هدد قائد سلاح الجو الإسرائيلي تومر بار بأنه لن يتسامح مع إضعاف الجيش خلال "خوضنا حربا تاريخية"، معتبرا عرائض الاحتجاج تعبر عن انعدام الثقة وتضر بتماسك الجيش ولا مكان لها في وقت الحرب.

وفي هذا السياق، قال الخبير العسكري العقيد حاتم كريم الفلاحي إن العرائض الاحتجاجية داخل الجيش الإسرائيلي لن تتوقف، خاصة أن الحرب مستمرة، ولم يسفر الضغط العسكري عن استعادة الأسرى المحتجزين بقطاع غزة.

وأوضح الفلاحي -في حديثه للجزيرة- أن تكتلات داخل الجيش بدأت تتشكل، "وقد تؤدي إن استمرت إلى العصيان أو التمرد، مما يشكل تهديدا كبيرا للأمن القومي الإسرائيلي".

وأكد أن حكومة بنيامين نتنياهو وائتلافه اليميني يصران على إكمال الحرب لأسباب سياسية لا عسكرية، مشيرا إلى أن العرائض بدأت بسلاح الجو ثم وصلت إلى سلاحي البحرية والمدرعات، "وقد تتدحرج إلى قوات أخرى داخل الجيش".

وفي إطار عرائض الاحتجاج المتصاعدة، انضم مئات من جنود الاحتياط في وحدة الاستخبارات 8200، بالإضافة إلى نحو ألفين من أعضاء هيئة التدريس، إلى العريضة الاحتجاجية المطالبة بإنهاء حرب غزة.

وذكرت القناة 13 الإسرائيلية أن منتسبي وحدة الاستخبارات 8200 حذروا في عريضتهم من أن استمرار الحرب يتسبب في مقتل الجنود والأسرى، وأعربوا عن قلقهم إزاء تزايد حالات الامتناع عن الخدمة في صفوف جنود الاحتياط.

إعلان

وحسب الخبير العسكري، فإن الوحدة 8200 هي وحدة استخبارات نخبوية متكاملة تدعم الجيش الإسرائيلي بالمعلومات اللوجستية الاستخباراتية، إضافة إلى الحرب السيبرانية.

ولفت إلى أن الانقسام بدأ يظهر جليا داخل الجيش الإسرائيلي بشأن استمرار الحرب من عدمه، بعد تغيير القيادات الأمنية والعسكرية في الفترة الأخيرة مثل وزير الدفاع ورئيس الأركان ورئيس الشاباك.

وقال الفلاحي إن هذه التغييرات جاءت بسبب الولاء السياسي وعدم تفاهم القيادات العسكرية مع حكومة نتنياهو، الأمر الذي أدى إلى استبدالها، إضافة إلى تراجع في نسبة التجنيد في قوات الاحتياط يصل إلى 40% أو 50%.

أما بشأن أسباب عدم تأثيرها على سير الحرب حتى الآن، شدد الخبير العسكري على أن الجيوش بصفة عامة هي بمنأى عن الميول والاتجاهات السياسية، ومن ثم عليها "تنفيذ ما يطلب منها بغض النظر عن التوجه السياسي"، رغم إقراره بأن الداخل الإسرائيلي بدأ يتململ.

وأمس الخميس، صدّق رئيس الأركان الإسرائيلي إيال زامير على قرار فصل قادة كبار ونحو ألف جندي احتياط من الخدمة، وذلك بعد توقيعهم على الرسالة.

وأكد زامير أن توقيع هؤلاء الجنود على العريضة يُعدّ أمرا خطيرا، مشيرا إلى أنه لا يمكن للمجندين في القواعد العسكرية التوقيع على رسائل ضد الحرب ثم العودة إلى الخدمة.

ونشر 970 من جنود الاحتياط الحاليين والسابقين في سلاح الجو رسالة تدعو إلى إعادة جميع الأسرى الإسرائيليين من غزة، حتى لو على حساب إنهاء الحرب المستمرة منذ أكثر من عام ونصف العام.

ورفض وزير الدفاع يسرائيل كاتس "بشدة" رسالة أفراد الاحتياط بسلاح الجو، معتبرا أنها محاولة للمس بشرعية الحرب التي وصفها "بالعادلة".

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات داخل الجیش

إقرأ أيضاً:

«رسالة احتجاج تكسر الصمت».. هل بدأ الانقسام داخل الجيش الإسرائيلي؟

في خطوة أثارت ضجة كبيرة داخل المؤسسة العسكرية الإسرائيلية، نشر نحو ألف من أفراد سلاح الجو الإسرائيلي، بين جنود احتياط ومتقاعدين، رسالة علنية دعوا فيها إلى إعادة الأسرى المختطفين فورًا، ووقف سلاح الجو الإسرائيلي.

وجاء في الرسالة التي وقعها بعض العسكريين بأسمائهم الكاملة، وآخرون بالحروف الأولى فقط: «نحن مقاتلو الطاقم الجوي في الاحتياط والمتقاعدين، نطالب بعودة المختطفين إلى ديارهم دون تأخير، حتى على حساب الوقف الفوري للأعمال العدائية».

وهاجم الموقعون الحرب المستمرة، معتبرين أنها تخدم مصالح سياسية وشخصية أكثر من كونها أمنية، وأن استمرارها لا يحقق أياً من أهدافها المعلنة، بل يزيد من خطر مقتل الجنود والأسرى والمدنيين الأبرياء، إضافة إلى استنزاف قوات الاحتياط.

وشددوا على أن التجربة أثبتت أن الاتفاقات وحدها هي التي تعيد الأسرى بسلام، بينما الضغط العسكري يؤدي غالبًا إلى مقتلهم وتعريض حياة الجنود للخطر.

تهديدات عسكرية وردود فعل

وفي أول رد رسمي، هدد قائد سلاح الجو، تومر بار، بأن أي جندي يرفض سحب توقيعه من الرسالة سيتم فصله نهائيًا من الخدمة، معتبرًا أن التوقيع يمثل خرقًا للثقة العسكرية بين القيادة والجنود.

وبحسب القناة 14 الإسرائيلية، لم يتراجع سوى خمسة جنود فقط عن توقيعاتهم حتى الآن، رغم التهديدات.

كما قرر كل من رئيس أركان الجيش، إيال زامير، وتومر بار، تسريح جميع جنود الاحتياط المشاركين في التوقيع ممن لا يزالون في الخدمة الفعلية.

ونقلت صحيفة هآرتس عن مصادر عسكرية تأكيدها أن أغلب الموقعين ليسوا في الخدمة الفعلية، من دون الكشف عن أعداد دقيقة.

اقرأ أيضاًعاجل | ارتفاع عدد شهداء العدوان الإسرائيلي على غزة إلى 50 ألفًا و886 شهيدًا

اليونسيف: أكثر من 400 ألف طفل بغزة معرضون للموت بسبب القصف أو الجوع أو المرض

بكري: إشادة مبعوث ترامب بالمبادرة المصرية تمهد لإمكانية وقف إطلاق النار بغزة

مقالات مشابهة

  • اتساع رقعة رافضي الحرب داخل الجيش الإسرائيلي
  • كيف تؤثر الاحتجاجات وأزمة التجنيد على الجيش الإسرائيلي؟
  • نتنياهو يُهاجم موقعي عرائض الاحتجاج المطالبين بوقف الحرب على غزة
  • اتساع رقعة الاعتراض على حرب غزة داخل المؤسسة العسكرية الإسرائيلية
  • عاجل| القناة 13: مئات من جنود الاحتياط في وحدة 8200 ينضمون لعريضة الاحتجاج على حرب غزة
  • اعلام العدو: جنود الاحتياط بسلاح الجو “الإسرائيلي” يردون على قرار فصلهم
  • «رسالة احتجاج تكسر الصمت».. هل بدأ الانقسام داخل الجيش الإسرائيلي؟
  • عاجل:- قائد سلاح الجو الإسرائيلي يهدد جنود الاحتياط الموقعين على رسالة رفض استمرار الحرب في غزة
  • خبير عسكري: فصل الجنود المعارضين للحرب يزيد انقسام الجيش الإسرائيلي