سواليف:
2025-04-12@20:58:26 GMT

لا تُشوّهوا الذاكرة… ولا تُفرّطوا بالوطن

تاريخ النشر: 11th, April 2025 GMT

#سواليف

لا تُشوّهوا الذاكرة… ولا تُفرّطوا بالوطن
بقلم: أ.د. محمد تركي بني سلامة

بكل وضوح وشفافية، أكتب هذه السطور بوصفي أستاذًا في العلوم السياسية ومتابعًا للشأن العام، لا أنتمي إلى جماعة #الإخوان_المسلمين، ولا إلى ذراعها السياسي حزب جبهة العمل الإسلامي، ولا إلى أي حزب سياسي أو جهة تنظيمية. أنا مستقل تمامًا، وكتابتي هذه لا تهدف إلى الدفاع عن الإخوان أو سواهم، وإنما هي دفاع عن #الحق و #الحقيقة، ومن أجل #المصلحة_الوطنية العليا لوطننا العزيز #الأردن، في ظل القيادة الهاشمية .

لقد تابعت مؤخرًا حملة إعلامية ممنهجة تستهدف تشويه جماعة الإخوان المسلمين، وتحميلها وزر الإخفاقات السياسية والاقتصادية التي تتخبط بها البلاد. وهنا أجد لزامًا عليّ أن أقول كلمة الحق، لأن الصمت في لحظة التزييف هو خيانة للحقيقة.

مقالات ذات صلة “العمل الإسلامي” يستنكر منع فعالية الأغوار ويدعو لوقف النهج الأمني 2025/04/11

من غير المنصف – بل من المخجل – إنكار حقيقة أن جماعة الإخوان المسلمين لم تكن طارئة على المشهد السياسي الأردني. لقد نشأت الجماعة من رحم الدولة، وتربت في كنفها، بل واعتمدت عليها في محطات تاريخية حاسمة لتوازن المعادلات الداخلية ومواجهة تحديات إقليمية خطيرة. ولعبت الجماعة أدوارًا محورية في ترسيخ الاستقرار المجتمعي والسياسي لعقود طويلة.

ما يحدث اليوم من بعض الأقلام التي تتصدر المشهد الإعلامي لا يعدو كونه محاولة يائسة لحرف الأنظار عن الأزمة الحقيقية: إفلاس النخبة السياسية التي تتصدر المشهد الإعلامي وتدافع عن سياسات حكومية عاجزة عن تقديم حلول واقعية. هذه النخبة، التي اختارت أن تكون بوقًا للسلطة لا صوتًا للشعب، ساهمت في تعميق الفجوة بين الدولة والمجتمع، وتركت فراغًا سياسيًا ملأته المعارضة، وعلى رأسها جماعة الإخوان المسلمين.

وهنا، لا بد من التوقف عند خطأ جسيم يتكرر مرارًا ويكلّف الوطن الكثير. فهناك وجوه بائسة، منبوذة من الشارع، مرفوضة من الناس، تُدفع إلى الواجهة لتتكلم باسم الوطن وتدافع عن قضاياه، فتسيء دون أن تدري، وتُضعف دون أن تعي، وتُنفّر بدلاً من أن تُقنع.
بهذه الطريقة، لا تحتاج الدولة إلى أعداء خارجيين لتخسر قضاياها؛ يكفيها أن تسيء الاختيار، فتُفرّغ القضايا من مضمونها، وتفقدها مصداقيتها، وتحول الحق إلى باطل في أعين المواطنين، وتهدم في لحظات ما بنته الدولة خلال عقود من الجهد والثقة والمكانة.
الوطن لا يحتاج إلى أصوات تستفز ولا إلى وجوه تستحضر الغضب، بل يحتاج إلى من يمثلونه بصدق، إلى العقلاء والحكماء، إلى من يحملون حب الوطن في قلوبهم واحترام الناس في سلوكهم، ويملكون لغة تقنع وتبني ولا تهدم.
احذروا من أن تجهضوا القضايا الوطنية العادلة بأشخاص لا يليقون بها… فبعض الوجوه حين تظهر، وبعض الأصوات حين تُسمع، تكون أقرب إلى خدمة خصوم الوطن من خدمته.

إن معالجة الأزمات الوطنية لا تكون بتشويه الآخر أو بخطاب الإقصاء والتخوين، بل بالمكاشفة والمصارحة وتحمل المسؤولية بشجاعة. لا يجوز أن يكون الدفاع عن الحكومة مبررًا لتزييف الوعي وتضليل الرأي العام، فالمواطَنة الحقة لا تعني التطبيل، بل تعني النقد البناء والبحث عن الأفضل.

تاريخ الجماعة – سواء اتفقنا معه أو اختلفنا – هو جزء لا يتجزأ من تاريخ الدولة الأردنية. ولا يجوز القفز عليه أو شطبه بجرة قلم أو بحملة إعلامية مدفوعة الأهداف. وإذا كانت هناك ملاحظات أو انتقادات على الجماعة، فلتكن من منطلقات وطنية وأخلاقية، لا من دوافع انتقامية أو تصفية حسابات.

الوطن يحتاج إلى كل أبنائه، وإلى توسيع هوامش المشاركة، لا تضييقها. يحتاج إلى بدائل سياسية حقيقية، تحمل مشروعًا وطنيًا جامعًا، لا إلى أصوات متشنجة تُقصي وتُخوِّن وتُجَرِّم. المشكلة ليست في وجود الإخوان أو غيرهم، بل في غياب خطاب سياسي وطني جامع، يعيد الثقة بين الدولة والمجتمع.

لقد أثبتت التجارب أن من لا يرى الواقع كما هو، أو يتعمد تجاهله، لا يمكنه أن يساهم في صناعة مستقبل أفضل. وأقولها بصدق: إننا في لحظة وطنية حرجة، تتطلب من الجميع – موالاةً ومعارضة – أن يرتفعوا إلى مستوى المسؤولية، وأن يقدموا المصلحة العامة على الأجندات الخاصة، وأن يصونوا الأردن من العبث والتشويه وطمس الذاكرة.

إن حماية الأردن، وصون وحدته الوطنية، لا تكون بالإقصاء، بل بالاحتواء. لا تكون بالتخوين، بل بالحوار. لا تكون بالاتهامات، بل بالحلول. فليتوقف البعض عن إعادة إنتاج خطاب الخوف والتخويف، ولْنبدأ حديثًا جديدًا: حديث الثقة، الشراكة، والحق في الاختلاف ضمن ثوابت الدولة وقيادتها الهاشمية.

لقد آن الأوان لأن نعيد التوازن للمشهد، ونعترف بأن الأزمة أعمق من جماعة أو حزب. إنها أزمة مشروع، ورؤية، وثقة. فهل من يسمع؟

وفي الختام نقول: هناك، غرب النهر، يقف عدو غاصب، لا يهدأ له بال، ولا تخبو نيرانه، يحمل في جعبته مشروعًا خبيثًا، يتربص بنا ويتوعد وجودنا، ويهدد مستقبل أجيالنا. هذا العدو لا يكتفي باغتصاب الأرض وقتل البشر، بل يسعى لتحويل وطننا إلى بديلٍ عن فلسطين، وتصفيـة القضية الفلسطينية على حساب الأردن وهويته ومستقبله.

إن ما نواجهه ليس مجرد خلاف سياسي أو جدل عابر، بل مؤامرة كبرى تستهدف كياننا، وتمس جوهر وجودنا، وتضع حاضرنا ومستقبلنا في مهب الريح. فعدونا يمتلك مخططًا غادرًا، يعمل ليل نهار، لفرض أمر واقع يقلب المعادلات، ويجعل من الأردن ضحية جديدة لمشروع استيطاني توسعي لا يعترف إلا بالقوة.

علينا أن ندرك أن الوقت ليس في صالحنا، وأن الفرقة خيانة، والصمت تواطؤ، والتقاعس جريمة بحق أنفسنا وأوطاننا وأجيالنا القادمة. لا خيار أمامنا سوى أن نوحّد الصفوف، ونجمع الطاقات، ونرفع الصوت عاليًا: لن نسمح بمرور هذا المشروع، وسنفشل مخططاته بكل وسيلة ممكنة، دفاعًا عن كرامتنا، وهويتنا الوطنية، وحقنا في تقرير مصيرنا على أرضنا.

الوطن ينادينا، والأهل غرب النهر يستغيثون، والمستقبل ينتظر قرارنا… فهل نلبي النداء؟

المصدر: سواليف

كلمات دلالية: سواليف الإخوان المسلمين الحق الحقيقة المصلحة الوطنية الأردن الإخوان المسلمین یحتاج إلى لا تکون لا إلى

إقرأ أيضاً:

وزير التسامح: تعزيز الهوية الوطنية إحدى ركائز نمو المجتمع وازدهاره

يطلق صندوق الوطن غداً الجمعة، النسخة الأولى من قوافل الهوية الوطنية بمنطقة مصفوت في إمارة عجمان، برعاية الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، وزير التسامح والتعايش رئيس مجلس إدارة صندوق الوطن، والتي تستهدف أكثر من 25 ألف مواطن من منطقة مصفوت والمناطق المجاورة لها، بمشاركة حوالي 49 وزارة وهيئة ومؤسسة حكومية وخاصة وأكثر من 10 جامعات إماراتية.
وتركز القافلة على تعزيز الهوية الوطنية لدى قطاعات المجتمع كافة، وعلى رأسها طلاب المدارس والكليات والجامعات، والأسرة (بما في ذلك المرأة والطفل)، والشباب وأصحاب الهمم، وكبار المواطنين، وأفراد النخبة، إضافة إلى مؤسسات الإعلام، ومنتسبي الوزارات والهيئات الحكومية، وكذلك مؤسسات المجتمع المختلفة، وخاصة الأهالي في المناطق البعيدة.
وقال الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، إن إطلاق قوافل الهوية في منطقة مصفوت تمثل إحدى المبادرات المهمة لصندوق الوطن الذي يركز خلال عام 2025 على تعزيز مفهوم الهوية الوطنية لدى الجميع، من خلال أنشطته وبرامجه، وفق شعار «هوية وطنية قوية ومستدامة»، مؤكداً أن تعزيز الهوية الوطنية يمثل إحدى الركائز الأساسية لنمو المجتمع وازدهاره، ويشكل عاملاً جوهرياً في تحقيق أهداف القيادة الرشيدة التي تضع الإنسان في صميم استراتيجياتها التنموية.
وأضاف أن صندوق الوطن يعتمد في عمله على تعريف واسع وشامل للهوية الوطنية، يتضمن الجانب المجتمعي والثقافي، الذي يقوم على القيم الإنسانية والخصائص الثقافية والحضارية الإماراتية كأسس للبرامج والأنشطة، بما في ذلك الدين الحنيف، واللغة العربية، والتراث، والولاء والانتماء للوطن وقيادته الرشيدة.
من جانبه أكد ياسر القرقاوي، مدير عام صندوق الوطن، الحرص على التعاون مع الجهات الرسمية والخاصة في المجتمع، من خلال نموذج خلاق للشراكة المجتمعية لتعزيز الهوية الوطنية، لافتاً إلى أن مشاركة 49 جهة في الأنشطة تعبر عن ثقة هذه المؤسسات في أسلوب عمل الصندوق وقدرته على الإنجاز، إضافة على نبل الأهداف التي تركز على القيم الوطنية المشتركة.
وأضاف أن هذه الشراكة تثري الفعاليات وتقدم تنوعاً مطلوباً للأهالي في منطقة مصفوت، مبيناً أن من بين الجهات المشاركة ديوان الرئاسة، ومؤسسة إرث زايد الإنساني، ومجلس الإمارات للتنمية المتوازنة، ووزارة التسامح والتعايش، وجائزة خليفة الدولية لنخيل التمر والابتكار الصناعي، وجائزة خليفة التربوية، ومؤسسة الإمارات، والصندوق الدولي للحفاظ على الحبارى، ووزارة الثقافة، ووزارة الشباب، والمجلس التنفيذي - عجمان، ودائرة التنمية الاقتصادية - عجمان، ودائرة التنمية السياحية - عجمان، ومؤسسة التنمية الأسرية، وهيئة الهلال الأحمر الإماراتي، وبلدية عجمان، والأرشيف والمكتبة الوطنية، والقيادة العامة لشرطة عجمان، ومجلس أبوظبي للشباب، ومجلس دبي للشباب، ومجلس عجمان للشباب وغيرها.
وأوضح القرقاوي أن برنامج قوافل الهوية الوطنية في مصفوت يشمل فعاليات وأنشطة متنوعة وكثيرة وثرية وتناسب أهداف القافلة وجمهورها المستهدف من أبناء المنطقة والمناطق المجاورة لها، ومنها: فنون أدائية إماراتية مثل العروض الشعبية المتنوعة، ومعرض مؤسسات إرث زايد، ومعرض الأرشيف الوطني تحت شعار الإمارات عبر التاريخ، إضافة إلى فعاليات مسرح القافلة التي تضم الفنون الشعبية التراثية، وشعراً في حب الإمارات، وعروضاً للأطفال، ومحاضرات توعية بيئية، وحلقة شبابية، وزايد: قصة وطن، وقيم إماراتية، والعربية لغة القرآن. (وام)

مقالات مشابهة

  • تحذير من حركة أخطبوطية.. الإخوان «تهديد للوحدة الوطنية» فى فرنسا وأوروبا
  • لماذا تدعم الطرق الصوفية المصرية الدولة وتحتمي بها؟
  • فخرى الفقى: الحملات ضد ضيوف مصر تقودها جماعة الإخوان الإرهابية
  • وائل لطفي: ثورة 30 يونيو شكلت نقطة فاصلة في مواجهة جماعة الإخوان الإرهابية
  • وائل لطفي: خطاب جماعة الإخوان يحرم الفن ويعمل على زعزعة ثقة المواطنين في الدولة
  • وائل لطفي: جماعة الإخوان تاجرت بالدين واستخدمته في غير أغراضه
  • بين قَهرَين!! الإخوان والحكومة!
  • أجمل ما قيل عن الأردن في يوم العلم الأردني
  • وزير التسامح: تعزيز الهوية الوطنية إحدى ركائز نمو المجتمع وازدهاره