرَ فَكَانَ خَيْرًا لَهُ، وَإِنْ أَصَابَتْهُ ضَرَّاءُ صَبَرَ فَكَانَ خَيْرًا لَهُ»، وقال ﷺ: «مَا يَزَالُ الْبَلَاءُ بِالْمُؤْمِنِ وَالْمُؤْمِنَةِ فِي نَفْسِهِ وَوَلَدِهِ وَمَالِهِ حَتَّى يَلْقَى اللَّهَ وَمَا عَلَيْهِ خَطِيئَةٌ»، وقال ﷺ: «يَقُولُ اللَّهُ تَعَالَى: مَا لِعَبْدِيَ الْمُؤْمِنِ عِنْدِي جَزَاءٌ إِذَا قَبَضْتُ صَفِيَّهُ مِنْ أَهْلِ الدُّنْيَا، ثُمَّ احْتَسَبَهُ، إِلَّا الْجَنَّةُ».
وأشار إلى أن الروح باقيةٌ لا تفنى؛ ولذلك عند رحيل الأحبة نستمر في عمارة الدنيا، ونزيد من العمل الصالح، ونهب ثواب أعمالنا إلى من رحل صغيرًا كان أو كبيرًا.
عن أبي هريرة أن رجلًا قال للنبي ﷺ: «إِنَّ أَبِي مَاتَ وَتَرَكَ مَالًا وَلَمْ يُوصِ، فَهَلْ يُكَفِّرُ عَنْهُ أَنْ أَتَصَدَّقَ عَنْهُ؟»، قال: «نَعَمْ».
ولما مات أبو وكيع بن الجراح، خرج يوم وفاته في درسه اليومي وزاد أربعين حديثًا عمَّا كان يحدّث به كل يوم، وبعدما دَفَنَ أبو يوسف -صاحبُ أبي حنيفة- ابنَهُ، حضر مجلس أبي حنيفة بعد الدفن ليتعلم حتى يتجاوز الأحزان.
فالمصيبةُ تُعلِّمُنا حقيقة الدنيا، وأنها فانية، وأنها متاع قليل، قال تعالى: {مَتَاعُ الدُّنْيَا قَلِيلٌ وَالْآخِرَةُ خَيْرٌ لِمَنِ اتَّقَى وَلَا تُظْلَمُونَ فَتِيلًا}، ولنا في سيدنا رسول الله ﷺ أسوةٌ حسنةٌ؛ فقد مات أبناؤه وأحباؤه في حياته، وفي كل الأعمار، حتى قال عندما مات إبراهيمُ: «تَدْمَعُ الْعَيْنُ وَيَحْزَنُ الْقَلْبُ، وَلَا نَقُولُ إِلَّا مَا يَرْضَى رَبُّنَا، وَاللَّهِ يَا إِبْرَاهِيمُ إِنَّا بِكَ لَمَحْزُونُونَ».
ومات حمزةُ وجعفرٌ وزيدُ بن حارثةَ رضي الله عنهم، وكانوا أحبَّ الناس إليه، فعلَّمَنا كما علَّمنا القرآن: {إِنَّا للهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ}، وكلمة «راجعون» تبيّن أن الموطن الأصليَّ للروح هو عند الله، فمن هناك أتت تفضُّلًا ومنّة، وإليه عادت حكمةً وفضلًا.