((عدن الغد))متابعات.

تواجه الولايات المتحدة تحديات واضحة في اليمن وتعتمد سياسة الدبلوماسية "الفائقة الهدوء"، فالمندوب الأميركي الخاص لليمن تيم ليندركينغ قلّما وجّه انتقاداً للحوثيين إلا في حالة الضرورة القصوى.

خلال الأسابيع الماضية خاض ليندركينغ في محادثات شملت الكثير من الأطراف بما في ذلك محادثات غير مباشرة مع الحوثيين، وقد نجح الأطراف في تفريغ الناقلة صافر، وأطلقوا سراح موظفين يعملون لدى الأمم المتحدة، ويطمح ليندركينغ إلى المزيد، وهو أعلن في إيجاز للصحافيين يوم الأربعاء بعد زيارة إلى المنطقة أن "اليمن هو أولية في السياسة الخارجية للولايات المتحدة وإدارة (الرئيس الأميركي جو) بايدن (ونائبة الرئيس الأميركي كاملا) هاريس".

هدف السياسة الأميركية في اليمن المعلن هو التوصل إلى حلّ سياسي دائم وسيكون دون هذا الحلّ الكثير من العراقيل، فمجلس السيادة اليمني من جهة والحوثيون من جهة أخرى لديهم سلاسل من المطالب والأهداف، كما أن الأطراف الإقليمية لديها مصالح تريد التأكد من الحفاظ عليها.

تؤكد المصادر الخاصة بـ"العربية" و"الحدث" أن من أهم المطالب المطروحة هو أن يتخلّى الحوثيون عن الصواريخ والمسيرات التي بحوزتهم، وأن يبتعدوا عن الحدود السعودية لمسافة أقلّها عشرين كيلومتراً، وهذا ما لا يلتزم به الحوثيون أقلّه حتى الآن، كما أن على الحوثيين القبول بخطوات عملية إضافية على الأرض، تبدأ بالتخلّي عن جباية الضرائب في ميناء الحديدة والقبول بتوحيد عمليات البنك المركزي اليمني ونقله مؤقتاً إلى الأردن لتنظيم عمله.

وتقول مصادر "العربية" و"الحدث" إن من ضمن المبادئ المطروحة للوصول إلى الحلّ السياسي هو قبول الحوثيين بالانضمام إلى المجلس الرئاسي بمقعد واحد وبالمشاركة في حكومة يعاد تشكيلها ويكون لديهم فيها مقعد أو اثنان.

يعرف الأميركيون أن هذه العملية السياسية ستأخذ وقتاً، وتعطي الإدارة الأميركية مؤشرات متتالية على رغبتها في العمل بالتوازي مع المجلس الرئاسي اليمني لمواجهة الكثير من التحديات الأمنية.

فالأميركيون قاموا خلال الأشهر الماضية بنشر المزيد من القوات الأميركية قبالة الشواطئ اليمنية، وقد ساعد هذا الأمر في إحباط الكثير من عمليات تهريب السلاح في المرحلة الأولى، ثم ساهم في ضبط كميات كبيرة من المخدرات.

تراجعت عمليات التهريب خلال الأشهر الماضية، ويعود بعض الأمر إلى امتناع إيران عن متابعة تهريب الأسلحة الى اليمن، لكن الأميركيين لا يعوّلون كثيراً على النوايا الإيرانية، ويريدون تشديد الإجراءات على شواطئ اليمن وسلطنة عُمان، لذلك صعّد الأميركيون من تعاونهم خلال الأشهر الماضية مع بحرية الدولتين.

يأتي هذا التعاون من ضمن خطة أميركية واسعة في منطقة الخليج العربي لمواجهة المخاطر، لكنها في عُمان واليمن تأخذ طابعاً أكثر تخصيصاً، فالأميركيون يريدون المساهمة في خطة واسعة تواجه تهريب السلاح والمخدرات عن طريق البحر والبرّ معاً.

تشمل هذه الخطة البرّية تعاوناً بين حرس الحدود العماني والأميركيين، ومن خلاله تساهم الولايات المتحدة في عمليات التدريب وتوفير المعدات اللازمة التي تحتاجها عُمان لمراقبة طرقاتها ومعابرها البرّية مع اليمن، ويعود ذلك إلى أن طول الشواطئ العمانية يتطلب جهداً كبيراً لمواجهة عمليات التهريب.

السؤال هو "ماذا لو نجح المهرّبون من إيران في إيصال المخدرات أو السلاح إلى البرّ، فكيف نمنع وصول هذه المخدرات، وثمنها بالملايين، من الوصول إلى أسواق الخليج؟ وكيف نمنع الحوثيين خاصة والمهربين عامة من الاستفادة من بيع هذه المخدرات في الأسواق؟".

جواب الأميركيين هو توفير هذه المعدات التي تستعملها وكالات مكافحة المخدرات في الولايات المتحدة للشركاء العمانيين، وهذا ما حصل بالفعل وسيتمكّن الأميركيون أيضاً من تقديم معلومات استخباراتية لدى توفّرها.

وبحسب مصادر "العربية" و"الحدث"، بدأ الاميركيون الآن البحث في الشق الثاني من الخطة، وهو مساعدة الجيش اليمني وحرس الحدود اليمنيين في الانخراط في هذه الخطة، على أن يعمل اليمنيون الخاضعون للحكومة الشرعية على مراقبة المعابر مع عُمان، وأن يحاولوا منع عمليات التهريب عبر هذه الحدود. كما يريد الأميركيون مساعدة القوات اليمنية على ملاحقة المهرّبين على طرقات اليمن، ومنعهم من إيصال المخدرات والأسلحة إلى مناطق سيطرة الحوثيين الذين يستفيدون منها.

المصدر: عدن الغد

كلمات دلالية: الکثیر من

إقرأ أيضاً:

من سوريا إلى بغداد.. تفاصيل عملية شباط وانعكاسها على مكافحة المخدرات - عاجل

بغداد اليوم - بغداد

كشفت لجنة نيابية ،اليوم الثلاثاء (8 نيسان 2025)، عن بعض خفايا ما أسمته بعملية شباط النوعية التي أنقذت بغداد من شحنة مخدرات هي الأكبر منذ سنوات طويلة.

وقال رئيس لجنة مكافحة المخدرات والمؤثرات العقلية النيابية النائب عدنان الجحيشي لـ "بغداد اليوم"، إن "العديد من العمليات النوعية الكبيرة التي تنفذها وزارة الداخلية وتشكيلاتها من مديرية مكافحة المخدرات لا يتم الإعلان عنها وبانتظار استكمال التحقيقات، خاصة وأن عملية تفكيك شبكاتها تحتاج إلى جهد أمني واستخباري نوعي، وبالتالي فإن عملية مكافحة المخدرات مستمرة في عموم المحافظات".

وأضاف أن "إحدى العمليات النوعية التي تم الإعلان عنها في نهاية شهر شباط الماضي كانت إحباط دخول طن ومئة كيلوغرام من مادة الكبتاجون المخدرة قرب العاصمة بغداد، وهذه الشحنة كانت قادمة من سوريا باتجاه تركيا ومنها دخلت إلى العراق، ويبدو أنها كانت مخزونة لدى بعض تجار المخدرات ثم حاولوا تهريبها باتجاه العاصمة ومنها إلى باقي المحافظات. لكن الأجهزة الأمنية كان لديها جهد استخباري نوعي أسهم في إحباط هذه الشحنة الكبيرة".

وأكد الجحيشي أنه "هذه هي واحدة من سلسلة عمليات نوعية تم تنفيذها في الأشهر الستة الماضية، وبالتالي هناك عمليات أخرى سيتم الإعلان عنها".

وأشار إلى أن "العراق اعتمد لأول مرة على مبدأ استراتيجية استخبارية شاملة تعتمد على أربعة نقاط في مكافحة المخدرات وهي: التعقب، الرصد، التعامل الاستخباري، إضافة إلى تسليط الضوء على اختراق الشبكات التي تهرب وتروج المخدرات وصولًا إلى الرؤوس الكبيرة التي تديرها، وبالتالي نحن أمام عمل أمني متكامل أسهم في ضبط كميات كبيرة من المخدرات في الأشهر الماضية كانت كافية لزج الآلاف من الشباب العراقي في مستنقع الإدمان".

وأشار إلى أن "عملية شباط ليست الأولى ولن تكون الأخيرة ولكن عملية ضبطها كانت من خلال جهد استخباري معقد للغاية، حيث شاركت فيها سلسلة من الأجهزة الأمنية قبل إيقاع هذه الشحنة في كمين نوعي، وبالتالي نحن أمام نشاط استخباري استثنائي عراقي حقق نتائج مهمة خلال فترة وجيزة".

ويُعدّ العراق الذي له حدود مع سوريا وإيران والسعودية والكويت، بلد عبور لتهريب المخدرات، وتحوّل في السنوات الأخيرة إلى ممر مهم لتجارة المخدرات، لا سيما الكبتاغون والكريستال. 

وغالبا ما تعلن بغداد ضبط كميات كبيرة من المواد المخدرة أبرزها الكبتاغون الذي تشكّل السعودية الوجهة الأساسية له.

وحبوب الكبتاغون من المخدرات سهلة التصنيع، وتصنّفها الأمم المتحدة على أنّها أحد أنواع الأمفيتامينات المحفّزة، وهي عادة مزيج من الأمفيتامينات والكافيين ومواد أخرى.

مقالات مشابهة

  • اطلع على الجهود المبذولة في إحباط ترويجها.. محافظ الطائف يستقبل مدير إدارة مكافحة المخدرات بالمحافظة
  • مكافحة المخدرات تقبض على شخصين بمنطقة جازان لترويجهما 11.7 كلجم من مادة الحشيش المخدر
  • عمليات البحرية الأمريكية: نحتاج المزيد من الذخائر لمواجهة الحوثيين
  • لقاء الرئيس العليمي مع سفير واشنطن لدى اليمن يبحث ردع الحوثيين
  • من سوريا إلى بغداد.. تفاصيل عملية شباط وانعكاسها على مكافحة المخدرات
  • من سوريا إلى بغداد.. تفاصيل عملية شباط وانعكاسها على مكافحة المخدرات - عاجل
  • “مكافحة المخدرات” و”حرس الحدود” بـ”نجران وعسير وجازان والشرقية” تحبطان ترويج مواد مخدرة متنوعة
  • مكافحة المخدرات تقبض على مخالف لنظام أمن الحدود بمنطقة الرياض لترويجه مادة الحشيش المخدر
  • قناة CNN الأمريكية تكشف موقف الإمارات والسعودية من اي عملية عسكرية برية لاقتلاع الحوثيين في اليمن ودور القوات الحكومية وتفاصيل الدعم .. عاجل
  • جهاز مكافحة الإرهاب ينفذ عمليات ناجحة في مواجهة الإرهاب وتجارة المخدرات