المصرية لتقدم الأشخاص ذوي الإعاقة والتوحد تنظم المؤتمر العلمي التوعوي الـ21
تاريخ النشر: 11th, April 2025 GMT
نظمت الجمعية المصرية لتقدم الأشخاص ذوي الإعاقة والتوحد برئاسة مها هلالي المؤتمر العلمي التوعوي الـ21 للتوحد.
وأكدت مها هلالي رئيس مجلس إدارة الجمعية المصرية لتقدم الأشخاص ذوي الإعاقة والتوحد أن المؤتمر العلمي التوعوي الحادي والعشرين لاضطراب طيف التوحد، والذي تنظمه الجمعية المصرية لتقدم الأشخاص ذوي الإعاقة والتوحد، يأتي ضمن فعاليات حملتها الوطنية السنوية، مشيرة إلى أنها من أقدم المبادرات المجتمعية المنتظمة في هذا المجال في مصر والمنطقة العربية، والتي يتم إطلاقها سنويًا في شهر أبريل، تزامنًا مع الاحتفاء العالمي باضطراب طيف التوحد.
وأوضحت أن المؤتمر يقام في رحاب أكاديمية الأميرة فاطمة للتعليم الطبي المهني، ويتضمن نخبة متميزة من العلماء، والممارسين، والخبراء، وأولياء الأمور، في فعالية تجمع بين المعرفة، والوعي، والقبول، والرسالة الإنسانية النبيلة التي نحملها جميعًا.
وأشارت هلالي إلى تاريخ تطور فهم العالم لاضطراب طيف التوحد، الذي لم يُعرف بالشكل الذي نعرفه اليوم إلا عبر عقود من البحث العلمي والتطور في مفاهيم الطب النفسي والتربوي، ففي عام 1943، قام الطبيب النفسي الأمريكي ليو كانر بنشر دراسة رائدة وصف فيها مجموعة من الأطفال الذين أظهروا صعوبات شديدة في التفاعل الاجتماعي واللغة، إلى جانب أنماط متكررة في اللعب والسلوك، وفي العام التالي، 1944، نشر الطبيب النمساوي هانز آسبرجر دراسة موازية وصف فيها مجموعة من الأطفال الذين يمتلكون لغة متطورة نسبيًا، لكن يعانون من صعوبات في الفهم الاجتماعي والسلوكيات المقيدة.
وقد شهد العالم منذ مطلع الألفية ارتفاعًا ملحوظًا في معدلات تشخيص اضطراب طيف التوحد، ففي حين كانت التقديرات في التسعينيات تشير إلى إصابة طفل واحد من بين كل 2500، فإن الإحصائيات الصادرة عن مركز مكافحة الأمراض الأمريكي (CDC) في عام 2023 أ أشارت إلى أن طفلًا واحدًا من بين كل 36 طفلًا يُشخّص على الطيف.
هذا التزايد اللافت في الوعي والتشخيص، دفع المجتمع الدولي إلى الاعتراف بأهمية القضية، حيث أعلنت الأمم المتحدة في 18 ديسمبر 2007 أن يوم 2 أبريل من كل عام سيكون "اليوم العالمي للتوعية باضطراب طيف التوحد – WAAD"، وتم الاحتفاء به رسميًا لأول مرة عام 2008، ليصبح منذ ذلك الوقت مناسبة سنوية عالمية تُسلّط فيها الأضواء على حقوق ودعم الأشخاص على الطيف.
وأكدت أننا في مصر لم نقف مكتوفي الأيدي، فقد أطلقت جمعية التقدم "ADVANCE Society" في عام 2005 الشبكة المصرية للتوحد، كأول تحالف وطني يعمل على التنسيق بين الجمعيات، والأسر، والمهنيين، من أجل رفع الوعي المجتمعي، وتوفير الدعم المبكر والتدخل المناسب.
ومنذ عام 2005 وحتى اليوم، تم إطلاق حملة وطنية سنوية في شهر أبريل، بدأت تحت عنوان "حملة التوعية بالتوحد"، ثم تطورت في عام 2013 لتُصبح "حملة قبول التوحد"، انسجامًا مع توجه عالمي يرى أن المطلوب ليس فقط أن يعرف الناس عن التوحد، بل أن يتقبلوا التنوع العصبي، ويؤمنوا بحقوق الأشخاص ذوي التوحد في العيش المستقل والتعليم والعمل والمشاركة المجتمعية الكاملة.
وأكدت أنه وفقًا للتصنيف الخامس للدليل التشخيصي والإحصائي للأمراض النفسية (DSM-5) الصادر عن الجمعية الأمريكية للطب النفسي (APA) في عام 2013 والمحدّث لاحقًا، فإن السمات الأساسية لاضطراب طيف التوحد تتمثل في صعوبات في التواصل والتفاعل الاجتماعي، أنماط سلوك أو اهتمامات مقيدة ومتكررة، بالإضافة إلى الاختلافات الحسية، التي أُدرجت رسميًا كمكون أساسي للتشخيص.
وتشير الأبحاث إلى أن ما بين 40% إلى 60% من الأطفال ذوي التوحد قد يعانون من إعاقة ذهنية بدرجات متفاوتة، وأن نسبة كبيرة منهم قد تتعايش مع اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه (ADHD) كحالة مصاحبة، فيما يُعاني من يُصنفون بـ "الأداء المرتفع" من صعوبات تعلم محددة (SpLD)، مثل عسر القراءة أو صعوبات الحساب، أو مشكلات في تنظيم الأفكار واللغة.
كما تشير النظريات العلمية، مثل "نظرية العقل – Theory of Mind"، إلى أن الأشخاص ذوي التوحد قد يجدون صعوبة في تفسير وفهم نوايا ومشاعر الآخرين، مما يؤثر على تفاعلهم الاجتماعي بشكل كبير.
وأشارت إلى أن المؤتمر العلمي يركز على ثلاث دوائر مترابطة أساسية للتدخل الشامل:الدائرة البيولوجية الطبية: وتشمل التغذية، الجهاز المناعي، العوامل الوراثية، والتدخلات الدوائية والداعمة، الدائرة الحسية العصبية: وتهتم باضطرابات المعالجة الحسية، التكامل السمعي، والانتباه والتركيز، الدائرة السلوكية التربوية: وتشمل تحليل السلوك التطبيقي، التدخلات الاجتماعية واللغوية، والتعلم التفاعلي.
وتضمنت جلسات المؤتمر الجلسة الأولي تحت عنوان «التشخيص والتدخلات المبكرة»، وبدأت الجلسة بمحاضرة حول “التشخيص والتدخل الدوائي لذوي اضطراب طيف التوحد”، قدمتها الدكتورة سحر داوود، استشاري الصحة النفسية بمركز مصادر التعلم، تليها محاضرة بعنوان “الاضطرابات النفسية لدى ذوي اضطراب طيف التوحد منخفضي ومرتفعي الأداء الوظيفي: الأسباب والمآل”، يلقيها ضيف شرف المؤتمر الأستاذ الدكتور إيهاب الببلاوي، نائب رئيس جامعة الزقازيق وعميد كلية علوم ذوي الإعاقة الأسبق.
ومحاضرة حول “عوائق التعلم في التدخل المبكر”، تقدمها داليا وجدي، استشارية اللغة والتواصل والمحلل السلوكي المعتمد من البورد الأمريكي QABA، والاستشاري الفني لمركز التقدم. تليها محاضرة بعنوان “رؤية للتواصل الوظيفي لذوي اضطراب طيف التوحد”، تقدمها الأستاذة إلهام حلمي، استشاري ورئيس قسم اللغة والتواصل بمركز التقدم.
واختتمت الجلسة الأولى بمحاضرة حول “التغذية السليمة وتقوية الجهاز المناعي لذوي اضطراب طيف التوحد”، تقدمها الدكتورة دينا ريحان، أخصائي الصحة النفسية بمركز مصادر التعلم وممارس علم الأمعاء المعتمد من المملكة المتحدة.
أما الجلسة الثانية فكانت تحت عنوان "السلوك والتدخلات الوظيفية"، وبدأت الجلسة بمحاضرة حول “المعالجة السمعية المركزية لدى الأطفال ذوي اضطراب طيف التوحد”، تقدمها الدكتورة لميس العمرجي، مدرس طب السمع والاتزان بكلية الطب جامعة عين شمس، تليها محاضرة بعنوان “التدخلات الاستباقية للسلوك”، تلقيها الأستاذة يسرا ماهر، الاستشاري الفني لمركز التقدم والمحلل السلوكي المعتمد من البورد الأمريكي QABA.
وجاءت محاضرة حول “التقييم الوظيفي للسلوك”، يلقيها مصطفى عبد المعز، نائب مدير مركز التقدم، تليها محاضرة بعنوان “دور القصص الاجتماعية، في تعزيز السلوك الإيجابي”، يلقيها الدكتور سيد الجارحي، رئيس قسم الصحة النفسية بكلية التربية جامعة الفيوم والاستشاري الفني لمركز التقدم.
واختتم المؤتمر بمحاضرة حول “تعزيز الصداقة لذوي اضطراب طيف التوحد وأثرها على السلوك الاجتماعي”، للدكتور محمود فؤاد، مدير مركز التقدم.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: ذوي الإعاقة وزارة التضامن الاجتماعي الجمعية المصرية الإعاقة والتوحد ذوي الإعاقة والتوحد طيف التوحد طيف التوحد المزيد
إقرأ أيضاً:
بروتوكول تعاون بين وكالة الفضاء المصرية وأكاديمية الشروق لتعزيز البحث العلمي وتطبيقات تكنولوجيا الفضاء
وقّعت وكالة الفضاء المصرية بروتوكول تعاون مشترك مع أكاديمية الشروق، اليوم الخميس 10 إبريل 2025، وذلك بمقر وكالة الفضاء المصرية.
وقد مثّل وكالة الفضاء المصرية في توقيع البروتوكول الدكتور شريف صدقي، الرئيس التنفيذي للوكالة، بينما مثّل أكاديمية الشروق اللواء الدكتور أحمد سيد عبد الرحيم، رئيس مجلس إدارة الأكاديمية، بحضور نخبة من قيادات الجانبين.
وضم وفد أكاديمية الشروق كلًا من الأستاذ الدكتور محمد شومان نائب رئيس مجلس إدارة أكاديمية الشروق والدكتور حسام الدسوقي -عميد المعهد العالي للهندسة.
و الدكتور محمد عميد المعهد العالي للحاسبات وتكنولوجيا المعلومات والدكتور سهير صالح إبراهيم عميد المعهد الدولي العالي للإعلام الأستاذ الدكتور صلاح رئيس قسم الاتصالات والحاسبات.
الدكتور محمد منسق الإتفاقية قسم الاتصالات والحاسبات.
وقد قام الدكتور شريف صدقي، الرئيس التنفيذي لوكالة الفضاء المصرية، باستعراض شامل لإمكانات الوكالة وما تحقق من تطورات ملموسة خلال الفترة الماضية على صعيد مختلف القطاعات، مؤكدًا على الطفرات التي شهدتها الوكالة في مجالات البنية التحتية، والبحث العلمي، والمشروعات التعاونية مع العديد من الجهات المحلية والدولية.
كما تطرق إلى جهود الوكالة في تطوير المنطقة التكنولوجية لجذب الشركات العالمية العاملة في مجال الفضاء، وإتاحة الإمكانات والتسهيلات اللازمة لها، بما يسهم في تعظيم العائد الاقتصادي وتحقيق الاستفادة القصوى من هذه الشراكات. وأكد الدكتور صدقي على الدور المحوري للوكالة في نشر الوعي بثقافة علوم وتكنولوجيا الفضاء، من خلال التعاون المستمر مع الجامعات والمدارس والمؤسسات التعليمية، بهدف إعداد جيل واعٍ ومؤهل للمساهمة في مستقبل صناعة الفضاء في مصر والمنطقة.
يهدف هذا البروتوكول إلى إرساء تعاون فعّال بين الطرفين في مجالات التعليم والتدريب وبناء القدرات، والمشروعات البحثية والتطبيقية التي تستفيد من تقنيات الفضاء والاستشعار من البعد، وذلك في تخصصات متعددة تشمل: هندسة وعلوم الحاسب، الاتصالات والأمن السيبراني، الزراعة الصحراوية، نظم المعلومات الجغرافية، الطاقة الجديدة والمتجددة، الليزر والرادار والمستشعرات، وغيرها من التخصصات ذات الصلة.
ويستند البروتوكول إلى مذكرة التفاهم الموقعة سابقًا بين الجانبين في مارس 2020، والتي أرست أسس التعاون العلمي في مجال بحوث وتطبيقات تكنولوجيا الفضاء.
كما ينص البروتوكول على تبادل الدوريات والمجلات العلمية، وإتاحة الوصول إلى قواعد البيانات والمكتبات العلمية، وتبادل استخدام النماذج الحسابية والتطبيقات البحثية، وذلك وفقًا للضوابط القانونية المعمول بها.
وفي مجال التدريب وبناء القدرات، يشمل التعاون تنظيم برامج تدريبية وورش عمل وندوات علمية مشتركة، إلى جانب دعم الطلبة والهيئة المعاونة من أكاديمية الشروق بالتدريب العملي في معامل وكالة الفضاء المصرية، وتقديم منح دراسية للكوادر البحثية والهندسية التابعة للوكالة لاستكمال الدراسات العليا في كليات الأكاديمية.
كما اتفق الطرفان على إعداد مقترحات بحثية.
وعقب مراسم التوقيع، قام الجانبان بتبادل الدروع التقديرية ويأتي هذا التعاون في إطار استراتيجية وكالة الفضاء المصرية لتعزيز الاستفادة من علوم وتكنولوجيا الفضاء في تحقيق أهداف التنمية المستدامة، وتوطين التكنولوجيا، ودعم منظومة الابتكار القومي، كما يعكس حرص أكاديمية الشروق على ربط البحث العلمي باحتياجات الدولة وتوجهاتها المستقبلية.